حينما يختلط الموت و الفقد بعاطفة الأبوة

حينما يختلط الموت و الفقد بعاطفة الأبوة


03-05-2018, 07:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1520230847&rn=3


Post: #1
Title: حينما يختلط الموت و الفقد بعاطفة الأبوة
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-05-2018, 07:20 AM
Parent: #0

06:20 AM March, 05 2018

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر

كنت قد كتبت هذا الموضوع( بتصرف) من قبل...العام الماضي في هذا ‏المنبر..

و لكن قراءتي اليوم لعنوان لبوست في المنبر حول رسالة إبنة ‏الزبير أحمد الحسن لوالديها قبل وقفاتها جعلني أعود بالذاكرة لهذا ‏الموضوع

و الذي كتبته بعنوان(قصة استثنائية يختلط فيها الموت و الفقد ‏والموت و الفقد و العاطفة الأبوية والسياسة)

و كان المقصود بالقصة ابراهام ‏لنكلون بعد وفاة ابنه و ما احدثته من هزة نفسية و عاطفية و شعورية في ‏نفس الرئيس الأمريكي..‏

فاسمحوا لي استعادة كتابة الموضوع لأنه يستحق...فهو يربط بين عدة ‏موضوعات ما بين السياسة و السلطة و الحياة الأسرية و ما بين الموت و ‏الحياة و الأمل...‏

Post: #2
Title: Re: حينما يختلط الموت و الفقد بعاطفة الأبوة
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-05-2018, 08:11 AM
Parent: #1

الموضوع فجّرته اساسا الرواية الفائزة ‏ بجائزة البوكر البريطانية و التي فاز ‏بها في اكتوبر الماضي الأميركي جورج ‏سوندرز .‏‎

حاولت بقدر الإمكان أن أجعل العنوان يحتشد بكل المعاني التي في القصة و ‏أن يكون في نفس جاذباً‎ ...

و ذلك لكي استدعي ‏أكبر عدد من القراء لكي يعيش التجربة الفنية و ‏الشعورية التي مرّ بها الكاتب‎..

‎.....‎و هي ‏اللحظات التي تتجلى فيها الرابطة الإنسانية التي تجمعنا نحن البشر ‏مع بعضنا‎ ....

‎..............‎فلنتقاسم ‏الأحزان و المواساة و التعزية كما نتقاسم الأفراح.... إن ‏بدرجة أقل‎.‎

Post: #3
Title: Re: حينما يختلط الموت و الفقد بعاطفة الأبوة
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-05-2018, 08:27 PM
Parent: #2

كنت قد قرأت التقرير الصحفي الذي يتحدث عن القصة بقلم الصحفية الشابة المترجمة و ‏‏الأديبة هالة صلاح الدين‎ ..

و بالطبع كان التقرير متماسك و متكامل و أبرز كل ‏الجوانب التي تشرح القصة..و ‏لكن لغتها العالية و الصعبة أحيانا جعلتني ‏‎

ألجأ إلى ‏تقرير صحفي آخر عن هذا الموضوع بحيث استطيع أن اقتطع من هذا و ‏ذاك لكي ‏أخرج بعرْضٍ هجين يستفيد منه القاريء المتعجل و المتأني على حد ‏سواء.....‏‎

بالتالي سأحاول فيما يلي عرض القصة التي تجمع بين عاطفة الأبوة التي تجعل ‏رئيس ‏الولايات المتحدة لنكولن المتأثر و المفجوع بموت ابنه يلجأ

إلى المقبرة في ‏لحظات ‏ضعف إنساني ليخاطبه‎ .... ‎...‎هكذا تقول الروايات المنقولة باعتبارها قصة حقيقية....‏‎

سمع الكاتب بهذه القصة قبل عشرين عاما ..فتوقف عندها كثيرا و من ثم اختمرت ‏‏القصة في ذهنه ليصيغها رواية يختلط فيها الموت بكل غموضه ‏‎

و بفقد الأحباء بكل ‏غصته و لوعته و ألمه و بمحاولة إيجاد رابط بين الحياة و الموت ‏أو بين الأحباء الذين ‏فقدناهم و بيننا نحن الأحياء.. ‏‎

ساحاول فيما يلي تقديم ملخص للقصة و كذلك عرض لحيرة الحكام حول منح ‏الجائزة‎ ....

أود أن أنوه أن الجانب المبتكر في الرواية هو ابتكار عمل فني يتخاطب فيه الموتى ‏مع الأحياء .‏‎

‎و هكذا تشي الرواية بأبعاد عديدة يختلط فيها التاريخ بالحياة بالسياسة ‏بالضعف الإنساني .....

و الأخير مناط أي عمل فني كما هو مناط بل و عقدة و حيرة الإنسان في كل ‏الأديان.‏

Post: #4
Title: Re: حينما يختلط الموت و الفقد بعاطفة الأبوة
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-06-2018, 07:12 AM


الخبر عن القصة الفائزة منقول بتصرف:‏‎
فاز جورج سوندرز (58 سنة) بجائزة مان بوكر عن عمله الروائي الطويل ‏الأول «لنكولن في ‏الباردو» الصادر عن دار راندوم هاوس..‏‎

ملحوظة: كلمة الباردو تقرب في معناها من معنى كلمة البرزخ( لتقريب ‏المعنى فقط).‏‎.‎

خطرت فكرة الرواية ل:(سوندرز)، أحد أكبر كُتّاب القصة القصيرة في ‏الولايات المتحدة، حين ‏أخبره صديق في التسعينات أن الرئيس الأميركي ‏السادس عشر آبراهام

لنكِولن كان يتردّد على قبر ‏ثالث أبنائه وكان يحتضنه و ‏هو يبكي. ‏

اختمرت تلك الصورة في رأس الكاتب و بقيت زمنا إلى أن قرر كتابتها. ‏‎

بدأت الرواية بتصوير الرواية في ليلة من ‏ليالي(فبراير) 1862 حين يزور ‏الرئيس الحزين المقبرة ليلاً،كما تقول القصص و لروايات ‏المتداولة عن ‏زيارة ابنه العذب

الوسيم و المدلل (ويلي) الذي توفي عن عمر يناهز الحادي ‏عشر أصيب ‏بالتيفوئيد، وأسبغ والداه عليه بعد وفاته صفات غير دنيوية‎.

قال الأب الرئيس إنه كان أطيب من ‏أن يعيش على هذه الأرض، ورأت ‏والدته أن طبيعته كانت دائماً لاأرضية.‏‎

تقول الروايات المتداولة أن الرئيس لنكولن كان كثير ما يتسلل للمقبرة ليلا ‏ليتحدث إلى جثة ابنه ‏أو حتى كذلك ليحضنه.‏‎

يصف الكاتب(سوندرز) في روايته حفلة باذخة كان على الرئيس أن يقيمها ‏فيما ابنه يعاني من ‏الحمى في سريره. و انتقل الأطفال سريعاً الى الحياة ‏الآخرة،‎

لكن حزن لنكِن جعل الطفل، ابن ‏الحادية عشرة، يرغب في البقاء من أجل ‏والده‎. ‎و كذلك كان هناك آخرون لا يريدون الانتقال ‏للدار الآخرة لأسباب ‏مختلفة‎ ‎مثل الشاب

المتوفي( هانز فولمان) الذي يريد العودة الى زوجته ‏الشابة التي كان قد بدأ يستمتع بزواجه ‏منها قبل أن ينهار عليه السقف و ‏يموت.‏

‏. و كذلك(جون بيفنز) الذي انتحر ، ‏‎ لكنه قرّر حين ما بدأ جسده يفرغ ‏من الدم أن يتراجع و يقبل مثليته ويعيش، ‏وهكذا يظل معلقاً بين الحياة و الموت إلى أن يعترف أن

قراره جاء متأخراً. ‏‎
و ككان القس (إفرلي توماس) يعرف أنه ميت وملعون، لكن لديه أسبابه ‏الخاصة لتأخير رحيله‎. .‎و هناك (جين ‏إليس) التي لا تريد فراق بناتها الثلاث ‏كانت تعذّبها ثلاثة

مصابيح مضاءة‎. و الرجل البخيل المتمسّك بأملاكه في ‏الدنيا يحلّق أفقياً ويواجه المبنى الذي ‏يشغله أكثر من غيره‎
‏ ‏‎
يبدو الرئيــس المفجوع الطويل القامة كأنه تمثالاً لموضوع الخسارة، ويتأثر ‏‏(فولمان وبيفنز) ‏وتوماس بلمساته الحنونة لطفله‎.

تمنــح عاطفة الأب القس ‏الأمل بالخلاص الذي اعتقد أنه ميؤوس منه، وتعمل ‏الأرواح الـــثلاثة على إقناع الطفل ‏بالرحــيل علّها تنقذ أنفسها أيضاً، لكنها ‏ستكون ليلة

طويلة‎.

يجلس ويلي على قبره وهو يضع ‏رجلاً على رجل، وينتظر زيارة والده ‏ولمساته الحنونة. تدخل الأرواح جسده لتعيده الى قبره ‏وتقنعه بأن والده يريده ‏أن يكون في مكان

رائع، حرّاً من العذاب والألم.‏