العَتبُ

العَتبُ


01-13-2018, 03:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1515854376&rn=1


Post: #1
Title: العَتبُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 01-13-2018, 03:39 PM
Parent: #0

02:39 PM January, 13 2018

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر





•••••

1
أنا سفِينةٌ تتقاذفُنِي أمواجُ الحياةِ وتُهاجِمُنِي الطُّيُورُ الجارِحةُ.

2
ضيقٌ بابُ البيتِ
لكن مدائِنٌ وقُرىً وغاباتٌ تدخُلُ عبرَهُ
في آن.

3
حزِينٌ لأنِّي صحوتُ وألفيتُ الحَزنَ حائِراً يتلفتُ إثرَ أحلامٍ غبيّةٍ داهمتنِي بِالوُرُودِ فشرّدتْهُ.

4
أُكرِّرُ
ضِحكتُكِ ترنُّحُ العصافِيرُ
أنفاسُكِ مأوى الطّلُّ
وأنا
نارٌ تتمشّى في غابةٍ.

5
أُكرِّرُ
المقهَى خالٍ وشكاوَى عُزلتِهِ رُفِعتْ إلى الرّصِيفِ
والشّارِعُ قاضٍ عدلٌ.

6
كم مدِينةٌ حطّمتْ بين أصابِعِكَ، وأنتَ تعرِفُ من عرقٍ في العُنقِ أن القلبَ مرفأُ حرائِقٍ، والعينَ نزفٌ...

7
على لافِتةٍ أمامَ بيتِ الدّرجِ كُتِبَ:
يُرجَى عدمُ اِستِخدامِ هذا الدّرجَ
نبضِي يصعدُهُ جِيئةً وذهابا
حتى لِتظُنَّهُ العتبُ.

8
قالتْ بِحنقٍ:
جُرتَ عليهُمْ بِاللُّطفِ
وطفّفتَ طفّفتَ...
حتى غدوتَ كالطّيفِ
وما نابَكَ إلا الجُرحَ الكفِيفُ
فحتّامَ تبتلِعُ الشّظايَا
ويلِمُّ كفّيكَ هذا النّزِيفُ..!!

9
لأنك اللّحظةُ في المُفترقِ
عبّأتَ جناحيكَ بِالاِنتِباهِ
واِقتبستَ من رُؤى الطّيرِ:
الشدوَ والشّفق...
مرّتْ بِبالِكَ كُلُّ النّهاراتِ
قُمتَ لاِحتِضانِ المدَى
فهبَّ لِقلبِكَ رجمُ القلق.

10
ما يفعلُ الشّوقُ بِعينِيّ
وقد خبّأتُهُ لكِ بِلِسانِي..!!

11
قالَ قاتِلٌ:
سأصيغُ لِجنازتِي أُغنِيّةً
تُفسِّرُ المُوسِيقى كلِماتَهَا لِلطّيرِ
وترقُصُ على إِيقاعِهَا البّريِّ أوراقُ الشّجرِ.
13/1/2017



Post: #2
Title: الذي تُحاوِرَهُ، تُلاعِبَهُ...
Author: بله محمد الفاضل
Date: 01-13-2018, 03:57 PM


الذي تُحاوِرَهُ، تُلاعِبَهُ...
~~~~~~~~~~







1
من حِينٍ لأخرٍ
أدعُ الشّارِعَ يمُرُّ فوقَ رأسِيّ
ولا أسمعهُ.

2
أحذرْ من مُحاولةِ اِستِعادةِ اِبتِسامتِكَ من فمِ الشّارِعِ، فإنهُ يخلِّطُهَا بِالإسفلتِ.

3
سلنِي
أيُّ أُغنِيّةٍ شرّدتهَا الرِّيحُ
واِحتوى الشّارِعُ المُتناثِرُ من شُمُوعِ دمِهَا النُّورانِيِّ؟

4
دُونَ أدنى رأفةٍ بِالمسافاتِ
طويتُ الشّارِعَ بِجِيبِي
جِئتُكِ، بين أصابِعِي جمِيعَ الأعيادِ.

5
دُونَ تريُّثٍ مِنَّا
نرتقِي حتّى أقصَى قصِيٍّ
بِالصُّورةِ
ثم تُزلزِلُهَا المصائِدُ.

6
يُحذِرُكَ من الوُقُوعِ في الشّركِ
ويسبُقُكَ إِليهِ
يا لهُ من حاقِدٍ!

7
أسمحُ لِلحدِيقةِ أن تجلِسَ بِنهرِي
ما بالُ الحدِيقةُ تُدخِنُ على قبرِي؟

8
أنا طوقُ نجاةٍ لِي
لكِنّي لم استدِلّ عليّ.

9
جاري البحثُ عن مِرآةٍ أودعتُ بأزِقتِها ضحكتِي.

10
قال الذي لن أنعِهِ:
يومٌ ما، إن لم ينصِتَ الموتُ
سأحمِلُ مُوتِي وأمشِي إليهُ.

11
البردُ ذاتُهُ ما يُولِدُ الدِّفءَ في الكلِماتِ.

12
ها إن سمتُكِ الحرِيفُ وعِطرُكِ المُزنِرِ لِلمسامِ واِبتِسامِكِ...الخ.. تتكالبُ جمِيعُهَا
وتُلقِي بِعُزلتِي الأنِيسةِ في العدمِ.

13
سأِلبِسُ كلِمةً لا تتزحزحُ عن محلِّهَا قِناعاً يقِينِي شُرُورَ فتكِهَا بِقصِيدٍ لِلحبِيبةِ.

14
دعُونِي
أُدرِّبُ شجنِي على التّزلُجِ في العتمةِ، عسى أن يراهُ الجرسُ.

15
لو أجبتُهَا
لجرّتْ إلى الصّقِيعِ نارٌ
وتداعى الهولُ.

16
لم توجِعُكْ أصابِعُكْ من حَكِّ ظهرِ اللّيلَ
إن كُنتَ وفيًّا لنجُومِ مدارِكْ المُرقّعِ..!!

17
غيابُكِ المعنى الحقيقيُّ للاِقتِرابِ من اِفتِراسِ الوقتِ
للجوهرِ المُشرِقِ في خفقِ السّهوِ
غيابُكِ اِرتيابٌ شاكٍ لمُلامساتِ النّدى للقنانيّ

18
الرِّياحُ الكسُولةِ أصابِعُكِ
لما انتبهتْ لورقةِ الصّمتِ
فسكبتْ حرُوفَها غير الموجودةِ في الكأسِ
وثمِلتْ..!!

19
لن ألعبَ بكُراستِكَ التي لديّ
فأشطُبُ كُنا وأضعُ كُنتَ، مثلاً
فأنتَ وحدُكَ الذي سارَ
في درُوبٍ ملتويةٍ
ولم يسقُطَ عداكَ..!!

20
البصيصُ الذي يثقُبُ غُرفتَكِ
آتٍ من أرواحٍ تتأوّهُ تحت وطأةِ الصّقيعِ..

21
كُلُّ أنفاسُ المرءِ
غرقٌ في لذةٍ ما
...

22
لا تدعُها تمسِكُ بعطرِكَ الممصُوصِ
في زهرِ المساءاتِ البعيدة أو المسافاتِ القصيّةِ
أن رؤى الحبيبةِ في انعطافٍ لا يُحدُّ..!!

23
وكان غافياً بعضُهُ ببعضِهِ
كأن الشتاءُ أهالَ مجدَهُ عليهِ
أو أنها الأحزانُ قشّرتْ ملامِحَهُ
كان ضائعاً ومتعباً وجائعاً ومعبئً بالزّهجِ...
لكنه..
ظَلّ مُمسِكاً بين عينيهِ:
أحلامَهُ،
و
مدائنهُ..!!

24
وكُنتَ مُتحرِفاً من شجنٍ يجرِفُ روحَكَ
دون هوادةٍ...
إلى مُستنقعِ النّهاياتِ
هُناك....
حيثُ تقعُدُ المداراتُ في الشّظفِ..

25
قال:
قبل المنعطف
التفتي التفاتتك الأخيرة
ثمة قبل لك تلحق بك
وأخشى أن تضل طريقها لشفتيك.

26
الذي تُحاوِرَهُ، تُلاعِبَهُ...
------------

الذي تحاوِرَهُ
أعمى القلبِ
يراكَ جِسراً وقدمينِ
سيعبُرُ بِهما عليكَ إلى قلبِكَ ليُمزِقَهُ
وسيحسبُهُ الغافِلونَ مركِبَ نوحٍ
فيما أنتَ تراهُ فلك.
الذي تحاوِرَهُ
ليس على طاوِلتِهِ سِوى دمِكَ
أنيسُ أيامِهِ البارِدةِ
بستانُهُ الصّارِخَ بفمِكَ
نوافِذُهُ المُطِلةَ على جوهرِ إنسانِهِ الميتِ
ودمُكَ لا أحدَ عداكَ
عليه ينوحُ إن غادرك.
الذي تُلاعِبَهُ -إن ظننتَ-
جيناتُهُ مثلُكَ، سحنتُهُ وخطواتُهُ الغريبةَ
لكنه ابتعدّ أكثر مع الشّيطانِ حارِسَهُ
أنتَ لن تلحقهُ ما حييتَ
ولن تعرفَهُ أو تراهُ حين يصفعك.

27
الفضيحةُ كائنٌ يتجوّلُ في القُربِ حتى يلكُزَهُ نبضٌ مُشرَّدُ.
12/1/2017