سيرة الشمس --- شعر

سيرة الشمس --- شعر


09-10-2018, 03:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1536591276&rn=0


Post: #1
Title: سيرة الشمس --- شعر
Author: أبوذر بابكر
Date: 09-10-2018, 03:54 PM

03:54 PM September, 10 2018

سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر

سيرةُ الشمسِ

بلسانِ الليلِ

منذ أن درّ ثدىُ الكونِ
حليبه النجمى
أخضر، أبيض، أزرق
بدأت طفلةُ الضوءِ تحبو 
كما القصائد
فى شرايين الشعراء المتعَبين
نبتتْ 
وسط حقول سناءها الرحيب
بهيةً
شهيةً
مثل أسئلة الصغارِ
أمام وجه أبيهم
حين يؤوب وهو يرتدى 
وجهَ الغيابِ 
متلفعاً بالشوقِ وبالجراحِ
كانت تشرق
كما ليلَكٍ صبى
فتغار منها حدائقُ الصباحِ
أغنياتُ الفصولِ
حكاياتُ الصحابِ

بلسانِ الصباحِ

أدمُكِ الضوءُ
أم هو ما تسلل منكِ إليكِ 
من ضحكاتِ الأملاكِ؟
إبتسامُكِ الشروقُ
أم هى ملاءةٌ مدها الأفق عليكِ
من فضةٍ تغازل المدى
من على نافذةٍ وضيئةٍ
تضج بالبهاء
بالهيامِ
ليهطل الغناء غامراً
من غمامِ عطرِك الهطولِ
يا لقرب السماءِ
يا لبعد الغمامِ

فى بحرِ عينيها الواسعتين
مثل أمنيات العاشقين
رأيت سفينةً تغنى
كنت حينها مغمض القلبِ
مصغياً لهديل عذوبتها
يكتب فى الهواء
تذكاراً للعشقِ
يروى عن وعده الضنين
كنت مغمض القلبِ
حتى لا أرى
حتى لا يرانى
قدرى الحزين
كيلا يدنس فرحتنا
صخب العابرين فوق همسنا 
أو يخدشُ رقةَ ذلك البحر
غبارٌ يُضمِرُ الحسد
ويورث البعادَ والأنين

بلسانِ النهرِ

جسدُ الماءِ
تجلى
إنصرفتْ عنقاءُ الطينِ
تحلم بالخصبِ
يغرسُ راياته عميقاً
فى صدرِ نومِها
يورثها بعضاً
من إخضرارِ الآلهةِ
ثم
الضوءُ
تدلى
يباركُ أعيادَ الترابِ
مدّ يديه
جليلا 
مثل حزنِ الشعراءِ
جميلا
مثل رائحةِ الحلمِ
قلتُ
عمدنا يا ضوء
بريقِ الشهبِ
فنحن 
عتمةٌ جرداءُ الطعمِ
طرّز لنا مأدبةً
من جنسِ الثمرِ
من شاكلةِ الحبِ
لم يكن فى الماءِ
ماءٌ
قبل شروق حكايتِها
لم يعد بالطينِ حاجةٌ
للشربِ
بعد سكونها
بين الروحِ والقلبِ

بلسانِ الشتاءِ

أخبرنا القادمون
من صقيعِ الخوفِ
عن نبوءةِ الأشجارِ
عن دفءٍ يجئ
من أشواقِ المدنِ القديمةِ 
حاملاً
نارَ القصائدِ
وردَ الصيفِ
وظلالَ الأشعارِ
قال
لا تخافوا
من مدّ كتابَ عمرِه
تجاه الشمسِ
فهو آمنٌ
من شرب الآن
رحيقَ صبرِه
فهو آمنٌ
من بات عاشقاً
فوق لحافِ جمرِه
فهو آمنُ
لا تخافوا

بلسانِ القمرِ

هى سيدتى
مليكةُ الأكوانِ
هى ملهمتى
سيدةُ الحسانِ

بلسانِ الأرضِ

كنتُ أعبرُ
ذات غروبٍ
أمازحُ الشفقَ
حين كلمتنى
رايتُ الألقَ
صاعداً من صلوات 
خضراء الروحِ
أوغلتُ فى فرحى
إتكأتُ على جدارِ نشوتى
وقلتُ
خذى إليكِ
هذا النشيد
ما شئتِ من عطرٍ
ومن أريج
تحايلت على مكيدةِ رعشتى
وقلتُ
خذى إليكِ
ديباجَ شغفنا
ضميه إلى حريرِ
سحركِ الوطيد
يا مأهولةً 
بحدائق الوهجِ البهيج
خذى إليك 
قصيدتى
وحلمى الشريد

Post: #2
Title: Re: سيرة الشمس --- شعر
Author: أبوذر بابكر
Date: 09-10-2018, 03:56 PM
Parent: #1

فى فوح تذكر الصديق

عبد الحميد البرنس

وبقية الأصدقاء فى اعالى و ذرى جمالهم

Post: #3
Title: Re: سيرة الشمس --- شعر
Author: أبوذر بابكر
Date: 09-10-2018, 04:01 PM
Parent: #1

تذكرت فذكرت صديقنا البرنس
ورؤاه النقدية المغنية والمشبعة لهذا النص

فى سابق اللقيا منذ حين من الغياب

Post: #4
Title: Re: سيرة الشمس --- شعر
Author: حمد إبراهيم محمد
Date: 09-15-2018, 10:53 AM
Parent: #3


اخونا ابوذر – سلام

كنت انتظر غيري من ادبائنا ليوفوا هذا السفر حقه - فطال وقوفي وسهري - فقلت عجلة متحركة افضل من قطار متعطل !؟

مبتلون مسكونون نحن بطفلة الضؤ منذ ان وهبها الكون موقع في علالي النجوم، تنسج، تلوح بالوانها، اخضر، ابيض، ازرق،
تمخر عباب بحر لجيء، نصب عينيها مرفأ وهيط بين ذراري كون متلاطم الافلاك، ولم تزل "عنقاء الطين تحلم بالخصب"
واضابير التاريخ تحدث عن بشائر تفضح شفق المغيب
"يا سيدتي خذي اليك قصيدتي وحلمي الشريد"
ووعد هوانا ليس بضنين.
(حمد)