في يوم المرأة العالمي، أحيي شخصية طابتية إستثنائية...الحاجة فاطنة بت رحمة

في يوم المرأة العالمي، أحيي شخصية طابتية إستثنائية...الحاجة فاطنة بت رحمة


03-08-2018, 09:23 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1520497400&rn=0


Post: #1
Title: في يوم المرأة العالمي، أحيي شخصية طابتية إستثنائية...الحاجة فاطنة بت رحمة
Author: الطيب بشير
Date: 03-08-2018, 09:23 AM

08:23 AM March, 08 2018

سودانيز اون لاين
الطيب بشير-الـدوحــــــة
مكتبتى
رابط مختصر

في يوم المرأة العالمي، يطيب لي أن أحيي شخصية طابتية إستثنائية...الحاجة فاطنة بت رحمة الله يديها الصحة و العافية..التي شـقــّــت سوق طابت في السبعينات و باعت الكسرة و الملاح في شمم و إباء ...في زمن المرأة العاملة بالبساطة، قبل جيل البذخ و الإستهلاك الحالي، كانت حبوبتنا فاطنة بت عيسى و حاجة السرة بت الجيلي ود الغازي، الله يوسـّـدن الباردة، بيبيعن الفتايل الفاضية قدام إستبالية طابت، لتعبئة الشربة، و معاهن المكانس و التبروكات و الهبابات .. كذلك كل الحاجات الكانوا بيبيعوا الفطور في المدارس...طبعاً الفطور البيجي المدرسة تسعة صباحاً دا، ستو بتكون صحت مع النجمة و جهّـزتو بي نار العويش العلقوها تعيش..لا فحم لا غاز...لكن لم ترصد المستشفى حالة تسمم واحدة، لآنهن كان صادقات لا يعرفن الغش و لأن النظافة كانت سلوك شخصي إنعكس على المنتج..بالتالي كانوا ستات فطور خمسة نجوم.
نرجع لي (بت رحمة)..كانت تعبـّـيء الحــِـلل بالملاحات المتنوعة و ترفعها في كارو حصان كبير و معاها كم ريكة كسرة و تركب هي من دارها بالحلة الجديدة تقصد بحملها سوق طابت، لا سيما يوم السوق حيث يتضاعف عدد الزبائن أضعافاً مضاعفة...و كان الزمان كريماً و الناس محترمين، ليس مثل بعض زبائن هذا الزمن، حيث تروي الطرفة أن خالةً لينا سمعت بي ربح ستات الشاي..فقصدت السوق و أعدّت لها متـّــكأً و صنعت شاياً مظبـطاً...لكنها لاحظت أن الزبائن يتحلــّـــقون حول جارتها الصبيــّــة و لا يشترون منها...فظنـّـت أنها تحتاج معرفة عبارات خدمات العملاء..و أخذت تسترق السمع للكلام الدائر هناك..جاء أحد الزبائن و قال للصبية (شاي يا عسل)...فقامت الخالة بصبّ الماء في جمر الكانون و قالت قولتها الشهيرة:
لا هااااااا...الشي مو شاي....
و غادرت الكار مرةّ وإلى الأبد..
كان الزمان كريماً مع (بت رحمة).. و الناس محترمين .. ربـّـت أجيال بكسرتها هذي، و فتحت المجال لرجال من أهلها صاروا في طابت من الناجحين..و إذا تمعنـّـا في تجربتها نلحظ العزيمة و الإصرار و التحدي لكل الظروف و صاروا (أسماء في حياتنا) بفضل الله و تضحيات (بت رحمة)..
أحيي ختاماً أمي حاجة بتول المبارك موسى، الدهب المجمـّـر حفظها الله، و موحى إبنتي العسل و أفراح زوجتي أم عزالدين..و أخواتي بنات حاج بشير الطيب عليه الرحمة و كل بنات العائلة و الأهل، و كل زميلاتي و صديقاتي في المنتديات و الفيس بوك و أرض الواقع..كل عضوات القروبات و كل نساء السودان و نساء العالم...تحية قلبية عامرة بالمحبة و الإحترام.