سردية الاعلام والسياسة والمال .. الهندي نموذجاً

سردية الاعلام والسياسة والمال .. الهندي نموذجاً


02-14-2018, 06:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1518587534&rn=2


Post: #1
Title: سردية الاعلام والسياسة والمال .. الهندي نموذجاً
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-14-2018, 06:52 AM
Parent: #0

05:52 AM February, 13 2018

سودانيز اون لاين
محمد حيدر المشرف-دولة قطر
مكتبتى
رابط مختصر

والعنوان هو تقدمة او مقاربة اختارتها مؤسسة الجزيرة الاعلامية لاصدارة الكاتب المصري ناصر عراق الروائية بعنوان "البلاط الأسود" ..

اللينك

حكى لي صديقي المصري والذي اهداني "مشكورا" الرواية ان الأقاويل والتكهنات تشير لصحفي بعينه صاحب اصدارة الكترونية ذائعة الصيت في مصر .. وعلى الرغم من عدم اهمية هذه المعلومة في سياق عمل ادبي, الا انها وضعتني في الاطار العام الاجتماعي والثقافي والسياسي الذي كتبت فيه الرواية.. فحكايات الصحافة والسلطة في مصر تشغل حيزا كبيرا في اذهان الناس .. وربما يعود ذلك للاهمية القصوى التي يلعبها الاعلام في حياة المجتمع المصري .. فهو مؤسسة ضخمة وسوق تتحرك فيه رساميل كبيرة لها ارتباطاتها السياسية التي تمثل محركا اساسيا للمنتج الاعلامي وماذا يُراد به من المنظور السلطوي.

عنيت باعلاه ان اشير للعلاقة العريقة في مصر بين مكونات هذه السردية .. الاعلام والسياسة والامن والمال .. هي وصفة معروفة في مصر وانتجت مؤسسة اعلامية ترضع من اثداء السلطة وتتقاضى رواتبها وترقياتها المهنية بواسطة اجهزة الامن واخرجت للناس نموذج الصحفي الانتهازي والمتملق والوصولي والواشي والمرتبط ارتباطا عضويا بمؤسسات الحكم الفاسدة وبحيث يشكل عنصرا هاما من عناصر المنظومة السلطوية الفاسدة.

ذلك ما كان من امر رواية البلاط الاسود للكاتب المصري ناصر عراق .. والرواية متوسطة الجودة بحسبي لمن شاء الاطلاع عليها..

فماذا عن السودان!!

الى حد ما ازعم ان التطور التأريخي الاجتماعي السلطوي لمهنة الصحافة لم يأخذ هذا المنحى القبيح والنموذج الشائه في السودان الا مؤخرا .. ونعم كان للسلطة وعلى الدوام صحفييها ومؤسساتها الاعلامية التى امتهنت الترويج للحاكم .. هذا "النوع" موجود كما هو موجود في مصر وغيرها .. الا ان الاختلاف كان اختلام مقدار اذ لم تتمتع الممارسة الصحفية الفاسدة باعطيات ومزايا نظيرتها المصرية من قبيل الرساميل الضخمة والتدخل السافر من قبل الاجهزة الامنية (كما اعتقد) .. كانت اجواء الصحافة في السودان اكثر معافاة واقل فسادا لو جاز التعبير .. ولم يشهد الشعب السوداني ظاهرة المؤسسات الاعلامية الخاصة ذات الرساميل الضخمة الا مؤخرا في هذا العهد البائس .. فظهرت القنوات التلفزيونية الخاصة تباعا وجميعها مرتبط ارتباطا عضويا بالسلطة .. او الناجح منها على الاقل ... كما وظهرت مؤسسات صحفية عديدة اغلبها مرتبط ارتباطا عضويا بالسلطة الفاسدة .. والنماذج كثيرة هنا وجميعها عادت تدير امر الصحافة ك Business وعاد مالكيها من الاثرياء ويتمتعون بالنفوذ والوجاهة الاجتماعية لا لمهنيتهم العالية وانما لارتباطهم العضوي بمؤسسة السلطة الفاسدة ومن واقعهم كتروس في ماكينة الديكتاتورية الحاكمة.

نحن امام صحافة تتراجع فيها القيم والمباديء الصحفية, وتتقهقر معاني الشرف الصحفي لمصلحة الانتهاز .. وتمضي سفينة الاعلام مع نهر النيل شمالا لتتلاقى وتتمازج وتتماهى مع مثيلتها الاكثر عراقة , مؤسسة (البلاط الاسود) المصرية, ولا عزاء لشرف الكلمة الصحفية.

Post: #2
Title: Re: سردية الاعلام والسياسة والمال .. الهندي نم
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 02-14-2018, 12:38 PM
Parent: #1



هذا النموذج عاد مكررا كثيرا في المجتمع السوداني وفي مختلف المجالات .. تلقاهو في الحي والمؤسسة والوزارة والسوق والجامعة كما هو في الصحافة محل اهتمامنا اليوم ..

هذه واحدة من التاثيرات الكبيرة التي ضربت بها الطفيلية الاسلامية عمق المجتمع السوداني ..