نهرُ الأحاسِيسِ --- إلى: عثمان محمد صالح

نهرُ الأحاسِيسِ --- إلى: عثمان محمد صالح


01-16-2018, 09:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1516090345&rn=0


Post: #1
Title: نهرُ الأحاسِيسِ --- إلى: عثمان محمد صالح
Author: بله محمد الفاضل
Date: 01-16-2018, 09:12 AM

08:12 AM January, 16 2018

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر



نهرُ الأحاسِيسِ
إلى عثمان محمد صالح
++++++++++







1
أتقدّمُ خُطوتينِ ثُمّ أتقهقرُ لإِحصائِهَا فأجدُّهَا قد نقصتْ خُطوةً ونِصفٌ!

2
على أيِّ حالٍ
هذا مسارُ الأسرارِ
فاِتَّخِذْ لِنفسِكَ حيطتَهَا
وأشربِ البحرَ كُلّمَا اِمتلأَ.

3
لقد ملأتُ الكُوبَ لِأخرَهُ حقاً
لكِنّكَ ركِبتَ موجاً لم تغسِلْهُ الهشاشةُ يا صدِيقِي.

4
كانتْ الإِشارةُ كافِيةٌ لِلاِنعِطافِ إلى الشّمالِ!

5
أحتاجُ جِدًّا لِشهقةٍ واحِدةٍ
أضعُ معها قلبِي في المجالاتِ الرّحبةِ
وأمُوتُ.

6
قالَ الحطّابُ:
صالحتُ قبلَ قلِيلٍ بينَ العِطرِ وقارُورتِهِ التي فرَّ عنهَا
ذلِكَ
في طرِيقِي لِهدمِ بُستانٍ.

7
فعلاً
كانتْ أوراقُهُ تحترِقُ
وتتطايرُ كلِماتُهُ الحُبلى بِالبراكينِ
لِلتجوَّلَ عاريةً ومُتأثِّرةً بِفُقدانِهَا لِبيتِهَا المُسطّرِ.

8
لم يُخامِرِ الشّارِعُ الشّكُّ
بأيِّ وقتٍ
ظَلَّ عن كثبٍ يرقُبُ
مُرُوقَ نجمٍ من علاليهِ
ليأخُذَ بحنَوٍ هذا الكونَ المُشّوهِ المِزاجِ
بديعُ المزجِ
قاسِي تضارِيسِ الرُّوحِ
*******
تلويحةُ حُبٍّ وغِبطةٌ إلى (المؤتمر السوداني) الحِزبُ الدِّيمُقراطِيُّ الرّائِدُ في بِلادِ التكويشِ الأُسرِيُّ والعسكرِيُّ.

9
ليستْ تِلكَ صُورتَهَا
أنّهُ نهرُ الأحاسِيسِ الجيّاشةِ
بِالأحرَى لونِ تدفُقِ رُوحُهَا في الملامِحِ
ملحمةٌ تقُولُ لِلنّاظِرينَ:
أنا شجرةُ غِوايةٍ ويدُلُّ خدِّيّ ونظراتِيّ بأزرقِهمَا
على بحرٍ سيلتهِمُ كُلَّ شيءٍ بِالرّقصِ والغِناءِ، لا ساحِلَ يحُدُّنِي
وأنا سليلةُ الغاباتِ والخُضرةِ، وليس أدلَّ من أنفِي على ذلك
أمامِيّ العالمُ الوردِيُّ، أحلامِي شُمُوسٌ واِنتِصاراتٌ تُعبِّئُ الأكوانَ
أنا أفرِيقِيَا، أنا أسدٌ سينهضُ مُلوّنُ الأُفقِ
أنا المدى السِّريِّ لِلأنفاسِ والألوانِ..

10
ها إنا في الكُهُوفِ البعِيدةِ
مثلَ الطّيفِ
نسرِي
نأخُذُ من الغابةِ المُوحِشةِ عتادِنَا
لِنُوزِعَ على الأكوانِ طُقُوسَنَا
ها إنا نُنشِئُ لِلسِّحرِ أكوانَهُ
بعِيداً عن العُيُونِ المُتأرجِحةِ على مشانِقِ الوُجُودِ
بعِيداً عن الضّجِيجِ الذي يطرُدُ الأرواحَ
ها إنا نصنعُ لكُمْ مِلءَ الأحلامِ
وُجُوداً راشِحاً بِالدِّفءِ عسى النّجاةَ.

11
لم يضعْ لوحتَها:
سهوُ القلبِ عن اللّونِ
أو يتوارى عن أبعادِها المُخبّأةِ:
رمقُ الشدوِ
ظلّتْ فاكِهةُ الشّمسِ التي اِعتصرتْهَا بِفُرشاتِهَا
في همسِهَا المُدوزِنِ
ﻷحاسِيسِ الجاثِمِ على صدرِهِ:
عطنُ الكونِ..!!

12
والشُّحُوبُ فِراءُ الرُّوحِ
وفرةُ الضّوءِ في المحاجِرِ
ضِدٌّ لما هندستُهُ اﻷيّامُ
من تهشِيمٍ لِلمشاعِرِ
والشُّحُوبُ خُطوةٌ مُؤسّسةٌ
دُونَ ترتِيبٍ أو اِرتِيابٍ
لِلحيلُولةِ دُونَ نهشِّ الحَزنِ
لِموتى المهاجِرِ..!!

13
قالَ:
دبّرتُ صيِّباً من المُستعارِ
لاِجتِذابِ هسيسِ نوافِذِهَا
حيثُمَا كانَ
فأغدقَ علي المساءُ
بِالصّمتِ والاِنتِظارِ.

14
جفّ المِدادُ في الفضاءِ، فهل جبّتِ المسافاتُ عُمقَ العِناقِ؟

15
أُقطِّرُ حِدّتيَّ في لهاةِ الشّوقِ.

16
ما أُبصِرُ؟
شُرفةَ حنينٍ يرقُصُ عليها ظِلّيّ المذبُوحِ.
16/1/2017



Post: #2
Title: Re: نهرُ الأحاسِيسِ --- إلى: عثمان محمد صالح
Author: معاوية عبيد الصائم
Date: 02-25-2018, 06:11 AM
Parent: #1

10
ها إنا في الكُهُوفِ البعِيدةِ
مثلَ الطّيفِ
نسرِي
نأخُذُ من الغابةِ المُوحِشةِ عتادِنَا
لِنُوزِعَ على الأكوانِ طُقُوسَنَا
ها إنا نُنشِئُ لِلسِّحرِ أكوانَهُ
بعِيداً عن العُيُونِ المُتأرجِحةِ على مشانِقِ الوُجُودِ
بعِيداً عن الضّجِيجِ الذي يطرُدُ الأرواحَ
ها إنا نصنعُ لكُمْ مِلءَ الأحلامِ
وُجُوداً راشِحاً بِالدِّفءِ عسى النّجاةَ.