واسوداناه !!!!!!!!!!!! أبكيك يا وطني الحبيب

07:59 AM March, 18 2018

سودانيز اون لاين
الهادي الشغيل-السعودية - جدة
مكتبتى
رابط مختصر

أهديكم مقال أعتز به كتبته سابقا :

واسوداناه !!!!!!!!!!!! أبكيك يا وطني الحبيب

بقلم : الهادي محمد عمر الشغيل:



عزيزي القارئ : كلنا نذكر منذ أن كنا صبية يافعين في المدارس الابتدائية خريطة سوداننا الحبيب بخريطته الجميلة التي عرفناها وألفناها حتى بتنا نرسمها في حصة الجغرافيا ونحن مغمضي العينين . لكن أبى الحاقدون الذين يريدون لسوداننا أن تتقطع أوصاله إرباً إرباً وتتغير معالمه الجميلة ويصبح كمريض بداء السكر بترت كلتا ساقيه فأصبح عاجزاً بل أصبح عالة يستنجد من حوله كي يمدوا له يد العون .

إلى اين يسير السودان وشعبه الصابر..؟ ما الذي أصاب أمتنا ؟ إنه الوهن والخمول، والركون، والركود، الذي جعلنا نقبع في قوقعة الخنوع والمهانة، وعدم القدرة على تحريك أي ساكن حيال ما نواجهه من تحديات وملمات حتى تجرأ ممن كان همهم الأول تفتيت هذا البلد الإسلامي المتميز الذي يحتل موقعا استراتيجيا هاما ويشغل مساحة شاسعة واسعة زاخرة بكل الخيرات ويختزن في باطنه كميات هائلة من الثروات الأمر الذي أثار فضولهم واسال لعابهم وفتح شهيتهم ليمارسوا تدخلاتهم في شؤون البلاد .

إن العين لتدمع وتعتصر القلوب الآلام بل تدميها ونحن نرى سوداننا أشبه بشاة جريحها تنتاشها الذئاب من كل جانب وهي تئن تحت وطأة الألم وتصرخ حتى بحّ صوتها وبلغ الآفاق من شدة الألم وتستغيث ولا مغيث !!!! لقد أصبحت قصيدة ( صديقنا منقو ) أضغاث أحلام فاين منقو بعد ان كان بيننا وبينه صداقات وصلات وتعايش وتصاهر اجتماعي ، أين منقو الذي كان يعيش معنا في وطن واحد يحبنا ونحبه على مدى زمن طويل ، يجمع بيننا التمازج الثقافي والمشاعر الوجدانية النبيلة والآمال كبيرة والتاريخ المشترك والإنتماء لبلد المليون ميل مربع (سابقا طبعا) .

أنت سوداني .... وسوداني أنا
ضمَّنا الوادي .... فمن يفصلنا
نحن روحانِ ...... حللنا بدنا
منقو قل لا .... عاش من يفصلنا
قُل معي لا ..... عاش من يفصلنا

إلى تريزا وشول ودينق ومانوت وكل أبناء وبنات جنوبنا الحبيب : لقد تم فصلنا جغرافيا وعلى الورق فقط لكن لن يستطيعوا فصل روحين حلا في جسد واحد .. فالشمال والجنوب هما توأمان سياميان يعيشان بقلب واحد وفصلهما يعني موت كليهما .

ما يمر به السودان الجريح في هذه الفترة العصيبة من تاريخه من تكالب الأعداء واجتماعهم له تشبيه آخر دار في ذهني وجاش بمخيلتي فهو أشبه بمن اجتمع حول تورته عيد الميلاد وهم يضحكون ويقهقهون في جو عارم من الفرح وقد أحضر كل منهم سكينته ليقتطع جزء منها بعد أن أوقدت الشموع وزين المكان للإحتفال بعيد ميلاد تقسيم السودان ...

لا ادري على من تقع مسئولية تفتيت وتمزيق السودان ؟ هل على الحكام فقط أم هي مسئوليتنا جميعا ً .. والله ثم والله لن يغفر الزمان والتاريخ لنا جميعا ما يحدث لسوداننا الحبيب .
آه عليك .. آه عليك ياوطن ... أعذرني بعد أن سلبت منك الحياة وأصبحت تئن تتحت وطأة التقسيم والتقطيع .. لن أعذر نفسي ولن أسامحها لأن الله مد في أيامي كي أكون شاهد على هذه الجريمة وبت موقناً أن شهادتي هذه جعلتني شريكاً في الجريمة ولا ريب في ذلك .
سأبكيك يا وطن الجدود يا أجمل أقحوانة يا مهجة الروح يامن سكنت قلبي ... وسأظل أبكيك عسى أن تطفي مدامعي نيران قلبي التي أكلت عظامي قبل جلدي .
لك الله يا سودان العزة والشموخ.

أنا السودان تمثل في ربوعي
أنا إبن الشمال سكنت قلبي
علي إبن الجنوب ضميت ضلوعي



ودمتم سالمين ،،،