ذاكرة الفصول

ذاكرة الفصول


10-20-2018, 02:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1540043783&rn=0


Post: #1
Title: ذاكرة الفصول
Author: عادل البراري
Date: 10-20-2018, 02:56 PM

02:56 PM October, 20 2018

سودانيز اون لاين
عادل البراري-المملكة العربية السعودية
مكتبتى
رابط مختصر

ذاكرة الفصول
~~~~~~~~
للوجع تفتح أبواب الفصول
للمدارات العواصف و السكون
هذا الجُرح تنبشه الجوارح والشكوك
تنعش ذاكرته سود الليالي
تجول به وعورة المنافي
لذة الوجع الخرافي
و ذئاب تتلذذ بنهش البواقي
نثرتنا الرياح فضول منافي
أيها الوجه الغريب والتفاني
أيها المانح الصبر ورد التلاقي
وأعد النسيان حلم الأماسي
حالم في كل المراسي
فاتح زفير الهم تلاشي
شاهر أبواب القصيدة شذى
كل أنواع البكور أغاني
في إحتراق سلم الوتر في جمر المعاني
وضياع لمح الأماني
أيها الجرح الرافض سنينا
الشفق غريب الوجه يتسكع بلا دليلا
الليل يحتضن المسافات كل المدن رهينا
يتشبث على كل جدران يتسلق بعض منا وفينا
هذا الهم يمازحنا يجالسنا سنينا
يغلق النوافذ وفواصل الأبواب كل حينا
هذا المطر يمضي حزين مثلنا وفينا
لا يختبئ في شقوق العطش العميقا
لا يسقي مخابئ الوهن البعيدا
لا ينام  الأيام غرير العين عشيا
يرتحل كدموع الصغار فينا
ويتحجر كقلوب الطغاة فينا
يفترش النيل دموعاً وحصاده بعيدا
أيها الوجه الذي لا يعترف بالضياع
لا يرتهن لأنسجة الحدود
لا يهويه طعم السهاد
يفتح أبواب القصيده للبعاد
تهاجنه اصباغ القبائل
تنشره فوق أقبية الارتحال
وجع الحروف حين تعبس بالأنامل
حين تنازع إشارات السؤال
وتجذبه  لأحذية الضياع
للريح المر والسباع
لصخب الضحك ومفردات البعاد
تبقي الشمس نداء
من أين جئنا ثم مضينا بعض منا ضعفاء
سمرة اللون الذي لا يرتحل إلا بياض
في الأبنوس وحزن التبلدي
فرحة الطلح مناداة الهشاب فينبثق حنينا
ماتت الأشجار واقفة
الشوق حبيس الحراز وشعره الجميلا
دمع المطر في كل ضفة عصية
يرتوي الجفاف يهم برحيله
نوبي الطرف كرائحة النخيل
انبئنا يا الراشد المقتول على أعواد الحقيقة
هل مات الفارس على بوابة المدينة
ام مات العاشق وناحت القصيدة
كم أمات النبض حين اللقاء
وكم في الفيافي هرب وحيدا
فعشعش الوهم في خلايا ضرباً جميلا
ام ترنحت الفصول خجلاً
فإرتضى الوهن حزناً دخيلا
أم هرمت المسافات والبروق نامت مزيدا
واعتلاء وجهك شكل الفضولا
فترنحنا على جزع الأيام سنينا
كم الهتنا الحياة والحزن جاسم على صدورنا
يفض بكارة الشرود يمكث مقيلا
عبست بنا الأيام ليس قليلا
الطغاة على جدار الشمس يمكثون بلا رحيلا
قم فاحتسي رائحة الكلام
دعى خمرك تنبت فصولا
أو أذهب في انكسار الشتاء
أعصب عيناي ضد الفروض الدخيلا
خبرني أين ذهبت الحبيبة
ونبض هذا الوريدا
تداعى بالأمس إن كان فيه سبيلا
مت على أشواقُ الرجاء
في خلاياك صبح جديدا
فأنبت علي المسافات زرعاً جميلا
لك هذا الشريان حين يضج فتيا
كم تبسم في الشوق قتيلا
انبئني عن انحسار الصباح
للحلم بشاشات عيناك الصباح
للجرح جمر مسامات الصياح
للشوق حركة تلك الرياح
خبئني بين جدران الغياب
بين نهديك أعود في صبحات النقاب
انصبيني على مدار الشموس
ليس لنا غير تنهدات الصباح
ومضاجعة النهار زفيره
خيوط السموم تلمنا هنا وهناك
تنثرنا في فجاعات  الطواف
في كل نهايات أو عند جراح الأحزان
هذا النهار يتنفس بلا غيوم
تتبخر همسات الشوق فتعلو النجوما
رغم فتوة النهار تضيع رعشة الغيوم
بين فتوة النهد الجموح
وصفاء مسامات الاندهاش
أبكيك حين يتربصنا البكا
فأنثريني في مخاضع الضباب
أحزميني في دفء الحطب لحظة غياب
فاجمعيني كلما ضجت حديقة
وبلل نداءك ثياب اللقاء
رتبيني كلما ضاعت من أناملي قضية
رشحني  البحر فأهديك أناملي ندية
فيها ما كان مثل الروح يأتي قوية
فسرنا في النهر القديم سويا
من مدار الجدي إلى أدنى الاستواء
اي الملامح فصولي  نار وبواقي رثاء
وأي الأيام إنتظار نراجع فيها النداء
اي العشق سموم وانحناء
اي وجوه الأمس تنثر البقاء
بدوياً أحمل عصا وأحلم بالانتماء
إفريقياً لا أدري  مذاق الخيام
أحمل الهم واطوف بشوقِ ضريح
عرشي غزوات وارتماء
وجموحي تراتيل وهموم صلاة
وفحولتي رمح لا يثقب الحقيقة
أنا بدوي الغرام كل أثوابي خديعة
وحنيني شمس إستوائية
هذا اللسان في العشق
ولساني على شفتك غربيا
صياد لا أجيد طلوع النخيلا
لا تهزمني السيف
تجردني الكلمات أبدو وحش عنيدا
كلما أطل  لحظك وبرق في سراب مداخلي
أخرُ مع الساجدينا عز مساء ونهاريٍ ارتخاء
أنا الفعل المزركش على أبواب الإنتماء
أنام كالبرية وانهض للعشق فارس أبدية
أجمع كل أشياء وانثرها كما يحلو المساء
افلاك وكواكب مضيئة
ووجودي يمضي رتيبا
يحمل بطين قلبي عشقاً
يحتوي فصول العاشقينا
لا تنامي والليل يأكل شهقات جلدي
انتفاض العرق المسموم حينا
حية تجوفُ تجويفي تصرخ أين المزيده
أعريك شمساً مضئية
كلما شرقت شمس وتدلت خيوطها
أمكث خلف شمسك سنينا
أمضي مثل شعاع نبض الأغاني
أسارق الفرح المتربس حينا
أتكئ على خيوط ضياعي
أنادي الليل المبحوح صباحاً
يرتد الوجع فيصرخ حينا
استدعيك ملء مسامعي كل دقيقة
فاجعل النهار روحاً أبديا
وردي المتهات أصم لا ينطق إلا حينا
دمي مباح يا سيدتي
كلما صاح الألم وناح
يحتمي الجرح في قبيلة
يتنفس الخبث يتمدد حينا
يضيع زبد الكلام يحترق الإنتماء مثيلا
وكم لنا في وأدي القهر شفاه
لا تمطر رحيق فلا يفوح حنينا
وحزن ناعم القوام يحمل الثمار ويجنينا
يرتحل كمهس النداء
كلما همس العرق يجلدنا عراة فيصحينا
تصعد الروح وتخبؤ حينا
كلما بدأنا إنتهينا
كلما إنتهينا نغفو حينا
لا ندري متى كنا وكم مضينا
في أي مواقيت عصف بنا فانتهينا
عدنا كشمس مثلما بدأنا
أبنوسي اللون والقوام شهيا
إفريقي الوجع
وحزني صبراً خرافي الفاصيلا
أشتهي مطراً الأيام لا يرتاح حينا
يبعثر ما تبقى فينا

عادل البراري