بكرة ح يحصل شنو؟! بقلم الصحافية الفذة سهير عبد الرحيم

بكرة ح يحصل شنو؟! بقلم الصحافية الفذة سهير عبد الرحيم


08-27-2018, 12:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1535368750&rn=1


Post: #1
Title: بكرة ح يحصل شنو؟! بقلم الصحافية الفذة سهير عبد الرحيم
Author: النذير حجازي
Date: 08-27-2018, 12:19 PM
Parent: #0

12:19 PM August, 27 2018

سودانيز اون لاين
النذير حجازي-بلاد الله الواسعة دي، كل شهر في بلد
مكتبتى
رابط مختصر

*بسم الله الرحمن الرحيم*

*سهير عبدالرحيم*
[email protected]

*بكرة ح يحصل شنو..؟!*

غداً يتحرّك ذات المركب الذي انقلب بأطفال البحيرة ونتج عنه غرق ٢٤ منهم في مياه النيل.. غداً يتحرّك ذات المركب ومعه مراكب أخرى وعلى متنها عشرون تلميذاً هُم آخر ما تبقى من أطفال بمنطقة الكُنيسة، منهم أربعه تخلّفوا عن الرحلة الماضية.

غداً يتحرّك ذات المركب يحمل ما تبقى من تلاميذ صوب مدرستهم على الضفة الأخرى.. نعم......هذا هو السيناريو ليوم غدٍ وربما انقلب بهم المركب مرة أخرى، وربما أكمل رحلته.

قطرات الدموع التي سُكبت وآلاف المُعزين وجيوش الإعلام، والمسؤولين الما مسؤولين!! و..... و..... غادر الجميع الجزيرة وتركوا المواطنين لمصيرهم المحتوم، البحر أمامهم والعقارب خلفهم..!

جميع المسؤولين الذين زاروا المنطقة وتناوبوا في تدبيج الخُطب والوعود الكاذبة والبرق الخُلب، لم يفتح الله عليهم بقول يلخّص عبارة واحدة (الأطفال الفضلوا ديل ح يمشوا المدرسة كيف)..!

نعم المركب انقلب....الأطفال غرقوا....العيد انتهى.....المدارس فتحت....اهااا بكرة ح يحصل شنو..؟!

هل سيعتلي الأطفال ذات المراكب أم أنّ عبقرية الوالي قد تفتّقت عن حل جذري أو مؤقت للمشكلة..!

أقول لكم حتى كتابة هذه السطور وحسب تواصلي مع سكان المنطقة، لم يُحرّك أيٌّ من المسؤولين ساكناً باستثناء تحريك الكراسي والسجاد الفخم ليتم فرشه بساطاً حريرياً لدى خطوات الرئيس..!

لا حلول ولا أفكار ولا خُطة إسعافية ولا خلافها، مجرد خُطب وعنتريات ودموع تماسيح، ويقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته..!

فقط لو أنهم استبدلوا الطائرة التي أقلّت السجاد الفاخر والكراسي الوثيرة بأخرى تحمل مبانٍ مُؤقّتة أو كرفانات أو حتى خيم على شاكلة خيم الإغاثة لتكون بمثابة فصول مُؤقّتة يدرس بها ما تبقى من تلاميذ ريثما تنتهي السنة الدراسية لكان أفضل.!

بالله عليكم كيف يُمكن لأطفالٍ ان يحموا أنفسهم وسط قارب خشبي بدائي يلاطم أمواج ذلك السد البائس، وكيف لهم أن يكملوا رحلة المخاطر بأمانٍ، بل كيف لهم أن يستوعبون دروسهم وفكرة الموت تُسيطر عليهم في الذهاب والإياب يومياً وبين رحلتي الشتاء والصيف، بل كيف ينصتون ويهضمون المقرر وزملاؤهم على جانبي الكنبة قد استشهدوا غرقاً لا لشئ سوى أنهم اعتلوا ذات المركب التي سيعتلونها بعد قليل عقب جرس (البيوت... البيوت)..!

*خارج السور:*

إمّا أن يتم إنشاء مدارس مُؤقّتة لهؤلاء الأطفال، وإمّا أن تُعلّق الدراسة بجميع مدن الولاية لحين إيجاد حل جذري للمشكلة، فلا يُعقل أن يدرس البعض بينما يموت الآخرون..!

*المقال الأسفيرى رقم ٢٢*