وام تكن هنالك رسالة واحدة..استاذنا الراحل سيف الدسوقي... عصمت العالم..لندن..
مع الايمان المطلق باقدار الخالق العظيم..لكن ستظل ظلال الحزن تفرد اجنحتها..ولا تزال الدموع تطفح وتسيل ولا يزال الاسى يعربد فى دواخل الحس..ولا يزال وجع احساس الفراق يلهب المشاعر ى والاحاسيس بسياط تهرى وتفصد وتجرح كل حس انسانى....لكن هذه ارداة لا تقاوم ولا ترد...فاقصى حالات العذاب ذلك الرحيل الابدى الذى لا لقاء بعده..كل شىء اشراق تفجر على مدى سنوات يافل بريق ضياء يشع ولا تبقى هنالك الا اكمة الذكريات وصور من الماضى وحفيف صوت جهور يردد الشعر.. بذلك الترنيم بنبرات صوت يخترق احشاء الاحساس ويسرى فى دواخل الوجدان فيبعثر كل استكانة ويهد كل ثبات..ورنين الصوت يتردد صداه..فى ذلك الوحيح فى استهجان التساؤل.. ليه بنهرب من مصيرنا..؟ ذلك السؤال الذى تعلق على افق الحياة ..فلا مهرب من النهاية ولا مخرج منها...يا لفقدك وانت تكتب وتختزن وتصور وتقول الشعر..وانت تضحك تلك الضحكة المجلجلة التى تهز كيان الاشياء ووجهك الصبوح فى وهج تلك البشاشة فاتحا صدرك لتحتضن الجميع بذات الود وبكرم سودانى اصيل وبرقة احساس شاعر فنان ..وبكياسة وتفرد الاعلامى الحصيف..وبكل ود عطاء امدرمان الذى ياتى صادق وتعفر بذرات ترابها وتراب ارض حى العرب..التى انجبت وانبتت ..من صاغوا وجدان الامة بدفق من ذلك العطاء الباذخ شعرا والحانا وغناءا اطرب مسامع كل البشر ..وبتلك الاصوات التى اشجت المسامع..وبتلك الالحان من اوتار عبد الرحمن الريح..والجابرى ورمضان حسن والتاج مصطفى وابراهيم عوض..وصالح سعد و من عيون الشعر وهى تنزلق باحرف رسمت الفرحة والوله واغرزت المحبة والشجن وغردت مثل بلابل الدوح..فى جنة العشاق حى العرب ايها الراحل المفارق جسدا لكن باق روحا وانفاسا وشعرا وصدىء رنين صوت يسافر فى دواخلنا ليمنحنا ذلك الطرب ونحن نتذكر ونجتر..ونعيد كل الصور...ونتذكرك تفاصيلك بتلك الروح المرحه وبرقة وفهم وعلم الاستاذ المتخصص وبود ذلك الانسان البسيط..الذى تربى تحت سجادة دينية وشب على نار القران و ايقاعات النوبة الصوفية وانحدر من ظهر ارث مبارك....ونعيش عمر كل ذلك الزمان الذى اقتسمناه معك..ونحن تلاميذك.. الذين سقيتهم المعرفة ولم تبخل عليهم بشىء فكنت ذلك السامق المعلم والمربى الذى يعطى بلا حدود وبغتح كل منابع وبوابات المعرفة لننهل منها..كنت مربيا ومرشدا...جمعت مابين الرقة والعطف والشدة والحزم. الا.والمسؤولية ..فكل ما حققناه من نجاحات وتقدم وعلم هو من فضل الخالق العظيم. ومن فضلك بما قدمته لنا...اليوم يا استاذنا العظيم. بقف بيننا حاجز البعد الوهمى الذى تفصله المسافات والاخبار تاتى الينا برياح معفرة تحمل نبا رحيلك الى الخلود ..لتغلق مد [, : برياح معفرة تحمل نبا رحيلك الى عوالم الخلود ..لتغلق مداخل ومخارج وادى عبقر ..وتدفن تحت ثراه تلك الحروف وذلك الابداع الذى صاغ .وصور وابدع وامتع.....يحمل نعشك كل من عرفك وتربى معك وزاملك ورافقك وتتلمذ على يديك عبر كل تلك السنوات..اليوم قد اطفاء الموت مصابيح الضوء فى مدينة امدرمان فقد رحل اعظم حداة ركابها...... اسرجت خيول رحيلك ورحلت روحك الى افق ذلك السماء بامر صاحب السماء مالك الملك الذى هو على كل شىء قدير...ستبكيك ادمع تلك الحروف المترفة..وفيوض ذلك الشعر المترع وهى تلبس الحداد وتلك القلوب العاشقة..وكل تلك المشاعر الانسانية التى حملتها وترجمتها .فقد كنت مثل النسمة فى طواف حراكك الاجتماعى وكنت موسوعة معرفة ومرتكز علوم وشاعر ملا الدنيا شعرا وطربا...واليوم يغيب كوكب سيار من سماء امدرمان..وهى تتشح بالسواد وتلتحف الظلام وهى تودع احد اعظم فلذات كبدها..تضمه اليها فى جوف عمق ثرى ارضها وتضن به على الجميع....تدسه فى ذاتها فقد غنى لها وتغنى بها وصاغها شعرا وحبا ووفاءا ..فاليوم سيمشى ويسرى فى دواخلها..ويتعمق فيها وتتعمق فيه بحنان تلك الام الرؤوم الحانية.. استاذنا سيف الدين..كل الاكف ترفع للخالق العظيم تساله ان يغفر لك ويرحمك ويقبلك قبولا حسنا ويسكنك فسيح جنانه ويجزيك بفدر ما اسعدت الناس واحييت فيهم شعور المحبة.. وليصبر اسرتك الصغيرة واولادك وبناتك وحفيداتك..واسرتك الكبيرة لعايلة الدسوقية ولكل من عرفك وتعامل معك وتتلمذ على يدك..والى امدرمان تلك المدينة الام والاهل والعزوة والقبيلة والسودان كله.. وانا لله وانا اليه راجعون.. عصمت العالم.. لندن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عصمت العالم
Hassan Farah
Awad Omer
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست