الجنجويد " اسم الدلع " الدعم السريع

07:19 AM May, 05 2018

سودانيز اون لاين
Hasheem Karouri-ارض الله الواسعة
مكتبتى
رابط مختصر

ادمان الفشل ، ونهب موارد الدولة . اصبح سمه .
الإنقاذ شاخت ، وعفي عليها الدهر ، وأصبحت تتأكل من الداخل وأصبحت تتخبط .
نالت في عنفوانها ما يكفي من الفرص .
لكن الانسان وليس الشيطان . لعب دوره .( فعذرا له ) .
فهو ليس بحاجة للمال .
احترفوا طوال فترتهم الماضية اختراع شماعة دائمة لتعليق الأخطاء عليها . ونسوا انهم هم السبب في ذلك . حتي تسربت البلاد من بين أيديهم .

من ضمن خطواتهم المتخبطة دوما ، الاستعانة بمرتزقة لاسكات الشعب . في بلد فيه جيش نظامي ، وشرطة نظامية ، وامن نظامي ( ينالون ثلاث ارباع ميزانية الدولة )
الدفع بقوات محملة بالعتاد ( وان كان لا يرقي لدرجة العتاد ) . لكنه يكفي لإرهاب المدنيين العزل .( حسب زعمهم ) .
نفس الخطوة الخطيرة ، التي اودت ببشار الاسد ، وسوريا مما نراها حاليا.
ارهاب وتسلط دولة ، واجهزتها الامنية ، علي الشعب . ( رغم ان السوريين في ذاك الزمان لم يكن يعانوا مثلما عاني الشعب السوداني حاليا ) .

استعراض قوة ( الجنجويد ) . القوة المنفلتة ، التي اصبح قائدها بين ليلة وضحاها ( فريق بقدرة قادر ).

كل ذلك
عبارة عن فرقعة بالون في الهواء . فهم اعتادوا دائما ( مما اصبح يقينا لديهم ) . ان الشعب سينشغل
مثلما انشغل ، بسابقاتها من بالونات الاختبار الوهمية . ويمر الامر بهدوء . لكن الشعب خبر ذلك.

وليس كل مرة تسلم الجره .

متوسط عمر حكومات العالم عادة يكون ، ما بين 4 الي 8 . سنوات فقط .
ما زاد علي ذلك يتحول علي الفور لنظام دكتاتوري، مستبد يعشق السلطة ، ولا يتنازل عنها بسهولة .
يبتهج وينتشئ بهتافات مؤيده ، ويشعر بالقوة والتعالي والغرور ، ويشعر انه خالد في الحكم ، ولن .يسلم الحكم الا " لعيسي " .

لو انتهجوا الحكم الرشيد ووفروا الرفاهية للشعب . نقول لهم هنيئا لكم ، لا تسلموها لعيسي فقط ..!، بل احتفظوا بها لما بعد يوم الحساب

سبب بلاء السودان / عدم الخبرة ، والوصول بغتة لسدة الحكم / ومع مرور الوقت يرتفع مقام الحاكم لدرجة التقديس ، يساعده في ذلك جيوش المهللين المكبرين ، المنتفعين . الذين باعوا ضمائرهم بحفنة جنيهات .
الحالمين بتغير وضعهم ، او المحافظة علي ما اكتسبوه ، طالما زبانيتهم يحكمون . وموجودين .
وهؤلاء اخطر من الذين في السلطة انفسهم .
فهم حاملي الدفوف ، وعازفي الناي ، وقارعي الطبول . الذين مازالوا يسبحون ليلا نهارا ، بطول عمر نظامهم .

فتاخذ " هواه" ، الحكم النشؤة والزهوء والعزة بالاثم ، ، ويقوموا بالتخبط ، واتخاذ القرارات الخاطئة ، ولا يلبثوا ، ويعودوا لسيرتها الاولي ، اخرها ارجاع الجيش الي الثكنات . في خطوه مخجلة ، تم ربطها بعدم مساعدتهم اقتصاديا .

وهكذا....

تصبح البلاد مختبر وحقل تجارب لخيالهم الواسع .

ويصبح الشعب مجرد فيران ، تطبق عليهم نظريات ، تكون في معظمها فاشلة ومميتة في نفس الوقت .

وتموت الفئران ، ويتم الاستعاضة عنها باخري ، فالبلد مليئة ، واعدادهم بالملايين . ويتم تجربة عقار اخر .

هنا تكون مسؤولية دمار البلاد مشتركة بين الحاكمين عنوة ، والمؤيدين العمي . الذين باعوا ضمائرهم بابخس الاثمان .

الحاكمين منتشين ، والمؤيدين مازالوا يضجوا بالصياح والتصفيق ، والرقيص ، مع دعواتهم في سرهم وعلانيتهم ، باستمرار حكم السادة ، لكنهم لا يدرون ان الامر شارف علي النهاية . ودوام الحال من المحال .

بجلبهم للدعم ( المليشوي ) داخل العاصمة ، وفي وضح النهار ، سيجلب عليهم وبالا ، وسخط باقي الاجهزة . التي تم تهميشها ، ومن ضمنها الجيش.
التبريرات الهشة ، عن توقع ازالة ، لصوص كبار ، من مواقعهم . هو السبب لجلب تلك القوات .
الخوف من ردة الافعال .

لا اعتقد ..

ما فتئ المطبلون ( يطبطبون ) علي بعضهم البعض ، كل يواسي الاخر ، وكل يجمل الصورة القاتمة بمعرفته . املين ان ينتهي الامر بسلام .
فهم الخاسرون الاكبر ، بعد ارباب نعمتهم .
تارة يقولون ( انها وحدات قادمة ، لثكناتها ، بصورة روتينة عادية ) .
والبعض الاخر " يلمح " . ان الرئيس سوف يتخذ في الساعات القادمة ( قرارات مصيرية ) .!
ولو سلمنا جدلا بذلك ، الا توجد تحت سلطته قوات نظامية ؟؟
ام ان القوات النظامية الموجودة ( جيش / شرطة / امن / دفاع شعبي / لجان شعبية ...الخ ). تأتمر بأمر اخرين ولايثق فيها كثيرا .
***
الجن جويد . هم عبارة عن بقايا الحركات الدارفورية المسلحة ، ( ظهر نجمهم وبريقهم في ال 30 سنة الاخيرة ) ومعروف عنهم ميلهم للقتل والسلب ، والسرقة ، والنهب ، وحرق القري ، واغتصاب النساء ، ..!
ولاءهم ، للسلطة والمال . فقط .
***
اليس من المخجل ، بل ، من المعيب لرئيس دولة ، ان يستعين بهم ، وامامه جنرالات ، وقادة فرق وفصايل ، وجيش نظامي ؟

هذه الفزاعة التي يستخدمها النظام ، هي اخر محاولة قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة .
حسب التعبير الطبي ، فهو ( ميت سريريا ) منذ زمن ، كان يصارع ويناضل في سبيل بقاءه ، وقد نجح في ذلك الي حد ما .
استخدم في نضاله ، كل ما يخطر ، وما لا يخطر علي البال .
كان يخرج من مأزق ، فيقع في اكبر منه .
لم يكن هناك مجال للإصلاح . فالكل يريد ان يأكل .
لم يتركوا " عنزة " السودان ، رغم ان حليبها الاخير كان دما .
لذا لن ينجده ، جنجويد ، ولا حتي بلاك ووتر
***
ما يؤرقني في حقيقة الامر ، ليس زوال النظام .
فقد تبقت له ايام ويزول .
الذي يشغل بالي هذه الاجيال التي شبت في هذا العهد الاسود من تاريخ السودان .
30 عاما ليست بالشيء ، الهين اليسير . فاندثرت مفاهيم ، وظهرت اخري عجيبة .