قرآة في التاريخ والادب النوبي/قصائد نوبية من دنقلا

Post: #1
Title: قرآة في التاريخ والادب النوبي/قصائد نوبية من دنقلا
Author: مهند سوركتي
Date: 09-07-2018, 03:01 PM

03:01 PM September, 07 2018
سودانيز اون لاين
مهند سوركتي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
 الشاعر: عبد اللطيف سيد أحمد الساحة النوبية كانت ومازالت مليئة بالمجيدين من الشعراء وإبداعاتهم، ولكن تنقصها الدراسات النقدية الفاحصة والجادة، والتي حتماً تسهم في تجويد الأداء والارتقاء به , وتسهيل فهم النصوص الشعرية والارتقاء أيضاً بذائقة المتلقين , و شاعرنا عبد االطيف سيد أحمد شاعر مطبوع , غزير الإنتاج , كتب في كل ضروب الشعر و أجاد , متمكن من لغته النوبية , عارف بأسرارها يغوص في أعماقها , ليستخرج منها الدرر الحسان , امتاز شعره بجمال التعبير و قوة البيان , و متانة السبك و النظم,صاحب مدرسة فريدة , متفرد في أسلوبه , يجيد فن السهل الممتنع , بارع في استنطاق الأساطير و التراث وهو فارس من فرسان الشعر النوبي ورائد من رواده , متعدد المواهب , كما أنه باحث في التاريخ النوبي و ملحن قدير, أثرى الساحة الفنية بالعديد من الالحان . ** قصيدة اروين بتان** أي تنن أي شبتاكن أسي اورون بتان أن كونج كبر دبي اريري تيبرن *************** أن أوقر بنتنجي شيبرن آقون اجي نهد ارون قيو أندي قون كوي تور أورون برتود نهد جوقرين دسن قون نوملون *************** تن جبجبتر ألودي سايرن فوجري أورن بنتي شوندن إللي بانن قيس أنن تيدو أدمي نويرن جوبي تيقرن قورري أوسونقون جمكنقن دولتي أنن كوجي مسنقتادون ويدن كوجي مسورونوس إمبلين بورقودي انوقون بوركجن تيدو أدمي كدرن ألومي قاورن أريدي هوديرن تين آركي دوريل دي دبين آنجو بليل تين أور بلين ************** أي تنن أي أوروين بتان دنياد تبلو إدن بليل أي سيما تنن ويل كمس إنوي أسل دنيادر أديمي ألقون كولن تور دابورن كاري قونجل دانقولكي كوديقروقي دنقلا قد بيتي دبقي أنقسل شارتقي تبي أووسوقي مسن سلر ان شانجقي شقل أولقون ورج دارندو بناق كي أتا ودقي كادي دقل أولقون توروق بوقي تيبي كللندو كلقي أيورو كلل مني كلتيقي آو كلنقي أدمقي كوركرل أي تنن أي تركينج مساد كوداد إسن كوقنندراد *************** أي تنن أي تود أشري مسكنقون أدم مللي أوسن نوبري ألاقون تود إلاقون تود كوتي تيبوس أقيدسن أن آوقي دنياد جير أونتيقرو ندركد أوسكسن دونج بورتدسندو أوتيروقي أوروين بتانقي أدكدسن كج ألد بلد كد ديككرو مراهام كدنجقي أويدسن ************* أي تنن أي أوروين بتان مراجانقي موسى نهد كد آوترقي أيسر قيقد ويدكدسن أكاريت كي إيسندن كونجير آو نمني قد باج كدسن أن سينقي ميرسندو أجو أن أو دول مسيد تور ودي كونجرو قوريسن النبي محمد ويريقد كون أيرريقي أوندور بدسن أي تنن أي إدكل دوقير دول كنا قد بودكدسن مليرتون أتا سورقي كاشو نوبرين أيسي قد أتسن ********* أي تنن أي أورون بتان ساب كونج كوشر تن كان أوقول توتاو منل كش كاش منل كشي أوي توكد واس منل أن أو دمن تمباب إمل تن إو أوقج دول جيروتونقون أوسكيبول أي تنن المهدين بتان بوب أيوا كول أشرافي لبب ن أُبُر بنتيندي دول قولتور دوقورقون قللو كول قورقون تقور ولوتي كول أيسن أولي كول أوليرقون إشكرتنجي كول ديونارو قوسكن تودي كول كوس تركي بون أن كان أوقول بدأ شاعرنا قصيدته مفاخراً بنفسه وبماضي أسلافه وتاريخهم الناصع المجيد الضارب في جذور التاريخ وأحسب أن شاعرنا لم يقصد أن يمدح نفسه, بل أراد بذلك أمته النوبية (السودانية) وحُق له ذلك . فشاعرنا بجانب شاعريته المرهفة إلا أنه يتمتع بثقافة عالية وإلمام تام بلغة أمته وتراثها وتاريخها, مما أكسب هذه القصيدة جمالاً في سرد التاريخ وقوة في البناء اللغوي . أي تنن أي شبتاكن أسي اورون بتان أن كونج كبر دبي اريري تيبرن يقول شاعرنا أنه سليل الملوك الذين ملؤوا الأرض عدلاً, وأنه حفيد شبتاكا الملك الكوشي العظيم حاكم القطرين (وادي النيل ) و مؤسس الأسرة الخامسة والعشرين الفرعونية, الذين أضاءوا الكون حضارة و ثقافة و انتصروا للحق, ولهم في ذلك مواقف مشهودة . كما لبى الخليفة العباسي المعتصم نداء تلك المرأة العربية الطاهرة حينما استنجدت به واطلقت صرختها المشهورة (وامعتصماه) عندما أسرها الروم, فهب الخليفة لنجدتها و دكّ حصون الروم بجيشه, وحررها من ربق الأسروالسبي و العبودية , فإن الملك النوبي بعانخي العظيم, غزا شمال الوادي "مصر" حيثجرّد حملة تأديبيةعلى مصر وضمها لتاجه ومملكته. عندما نما إلى مسامعه إساءتهم واهمالهم للخيول في بادرة غير مسبوقة سجلها له التاريخ بأحرف من نور. يقول شاعرنا إنه ابن هؤلاء العظماء الذين بسطوا العدل وناصروا الحق وانتصروا حتى للحيوان. ويقول أيضا تقرأ على جبيني الأشم صفحات تاريخنا المجيد وسفر تلك الحضارات الخالدة التي أضاءت الكون والتي ما زالت ماثلة أمامنا في أهراماتها ومعابدها وحصونها تحكي عظمة صانعيها يحج إليها المعجبون من كل أصقاع العالم مأخوذين بجمالها وعظمتها . شرح الكلمات : كونج كبي : الجبين دبي : جمع دب وهو القصر اريري : منصوبة أن أوقر بنتنجي شيبرن آقون اجي نهد ارون قيو أندي قون كوي تور أورون برتود نهد جوقرين دسن قون نوملون طهر تراثي : ويسترسل شاعرنا قائلاً بأن هذا الإرث الهائل الجميل والذي تنزل واقعاً معاشاً في سلوكنا عفة وطهارة ونزاهة ومروءة وسلاماً قل أن تجد له مثيلاً . فنحن أصحاب سيرة عطرة يشهد لنا بذلك القاصي والداني إذ إن أيادينا ممدودة للجميع خيراً وعطاءً كما نخيل بلادي, فنحن حملة مشاعل العلم والنور ودعاة السلام كالغيث أينما وقعنا نفعنا . وأبدع شاعرنا حين قال بأن دماءنا الزكية نبذلها رخيصة في سبيل الدفاع عن حياضنا لا نهتك عرضاً ولا نخفر ذمة ولا نعتدي على جوار . شرح الكلمات : شيبرن : تثمر كوي : هي الأعصاب لكنه أراد بها الشرايين برتود : القرنفل تن جبجبتر ألودي سايرن فوجري أورن بنتي شوندن إللي بانن قيس أنن تيدو أدمي نويرن جوبي تيقرن قورري أوسونقون جمكنقن دولتي أنن كوجي مسنقتادون ويدن كوجي مسورونوس إمبلين بورقودي انوقون بوركجن تيدو أدمي كدرن ألومي قاورن أريدي هوديرن تين آركي دوريل دي دبين آنجو بليل تين أور بلين الإرادة و الجمال : يقول شاعرنا نحن أبناء هذه البلاد المنيعة والعزيزة ونحن أبناء النيل الخالد سليل الفراديس الذي ينشر في ربوعنا الخير والنماء نعيش على ضفافه في رغد من العيش في محبة وإخاء وسط غابات النخيل ومزارع القمح والحبوب، وعرفنا منذ القدم بقوة الشكيمة والعزيمة لا نسكت على الضيم ونواجه الخطوب بإرادة قوية, لا تلين لنا قناة ولا نقبل أن يعتدى علينا, وكل من تسول له نفسه بذلك فمصيره الهزيمة والخسران والهوان وتصحبه اللعنة إلى الأبد ويشهد لنا التاريخ بذلك. فشبه رجالنا الأشاوس بالتماسيح وأفراس النهر حماة النيل . أبدع الشاعر في وصف البلاد بصورة جميلة تدعو للتأمل, حيث شبهها بالنيل في قوته وعطائه وعنفوانه وفي منعته. شرح الكلمات : جبجبتي : المياه الضحلة في النيل (شاطئ النيل) ألودي : الإوز قيس : أكوام المحصول مسنقا : هادئ مسور : الفيضان بورقودي : الهدام بوركج : يهدم قاو : يطفو أرد : فرس النهر هودي: يخوض بقوة آر : الحِمى أي تنن أي أوروين بتان دنياد تبلو إدن بليل أي سيما تنن ويل كمس إنوي أسل دنيادر أديمي ألقون كولن تور دابورن كاري قونجل دانقولكي كوديقروقي دنقلا قد بيتي دبقي أنقسل شارتقي تبي أووسوقي مسن سلر ان شانجقي شقل أولقون ورج دارندو بناق كي أتا ودقي كادي دقل أولقون توروق بوقي تيبي كللندو كلقي أيورو كلل مني كلتيقي آو كلنقي أدمقي كوركرل أي تنن أي تركينج مساد كوداد إسن كوقنندراد المدنية النوبية : يقول شاعرنا إذا ما أوجد الله سبحانه وتعالى الشامة (الخال) في خد الفتاة الغضة لتزيدها جمالاً وبهاء فإنه سبحانه وتعالى أوجدنا مثلها تماماً في هذه الدنيا لنزيدها جمالاً وألقاً, فنحن من أنشأنا تلك الحضارات التي كانت مناراً للعالم والبشرية جمعاء, فنحن أصحاب ماضٍ تليد وحاضر سعيد ومستقبل زاهر ومشرق. يقول أيضاً نحن من نشرنا ثقافة صناعة الطوب وبناء الدور والمساكن والمعابد والأهرامات والقلاع والحصون وأنشأنا تلك الحضارات التي خلدها التاريخ (كرمة نبتة مروي ...الخ). ونحن من اكتشفنا الحديد وقمنا بصهره وسخرناه سلماً وحرباً وعرفنا بأسه ومنافعه واستعنا به على تطويع الطبيعة، ونحن من زرع القطن وأقام المصانع ونسج القماش وعلمنا الآخرين كيف يسترون عوراتهم، ونحن أول من قام بتهجين الفواكه والقمح والشعير والذرة الشامية وكل المحاصيل عندما كان الآخرون يلتقطون طعامهم من الأشجار وخشاش الأرض وعلمناهم كيف يصنعون طعامهم بأيديهم, ونحن أول من عبد الآلهة وقدم لها القرابين في بحثنا المضني والدؤوب عن الحقيقة الكبرى إلى أن اهتدينا إليها وهي عبادة الله الواحد الأحد، ونحن من أهدى العالم طريقة الكتابة والحروف . إد : الشامة سيما : البداية دانقل : الطوب الأحمر دب : القصر شارتي : الحديد شا : الرمح بناق : القطن توروق بوقي : ما تسقطه الرياح من الثمار أي تنن أي تود أشري مسكنقون أدم مللي أوسن نوبري ألاقون تود إلاقون تود كوتي تيبوس أقيدسن أن آوقي دنياد جير أونتيقرو ندركد أوسكسن دونج بورتدسندو أوتيروقي أوروين بتانقي أدكدسن كج ألد بلد كد ديككرو مراهام كدنجقي أويدسن أمومة صلبة : يقول شاعرنا أنا ذلك الفتى النوبي الذي تبوأ أعلى المراتب والمناصب لسماحة خلقه وأمانته وشجاعته وكرمه ومروءته . ويقول أنا ابن الكنداكات المترفات اللاتي اشتهرن بالعفة والعظمة ، المحاربات صاحبات الصولات والجولات، والزوجات الصالحات فلا غرو أن أنجبن هذه الصفوة من البشر . شرح بعض الكلمات : ألد بلد : الطول والعرض مرهم : النعام مرهم كدي : ريش النعام أي تنن أي أوروين بتان مراجانقي موسى نهد كد آوترقي أيسر قيقد ويدكدسن أكاريت كي إيسندن كونجير آو نمني قد باج كدسن أن سينقي ميرسندو أجو أن أو دول مسيد تور ودي كونجرو قوريسن النبي محمد ويريقد كون أيرريقي أوندور بدسن أي تنن أي إدكل دوقير دول كنا قد بودكدسن مليرتون أتا سورقي كاشو نوبرين أيسي قد أتسن تدين تاريخي: وفي إشارة إلى أن هذه المنطقة النوبية حظيت بمرور كل الديانات السماوية عرفوا عبرها عبادة الله الواحد الأحد و انتقلوا من ديانة إلى أخرى بسلاسة وتسامح منقطع النظير دون حروب وتدمير وإقصاء؛ يقول شاعرنا إنه ذلك الفتى الذي عند ولادته تم صنع طوف (قيي) صغير وضعت فيه حبات من التمر والحبوب ودمية صغيرة على شكل طفل وألقي في النيل وسط الأهازيج (مرجان مرجون) تيمناً بسيدنا (موسى)عليه السلام والذي ألقته والدته في النيل امتثالاً لأمر الله ، وأنه ذلك الفتى الذي تم تعميده برسم الصليب بالكحل على وجهه في إشارة الى أن أسلافه كانوا يدينون باليهودية والنصرانية , عندما كان الآخرون غارقين في عبادة الأوثان. ويقول أنا الذي – وعلى عادة أهلنا – من تم دفن سرتي (سين) في مسجد جدنا الشيخ العالم الورع حتى أكون ملازماً للمسجد بقية عمري حيث يعتقد النوبيون بأنك تكون لصيقاً جداً بالمكان الذي يتم فيه دفن سرتك، وقصد الشاعر بذلك بأنه مسلم ملتزم ، كيف لا وهو الذي تم فور ولادته رفع الآذان في أذنه اليمنى والإقامة في اليسرى عملاً بالسنة النبوية . يقول دائماً ما أكون جاهزاً عند النوازل أذود عن أهلى وعشيرتي وجيراني بكل ما أوتيت من قوة. ويقول أنا ابن هذا الإرث النوبي الكبير والشرف الباذخ والذي تم صقله وتهذيبه بكل تعاليم الديانات السماوية فحري بي أن أتصف بكل مكارم الأخلاق . شرح الكلمات : )مرجان(: طقس شعائري يمارس عند ولادة المولود الذكر بأن يصنع طوف صغير توضع بداخله دمية صغيرة على شكل طفل مع بعض التمر والحبوب ويلقى في النيلتيمناً بالنبي موسى عليه السلام . قيي : طوف صغير سين : السرة أكريت : الصليب نمني : الكحل نوبرين اسي : ماء الذهب أي تنن أي أورون بتان ساب كونج كوشر تن كان أوقول توتاو منل كش كاش منل كشي أوي توكد واس منل أن أو دمن تمباب إمل تن إو أوقج دول جيروتونقون أوسكيبول أي تنن المهدين بتان بوب أيوا كول أشرافي لبب ن أُبُر بنتيندي دول قولتور دوقورقون قللو كول قورقون تقور ولوتي كول أيسن أولي كول أوليرقون إشكرتنجي كول ديونارو قوسكن تودي كول كوس تركي بون أن كان أوقول ساب : الجهة الشمالية للجزر كونج : الجهة الجنوبية للجزر قول : القلب إيوا : الشهرة ولوتي : النسيم قوسكن تودي : مصبطة ( دكة ) داخل المطبخ النوبي قوسكي : العشمان , المحتاج وقد تطلق على المتطفل يقول شاعرنا أنا صمام الأمان لهذا الوطن الكبير ولا يستقيم أمر فيه إلا بمشاركتي ووجودي, فأنا ابن الأئمة الذين نشروا الإسلام في ربوع هذه البلاد, فأنا ابن الشيخ العارف بالله حاج شريف علي والمشهور بـ (جد المائة أبو العشرة) أنا ابن القائد المجاهد والإمام الثائر محمد أحمد المهدي ابن جزيرة الأشراف والذي كان له الفضل بعد الله في توحيد جهود السودانيين وقيادتهم لتحرير البلاد مشكلاً دولة السودان الحديثة. ويقول مادحاً نفسه بأنه ابن (لبب) صاحب السمعة الطيبة والسيرة الحميدة وصاحب المزارع والنخيل والدور الواسعة المشرعة أبوابها والتي أعدت للضيوف وعابري السبيل والمحتاجين . أفاض شاعرنا في مدح أمته ووفق في إبراز عظمتهم ودورهم الرائد في قيادة الأمم بأسلوب جميل سلس ينضح بالقوة والحماس . محمد شريف أحمد إدريس قرآة في التاريخ و الأدب النوبي:قصائد نوبية من دنقلا / محمد شريف أحمد إدريس. – الخرطوم:م.ش. أحمد إدريس / 2017م </blockquote> </td></tr></table> </td></tr></table></div></body> <hr width=100% style="color:black">