الحكومة تنتظر الله في الكريبة

06:33 PM January, 17 2018

سودانيز اون لاين
عمر التاج-KHT
مكتبتى
رابط مختصر

1
أنا لا أعرف أين هي الكريبة ولا أعرف من الذي انتظر الله فيها وما السبب ولماذا اختار هذا المنتظر الكريبة تحديدا.!!. ما فهمته أن شخصا ما أصابته حالة من اليأس فذهب إلى مكان ما وانتظر فيه أمر الله.. مثلة مثل حكومتنا هذه الأيام. لم أفهم لماذا يواصل الوزراء المعنيون بالاقتصاد الجلوس في كراسيهم والتحديق في الفراغ؟، لماذا لا يفعلون شيئا وهم ينظرون كل يوم التدهور الذي يصيب جسد الاقتصاد حتي كاد يتداعى كليا؟. أليس من حل أو فكرة خارج الصندوق؟ ولا همة؟ ولا أي محاولة لوقف حالة السقوط المزري؟.. طيب إذا ده كلو مافي قاعدين ليه؟.

2
الآن بعد الميزانية الكارثية جرى تدمير شامل لقطاع الصادرات، يكاد المصدرون يتوقفون كليا، تأخذ الحكومة من المصدرين 25 % من حصائل صادراتهم بسعر الدولار 18 جنيها، وهو الآن بسعر 34 جنيها مما يعني خسارة في كل دولار 16 جنيها، تصورو!، وبعد ذلك تأخذ منهم رسومها كاملة، هذا غير ضريبة الأرباح.!! يعني مفروض يمنحوا كل أرباحهم من الصادرات للحكومة ويقعدوا فراجة!! حكومة ذكية بشكل!! بعد هذا تقول إنها تدعم قطاع الصادرات بحسبانه المخرج الوحيد من الأزمة.!! الله قادر.

3
الاستيراد، حدث ولا حرج.. زادوا الدولار الجمركي فتوقف المستوردون تماما، بل أرجعوا بضائعهم إلى الأسواق العالمية فخسرت الدولة في أيام معدودة أكثر من ثلاثين مليار جنيه والساقية لسه مدورة. اشتعلت الأسواق بشكل غير مسبوق، والغريب أنهم قرروا معالجة هذا الخراب الشامل بوضع ديباجات تحدد أسعار السلع.. وهيهات!!.. على أي أساس سيتم التسعير إذا كانت المصانع تسعر بحسب الدولار المتصاعد يوميا؟، فهل يمكن إلزام التاجر ببيع بضاعته بسعر ثابت؟.. حكمة والله!!



زادوا أسعار الكهرباء للمزارع والمصانع فتوقفت عن الإنتاج لأنها ستخسر.. وهكذا فقدت الحكومة أيضا المليارات بفقدانها القيمة المضافة التي كانت تحصلها من المصانع. توقفت المزارع الكبيرة عن الإنتاج وتصاعدت كل أسعار المنتجات. بالأمس بدأ مسلسل التراجع فأعادت الكهرباء لسعرها القديم قبل الزيادة الأخيرة بالنسبة للمشاريع الكبيرة وقطاع الدواجن.. حسنا فعل سيادة الوزير معتز موسى.
4
الآن، لا شيء يوقف تصاعد الدولار.. لا شيء في الأفق، الناس أصيبوا بالهلع فأصبح الكل يشتري الدولار خوفا من تآكل مدخراته أو أمواله في البنوك التي تفقد كل صباح قيمتها وسيأتي يوم تكون فيه العملة المحلية حبرا على ورق لا تشتري شيئا. الطلب على الدولار الآن انتقل إلى الخارج لأن البحث عنه لشرائه مشكلة بالداخل وأصبح الطلب عليه في الخارج كبيرا جدا، ولكن لا أحد يبيع دولارا ولا ريالا، والمغتربون لم يعودوا يبيعون الدولار والريال إلا للاحتياجات الضاغطة ولتغطية مصروفات حرجة. إذن، لا دولار يأتي من الخارج ولا دولار بالداخل، ولا تصدير ولا قروض ولا منح ولا ودائع.!! وهذه الأوضاع تنظر إليها الحكومة ولا تفعل شيئا، فقدت الحيلة تماما.. هي فقط تنتظر الله في الكريبة، أما متى سيأتيها أمر الله فذلك علمه عند لطيف خبير وهو قادر أن يلطف بالشعب أو يلهم ولاة الأمر سبل الرشاد.

مقال جميل للكاتب /عادل الباز.

صباح الخير يا عمر
هل ما يحصل في السودان سوء إدارة أو تخريب متعمد ؟

مرحبا اخ ياهاني
أعتقد أن مايحصل في السودان هو:
سوء إدارة من فوق
وتخريب متعمد في الوسط
ودار ابوك كان خربت من تحت

باقي وين؟

متى نرى طغمه الفساد فى الاغلال وتحت طائله القاون ؟؟؟؟؟
القاء القبض على محافظ المنوفيه د.هشام عبدالباسط عند تلقيه رشوه 2 مليون جنيه.

الكريبة دى قرية من قرى الجزيرة تقع شمال غرب مدنى وانت داخل
مدنى الخرطوم حتى توجد لافتة مع طريق مدنى الخرطوم مكتوب
عليها الكريبة هههها

بعدو يا عبدو

Quote: مقال جميل للكاتب /عادل الباز.

صدقتَ والله، يا قريبي عمر ود التاج ..


بالله أخونا الباز دا، وَكِتْ عندو مقالات جميلة زي دي، أكان داســِّــيها وين؟

هذا الرجل الZain؟

شكرا اخوتي:
عاصم علي
وصديق مهدي
ومحمد ابو جودة
على المرور الكريم والاضافة
والى حين ميسرة باذن الله

تحياتي صديقي عصام علي

Quote: متى نرى طغمه الفساد فى الاغلال وتحت طائله القاون ؟؟؟؟؟

الطغمة الفاسدة هي من صنعت القانون وفصلته ليحمي مصالحها ضد الشعب
لذا لا مجال لمخاسبة مفسد مالم يتغير القانون والحكام والقضاة والمسئولين جميعا
باختصار فان الامر يتحقق فقط عندما يذهب النظام الى مذبلة الفساد

سلامات قريبي الكاتب الصحفي الهمام: ود أبو جودة

Quote: بالله أخونا الباز دا، وَكِتْ عندو مقالات جميلة زي دي، أكان داســِّــيها وين؟

عادل الباز قلم لا تشق له احبار ، وصحفي ملتزم وإداري محنك
عرفته لفترة محدودة ثم تابعت كتاباته بانتظام
وهو فوق أنه مقل ورتيب وميال للنظام في أغلب كتاباته
إلا أن بعض تجلياته تشعرك بأن الزمان غير زمانه والنظام غير نظامه.
تقبل ودي.

تحياتي اخ صديق

Quote: الكريبة دى قرية من قرى الجزيرة تقع شمال غرب مدنى وانت داخل مدنى الخرطوم حتى توجد لافتة مع طريق مدنى الخرطوم مكتوب عليها الكريبة هههها

شكرا على المعلومة، بس اللفظ الاخير ما عرفت موقعه من الاعراب

اخبار ناس الكريبة شنو

عادل الباز والحكومة وقصة المثل ( أرحكاكا نرجى الله في الكريبة )

ظننت أن قصة الكريبة وشيخها الورع ( أحمد ود كنان ) حفيد الشيخ مدني السني وهى من القصص الشعبية التراثية الشهيرة فقد ظننت أنها حاضرة بقوة في ذهن الصحفي الكبير عادل الباز ....
فوجئت بقوله ( أنا لا أعرف أين هي الكريبة ولا أعرف من الذي انتظر الله فيها وما السبب ولماذا اختار هذا المنتظر الكريبة تحديدا.!!. ما فهمته أن شخصا ما أصابته حالة من اليأس فذهب إلى مكان ما وانتظر فيه أمر الله )
وعليه نقول
الكريبة من قرى الجزيرة في نواحي مدينة مدني
ربما إقتبس إسمها من تواجد نبات ( الكوريب ) الذي كان يكثر فيها
أخذت شهرتها بعد إستقر بها الشيخ أحمد ود كنان على عادة شيوخ الصوفية الذين يلفظون المدن وضجيجها ويستقرون في القرى النائية ....
قصة المثل
في زمن الشيخ أحمد ود كنان إجتاح الجزيرة وباء الكوليرا المميت
قتل كمية مهولة من البشر وفي مختلف القرى والمدن ....
وحدها الكريبة كانت محصنة من المرض ببركة شيخها أحمد ود كنان ...
فطن الناس لهذه الكرامة لهذا الشيخ في هذه القرية ...
فبدأت جموعهم تتوافد لهذه القرية طمعاً في النجاة وهرباً من المرض ...
فكان واحدهم يأخذ أسرته ومتاعه ويستأجر العربة وعندما يسأله الناس
( راحلين وين ؟؟ )
يكون رده
( ماشين نرجى الله في الكريبة )
أو يقترح أحدهم لشقيقه أو صديقه
( أرحكاكا نرجى الله في الكريبة )

أظن يا عاطف قصة المثل قريبة من كده، ما عدا الجزء الأخير
حيث يقال للفارين من المرض إن الموت بيد الله
فيقول الهارب، خلاص برجَى (بنتظر) الله في الكريبة
و الله أعلم

وبالتأكيد الكريبة لم تكن محصنة ببركة أحد غير الصدفة
تقديري

ود الزبير
بعض الجمال الذي يسوق خطانا لـ ( مجازفة ) الكتابة هنا بعد أن شعرت أن نبع كلماتي قد جف ...
شكري الجزيل
تحياتي وسلامات

Quote: أظن يا عاطف قصة المثل قريبة من كده، ما عدا الجزء الأخير حيث يقال للفارين من المرض إن الموت بيد الله فيقول الهارب، خلاص برجَى (بنتظر) الله في الكريبة و الله أعلم

تقع الرواية ضمن تصنيف ( الثقافة الشفاهية )
وفي الثقافة الشفاهية يكون عامل الزيادة والنقصان و ( التلحين ) يكون وارد حسب قرب أو بعد الراوي أو حسب ثقافته
لن أستغرب إن أتى أحد أو آخرون بمعالجة أو بإخراج مماثل لما تفضلت به

لكني حتماً جد سعيد أن كان إتفاقنا في ( جوهر ) أو عضم الرواية ....
السلطات والتحلية مقدور عليهم ...

Quote: وبالتأكيد الكريبة لم تكن محصنة ببركة أحد غير الصدفة

وهل في أقدار الله ثمة مجال للصدفة ؟؟
أم
هل يوجد ( من الأساس ) شيء إسمه الصدفة ؟؟

أبداً وحياتك
كل شيء في الوجود تم تخطيطه وترتيبه بدقة بالغة وبحكمة أبلغ ولحكمة أجل .....

في مرات كثيرة نجهل الأسباب أو الحكمة وما ذاك لقصور في أفهامنا أو لعاهة ألمت بها لكنه القانون الأزلي ( وفوق كل ذي علم عليم ) والقانون الأزلي الشقيق ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )

ما نجهله أو نجهل حكمته ينسبه البعض لـ ( الصدفة ) لا لشئ إلا للعجز عن الأسباب الحقيقية
وينسبه البعض لـ ( الحكمة الإلهية ) أو قل ( الكرامة ) التي يختص الله تعالى بها بعض عباده الصالحين فيجري على أيديهم و( بإذنه ) بعض الأمور الخوارق التي تستعصى على أفهام أهل الظاهر أو ( أهل الصدفة ) ، ولهذا البعض أسانيدهم القوية التي تجعلهم يصدقون ويؤمنون بـ ( صحة الكرامة ) المجراة ،فهم قد عايشوا صاحب الكرامة ( البسيطة ) ورأوا منه ( الكرامة الكبرى ) حيث ( كل الكرامة في الاستقامة ) ثم هم بعد ذلك رأوا منه ( كرامات مماثلة ) .....


والله مشتاقين

تحية وترحاب بالإخوة الاكارم :
خالد عباس ..
شكرا لسؤالك عن ناس الكريبة
الصديق معاوية الزبير
شكرا لاجابتك عن السؤال والتنوير بالقصة
عاطف عمر: صديق الزمن الجميل
شكرا لحضورك الوريف ومجازفتك الباتعة
وقصة المثل الشعبي الواسع الانتشار هي ما قلتم به
والاشارة بالطبع للعاجز أو المستسلم الذي لا يرجو إلا أجله الحتمي
وهو حال اقتصادنا غير أن كريبتنا ليس فيها شيخ يعصمها أو يتوهم الناس فيه النجاة فينتظرون عنده.

عمر التاج حين يتنبأ