حبيس داخل الطائرة :

حبيس داخل الطائرة :


02-14-2018, 10:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1518599184&rn=0


Post: #1
Title: حبيس داخل الطائرة :
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 02-14-2018, 10:06 AM

09:06 AM February, 14 2018 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر:

حبيس داخل الطائرة

دخلت الطائرة مرورا بمقاعد الدرجة الأولى( دائما أمر بها مروراً.... عدا مرة واحدة فقط )...‏

صف الركاب طويل...تتقدمه إمرأة سمينة تسد الممر ...تسير متمهلة و هي بالكاد تحمل حقيبتين و كيس.

الآن أقترِب بصعوبة من مقاعد الدرجة السياحية ( لماذا لا يسمونها الدرجة الثانية طالما في الدرجة ‏الأولى...؟

آه لربما منعاً لإحساسنا بالدونية..و خاصة نحن ركاب الدرجة السياحية أكبر ‏عددا) ما مهم ...حتى لو كان في الرابعة لحجزنا فيها...‏

كنت قد عملت حجز مبكّر لمقعد أمامي قرب النافذة..‏لا أدري لماذا أفعل ذلك دائما؟ ‏هل هي فوبيا الاماكن المغلقة؟

أم هي محاولة لجلب لملامسة الإحساس بالأمان و لو كان كاذباً؟

يا الهي مقعدي يجلس فيه شخص آخر... منتهى.....‏‏... لا داعي للعجلة لربما هو مخطئ في اختيار المقعد..

‏افتح الخزانة العليا و اضع الحقيبة ..و أنا أنظر إليه ..علّه يتحرك.. أو على الأقل يشعر ‏بالذنب...و لكن لا شيء من هذا أو ذاك..‏

أسأله عن رقم مقعده...يطنش أولا ثم يفتح يده ليريني بطاقة الصعوط ...... هو نفس الرقم..إذن...‏و لكن الحرف ليس هو...

أشير له لمقعده المفترض..يعتذر و ينتقل في أدب لمقعد مجاور...‏أجلس في مقعدي,, أتنهد في ارتياح و أتلفت جانبي....

أخرج المجلة و الكتابين الذين أحملهم لقطع الوقت و أضعهمم أمامي..‏‏ أربط الحزام بسرعة كأنني سأقود الطائرة انا .....

مجرد إحساس داخلي يضغط عليّ برفق.‏ أنظر من النافذة لأشعر بارتباطي مع العالم الخارجي الذي تركته .......

و لكن الرذاذ الطازج ينثال على الزجاج و أنا محبوس في الكبسولة المغلقة...الظائرة المكتظة بالأنفس و الأنفاس و المشاعر و المخاوف ‏و الترقب و الأمل تقلقني

....‏كل هذه النفوس تتوق للوصول..... كلها تحلم باللقاء كلها تنتظر أن تهبط بسلام ..كلها تحلم بمصافحات حنون و بأحضان دافئة .....و دموع و تنهدات تتسلل

ما بين الأكتف الدموع و الأنفاس و الأشواق الحارة.‏

ربطنا الأحزمة من جديد انصياعا لإشارات مضيئة في الشاشات المعلقة و لرموز حمراء اللون محذّرة...ننصاع رغبة ‏في الإسراع بالانطلاق و الطيران... .

و تتحرك الطائرة ببطء منزلقة على الاسفلت المبلل .. الحمد للله...أخيرا

و تنكمش المشاعر و ‏الرغبات و المُهَج بشكل تلقائي متهيأة للصعود في الفضاء... مستسلمين للقضاء و المجهول.‏

تتحرك الطائرة دقائق ثم تتوقف...لعل هناك طائرة تود الهبوط...ليست الشوارع وحدها التي صارت مختنقة

.. تطول الدقائق لتصل إلى الرقم ثلاثين و نحن نطالع من خلف الزجاج الذي لا يبين...‏......

Post: #2
Title: Re: حبيس داخل الطائرة :
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 02-14-2018, 12:25 PM
Parent: #1

فوق لغاية بعدين

Post: #3
Title: Re: حبيس داخل الطائرة :
Author: امتثال عبدالله
Date: 02-14-2018, 01:52 PM
Parent: #2

عليك الله ما تقيف ...وواصل...نفس الشعور والاحساس أشعر به دائما عندما استقل الخطوط القطرية...افضل خطوط طيران في العالم دون شك...
وحتى وصف الشخص الذي يحتل مقعدك مررت به من قبل...
متابعة لصيقة
مع وافر التقدير والاحترام

Post: #4
Title: Re: حبيس داخل الطائرة :
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 02-14-2018, 06:32 PM
Parent: #3

ان شاء الله ياامتثال...
و شكرا على المتابعة..

Post: #5
Title: Re: حبيس داخل الطائرة :
Author: Moutassim Elharith
Date: 02-14-2018, 08:36 PM
Parent: #4

تسجيل متابعة يا أستاذ محمد، وسواء أكانت قصة قصيرة أم سردا حقيقيا فقد أثارت حتى الآن انتباهي وشغفي.

تقديري
معتصم

Post: #6
Title: Re: حبيس داخل الطائرة :
Author: صديق مهدى على
Date: 02-14-2018, 09:19 PM
Parent: #5

ود الحسين كلامك جميل لكن بينى وبينك زول يكون على ارتفاع ٣٣ الف قدم
من الأرض دا ما شئ بحبس كل شئ لذا المرحوم عبدالوهاب الموسيقار
المصرى كان بخاف من ركوب الطيارة وسفره لخارج مصر كان بالبخارة
رحمه وزى ما بقول المثل لو لا اختلاف الأنظار لبارت السلع ههها
لكن برضو متابعين

Post: #7
Title: Re: حبيس داخل الطائرة :
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 02-14-2018, 09:54 PM
Parent: #6

الأخ معتصم و الأخ صديق

أشكركم على المتابعة و التجاوب و المجاملة و الكلمات الرقيقة..

و أتمنى أن أكون عند حسن الظن دائما..

لكما الود و التقدير

Post: #8
Title: Re: حبيس داخل الطائرة :
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 02-14-2018, 09:59 PM
Parent: #7

لماذا هذا التواطؤ ؟ لماذا هذا التآمر أيتها الذاكرة المراوغة؟. قبل ‏ساعات حاولت الاستعانة بك لتذكّر هذا الشخص الذي لم أتذكر أين ‏قابلته.. و لكنك تكاسلتٍ و فشلت في أن تسعفيني. و الآن ما الذي بعث ‏فيك هذا النشاط المفاجيء ؟ كيف فجأة أتيتي أمامي بأرشيف كامل ‏لحوادث الطائرات التي حدثت خلال الشهور الماضية؟ طائرة سقطت ‏في المحيط و هي متجهة لماليزيا و الطائرة الروسية التس سقطت في ‏الجليد و أخرى احترقت في غابات الامازون.. ما شاء الله عليك أيتها ‏الذاكرة الفتية.الآن فقط تستعرضين عضلاتك؟ تبا لك .‏

من النافذة نرى المدرج من بعيد تطير منه طائرة و اثنين و طائرتنا ‏جاثمة…‏
خشخشة المايكرفون المزعجة توقظ الجميع…أخيراً. ‏

الطائرة ستعود ادراجها لأن هناك عطل فني. ‏
أصوت من خلفي و حولي تعلن عن ضجر و استياء: :‏
‏- لا حول و لا قوة إلا بالله. ‏
‏- ده وقته؟
‏- دي ألمرة أسافر بهذه الخطوط …لكن تاني توبة.

‏- خلاص خليهم يرجعونا فندق.‏
‏- فندق؟ أنا جاي عشان أحضر زواج ابن أختي ..ثلاثة أيام و أرجع..

الطائرة تتحرك في بطئ شديد لتقف في موقف جانبي.

تمر ربع ساعة..و نتفاجأ بمجموعة ترتدي ابرولات زرقاء تصعد ‏الطائرة..‏

المضيفات يحاولن امتصاص تساؤلات الركب و طلباتهم…إجابات معلبة ‏و متكررة:‏

‏- مدة بسيطة يتم إصلاح العطل و تطير الطائرة.‏

نتلفت و لا حول لنا و لا قوة فنحن محبوسون داخل هذا النفق المضيء.‏

تمر الدقائق و نسمع حركة و همس و اصوات …لعل إصلاح الطائرة ‏يكون في مراحله الأخيرة..‏

‏ تمر نصف ساعة و نسمع بين الحين و الحين تطمينات المضيفات من ‏خلال اجابتهن و ابتساماتهن ...

ابتسامات في وجوههن تحاول أن تبدد قلق المتساءلين و تهديء مخاوف ‏تبرز تتبدى خلف العيون و النظرات التائهة.‏

Post: #9
Title: Re: حبيس داخل الطائرة :
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 02-15-2018, 08:15 AM
Parent: #8

أستاذي المُبجل ود الحسين و الله ليك لهفة شوقلامن معاها شهقة.
ياخي إتا الليلة شكلك كأنك بتحكي عني بالذات، و لا شنو.؟! و بالتحديد
كنت (رهين محبسين) في الإثيوبية (تمنيت لو ركبوني بدلا التونسية) .
بالموناسبة أولمرة أهاجر إلى بلاد النجاشي و دا كان مقلب غاايتو سويتا
في نفسي، قلبي الحب ما واعي و ربي يجازي الكان السبب؛ خسوسن بعد
غناك عنها و رحلاتك السندبادية ديك ليها. ياخي صالة الترانزيت جنس زحمة
و(صِنَّة)أفارقة ، كأننا في سوق ستة منشحطين على باراتنا ساعتين. و العجب
كمان لامن خيروني ببن وجبة دجاج و باسطة، فطلبت هذهالأخيرة، ليس حباً فيها،
بل نكايةً و (كجنة)في زفارة الجداد ، فإذا بالنادلة تأتيني بشبكة (حبال بي كوريق) ؛
فضلت ألاوي فيها و هي تتملَّص مني ، لامن جو جمعو منيالعدة و على قولة عادل
إمام:(الواحد خايف على عدتو).عمومن الفيهن أنعرفت و تاني عاد (طوبة يا حبوبة).