رحل الجميل وترجَّل الجمال..

07:03 AM January, 22 2018

سودانيز اون لاين
محمد المرتضى حامد-
مكتبتى
رابط مختصر

نحن فى الأيام بقينا
قصة ما بتعرف نهاية
ابتدت ريده ومحبه
واصبحت فى ذاتها غاية
كنت تمنحنى السعادة
ولى تتفجر عطايا
ولما أغرق فى دمـوعى
تبكى من قلبك معـايا


إبن حي العرب البار والموسيقار الملهم عبداللطيف خضر ( ود الحاوي) قال في تواضع
الجميلين عندما سأله السر قدور عن سر جمال لحن أغنية (المصير) للشاهق إبراهيم عوض ، قال ما معناه :
هناك قصائد بتجيك ملحنه براها، حروف ترقص جزلة ولاتحتاج لحنا . كان يعني صديقه إبن الحي الضخم
سيف الدين الدسوقي. سيف الذي يكفي أن يلقي قصيدته فتذوب طربا بأعلى مما لو صاحبت كلماته أرقى أوركسترا ،
حقيقة ، لنا شعراء تستعير قلوبنا ألسنتهم فيقولون بالضبط ما يمور في أفئدتنا ونعجز عن التعبير عنه..
يعرفون تماما حركات وسكنات ما يجري بين الضلوع ويرصدون النبض والوجيب فيقدموا تقريرا وافيا عن كهرباء الفؤاد.
نعم ، فالقلب لا يسمى فؤادا إلا إذا احتشد عشقا..

سيف الدين الدسوقي يأخذك إلى دواخلك جوه الجوه، تستمع إلى كلمات صاغها قبل نصف قرن فتظن أنه كان
يمتطي آلة الزمن ويخترق حُجُب الغيب فيصبح معه نوستراداموس مجرد تلميذ مستجد في قراءة الكرة الكريستالية:

كنا للناس رمز طيبة
وكنا عنوان للشباب
وهسى تائهين لينا مدة
نجرى من خلف السراب

يا سارية الجبل،

من منكم لم تبكه تلك الأغنية الأغنية، أغنية حملت كل القيم والمشاعر الحميمة على
ما يبدو فيها من تناقض فاجع حين تجري المضاهاة بين الآمال والطموح والواقع الفادح المرارة..
أغنية لصدقيتها لايمكن أن تستمع إليها إلا وأنت وحدك ،

كنا فى ماضينا قوة
قوة تتحدى الصعاب
نقطع الليل المخيم
ونمشى فى القفر اليباب

سيف ، مافي حتى رساله واحده بيها نتصبر شويه؟
أترحل خلسة دون إشعار يا نسيما عربد فينا فأصلح ما ضمر من رئاتنا ..
ليتك تعلم أن رحيل أمثالك حدث تضيق معه مساحات البلاد المتشظية أصلا ويتسع فتق خاطرنا
على أي رتق كانت توفره حروفك..
نستودعك الله فأنت لاتشبه هذا الزمن ..
نم في هدوء أيها الجميل ، ولنا الصبر ولأحبابك ومحبيك حسن العزاء.

اللهم ارحم الشاعر المرهف سيف رحمة واسعة.
والموت "مصير" الأولين والأخرين

له الرحمة و المغفرة

سلام يا محمد المرتضى
عزائي الحار

نسأل الله أن ينزله منازل الصديقين والشهداء..

ويحسن في فقده عزاء السودان ويجعل غد السودان أفضل من أي وقت مضى ، إنه سميع قريب مجيب

رحمه الله والعزاء لإبن شقيقته عضو المنبر حبيب نورا
تعرف
من يوم الجمعة نزلت المصير ل ابراهيم عوض و جاي تعمل إيه معانا بعد ما بدلتنا
ابدأ بهن يومي واختمه . في اليوم بسمعن بدون مبالغة عشرين مرة لكل واحدة
سيف الدسوقي وابو آمنة حامد
مسيطر علي وجد مبهم وشغف لا حد له
تضرم الذكريات .. ذكريات ايام تلك اللهفة ! واوان ذلك العشق
فعدت مراهقا شبقا
رحمهم الله بقدر ما اشاعوا البهجة والحب في جوانحنا
وتبكي من قلبك معاي

ورحل الشفيف الرهيف .. رحل الأنيق الحريف

اللهم اتاك عبدك طامعاً في رضاك عنه يرجو رحمتك
اللهم لا ترده وأعطه كتابه بيمينه
وأكرم نزله .. ووسع مدخله .. وغطه بالثلج والماء والبرد
اللهم أرزقه الجنة بلا حساب ولا سابق عذاب
وأرحم أمواتنا وأموات المسلمين
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون

له الرحمة والمغفرة

رحم الله سيف الدين الدسوقي رحمة واسعة وتقبله مع عباده الصالحين
في أعلى الجنان .... والعزاء للشعب السوداني في فقده الجلل ..

اليوم تدخل حي العرب بيت الحبس

لاحول ولاقوة إلا بالله
ده حزن لا ليه اول لا ليه آخر .

لله ما أعطى، ولله ما أخذ .. وَ
حار تعازيّ عزيزي محمد المُرتضى .. وكل الصّحاب ..
في الفقد الجلل .. فقيد الوطن سيف الدين الدســــوقي، رحمه الله تعالى..

ومع حِدّة الفقد ووجعه، إلّا أننا لا نُزّكِّيه على الله، وقد زكّاه الله، حيث أفاضَ
له في الحقّ والخير والجمال .. ثم حَبَّب الخلقَ فيه ..

لله دَرّه
وليتغمّده ربي بصالح القبول، ويغفر له ويرحمه ويُسكنه فسيح جنّاته ..
ويجعل البركة في آلِه وذرّيته .. وإنّا لله وإنّا إليه راجعــــون ..

عُدْ بي إلى النيلِ ..!

عد بي إلى النيلِ لا تسال عن التعبِ الشوق طي ضلوعي ليس باللعبِ
لي في الديار ديارٌ كلما طرفت عيني يرف ضياها في دجى هُدبي
وذكرياتُ أحبائي إذا خطرتْ احسُّ بالموجِ فوقَ البحرِ يلعب بي
شيخ كأن وقار الكون لحيته وآخرونَ دماهُمْ كونت نسبي
وأصدقاء عيون فضلهم مدد إن حدثوك حسبت الصوت صوت نبي
أمي التي وهبتْ حرفي تألقَهُ تجئ رحمتها من منبعٍ خصبِ
وإن تغيّبَ في دربِ الحياةِ أبي قامت إلى عبئها أيضاً بعبء أبي
***
والناس في وطني شوق يهدهدهم كما يهز نسيم قامة القصب
والجار يعشق للجيران من سبب وقد يحبهم جدًا بلا سبب
الناس أروع ما فيهم بساطتهم لكن معدنهم أغلى من الذهب
عد بي إلى النيل لا تسأل عن التعب قلبي يحن حنين الأينق النجب
من كان يحمل مثلي حب موطنه يأبى الغياب ولو في الأنجم الشهب
ثارت جراحي نيراناً يؤججها عدو الرياح على قلبي وفي عصبي
***
كنا سماء تبث الخير منهمرًا على البلاد كقطر الديمة السكب
وكان موطننا عزًا ومفتخرًا ما هان في عمره يوماً لمغتصب
وقدوة لشعوب لا تماثلنا في الحلم والعلم والأخلاق والأدب
والكنز كان هو الإنسان مكتملاً في محفل الجد لم يهرب ولم يغب
***
والنيل إن فاض أروتنا جداوله وإن تراجع جاد النخل بالرطب
والحب أروع ما في الكون نغزله خيطاً من الشمس أو قطراً من السحب
والحنبك الفذ في الأشجار لمعته ازرت بكل صنوف الكرم والعنب
والناس قاماتهم طالت إذا هتفوا بالشمس جيئي تعالي هاهنا اقتربي
جاءت على خجل حيرى تسائلهم من ذا على النيل يا أحباب يهتف بي
***
ماذا أصاب ضمير الناس في زمن صعب كان به داء من الكلب
هذا زمان غريب كيف نعرفه أو كيف يعرفنا من زحمة الحقب
ارجع الي شباب العمر مؤتزراً بالحب والوصل لا بالوعد في الكتب
وارفع عن القلب ما يلقاه من عنت واغسل عن الوجه لون الحزن والغضب
فقد أعود كما قد كنت من زمن فخر الشباب ورب الفن والأدب

***






ــــــــــــــــــــــــــــــ
رحمَك الله تعالى، يا سيفاً لاقى ضريبةً فقطّعها .. ثم انثنى فتقطّعا .. والبركة في الجميع.

اللهم أرحمه و أغفر له
اللهم نقه من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم تقبل صالح أعماله و ضاعف له حسناته
اللهم تجاوز عن سيئاته و أبدلها له حسنات
اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنة
اللهم أنزله منزلة الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا

اللهم أغفر له وارحمه وأجعل مثواه الجنة ... آمين

تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء ..
العزاء لأسرته ومعارفه وسائر الأسرة الإعلامية ..
كان شاعرا مجيدا ومرهفا ومحب لوطنه حتى النخاع ..
أحببته كثيرا رحمه الله ..
إنا لله وإنا إليه راجعون.

نسأل الله الكريم له الرحمة والمغفرة
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اللهم ارحمه وتب عليه واجعل الجنة مثواها
وباعد بين جسده والنار
يا ارحم الراحمين

له الرحمة والمغفرة

دارت دورة الأيام ونحن مع الزمن أغراب

كل يوم تزداد غربة السودان اغترابا

بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا
البركة فيكم وفي كل أهل السودان في الشاعر الفحل
سيف الدين مصطفى الدسوقي إبن العاصمة الوطنية
تقبله الله في أعلى عليين
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
____
الحليلة

إنا لله وإنا إليه راجعون ...
اللهم أغفر له وأرحمه وأكرم نُزُله وأجعل الجنة مثواه ومتقلبه ...
العزاء لأهله والوطن ...

كنا للناس رمز طيبة
وكنا عنوان للشباب
وهسى تائهين لينا مدة
نجرى من خلف السراب

ـــــــــــــــــــــ
ابيات تصلح لكل زمان ومكان ، خلد اسمه

مع اساطين الكلمة الخالدة كما خلد ابراهيم عوض والحاوي

....تصدق كيف يكون الحال لولا هؤلاء في زمن اليباب والهباب

فلترقدوا في سلام داخل وجدان كل صاحب ذوق سليم

لكل الأحباب الذين مروا من هنا السلام والمحبة..

....
يا حمد ،
زرت بيوت الأهل في حي العرب والمسالمه حيث جئت إلى الدنيا
وحيث الطفولة والصبا وبدايات العشق وحيث كان أبناء الدسوقي أولاد
الصالحين سيف الشاعر وشقيقه أستاذي د. المعز مصطفى الدسوقي
وحيث كان إبراهيم عوض وسيد عبدالعزيز وعبدالرحمن الريح
والجابري والهلال وميرغني المامون والمريخ واحمد حسن جمعه
وإبن الخالة منصور حمد وكثر منهم يجتمعون في بيته وبقية العماليق
في ذلك الحي النووي ، لكن ما عادت الديار هي الديار حتى ظننت
أن المتنبئ قد عناها حين قال : (لو سار فيها سليمان لسار بترجمان)
حقا مشيت يومها (في القفر اليباب) وحقا
(دارت دورة الأيام ونحن مع الزمن أغراب)..