صيف هابيل --- سيف قابيل

صيف هابيل --- سيف قابيل


03-29-2018, 11:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1522318162&rn=0


Post: #1
Title: صيف هابيل --- سيف قابيل
Author: أبوذر بابكر
Date: 03-29-2018, 11:09 AM

11:09 AM March, 29 2018

سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر


صيف هابيل

خذه، خذه يا أخى، فما عاد لى به حاجة، ولا هو عاد يغنينى، فقد أبدلت جلدى بغلالات من خشب، ما عاد الطين يحمل إسمى، ولا أنا اصبحت أطيق طعم التراب

سيف قابيل

تريد مقايضة النار بالتراب؟

ليس بيننا إذن غير ما صنع الحداد

إلتياع/إشتهاء

وإن جيت بلاد
تلقا فيها النيل
بلمع فى الظلام
زى سيف مجوهر
بالنجوم من غير نظام

إبتدار

أيهما أولى بمعروف العشق يا ترى؟

النار أم التراب؟

مقايضة

يحكى أنه، وفى سالف الأحزان
كان هناك وطن، بنى عشه على قمة أغنية
نازعته أجناس الغربان والعقبان عليه، فاستمات فى الدعاء، ولم يبك، فقد كان البكاء مسرّحا حينها من فيالق الحزن، معفيا من خدمة البؤساء، لم يجد سبيلا غير الشكوى الى النهر

أهبك العمر مقابل الخلود، او بعضا منه، أيها الوطن البائس

الحبايب تركو الخلايق
بينى بينن قطعو العلايق
ما علينا الفات كله فارق
كان دلال كان تيه كله مارق
نحن ما ملينا الخصام

قرابين

لملمت الصحارى كل وجوهها وأزمعت المسير
تمطى الأفق وشخص بعينيه الفارغتين، ولم ير سوى حريقا فى المدى

أعدت الغابة مائدتها، أولمت الندى بشارة للقاطنين والساكنين فى أحداق الحلم

وحين أرادت أن تحلم، إكتشفت أن أحدا ما قد سرق نومها

أسرج النهر ظهر طينه متأهبا للإسراء نحو أعراس الكواكب

بكت صفصافة نحيلة كانت تداعب خده الموسوم بالأرق

أشاح بوجهه قليلا، ثم جلس وأخذها فى حضنه

هباء الأخيلة

هات كتابك يا قابيل، أرنى إياه

هات حقيبتك المنتفخة تلك أيضا، ما بداخلها؟

داخل الحقيبة كان الليل مختبئا، يرتجف هلعا

ما بك أيها الشقى؟

اطل الخوف بوجه نبتت عليه حجارة محترقة

** البرجوازيون والمتعبون
كل مساء (ما عدا أواخر الشهر) هنا يحتسون
أخبث ما تتقيؤه الخمرة من تفل ويفتحون
معلبات الضحك الجاهز من بذاءات ومن مجون
يصفقون للساقى (بلا ذرة إعجاب) ويطلبون
فاكهة المجلس من نقل ومن ريحان
عندئذ يوضع ما بين قنانى الخمر عاشقان
يشمر السادة عن اظلافهم ويأكلون
لحمها الحى، وحين يشبعون
يطوح العار بهم الى القيعان**

موت أم حياة؟
سؤال أم إجابة؟

لا شئ

لا شئ أبدا

** مقطع من قصيدة لمحمد المكى إبراهيم