يا من علّمتنا أولى حروف العشق: عليك سلام الله في الخالدين

يا من علّمتنا أولى حروف العشق: عليك سلام الله في الخالدين


06-06-2018, 10:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1528278113&rn=11


Post: #1
Title: يا من علّمتنا أولى حروف العشق: عليك سلام الله في الخالدين
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-06-2018, 10:41 AM
Parent: #0

10:41 AM June, 06 2018 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصرعليك سلام الله يا من علمتنا أولى حروف الحب... عليك سلام اللهلو كانت الأيام تحفظ الأسرار لما اذاعت سيرة ذلك العشق ‏الطفولي ‏البريء ...‏‏.......و لا صدى تلكم الكلمات الهائمات فوق أحلامٍ صبي يحجل فى دروب الصبا..‏و غائبنا عليه سلام الله ...كان هو هادينا و قدوتنا ...‏كان هو كذلك و نحن شهود على نظرات طافحة بالإعجاب تحاول أن ‏ترسل رسائل مغلفة ‏بالهيام و التجاوب المراهق من قلوب تحاول أن ‏تجد مكانا في ‏خارطة كيوبيد..‏هكذا كان قلبه هو مفتوحا على مصراعه.. ‏

Post: #2
Title: Re: إليه في ذكراه الحبيبة: يا من علّمتنا أولى �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-06-2018, 10:49 AM
Parent: #1


هكذا كان قلبه هو مفتوحا على مصراعيه.. ..‏
كما كان الحب في ذلك الزمن البري ذلك الزمن البهي الذي ‏تسامت ‏فيه روحه و كذا أرواحنا على رغبات الجسد و نداءات ‏الرغبات الغامضة ‏المكبوتة..‏

كانت الحفلات العديدة التي تقام في تلكم الأيام هي ملاعب وجدِنا..‏و ‏مناط أحلامنا..و شذاها.‏
كنا نستعد منذ الظهيرة لتلك المناسبة...‏
فنختار من القمصان أكثرها زركشة و جذبا و ألقاً..‏
و من العطور أشدها ‏نفاذا و سحرا..‏
و نقوم من ثم بكوي الرداء( نعم كنا في عمر نرتدي فيه الرداء) ..‏
و ‏للمفارقة كانت كتب الصف السابع (أو الصف الثامن لا أدري) ...‏
ترقد في الحقيبة المدرسية ‏منتظرة أن تفتحها ايدي ذلك التلميذ العابث ‏اللاهي.‏

Post: #3
Title: Re: إليه في ذكراه الحبيبة: يا من علّمتنا أولى �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-06-2018, 01:42 PM
Parent: #2

فوق

Post: #4
Title: Re: إليه في ذكراه الحبيبة: يا من علّمتنا أولى �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-06-2018, 10:09 PM
Parent: #3

كان هو وسيما ظريفا انيقا خفيف الدم...أبيض القلب..و كان يدرك دون كبير عناء ‏أنه ‏معبود الجماهير من بنات حواء في ذلك الحي الرابض في قلب الخرطوم ‏بحري و حتى في الأحياء المجاورة.‏
من أين حصلت على كل تلك المواهب؟‎

كان على الدوام كامل الأناقة بمقياس ذلك الزمن...الكسرة في القميص من الخلف ‏‏‏..الجزمة الكونسل السوداء اللامعة و الشعر المسبب و الفنيلة الشبكة‎...
و رائحة ‏القلامور....أو عطر الكارينا النفاذ..يعضد كل ذلك ابتسامة ساحرة و ‏مسحة وضيئة ‏في تلك القسمات الطيبة‎.....
كانت هذه هي كل ادواته معداته و أسلحته..‏‎

يا ليتكم كنتم مع لتروا كيف كان كانت الأيام قد منحته صفاء السريرة و القدرة ‏على سرقة الإعجاب عنوة و اقتدارا ‏من قلوب الشابات الفاتنات‎......‎و الصبيات ‏اللائي لم يدخلن بعد في خانة العشرين من ‏العمر...و كان هو على اعتابها..‏و ‏كنت أنا احجل في تؤدة نحو الخامسة عشر..‏

Post: #5
Title: Re: إليه في ذكراه الحبيبة: يا من علّمتنا أولى �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-06-2018, 10:49 PM
Parent: #4

للأسف لم تكونوا انتم حاضرين لتروا زين الحفلات. فقد كان بحق و دون مبالغة ‏نجم الحفلات في تلك الأيام . الحفلات التي كانت تبدا من العاشرة مساء وتستمر ‏عابرة ساعات ‏الليل البهيم و لا تتوقف إلا بعد انبلاج الفجر....و لا تتوقف و لا ‏تكترث لذلك العبارة الأثير(لا يزال الليل ‏طفلاً). و تستمر حتى ظهور الفجر ‏الصادق و اسراب الطيور و هي تغدو خماصا.‏

لقد كنا نحن نرى فيه (الدون جوان) الحقيقي..الدون جوان صاحب الاسم الأصلي. ‏و لا ‏دون جوان غيره...‏‎
كان إعجاب الجنس اللطيف به يحدث هكذا دون كلفة و دون مجاملة..‏‎
بل كن~ يستلطفنه و يسعين لملاطفته و لسماع غزله البريء و قفشاته الظريفة و ‏لكلمات العشق و ‏الإعجاب البريئة التي تخرج منه عفو الخاطر...‏

Post: #6
Title: Re: إليه في ذكراه الحبيبة: يا من علّمتنا أولى �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-07-2018, 11:38 AM
Parent: #5

نستعد للحفلة التي ستقام اليوم بأحد بيوت الحي. نعد ساعات العصر و ‏المغرب انتظارا إلى أن تلألأ الأنوار في ذلك المنزل.. و تبدأ الروائح تفوح ‏من الفتيات و الشبان لتتلاقى مع عطور العرس..‏
لم يكن يهمني في كل تلك الزيطة و تلك الجموع إلا أن أقف بجانب كرسيّها.. ‏كانت تكبرني و أنا الذي لم اتعد الرابعة عشر بعدة اعوام..لربما كانت في ‏الثامنة عشر إذ لا استطيع تحديد العمر في تلكم الأيام.

لم تكونوا موجودين لتروا ذلك الصبي الذي دخل في فورة الانجذاب ‏الكيوبيدي مبكرا . و هو لا زال يا دوب في أولى عتبات و في أولى مراحل ‏المراهقة و سلّمها الشقي ..‏
كانت الأحلام عذارى( احلامك عذارى تتجمع في ليلة)..احلام تنسجها ‏عقولنا الشقية الناشئة البريئة و هي تحاول غزل اول خيوط العلاقات ‏العاطفية ..تساعدنا في ذلك مقاطع من أغاني و بيوت شعر و قصص غرام ‏يتداولها من هم أكبر مننا.‏

وفي الضفة الأخرى قد نجد احيانا من يأخذ بأحلامنا و خيالاتنا المراهقة ‏فتتعطف علينا بكلمة اعجاب أو غزل بناتي صريح ...‏
و هنا أتذكرها..و هل يمكن أن أنساها؟ أذكرها كانت كالدهب المجمّر ..تسعد ‏بترديد قصائد كسيحة تتحدث عن العشق..‏
أما هو ...فقيدنا العزيز...فقد كان

Post: #7
Title: Re: إليه في ذكراه الحبيبة: يا من علّمتنا أولى �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-07-2018, 09:33 PM
Parent: #6

فوق

Post: #8
Title: Re: إليه في ذكراه الحبيبة: يا من علّمتنا أولى �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-08-2018, 08:28 PM
Parent: #7

كان فقيدنا العزيز في الجانب الآخر يسبقنا بعشرة سنين ضوئية في دروب العلاقة ‏مع الجنس الآخر ..

كنا نراه فارسا حقيقيا. كنا نراه فارسا لأنه يقتحم و لا ‏يبالي ..يتودد و لا يخاف ...يقترب لا يتردد..‏

و كنا منبهرين بما نراه منه..يوعد هذه و يحادث تلك و يخاصم أخرى و ‏الغريبة كان جلّهن يعرفن أنه لا يتوقف عند واحدة و لا يخادع بل كان يعيش ‏اللحظة.

.و بالرغم من ذلك لا يغضبن و لا يغرن و لكنهن يتنافسن للحصول ‏على حديث عابر معه أو كلمة اعجاب ترفع المعنويات اياما أو مجرد ابتسامة ‏مشجعةعلى الأقل..‏
تغيّر الحال ..و أقفر الحي بعد أن سافر واقفرت الديار بعده و بعدهن لم تتبق إلا الأطلال:‏
‏(قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل ....)‏

و لم يتوقف الزمن لنروي غليل صبانا و لا عطش مراهقتنا الطامحة البريئة. ‏كبرنا و كَبُرنَ و كبر هو.. تزوجن الحسان في الحي و ارتحلنَ:

( ودِّع هريرة ‏إن الركب مرتحل و هل تطيق فراق أيها الرجل)..‏


Post: #9
Title: Re: إليه في ذكراه الحبيبة: يا من علّمتنا أولى �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-10-2018, 04:51 AM
Parent: #8



ماذا يفعل الإنسان مع الزمن؟ الزمن الذي يسوق الإنسان سوقاً.‏
مرت السنوات و تزوج فقيدنا العزيز. و سافر إلى اليمن مع المسافرين..

‏تزوج و أنجب البنين و البنات..و نسي المغامرات البريئة التي لم يخدع ‏فيها و لا واحدة..و لم يعد أي واحدة من بنات حوا كذبا..

ولكن يبدو أن ‏الحنين للإنطلاق قد عاوده و هو بعيدا عن أرض الوطن..إذ سمعن بعد ‏سنين أنه تزوج بأخرى من اليمن السعيد..‏
و جاء بها للسودان و هو يتبختر..و هرعن نساء الحي كالعادة ليشبعن ‏فضول طبيعي فيهن و لمآرب أخرى..

من بين هذه المآرب بالطبع المقارنة بين الزوجة الجديدة ‏و الزوجة القديمة و إجراء الفحص الفني و المجهري ليتأكدوا إن كان ‏الجديدة فعلا تستحق أن يؤتى بها..‏
مرت الأيام كذلك و اختفت الزوجة الجديدة و لم نعد نسمع عنها شيئا..

و ‏هدأت الأحوال و سارت الأيام عادية.‏

Post: #10
Title: Re: إليه في ذكراه الحبيبة: يا من علّمتنا أولى �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-10-2018, 08:33 AM
Parent: #9

لا زلت أذكر حبه لفريدة حمد الريح التي فتنت الشباب حين ظهورها،و هو يدندن بها :
( يا قلبي يا ‏مكتول كمد...بموسيقاه الحزينة الرتيبة كأنها أنين الساقية و هي ‏تشارك في وداع الفتاة التي تقصدها الأغنية.‏

قابلته لآخر مرة قبل ثلاثة سنوات. و كان هو عرفته دائما بشوشا ‏‏....مرحا نفس الابتسامة التي تسبق كلامه.. و لكن كان شيء ‏ما....لعله حزن ...
لعله قلق ..أو لعله انشغال. المهم شيء ‏غامض ترك في نفسي تساؤل لم ادر ما كنهه. ‏
المهم تخابرنا و تساءلنا و استفسرنا عن أحوال بعضنا البعض ثم ‏توادعنا .‏

‏.....لقد تحمل قلبه الكثير .. و جاءت الذبحة المفاجئة على ذلك ‏القلب الذي اتسع للكثيرات و لم يضيق و لم يشتكِ.. ‏
كان خبر موته فاجعا لي إذ جاءنا في ذلك المساء الناعي

مات و نعاه الكثيرون و بكاه الكثيون لطيب قلبه و لحبه للحياة و لمرحه. ‏

عليك سلام الله عليك سلام الله.‏


Post: #11
Title: Re: إليه في ذكراه الحبيبة: يا من علّمتنا أولى �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-10-2018, 07:44 PM
Parent: #10

بمناسبة اغنية يا قلبي يا مكتول كمد او الى مسافرة..قرات مرة ان قصة الاغنية ان المسافرة المقصودة تم نقلها من فرع البنك من سارع الجمهورية الى شارع الجامعة...منتهى الخيال و الابداع وةقمة الاحساس..رحم اللع عثمان خالد.