هكــــذا يمــــوت نوابـــغ إعلامنـــــا ..

07:31 AM August, 07 2018

سودانيز اون لاين
محمد مختار جعفر-
مكتبتى
رابط مختصر

هكذا يموت نوابغ إعلامنا ..
ترجل قائد فرسان الميدان الأستاذ ، حمدي بدر الدين .. ذلك الإعلامي المتفرد الفذ الذى كان أحد صناع المجد الإعلامي بتليفزيون السودان منذ أن كان وليداً، مهداه من جمهورية ألمانيا الاتحادية في العام 1962 قضى المرحوم حمدي بدر الدين جل عمره بين أروقة واستديوهات التليفزيون، .. درس الإعلام، ونال الدورات الخارجية بألمانيا وبريطانيا وأمريكا وتدرج في العمل الإعلامي وظيفياً حتى أصبح من قياداته وتولى إدارة البرامج في ظروف صعبة آنذاك وما أقسى أن تنشئ وتبني اللبنات الأولى لأي عمل، لاسيما عندما يكون عملاً إعلاميا تليفزيونياً هو الأول على نطاق الوطن العربي حيث كان في باكورة البث على نطاق العاصمة الخرطوم ..، أشرف المرحوم حمدي وزملائه على جلب الأجهزة من جمهورية ألمانيا الاتحادية وظل متابعا مرابطاً مع المهندسين الألمان حتى ظننا أنه الماني بالتجنس، .. كان كنحلة رشيقة بينهم ، ينصفه التاريخ وتنصفه أعماله الإعلامية الخالدة، ( ويا لها من برامج.) فهو صاحب قلب كبير وحنون، يغضب علينا إن تأخرنا أنا وزميلي الفنان إدمون منير في عمل الكابشنات وعناوين تصاميم البرامج، ولكنه سرعان ما ينسى لحظة الغضب وتنفرج منه أسارير البهجة بابتسامته المعهودة ويردف قائلاً ( ياملك حافظ على الزمن ) يدخل مكتبنا وهو مديرا للبرامج بصحبة كبير المخرجين الفاتح الزيلعي ومحمد خالد، وأحيانا مع المذيعان سمير إبراهيم وأحمد سليمان ضو البيت ، تسبقهم قهقهة النكات كنوع من بث روح السعادة والإيجابية وحب العمل والنشاط ،.. كان تعامله مع العاملين صديقاً وانساناً وليس مديرا ، كان نظامياً يحب الأناقة والجمال ويشترط أناقة المذيع وأفق الثقافة وملكة الإبداع في الحوار، والجديد من أفكار البرامج حيث كان له طلةٌ بهية مع المرحوم محمد خوجلي صالحين، الذى كان يحفظ النشرة ولا يقرأها من الورق، وأشهد بذلك،
كان حمدي بدر الدين حليماً رقيقا طيبا في تعاملاته ليس هناك من مشكلة إلا وحلها ولم تصل في عهده مظلمة عن طريق مدير التليفزيون على شمو آنذاك الى الوزارة مطلقاً .. وهنا أسمحوا لي أن أحكي طرفة من تصرفات هذا الإنسان الرائع بحق في ذلك ، ... أتينا ذات يوم كعادتنا قبل الإرسال حيث كان يبدأ في الفترة المسائية في الساعة الخامسة ، ويبدا البرنامج اليومي في السادسة مساءً أتينا مبكرين خاصة وان يوم الإثنين هو موعد تسجيل برنامج الرئيس نميري ( بين الشعب والقائد ) كان يسجل قبل بثه بقليل بصحبة عمر الحاج موسى وزير الإعلام آنذاك ، ..
أتينا عصر ذلك اليوم وتفاجأنا بان أحد عمال التلفزة الخارجية صاعدا في أعلى برج التليفزيون ( المايكرويف) يهدد بالانتحار، لأن لديه مطالب ، تجمع الكثير تحت البرج العالي يثنونه بالتراجع والنزول ولكن دون فائدة ، وتأتي منه أوماءة بجسمه تُنبئ بالسقوط ..!! ويتصايح الجمع .. لا .. لا .. أستهدي بالله .. ثم جاء في تلك اللحظة المرحوم حمدي بدر الدين بمشيته التي يعرفها كل الزملاء ( في شنو يا حبايب) ..!!؟ قلنا ( ود الهجا ) عايز ينتحر.. وينو ..؟ وأِشاروا إليه في أعلى البرج، فما كان منه إلا أن قال له بصوته المميز ( ياملك دي جبتها من وين ..!! ) وفهم ( ود الهجا) مقصده ونزل بكل هدوء، وطبطب عليه حمدي بكل حنية وأبوية وأخذ بيده الى مكتبه وتفرق الجمع ووضع حلاً لمشكلته ..
ألا رحمك الله حمدي بدر الدين، فقد كنت إنساناً خلوقاً كريماً قبل أن تكون إعلامياً فذاً ... عزائي لكل قبيلة الإعلاميين الذين زاملوه، منهم على قيد الحياة ومنهم من ينتظر، ولكل أفراد الشعب السوداني وأهله الطيبين ..
محمد مختار جعفر .. تليفزيون السودان الأعوام 1970 / 1975م

لا حولة ولا قوة الا بالله العلي العظيم ,,, اللهم ارحم الاستاذ حمدي بدر الدين واغفر له واجعل الجنة مثواه ... فقد كبير لرجل وهب شبابه وجل عمره لمهنه احبها واحبته وضحي بزهرة شبابه من اجل الاعلام وخدمة الاعلام في بلادي .. رحمه الله بقدر ما قدم وبقدر ما ضحى ..
شكرا اخي الاستاذ محمد مختار على هذه الاضاءات العميقه عن هذا الرجل الفذ ... نسال الله ان يتقبله قبولا حسنا وان يلهم كل اهله ومعحبيه ومعجبيه واصدقاءه وزملاءه ومعارفه الصبر الجميل .... انا لله وانا اليه راجعون ...

ياسر العيلفون ......

Quote: لا حولة ولا قوة الا بالله العلي العظيم ,,, اللهم ارحم الاستاذ حمدي بدر الدين واغفر له واجعل الجنة مثواه ... فقد كبير لرجل وهب شبابه وجل عمره لمهنه احبها واحبته وضحي بزهرة شبابه من اجل الاعلام وخدمة الاعلام في بلادي .. رحمه الله بقدر ما قدم وبقدر ما ضحى .. شكرا اخي الاستاذ محمد مختار على هذه الاضاءات العميقه عن هذا الرجل الفذ ... نسال الله ان يتقبله قبولا حسنا وان يلهم كل اهله ومعحبيه ومعجبيه واصدقاءه وزملاءه ومعارفه الصبر الجميل .... انا لله وانا اليه راجعون ... ياسر العيلفون ......

الأخ الكريم / ياسر السر
أكرمك الله
فعلاً فقد كبير لإنسان سطعت أعماله وإنجازاته كبدر علا واكتمل
ولا نملك غير أن نقول الحمد لله ، نترحم عليه ..فالله ما أعطى والله ما أخذ
جعله الله في جنة الفردوس وغفر له
شكراً .. شكراً وتقديراً أخي ياسر السر

له الرحمة والمغفرة وصادق العزاء لكم ولمحبيه

له الرحمة والمغفرة وصادق العزاء لكم ولمحبيه

تحيتي وتقديري ، أحمد حمودي .
نسأل الله له الرحمة والمغفرة ،
لا يذكر الإعلام السوداني إلا وبرز اسمه هرماً وعلماً في ربوة عالية
رحمه الله رحمة واسعة
شكراً لك عزيزي

.
الرحمة و الغفران و أعلى الجنان للفارس المتميز أستاذ الأجيال حمدي بدرالدين
أحسن الله عزاءكم و عزاءنا يا أستاذ محمد مختار جعفر
فقد كبير للبلد و الحيشان

.

له الرحمة والمغفرة .. اللهم أسكنه فسيح جناتك

=================

الحبيب محمد مختار .. لقد رسمت صورة رائعة عن المرحوم
شكراً كثير لهذه الخواطر في ذلك الزمن الجميل .. نموذج رائع للعهد الزاخر ( ليته يعود )

واصل حبيبنا محمد مختار لنعرف المزيد عن هؤلاء قامات السامقة

رحم الله الفقيد رحمة واسعة