Post: #1
Title: كتب عمر حلاق الصادق زكريا ابن الطبقة سريع التطور
Author: فرح الطاهر ابو روضة
Date: 04-30-2018, 07:08 PM
07:08 PM April, 30 2018 سودانيز اون لاين فرح الطاهر ابو روضة-................... مكتبتى رابط مختصر كتب عمر حلاق الصادق زكريا ابن الطبقة سريع التطور
مساح مسلح بالمعرفة، عطشجي يرتب للناس المفاهيم، سايق وردية، وعطشجي سفري، ثم سائق القطار شخصياً، وأثناء كل ما سبق الاسم الكامل انسان، والشعب الطيب والديّ، الصادق ابن الطبقة العاملة، الساعي لثوريتها والشاهق كثورتنا المفقودة، ثم شاهد على عصور أظلمت ثم انقشعت ثم أظلمت ثم انقشعت ثم أظلمت وهو الرجل بذاته، ضحكة تظنها عدم مبالاة ثم يقين يجعلك بين الشك والشك، لا يتركك حتى تكون في كامل اليقين. التقينا مساء في بيت الزميل الراحل دكتور خلف الله احمد عبد الكريم، صلة الرحم ما يجمع بينهما، وصلة الوطن ما يجمعنا، الشاهد أن صلته بوطنه مشيمتها من وسّمت جسده ولا عجب، فالاعتقال والاعتقاد لا يتفارقان في أزمان الغبرة، وكل اعتقال يضع وسمه على جسده ويزيد ابتسامته، كان الوطن أمه وكان الوطن الوالد، كلنا بمعنى كلنا اقرب اليه من الأقربين، والحزب حبيبه وشريانه، التقينا مساء في الشجرة الخرطوم، كان دكتور خلف الله يرتب احواله للانتقال الى منزله الجديد، وكانت ضحكة الصادق مصحوبة بتلميحات عذبة،(هسي يا خلف الله خليت الفقُر وراك وبقيت ساكن في ڤيلا؟)، يضحك خلف الله بصفاءه المعلوم، انتقلنا في مساء آخر لمنزل خلف الله الجديد، اكتمل المنزل ولَم يكتمل الانتقال، كان مناسبا جدا لجلسات الأصدقاء، خلف الله احمد عبد الكريم- الصادق زكريا- مكي - الراحل المقيم حسن احمد الصادق - الفنان الانسان احمد شاويش - شخصي شخصي اصغر الجميع عمراً علما ان الصادق اصغر مني بمراحل لأن قلبه لم يتعدى العشرين، هكذا أظن وأوقن، فالقلب الذي توقف عن الخفقان لم يصل سن العشرين بعد، جمع بين معظمهم عطبرة، رائحة القطار والنضال حاضرة، ورشة المرمة نحن بداخلها الان، ننتقل مباشرة لورشة النجارين، يحكي عن مدير الشؤون الإدارية بالسكة حديد، يذكره احدهم بأنه قبطي، يذجره الصادق بأنه سوداني بس، ما عندنا قبطي وجعلي ولا كلام بتاع تخلف، ثم لا أحد يحكي بقدره، يخرج احمد شاويش كعادته بتعليق لطيف، يعني يا الصادق نسوق قطر حتى نتكلم؟ منذ لقاء الشجرة والصادق ليس سوى أساس لكل شيء، الونسة- الحزب- العلاقات الاجتماعية- الضحك- البكاء، وياخينا كيفك؟ كويس والله يا صدقي لكن!! وقبل الاسترسال يقاطع الصادق، (لكن) لزومها شنو ياخينا؟ ما خلاص قلت كويس!!!. أول الحاضرين للاجتماع، آخر المغادرين، اجتماع الحزب، ينطقها بنفس سمة الماسكين على التقليد، ثم أسئلة وأسئلة وأسئلة، عن الحال والمآل، عن المتاح والمفترض، عن الممكن، دون أن يسب أحد، الصادق لا يسب احد ولا الظروف، الصادق فقط يحلل يقترح ويبادر، لا اعتقد أني رأيت أكثر منه معاودة برفع يده حين التكليف، ثم المنطق معدوم حين الإيمان بالشعب السوداني. في العام ٢٠١٠ ذكرت له جزئيا انني كتبت قصة سميتها قطار الشمس، ونرجوا ومعي أصدقاء ان نحولها لفيلم، قصص القطار بكلياتها حقيقية أعدت كتابتها ونسجها، سيرة العريس، الحبيبة، جنازة السبعيني، زول قرصته عقرب ومافي دواء، إبريق للحمام وإبريق للعرقي، عسكري مرتشي، درويش، نمرة ٦، وقصص قصص قصص، يا زميل جيب القصة ياخ خلينا نقراها، اتصال هاتفي لم اتوقعه، في نفس المساء قرأ القصة واتصال آخر، ياخ معقول يا حلاق تحكي عن قطر وما تحكي الشغالين فيه؟ هسي عليك الله لو خلوهو في نص القصة دي في الخلا العريس بحلك بشنو؟ بالله تجيب الدرويش وما تحكي عن حسن سلطان؟ جنيت يا زول، غايتو جني وجن الركاب بدون هدف، هكذا يرميها في أذني، فالصادق هدفه الطبقة العاملة الثورية وانا هدفي مشاهد فيلم ليس الا. في اجتماع اختيار مناديب الخامس القاها في وجهنا هكذا، والله لو ما اخترتوني كان (مت) عديل، يا زول انا اتنازلت لعمك في الرابع، قالوا لي عمره كبير وما بحضر مؤتمر تاني، أها يعني بعد بقيت قدره ما أحضر الخامس؟ أرد بضحكة، ياخ انت سواق القطر معقول ما تحضر؟ هوي يا زول حزب الطبقة العاملة حيعود، والله نخليكم تحضروا من باب الأقليات، يا سواق القطر ومن يشابهك؟، ومن غيرك؟؟. الشية في الغرب، احسن ناس يسووها، الشرق بكلياته هناك في قلبه، محطات الشمال، والصارقيل، جميع من زاملوه ومن جايلهم، ثم الحزب، الحزب ليس سوى قطار لن يتوقف. الشايقي وغناءه، الذكّار وقطار الشوق، فلنكة فلنكة، فلنكن او لا نكون، التحليل وفق المنهج، المسؤولية تجاه الشعب، والشعب معه في قطار الشوق، يا الصادق ياخ ، يا صدقي ياخ يا صادق ياخ. في آخر موانسة حكى عن مفرغ حزبي، غيابه عن أسرته، في احدى زيارات المتفرغ لاهله وجدت جارتهم فرحة عظيمة في المنزل ، ارتياح وسكون واطمئنان غاب كثيرا، الجارة تعلم بقصة الأب الشيوعي، تسأل : انتو زاركم أبوكم ولا نبي الله الخضر ؟ بالله يا حلاق نحنا عندنا كم زول نبي الله الخضر، علي الإيمان ديل فاتوا بغادي لأيوب وياهم نبي الله الخضر، تجمع بينه وأبي محمد عبد الرحمن حلاق تتُبع سيرة العجمية ويحكي عن الادارسة، ثم درسه الأساس ان الانسان يحشر مع من يحب، ماركسي سوداني، شيوعي أممي، عامل سريع التطور، قائد لا يشق له غبار ولا تعنيه(كتاتيح) الأمن. برحيلك ضمت الارض حبيبها وابنها، برحيلك احتضنت جنوب الخرطوم حاديها، صباعك الممدود للحق حيظل، وجعك سينتقل لآخر، تكاليفك سيعاد جدولتها، عصية على زميل واحد، رهقك حبك شوقك خيرك، كله حينجز. العزاء للعمال اصحاب الحق. العزاء للاسرة الممتدة صغيرها قبل كبيرها. العزاء للزميلات والزملاء في الحزب الشيوعي. العزاء لكل جنوب الخرطوم من عرفوه ومن جهلوه. العزاء للفلنكات والعطشجية وعمال الدريسة، للمهندس والمحامي، للاستاذ والمنهج، العزاء لكل حائط لم يبنى ولكل فرع لم يسدد المالية، العزاء لكل زميل لم يحضر اجتماعه الأخير . الصادق من كان ينوب عنكم. لن أعزي ال زكريا فما زالت شباكهم تصطاد العمال والزراع، ذلك دون طُعم سوى الانتماء للوطن ثم الانتماء للطبقة العاملة. اسمح لي يا سيدي ان اقولها بديلا عنك ولست بقدرك: عاش نضال الشعب السوداني. عاش نضال الطبقة العاملة. عاش نضال الحزب الشيوعي السوداني السائر على دربك المكلوم بفقدك.
|
|