ويظل الوطن السودان هو عزنا وفخرنا ومأونا ومكان خلقنا وعنه لن نحيد وسيأتي جيل ارفع قدراً منا ليعيد لهذا الشعب مجده وعزه وكرامته يوم كان يستقبل رئيسه في بلاد الغرب شرقه وغربه استقبال الفاتحين ويوم أن كانت تنمح لنا التاشيرات لكل اصقاع الدينا في ساعات قلائل ولا انسى ذلك اليوم الذي زارني فيه حبيب روحي وتربي رحمة الله عليه الهادي علم الهدى احمد قادماً من المانيا لجنيف وكانت ايامها تمنح التاشيرة بالمطار يومها كنتُ لا املك سيارة وكنتُ في حي قريب للمطار كان ذلك في شهر مايو لسنة ١٩٨٠ فاحببت أن اقطع الطريق راجلاً للمطار اهبط من تل صغير حيث الحي الذي اسكن فيه لاهبط للمطار مباشرة وكنتُ البس بنطال مع قميص نصف كم ولا احمل هوية ولكني احمل محفظة نقود وعند هبوطي من التل إذا بسيارتي شرطة تعترضان طريقي وتوقفاني يومها لم اتعلم من الفرنسية إلا مفردات قلائل وطالبوني ببطاقتي الشخصية وقلت لا احملها وبدأوا في التحقيق معي وهموا بنقلي لمركز الشرطة وكانت دهشتي انهم وجهوا لي سؤالاً ما جنسيتك فأجبتهم سوداني فما كان منهم إلا أن تركاني اواصل مسيري رغم ان الطريق ممنوع للمشاة والسيارات وان شاء الله سيأتي اليوم الذي نعيد فيه ايام مجدنا وعزتنا تلك