Post: #1
Title: وجع إنسان و هو يودع للأبد بلادأ عاش فيها أربعين عاما!
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-15-2018, 08:36 PM
Parent: #0
08:36 PM June, 15 2018 سودانيز اون لاين محمد عبد الله الحسين- مكتبتى رابط مختصروجع إنسان و هو يودع للأبد مدينة عاش فيها أربعين عاما!هي قصة كهل أمضى أربعين عاما مهاجرا و مغتربا في بلد شهدت أزهى أيام شبابه..هو موضوع من من دفاتري القديمة..(ليس بسبب فلس الخواجة) و لكن...الموضوع حقيقي عايشت تفاصيله لمدة خمسة عشر عاما..موضوع هزّ كياني و عواطفي...موضوع مرتبط بالهجرة و الاغتراب و بالهوية.هو ضمن موضوعات أو قصص كنت أنوي أن أجمعها و لو قدر لي المولى ذلك أن أطبعها في كتاب يحكي بعض قصص معاناة المهاجرين في دول الخليج.كنت قد كتبت الموضوع في شكل قصة .كتبتها بشكل عفوي و تلقائي دون رتوش و دون مراجعات و دون تنقيح..فجاءت طازجة و دافئة كدفء وداعنا لذلك الكهل الهندي الذي أتقن العربية لطول مكوثه في بلدان الخليج.كنت قد كتبت البوست في السابق على عجل بمقدمة مرتبكة كارتباك مشاعرنا حين فاجأنا بالرحيل:هذه قصة إنسان ارتبط ببلد أربعين عاما ثم غادرها مجبرا تخيلوا كيف تكون أحاسيسه؟ جاء إلى تلك البلاد و عمره 18 عاما و يغادرها بل غادرها أول أمس و هو على اعتاب الستين. تخيلوا كيف تكون مشاعره؟ و كيف تكون احاسيسه؟م هي مشاعر متناقضة ...مشاعر تتراوح بين الحزن و بين الفرحبين الرغبة في السفر و بين قيود الصداقات و الإلفة و العشرة التي تكونت عبر عقود من السنوات مع تلك البلد التي أخذت منه و لم تعطيه. كانت لحظات تاريخية تلك التي وقف فيها و بكى و استبكى و سكب الدمع و المشاعر ثم غادر.. هي و قائع كنت حاضرا لها أول أمس..هذه كانت المقدمة التي قدمتها لذلك البوست..فاسمحوا لي إعادة نشره و محاولة تشذيبه..أي اعتراض؟؟؟
|
Post: #2
Title: Re: وجع إنسان و هو يودع للأبد بلادأ عاش فيها
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-15-2018, 09:26 PM
Parent: #1
في تلك الادارة الحكومية الكبيرة جمعتنا الأقدار .تلاقينا و عشنا و تعايشنا سنوات هي في حكم العمر.. كان هو نادل (جرسون) في بوفيه تلك الإدارة الحكومية..و كم نهلنا من يديه و بشاشته أكواب الشاي بالنعناع و الزعنر و الكركدي الساخن و البارد... سنوات عديدة و سنوات ثمينة تعايشنا معا و معنا نخبة من جنسيات عربية متعددة... هي علاقات عمل رسمي و لكنها اختلطت بزخم و ود طبيعي تأكيدا لتلك المعاني و الحكمة من اختلاف الواننا و السنتنا و بلداننا ( وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا)..
كان هو أضعفنا.. ليس لبسطة في اجسامنا و لكنه كان هو العامل البسيط الأدنى مرتبة في السلم المهني و كنا نحن بحكم ذلك التراتب الأعلى مرتبة.. و لكن هذا التراتب لم ليكن ليجد بيننا أي اعتبار إلا في الورق.. فربطت بيننا اواصر قوية من صداقة و حب و صدق ،قوّى من تلك الاواصر أننا جميعا غرباء عن تلك البلاد...
عاصرٍناه و عشنا معه معه كل لحظات فرحه..فرحه بزواج ابنه فرحه بزيادة الراتب فرحه... بلحظات سفره للإجازة السنوية ...و فرحنا معه. و عاصرنا معه لحظات انكساراته و تعاطفنا معه : لحظات طلاق ابنه من زوجته العنيدة الناشزة...لحظات علمه بمرض زوجته في الهند...لحظات انكساره و حزنه أمام عنت المديرين و رؤساء العمل و قسوتهم الزائدة احيانا ...و حزنّا معه و واسيناه. نمت بيننا و بينه محبة و تفاهم كامل..تفاهم صامت احيانا و صريحا احيانا أخرى.
|
Post: #3
Title: Re: وجع إنسان و هو يودع للأبد بلادأ عاش فيها
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-15-2018, 09:51 PM
Parent: #2
غريبة أن تلتقي في لحظة من الزمان تلك المهج و الأرواح الباحثة عن الطموح و مداورة لقمة العيش..تلك المهج التي تحمل في دواخلها احساس بالزمن و
سطوته و بالغربة عذاباتها و بالبعاد و الفراق و ألمهما...كما كانت تحمل في دواخلها تقديرا نبيلا للصداقة و الأخوة العابرة للحدود و الوطن و القبيلة..
شباب من جنسيات شتى قذفت بهم الأقدار لتلقي في لحظة من الزمان لتعايش معنى الحب و الاحترام و لتتقاسم ذكريات الغربة و معاناتها...
هي تلكم الأيام التي عايشناه فيه..و ما أجملها من أيام و ما أنبلها من ذكريات..
|
Post: #4
Title: Re: وجع إنسان و هو يودع للأبد بلادأ عاش فيها
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-16-2018, 07:14 AM
Parent: #3
برغم اختلاف اللغة و الثقافة و الجنسية و النشأة و العادات فقد نشأت بيننا إلفة عميقة و مودة .و استطاعت المشاعر الإنسانية أن تعبر كل تلك الحواجز دون
كلفة و دون صعوبات ...
و استطاعت أن تجد لها في تلك القلوب المغتربة و المهاجرة في سبيل الكسب و لقمة العيش مواقع عزيزة و أثيرة في النفس و أثيرة و أن تبني جسورا متينة من الحب و المحبة و الثقة و الإحترام.
ملحوظة: اكان كِمِلْ رصيدي من المداخلات فأنا غير مسئول....صاح يا بكري؟
إلا إذا بكري ادانا عييدية صباح الفل عليك.
|
Post: #5
Title: Re: وجع إنسان و هو يودع للأبد بلادأ عاش فيها
Author: Hamid Elsawi
Date: 06-16-2018, 07:50 AM
Parent: #4
واصل يا محمد واصل الحديث الذي يجبرنا علي المتابعة واصل العزف علي الأوتار التي غطاها الترات واصل العزف حتي يستيقظ ضميرنا و نري إنسانيتنا بمنظار آخر .... واصل فقد حركت قلمك أحاسيس نبيلة أشعرها من حزن الحروف و صدقها متابعة .... و آسف اذا قطعت عليك حبل أفكارك و كل عام و انت و الجميع بخير
|
Post: #6
Title: Re: وجع إنسان و هو يودع للأبد بلادأ عاش فيها
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-17-2018, 08:08 AM
Parent: #5
أخي حامد كل عام و أنتم بخير و شكرا على الكلمات الحلوة و المتابعة:
Quote: واصل يا محمد واصل الحديث الذي يجبرنا علي المتابعة واصل العزف علي الأوتار التي غطاها الترات واصل العزف حتي يستيقظ ضميرنا و نري إنسانيتنا بمنظار آخر ... واصل فقد حركت قلمك أحاسيس نبيلة أشعرها من حزن الحروف و صدقها متابعة .... |
************************ شكرا للتحفيز و الكلمات المشجعة
|
Post: #7
Title: Re: وجع إنسان و هو يودع للأبد بلادأ عاش فيها
Author: صديق مهدى على
Date: 06-17-2018, 08:18 AM
Parent: #5
محمد عبدالله الحسين وضيفه ودالصاوى كل سنة وانتم طيبين طبعا الهندى انسان واكيد بحس فلا بد له أن يتأثر وهو حال البشر
|
Post: #8
Title: Re: وجع إنسان و هو يودع للأبد بلادأ عاش فيها
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-17-2018, 12:32 PM
Parent: #7
الأخ صديق كل سنة و انت طيب يا ذوق.. شكرا لمرورك.. طبعا الهندي بشر..بشر و نص..و هم كمان عاطفيين جدا.. قناعتي الخاصة أنه بني آدم هو بني آدم من أي جنسية و من أي بلاد و من أي دين..و أعتقد ده واضح في الإسلام و الأديان الأخرى..و اختصر الرسول الكريم الأمر:( لا فضل على عربي على أعجمي...) .. و كما ورد في القرآن( لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم...) لذا يجب أن لا نخدع أنفسنا بأننا خير من هؤلاء أو أولئك فنقع في الفخ.. الفرق كله في الظروف التاريخية و السياسية و البيئية التي تمر بها المجموعة السكانية المعينة.. آسف للاستطراد و لكنها جات بمناسبة. مودي يا صديق
ساواصل...
|
|