مثقف سوداني استثنائي: الدكتور حامد فضل الله(احاديث برلينية)

مثقف سوداني استثنائي: الدكتور حامد فضل الله(احاديث برلينية)


03-06-2018, 05:16 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1520313374&rn=0


Post: #1
Title: مثقف سوداني استثنائي: الدكتور حامد فضل الله(احاديث برلينية)
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-06-2018, 05:16 AM

05:16 AM March, 05 2018

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر


لم أسمع عنه إلا الأمس فقط.. من مقالة كتبت في يناير من هذا العام من خلال مقال تعريفي للدكتور للدكتور احمد ابراهيم ابوشوك...

و في الحقيقة قرأت بحذر لأتعرف على هذا الشخص الذي تحدث عنه بعض المثقفين العرب...

و كان حذري حتى لا أُصدم بما قد أظنه فعلا استثنائي...خاصة أن السودانيين رغم كثرتهم في المنافي إلا أنهم نادرا ما يوهبون حياتهم للثقافة و الكتابة ...

و لكن وجدته عكس ما حذرت منه أنه فعلا مثقفا استثنائيا...

و ساورد فيما يلي بعض ما كتب عنه...فهو يستحجق ذلك...علّ أن تكون في سيرته قدوة لنا و استنهاض من كسل و ذوبان في الحياة العامة و المشاغل اليومية و الأسرية

و الونسات التي نتقنها دون منافسة أي من شعوب الأرض...

Post: #2
Title: Re: مثقف سوداني استثنائي: الدكتور حامد فضل ال�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-06-2018, 05:30 AM
Parent: #1


الحوار المتمدن

أحاديث برلينية: حول قضايا أوروبا والإسلام والأدب والفكرلمؤلفه الدكتور حامد ‏فضل الله

أحمد إبراهيم أبوشوك
‏2017 / 12 / 29‏

قراءات في عالم الكتب و المطبوعات

مراجعة أحمد إبراهيم أبوشوك*‏

الدبلوماسي خالد موسى دفع الله، أديب رشيق العِبارة، وكاتب فصيح البيان، ‏يحسن الانتخاب ويجيد النقد، له ملكة في اختيار الموضوعات الثقافية والسياسية

‏كاملة الدسم، وفضيلة في ذكر مناقب عمال الحركة التنويرية. وتصدع نبرة هذا ‏الألق الفكري في تقديمه الجامع المناع لكتاب الدكتور حامد فضل الله،

"أحاديث ‏برلينية: حول قضايا أوروبا والإسلام والأدب والفكر" الذي صدر عن دار دليل ‏للطباعة والنشر (برلين)، 2013م. واختار خالد لتقديمه عنواناً جاذباً

"تأملات في ‏حياة مثقف استئنائي"، مبتدراً ذلك التقديم باستهلال رفيع المقام وعميق المقال: ‏‏"هذا جليس ماتع الصحبة، أنيس الرفقة، شيق المطالعة، متنوع المحتوى،

رحيب ‏المبنى، وعميق المعنى؛ لأنه منخول ومستل من معاني جليلة الأثر، وأن ‏موضوعاته في عمقها الفكري تتناول قضايا اندماج الأقليات في ألمانيا، وتفاعلات ‏الإسلام

في أوروبا من خلال تراجم بعض الأعمال الهامة لكبار المثقفين ‏والمفكرين والخبراء الألمان. وهي موضوعات شديدة الحيوية، عميقة الفاعلية ‏والجاذبية، ما تزال

تصطخب بكثير من الجدل بين المثقفين، والمفكرين، والساسة، ‏وصناع القرار في أوروبا." بهذه المهنية في السرد أجاد خالد توصيف المحتوى، ‏وأحسن نعت المؤلف

بـالمثقف الاستثنائي، وعاضده الرأي الأديب الدبلوماسي ‏جمال محمد إبراهيم، وصفاً ابن فضل الله بالسفير الشعبي، "كامل الاعتماد سفارةً، ‏وعَلَماً، ورسالةً،

فضلاً عن أنه نطاسي بريع، وأديب "صادق العبارة بَهيّها، عميق ‏الانتماء لوطنه، غيوراً."‏

والمقارنة بين نطاسية ابن فضل الله وتفرد عطائه الأدبي المنبسط على سفوح ‏المواقع الاسفيرية، تذكرني بكلمات أديبنا الراحل الطيب صالح:

أن "الأطباء على ‏وجوههم شيء ما، كأنهم يعرفون سراً لا يعرفه بقية الناس، ربما لكثرة ما رأوا من ‏تقلبات الحياة والموت."

ويبدو أن ابن فضل الله قد رأي تلك التقلبات في غرف ‏انعاش تخصصه المهني، وفي مسارات حركته العامرة بالترحال في فضاءات ‏الزمان والمكان والفكر،

والاختلاط بشعوب الأرض المختلفة لساناً ولوناً، ‏والمثابرة في الاطلاع على متون الإبداع الفكري، والمداومة على حوار الآخر،

‏بعقل منفتح لا تحده سياجات (نحن) و(هم).

كل هذه الفضائل والمعارف الواسعة تتجسد ‏في عنوان هذا الكتاب المؤنس: "أحاديث برلينية: حول قضايا أوروبا والإسلام ‏والإدب والفكر"،

الذي يحمل بين دفتيه مفردات نصوص متنوعة من حيث ‏الموضوعات، والمواقف، والمشاهد، والصور المقلوبة لأصحاب الانتماءات ‏السياسية والنخب العربية والمسلمة.

تابع‏

Post: #3
Title: Re: مثقف سوداني استثنائي: الدكتور حامد فضل ال�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-06-2018, 05:55 AM
Parent: #2

راجع "أحاديث برلينية" وعلَّق عليه نخبة من القراء والأدباء النابهين، أمثال الأستاذ ‏الدكتور كاظم حبيب، والكاتب الفلسطيني محمد شاويش، والدكتور حيدر إبراهيم ‏علي، والدكتور محمد بدوي مصطفى. فالذي يقرأ تقاريظ هؤلاء، تطرأ في ذهنه ‏مأثورة أسماء بنت عبد الله العذرية: "لا عطر بعد عروس." لذلك لا أود أن أعيد كرة ‏التقاريظ والأطراءات على المُؤلِف والمُؤلَف، رأفةً بالقارئ الكريم، بل أجهد نفسي ‏لأجد لقلمي موطن سطر بين المعاني والمواقف التي يحملها الكتاب بين دفتيه، علها ‏تعين في استنباط أو استنتاج بعض الدروس والعبر التي تعكس طرفاً من الخيوط ‏الناظمة لمحتويات أحاديث برلينية، والقيم الإنسانية الناسجة لشخصية مُؤلِفه الفذ.‏
العلاقة التكاملية بين النص والمؤلف
عندما يتنقَّل القارئ بعدسات عينه الفاحصة بين ثنايا "أحاديث برلينية"، يطرأ في ‏ذائقته المعرفية سؤال مشروع: هل "أحاديث برلينية" شذرات من سيرة ابن فضل الله ‏الذاتية لم تكتمل بعد؟ أم حوليات مثالية عن أحداث ومواقف عاصرها المؤلف؟ في ‏إجابتي عن هذا السؤال المزدوج أميل إلى الجمع بين الاثنتين (السيرة والحوليات)؛ ‏لأن الدكتور حامد استطاع أن يرصد طرفاً من تجاربه الحياتية، ويكشف عن مكنونات ‏سرها المجهول، مع إدراك راشد لطبيعة دور الفرد في إطار الجماعة، وعند هذا ‏المنعطف تبرز شبكة الصلات الجامعة بين السيرة الذاتية والحوليات المثالية، والمزج ‏بين الحسنين يعطي قراءة أحاديث برلينية طعماً ومذاقاً خاصاً. وفي الطرف الذاتي ‏وثق حامد مراحل حياته التعليمية، بدء بكلية الأقباط بالخرطوم، وانتهاءً بالحياة ‏الجامعية بألمانيا، مع الإشارة إلى بعض جوانب حياته العملية والاندماجية بمعناها ‏الواسع في ألمانيا. ومن خلال هذا المسار الحياتي المملوء بالتحديات والانجازات ‏السامقة، يلمح القارئ إصرار ابن فضل الله على تحقيق غاياته المنشودة، وفضيلة ‏تسامحه مع الآخر، وإقراره بأن الحفاظ على المبدأ الفكري والسياسي يجب ألّا يفسد ‏للود الاجتماعي الإنساني قضية.‏
ويذكرني هذا الانبساط الفكري في حياة المؤلف بتصنيف روزفلت إلى العقول ‏الإنسانية إلى ثلاث طبقات: عقول كبيرة تناقش الأفكار، وعقول وسيطة تهتم ‏بالأحداث، وعقول وضيعة لا يتجاوز أفقها الفكري الانشغال بسلوكيات الناس ‏الشخصية. فعقل ابن فضل الله أقرب إلى العقول الكبيرة التي تهتم بعالم الأفكار؛ ‏فلذلك جمع في ثنايا مؤلفه بين الدكتور حيدر إبراهيم والأستاذ خالد موسى، رغم ‏‏"الجغرافية الفكرية المتباعدة" بين العلمين. ويؤكد ذلك أيضاً دفاعه عن كتاب الدكتور ‏محمد محمود الموسوم بـ "بـنوة محمد: التاريخ والصناعة: مدخل لقراءة نقدية"؛ لأن ‏ما يراه الآخرون قطعيات في نموذجهم الفكري واعتقاداتهم الدينية، لا يجوز تجاوزها ‏البتة، يصنفها صاحب أحاديث برلينية في دائرة القضايا الظنية، ونسبية الاجتهاد ‏البشري القابل للخطأ والصواب؛ ولذلك نلحظ أنه أقرَّ برسوخ قدم الدكتور محمد وقيع ‏الله من الناحية المعرفية، ولكن قدح في شخصنته لأدبيات الحوار، عندما قال: "قام د. ‏محمد وقيع الله بجهد مقدر في مراجعته لكتاب محمد [محمود]، ولكنه جنح إلى ‏التجريح الشخصي السافر والصريح، وإلى الكلمات المسيئة، وخاصة فيما يتعلق ‏بالدكتور حيدر في عدة مقالات، بالرغم من أن القضية تدور حول كتاب د. محمد ‏محمود، وكأنه يترصد الفرصة للهجوم على حيدر، مما يقدح في مصداقيته، ويجعل ‏القارئ ينظر إلى كتاباته بكثير من الشك والريبة. ود. وقيع الله كاتب غزير الانتاج، ‏واسع الاطلاع، جيد العبارة، لولا مسحة التزمت والتشنج التي يغلف بها أحياناً ‏أسلوبه، فلماذا يضحي بسمعته الأكاديمية من أجل هدف آني، وضجة إعلامية... ‏اتمنى أن لا يقوم محمد محمود وحيدر إبراهيم بالرد على د. محمد وقيع الله، احتراماً ‏للنفس، وارتقاءً بأدب الحوار، فلقد تعلمنا: أن نعرف الرجال بالحق، ولا نعرف الحق ‏بالرجال." (ص: 305-306). وهنا تكمن نقاط الالتقاء والافتراق بين ابن فضل الله ‏والآخرين، بدليل أنه يفضل مقارعة الفكر بالفكر، والحجة بالحجة، ما دامت هناك ‏نسبية في المعرفة الإنسانية كما يقول الحسن بن هانئ (أبو نواس): "فقل لمن يدعي ‏في العلم فلسفة *** حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء"، وبهذا الالتزام المعرفي والأدب ‏الحواري يستطيع المثقف الثبت أن يترفَّع عن ترهات المسائل الشخصية.‏

تابع المقال فهو طويل...لكنه مفيد

Post: #4
Title: Re: مثقف سوداني استثنائي: الدكتور حامد فضل ال�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-06-2018, 07:14 AM
Parent: #3


نواصل مقال د. ابو شوك:
يجد القارئ المتمعن في أحاديث أما البُعد الثالث للعلاقة التكاملية بين النصّ والمؤلف ‏فيتمثل في معالجة ابن فضل الله لإشكالية الاندماج في المجتمع الألماني في ظل ‏الخشية المضخمة في أذهان العرب والمسلمين من فقدان هويتهم العربية، أو ‏الإسلامية باندماجهم في المجتمع الألماني. يرفض الدكتور حامد هذا الاحتراز ‏الرهابي، ويميل إلى الاندماج، محتجاً بأنه الطريق الوحيد للعيش والعمل المشترك، ‏والتفاهم، والتفاعل، والتلاقح، أو التأثير المتبادل بين الثقافة الوافد وثقافة أهل ‏الأرض، دون أن يؤثر ذلك سلباً على طرفي المعادلة. وتحقيقاً لهذا الاندماج يقدم ابن ‏فضل الله جملة من الآليات المساعدة، التي يأتي مقدمتها اتقان اللغة الألمانية كتابة ‏ومخاطبة، والتسلح بالعلم المهني والإنساني النافع، واحترام الثقافة الألمانية بمفهومها ‏العام القائم على العادات والتقاليد والأعراف والمعتقدات، وبناء العلاقات الشخصية ‏مع الألمان، ثم التفاعل الإيجابي مع مؤسسات المجتمع المدني بضروبها المختلفة. ‏وهنا يكمن أسَّ الربط بين حوليات المؤلف وتجربته الشخصية التي تقدم نموذجاً حيَّاً ‏لقضية الاندماج في المجتمع الألماني مع الحفاظ على الهوية القومية والدينية في آن ‏واحد. وبناءً على هذا المبدأ يتحرك الدكتور حامد في ثلاثة فضاءات متداخلة، تشمل ‏الفضاء السوداني، والفضاء العربي-الإسلامي، والفضاء الألماني، حيث حقق نجاحات ‏منقطعة النظير، ولدرجة دفعت صديقه الدكتور كاظم حبيب أن يصفه باستقلالية عالية ‏في التفكير، وكفاية في اتخاذ المواقف والقرارات المناسبة، واستخدام فطن للوسائل ‏المتاحة ومعطيات اللحظة في حل المشكلات الآنية التي تواجهه في إطار محيطه ‏الوافد، أو واقعه المعيش.‏
البعد الفكري وانعكاسات على الواقعبرلينية أنه يقف أمام مثقف استثنائي، بمواصفات ‏انطوني غرامشي وخالد موسى دفع الله، فضلاً عن أنه كثيف القراءة، ومجيد ‏الانتخاب في الشعر، والنثر، والأدب الروائي، وله ذائقة عالية في التاريخ، وعلم ‏الاجتماع، والسياسة. يهتم بقضايا المجتمع السوداني على المستوى الفكري، ‏والسياسي، والاجتماعي. ومن شواهد الاهتمام الفكري، حرصه الدائم على مشاركة ‏السودانيين في المحافل الدولية والمؤسسات العلمية في ألمانيا، ونذكر منها حديثه عن ‏معهد الدراسات العليا ببرلين، إذ يقول: "هذا المعهد يقدم منحاً دراسية لمدة عام ‏لأساتذة الجامعات والعلماء في جميع التخصصات؛ ليتفرغوا لأبحاثهم. وهناك الكثير ‏من العرب والأفارقة الذين حصلوا على هذه المنح، بل بعضهم أكثر من مرة، ولم ‏يكن بينهم سوداني واحد. وعندما تحدثت مع المسؤولين محتجاً، قالوا إنهم لا يعرفون ‏الكثير عن السودان، ولم يقدم أي باحث، أو عالم من السودان للحصول على منحة. ‏فقمت من جانبي بالاتصال بثلاثة من علمائنا، والذين تنطبق عليهم شروط المعهد؛ ‏ولكن لا حياة لم تنادي. لماذا هذا الكسل وعدم الاهتمام." (ص: 72).‏
تابع