دماء في وادي الصنقير

دماء في وادي الصنقير


03-06-2018, 12:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1520336539&rn=1


Post: #1
Title: دماء في وادي الصنقير
Author: علي الكرار هاشم
Date: 03-06-2018, 12:42 PM
Parent: #0

11:42 AM March, 06 2018

سودانيز اون لاين
علي الكرار هاشم-الرياض
مكتبتى
رابط مختصر

وادي الصنقير
بين الاستثمار والاستهتار
علي الكرار هاشم محمد
فجأة تظهر الأسماء المنسية والأماكن المهجورة التي تجاوزتها ذاكرة التسجيل في دواوين الحكومة ونشرات الأنباء وحكايات الناس في مجالس المدن والمقاهي العامرة بالإنس ذلك أن هذه المناطق بسكانها وجغرافيتهم وتاريخهم لا يشغلون حيزا في بال أحد ولا في مكتب مسؤول ولا صحيفة إعلامي أو قناة فضائية.
برغم أن الصنقير هي منطقة الشلال الخامس بجمالها الأخاذ وطيورها الصوادح وجزرها الساحرة وبرغم أن تلك المنطقة التي يعرفها أساتذة الآثار وينقبون عن تاريخ ضارب وسراديب تربط ضفتي النيل شرقا وغربا وبرغم أن تلك المنطقة هي منطقة تلاقي القبائل وانصهارها بين الجعليين والرباطاب والحسانية وغيرهم وبرغم أن تلك المنطقة تجمع بين السنة والشيعة منذ القدم في تآلف وتآخي فقد ظلت نسيا منسيا ينام أهلها تحت السماء تحرسهم العناية وتملأ أعينهم العزة والكرامة.
فجأة يظهر وادي الصنقير لأن دولتنا الرشيدة عقدت العزم علي الاستثمار في تلكم النواحي وأرادت أن تنقب عن الذهب بعد أن سبقها الناس هناك حين قادتهم البصيرة والأقدار والأجهزة ولكن الحكومة حين عقدت العزم علي استخراج الذهب تناست عنوة أن هناك مواطن سوداني هو اغلي من الذهب بل هو أغلي من بيت الله حرمة فلا حكومتنا القومية اهتمت بإنسان السودان ولا والي الولاية دافع عن مواطنيه البسطاء الذين يعلم تماما قوتهم وحيلتهم ( وعكاكيزهم) التي لا تتعدي منظر الهيبة والرجولة.
تركهم الوالي الجسور وهو عسكري عريق كان يفترض فيه الفطنة والذكاء وان يدرك بان (جماعته) ضعفاء بسطاء مساكين وبالتالي فهو صوتهم وقوتهم وهو المدافع عنهم يأتي لهم بحقهم كاملا أو تعوزه الحيلة أمام الحكومة فيتقدم باستقالته ليقول لربه بصوت جهير (اللهم قد بلغت) ولكن سيادة اللواء يعلم أن الدولة لن تحاسبه وقد سبقه الفريق الوالي حين اعتصم أمام داره أبناء المناصير لمدة طالت دون أن تحركه من موقعه حتى تحرك المناصير وهو يعلم أن هذه الولاية هي اقل الولايات عددا وان أهلها مهما تفاخروا فلم يكن في شرعتهم استعمال الأسلحة النارية.
إن الأمر المؤسف في قضية أهالي الصنقير هو تعدي الأجنبي علي المواطن وهو أمر لم يعرفه العالم بعد فقد انعكست الآية في ولاية نهر النيل وظهر السلاح الروسي ذلك الذي يدوخ العالم اجمع فهل يقف في طريقه اؤلئك البسطاء حملة العصي و( سكين الضراع).
قال الوالي إن الشركة الروسية أمرها مركزي وتصديقها من الخرطوم ونحن نقول له ما دورك أنت تجاه مواطنيك ومن يأتي لهم بحقهم من الحكومة أو من المستثمر وهل تري أن هذا العذر يشفع لك ولوظيفتك المناط بها أولا وأخيرا أن تكون لسان حال المواطن .
أخيرا لقد ظل الذهب مصدرا لأهلنا منذ أن ظهرت ( قبقبه) وغيرها من مناطق التعدين وفتح أهل نهر النيل قلوبهم لكل السودانيين ثم ظهرت التفلتات في مدارس ابوحمد وفي سوق العبيدية وبرغم ذلك ظلت الولاية لا تحرك ساكنا برغم مناشداتنا للوالي السابق بان تتم توعية الشباب وقيام برامج إعلامية تقودهم لاستثمار مدخرات الذهب وتعلمهم كيفية الاستفادة من المال وفتح الحسابات لكن البرامج ظلت قاصرة علي تحرك الوالي وظلت الولاية كما هي حتى أصبحت أخيرا مقبرة للمواطن.