(قلة الأدب) عندما تصبح ادباً ومنهجاً

12:07 PM July, 18 2018

سودانيز اون لاين
عبدالقادر محمد-عمق الوطن
مكتبتى
رابط مختصر

اجزم لكم ان جهاز الشرطة لدينا عبارة عن (قلة ادب) لا أكثر
المُؤهل في منسوبيها يحتاج لتأهيل
اسلوبهم مقزز ولا ادب فيه لا يعرفون التعامل مع اي ازمة عابرة او مستوطنة
يدارون فشلهم وخيباتهم دائماً في المتهم الذي لم تثبت ادانته
...

كان من المفترض ان يكون جهاز الشرطة هو الغطاء الذي يحس فيه المواطن بالامان
فاصبح هو البعبع الذي يقلق مضجع اي امان
جهاز الشرطة لدينا عبارة عن عصاة لتحطيم كبرياء المواطن والوطن
..
دائماً يتسترون علي الجرائم المنتشرة كي يداروا فشلهم وعجزهم وقلة حيلتهم
ولا حدس امني لهم مجرد فاقد تربوي وان ملكوا شهادات عليا
...

جرائم جهاز الشرطة في تزايد مستمر كما فشلها في تزايد مستمر
ولا امل قريب يلوح في الافق بوجود قيادات تعيد هذا الجهاز لموقع مسئوليته التي خُلق لأجلها
..
لا اجد اي مبرراً لاحتفاء جهاز الشرطة بالقبض علي من نشر فيدو الجريمة الكارثة
الا لكي يتستروا علي الجرائم المتزايدة وفشلهم في التعامل معها
...

القيادات في جهاز الشرطة منفصلة عن الواقع تماماً وبصورة كلية الا من رحم ربي
قد نجد بعض الاشراقات بينها ولكن ليس بسبب تأهيلها بل بسبب تنشئتها السليمة
فالتأهيل غائب تماماً كما المتابعة التي لا توجد في الميدان الخدمي
..
استغربت
واستعجبت
وامتعضت
وكان الاشمئزاز حاضراً
لدي قرائتي لخبر القبض علي من نشر الفيديو
يريدون دفن الحقيقة
البعض انكر في البدايات انه من المستحيل ان يكون الجرم قد شهدته
شوارع المنشية المقززة
ثم بعد الانكار تراجعوا وقالوا ان الفتاة ما هي الا شغالة اثيوبية
وفي انكارهم احتفاء بالجرم والافتخار به
...

ليس بعيداً تماماً بل قريبُُ جداً وبالسعودية
بين كل فترة وفترة تنتشر فيديوهات تفضح بعض الممارسات
في الدواوين الحكومية والشارع
وتسارع اجهزتهم في التحقق من الفيديوهات وتكريم من نشر تلك الفيديوهات بعض الاحايين
..
لدينا هنا الوضع مختلف جداً
فوضي وعشوائية وغوغائية وتخلف في كل مناح الحياة الخدمية
وكل من اصبح مسئولا وضع نفسه كإله يريد من الناس عبادته
او العذاب الاليم
...

لا اجد اي وصفا يليق بالاحتفاء الذي صاحب القبض علي من نشر الفيديو
الا وصف قلة الادب ولا اري مبررا بالقبض عليه
الا من باب الاستدعاء للتحقيق فقط
..
وعندما تصبح قلة الادب ادبا ومنهجاً في الدولة السودانية
هو بداية ذهاب لكل خلق فاضل وشرف متبقي
وحضور الفساد والجهل ليتسيدوا علي عقول الجميع
ليخرج لنا جيلاً معقداً غير مسئول ولاهِِ
...

الانكار والمكابرة دائماً حيلة العاجز وعندا يعلو صوت المكابرة
فذلك يعني انه لا أمل في الاصلاح قرياً
فالاعتراف بالخلل هو اول بدايات العلاج
اصبح الوطن موبوء بالفساد الممنهج في كل مفاصله
ولا امل في هذا العهد الكئيب ان يخرج لنا من بين ثناياه صبحاً
..
اتمني ان يبتعث في كل فترة بعض القيادات والافراد في كل اجهزتنا للدول القريبة منا لا البعيدة
وللفرجة فقط ليعرفوا كيف يتعامل الناس مع ازماتهم وكيف يبنون اوطانهم
ولرؤية حجم الهوة الكبيرة بيننا وبينهم
..
القيادة لا تعني مكتب وسيارة وبريستيج ثم العودة للمنزل وممارسة بعض اللهو الحلال والحرام
..
لا اعرف ماذا اقول فقد خنقتني العبرة وانا اشاهد حجم الدمار والخراب الذي يمارس في حق وطننا
وفي حق انسانه واشاعة الجهل والتخلف والفساد وتغييب الضمير وموت حس المسئولية
...