في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين .

في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين .


10-25-2018, 10:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1540460425&rn=1


Post: #1
Title: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 10-25-2018, 10:40 AM
Parent: #0

10:40 AM October, 25 2018 سودانيز اون لاين
عبدالله الشقليني-
مكتبتى
رابط مختصرفي وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين .

إن العمر معقود على أرجل الحمام الزاجل . يرقبنا منذ صراخ الجنين أول الخروج من دفء الرحِم وإلى الوداع حيث ابتسام المُغادرة عند الغيبة الكُبرى .
فاجعة أخرى ، يصفعنا الدهر برحيلك يا "عثمان " ... يا من ثبَّتَ القلوب على لمعان الوجد وبريق المحبة . مرَّت رياح السمومِ على بساتين المُبدعين التي كانت تُسامر الفراش والنسمات التي تُفرح الأرواح و تُجلي القلوب . نضبت الجداول التي كانت تُسقينا ماء الحياة .عندما جلستَ "للحن "محراب النيل "التي صاغها الشاعر " التجاني يوسف بشير" من بعد عقودٍ مرت على رحيله في ريعان صباه ، دار في ذهني حديث الكاتب القاص : "عثمان حامد سليمان "حين ذكر أن من وراء حُجب الغمام التي ظللت رحيل الكثيرين من مُبدعينا وقت إزهار شبابهم شُبهة أيادٍ آثمة أسهمت في اغتيالهم وقت النشُوق وتوق الثمار إلى النهوض . منهم "معاوية محمد نور" و"مصطفى بطران" و"خليل فرح " و " كرومة "من يُحلل عُقدةً من لساني ؟من يقدر على تجرُع كأس الوطنية حتى الثُمالة مثلك يا " عثمان " ؟ ،

يا جليس ملائكة النغم ، تتجول أنتَ معها في بَهو خيالك الوثاب . تقفز أنتَ بين الرُبا وفي ذهنك مسبحٌ يملأ الأفق هو "سليل الفراديس"يزحف على صدره بطول الوطن من أقصاه إلى أدناه ، باسطاً الخضرة والعُشب والشجيرات والأشجار ، وأرضاً للفلاحة وماء من السماء يُحيي به أهلنا جنة دُنياهم إن رغِبوا ويُفسحوا للنِعَم وهي تلتفُّ من حولنا لعلنا ننتبه أن الكون أكثر رحمة مما كُنا نَحسب.جلست أنتَ يا "عثمان " في قممك العالية ونسجتَ سجادة العُمر الغنائي :


ـأنت يا نيل يا سلسل الفراديس --
نبيل موفق في مسابك
حضنتك الأملاك في جنة الخلد --
ورفت على وضئ عبابك
وأمدت عليك أجنحة خضرا --
وأضفت ثيابها في رحابك
فتحدَّرت في الزمان وأفرغت --
على الشرق جنة من رضابك


عرَّجتَ بنا السلالم الموسيقية لأقصى رُدهات الرقة ثم هبطتَ بنا إلى أدنى عتبات الغلظة تصطفي النقائض وتستنفر التآلُف بين الأشتات . قرَّبت لنا قصة النيل العظيم المختبئة في بطن الأساطير القديمة والديانات الأوَل وهي تُراوح مكاناً بين الخوف والرهبة والرزق الممدود والفيضان الغضوب ساعة ائتمار الجداول عليه في الخريف فيخرج بعنفوانه ، يضرب بأجنحته الأُفق.جلست سيدنا أنتَ للدنِّ وشربتَ من رياحين الشوق والوجد والمحبة للنيل الذي تدفق من بعد أن تحركت صفائح الكرة الأرضية ذات زمان قديم وانزلق النهر لَدِناً من بين التضاريس .

شق التلال والهضاب و صنع الأحراش والغابات والآكام من الصحارى الجرداء . داس على الطين والرمل والحجارة ليكتُب لمن تجمعوا على شواطئه :" هنا الرزق الوفير المَطير"من أي الأكوان الإبداعية هبط شهابك يا " عثمان " علينا ؟تخيرتَ أنتَ من بطن التاريخ قصيدةً تمتدح مَنْ يستحق المديح . حفرت في المناطق الرخوة مكاناً لحرير الوجدان .جئتَ تُآخي شاعرنا " التجاني " وتُقاسمه محبته للسلسبيل الفضي البهيج . وَقَفْتَ غيمة في كبد السماء وبدأت الهطول دواما.سيدنا "عثمان" في مقامك الرحيب :" أوفيت وما قصَّرت " نذكرك منذ أيامك الأولى ، ترقبُ الأوتار وصنيع سحرها من يد الصدوق الراحل عمنا : كامل السيد حمدون وأنتَ تُنصِتْ للنغمات تتلوى على جسد الإسماع .

جرَّبتَ أنت ثم تدربت ، ثم تفككت تُربة الإبداع لتُنبِت سُنبلةً ثم شجرة باسقة بأغصان النغم الشجي .جمَّلتَ أنتَ وُجداننا . فرشت دَواخِلنا لمراقد الهناء وتوسدتَ وسادة العِشق الرومانسي . التقيت بدُرر الشاعر" التجاني " التي "حفها النيل واحتواها البرُ " ، " صحى الدُجى من غِمده وتَغَشاكَ في الأسرّة فَجرُ ". ذاك بشعره الأخاذ وأنتَ تنحت التماثيل من الموج المُتلاطِم ! .ألف سلام عليك في مراقد الهناء ، يرزقك مولاك بإذنه ظلاً ظليلا وثمراً وفيراً في الجنان التي خصَّ بها أحبائه الذين اصطفى، وترى أنتَ ما لا عين رأت ولا أذنٌ سمِعتْ ولا خطر على قلوبنا جميعاً .
عبد الله الشقليني
08/06/2008 م
*

Post: #2
Title: Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان
Author: عبدالله الشقليني
Date: 10-25-2018, 11:05 AM


Post: #3
Title: Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان
Author: عبدالله الشقليني
Date: 10-25-2018, 11:17 AM
Parent: #2


Post: #4
Title: Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان
Author: عبدالله الشقليني
Date: 10-28-2018, 08:57 AM
Parent: #3


Post: #5
Title: Re: في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان
Author: عبدالله الشقليني
Date: 10-28-2018, 09:06 AM
Parent: #4