إنها محرقة أجيال

02:20 PM March, 07 2018

سودانيز اون لاين
محمد بشير عبادى-السودان/ولاية الخرطوم/أمبدة
مكتبتى
رابط مختصر

في أوروبا تتعهد الدولة الطفل منذ مرحلة الحضانة بالرعاية صحيا وتربويا حتى يبلغ مرحلة تعليم الأساس وبالمجان ، في أثناء ذلك يتم غرس كل قيمهم المادية في لاشعوره عبر برامج تربوية نفسية مدروسة بواسطة مختصين..يتم تدريب الطفل من كيفية عبور الطريق حتى طريقة الانتخاب وممارسة حقه الدستوري عندما يصير بالغا فيما بعد..يتم التعرف على ميوله وهواياته وتركيبته النفسية ، كل ذلك يدون في ملف يتبعه في بقية مراحل حياته..نحن في السودان نوكل أمر التعليم قبل المدرسي لغير المختصين ولمنهج دراسي ضعيف لم يخرج من اطار الاناشيد كأنما يريدون تخريج مغنيين ، ناسين أن هذه مرحلة تكوين اللاشعور والصور الذهنية للطفل..الطامة الكبرى تخريج أطفال الرياض عندنا يتم إيكاله لشركات فنية تجارية ، يقوم فني الصوت فيها بتجميع أغاني راقصة عربية وسودانية وأجنبية والكل يتمايلون طربا ، الأطفال وذويهم وأساتذتهم ،كأنهم في صالة (ديسكو) ، هذا غير مظهر الأزياء وحنة الخريج وتصفيفات الشعر وووو... ثم نأتي بعد ذلك لنتحدث بمرارة وأسى عن جيل من الشباب متفسخ ومتمرد وعاطل موهبة وعمل بل منحرف أخلاقيا...هذه محصلة التربية المختلة ، فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر..أهلوا خلاوينا بالمعينات الحديثة من حوسبة وفصول مهيئة وملابس للتلاميذ مميزة ونظام غذائي ملائم وتحسين شامل لبيئة الخلوة القرآنية وشهادات معتمدة ، لتخرج أجيال مسلحة بالعلم والإيمان والأخلاق ، فنحن أمة تحضرنا بالإسلام ، فلا ترضوا بالدنية في دينكم.. لتكون هذه الخلاوي بديلا لهذا المسخ الإستعماري المشوه المسمى زورا روضة أطفال..إنها محرقة أجيال.