فى هذا الشهر يطوفُ فى خيالى صُورَ شُهداء إنتفاضة سبتمبر 2013 الذين حصدت أرواحهم رصاص مليشيات الإنقاذ فى واحدة من أبشع مجازر النظام. نعلم تماما من هُم القَتَلة الذين صوبُوا بنادقهم نحو صُدور أولئك الشباب الشهداء.. ونعلم أنهم قُتِلوا ليُحافظ السفاح على مقعده حتى يواصل قتل المزيد من المواطنين من حماية عصابته من المحاسبة، ولإستعبادتهم وإهانتهم وإذلالهم فى صورة أبشع من إذلال المُستعمِر وعُنصريته.
وُلدتُ فى العام الذي سَقطَ فِيه القُرشي شهيداً فى ثورة التغيير أكتوبر واحد وعشرين..
وسقط زميل الدراسة طه يوسف عبيد شهيدا فى إنتفاضة يناير 1982 وإنهارت بعده ديكتاتورية مايو فى أبريل 1985.
كُنت فى السنة الخامسة إبتدائى عندما سقط هيتكور بيترسن برصاص نظام التفرقة العنصرية فى سُويتُو فكان بداية لشرارة إنتفاضة سُويتُو فى 16 يونيو 1976 لم أكن أعرف عنه شيئا أو اسمع به قبل ذلك. فكلما ما ذُكِرت جنوب إفريقيا يقفزُ إلى أذهاننا نِلسون مانديلا وتجربة التفرقة العنصرية البغيضة. فقط فى بداية هذا الأسبوع تَعرّفتُ على قصة هِيكتور بيترسن من خلال زيارة لسُويتو ومتحفاً بإسمه تخليداً لذكراه يحكى قصة مقتل الطفل هيكتور ذو الإثنى عشرة عاماً. قُتل هيكتور فى مسيرة طلابية للمطالبة برفض الدراسة بلغة الإفريكانس وإعتماد الإنجليزية بدلا عنها. كان مقتل هيكتور بداية شرارة إنتفاضة سُويتُو لمناهضة نظام التفرقة العنصرية. الصورة التى إلتُقطت لهيكتور يحمله أحد أقرانه وإسمه (أُمبيوسي) وبجانبه شقيقته إنتشرت فى العالم إنتشار النار فى الهشيم وأثارت غضب العالم على نظام بريتوريا العنصري وساهمت فى تُحرر الافارقة من السود من حكم الاقلية البيضاء العنصري. أُرغم (أُمبيوسي) الذي حمل جثة هيكتور على اللجوء إلى زامبيا ومنها إلى نيجريا. أما المصور فقد تمت مطارته والتضيق عليه ووضِع تحت الأقامة الجبرية والتخلى عن وظيفته كصحفى. الشارع الذي قتل فيه هيكتور لا يبعد سوى بضعة مئات من الإمتار من منزل نِلسون مانديلا والقس دسمُوند توتو. اليوم يسكن فى سُويتُو حوالى أربعة ملايين نسمة من جميع الطبقات والالوان..
مقتل هيكتور على يد النظام العنصري فى بريتوريا لايختلف كثيرا على مقتل المئات من السودانيين فى سبتمبر 2013 على يد النظام العنصري فى الخرطوم.
سيف اليزل سعد عمر
Post: #2 Title: Re: هِيكتور بِيترسن: شهيد إنتفاضة سُويتُو Author: سيف اليزل سعد عمر Date: 09-18-2018, 03:58 PM Parent: #1