مُنعطفُ الوريدِ الثّالِثِ

مُنعطفُ الوريدِ الثّالِثِ


01-04-2018, 08:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1515054826&rn=0


Post: #1
Title: مُنعطفُ الوريدِ الثّالِثِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 01-04-2018, 08:33 AM

08:33 AM January, 04 2018

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر



+++++++

1
أقربُ مسافةٍ لِلفِعلِ الكلامُ
وأبعدُ فِعلٍ لِلكلامِ المسافةُ!

2
كرِّسِ اللّحظةَ القادِمةَ، من هناك، من مُنعطفِ الورِيدِ الثّالِثَ عشرَ الذي يعلُو قليلاً عن بابِ المُسامرةِ اللَّطيفةَ بينكَ وطيفَ طيِّبةٍ ماتتْ وهي تشتهيُّ أن تولّدَ لتكونا معاً في مُجابهةِ هذا الموتَ المُتناسِلَ في الكُونِ...
كرِّسها يا قلبي المفتوقَ لقهقهةٍ ماجِنةٍ ماجِدةٍ بطولِ المسافةِ بين البِنتِ وولادِتها التي لم تتِمّ..
وانكتِمَ إلى الأبدِ.

3
في المُنتصفِ
كما حدّدتْ غيمةٌ بيداءَ وعانقتَها
أو كما انتاشتْ زخةُ عِطرٍ فاجِرٍ
أنفي
أعني
مثل أن تقعَ في فضاءٍ زاخِرٍ
بالكواكِبِ الهاطِلةِ على فجواتِ اللّيلِ.
في المُنتصفِ
حيث يتماهى الشّجنُ في الشّجو
أن ترتفِعَ ليس كالطّيفِ
أو الطّيرِ
أو حتى مثل حُلمٍ شَرّدتُهُ عنكَ في طُفُولةٍ ماكِرةٍ
إنما أنتَ عينُكَ...
في المُنتصفِ، أو الحافةِ -ما عدتُ أذكُرُ-
ريثما تُمليُّ روحَكَ المُراوحةُ
اللّحظةُ المُعينةُ في السِّرِّ
تقِفُ في المفترقِ
...
أيُّ عينٍ لكَ ستصطكَّ بالبردِ
تستأسدُ على الطُرقِ المارةِ إلى الاِنتِهاءِ
أيُّ مسافةٍ قُطِعتْ، أيُّ حيلةٍ لعبُورٍ رقيقٍ بين الفُواصِلِ
أزقةُ النفسِ ترتيبٌ لاحتِراقٍ طفِيفٍ
أعني في المُنتصفِ
حيثُ لا شيءَ يضيءُ إلاكَ
لا شيء يعلو
ينفجِرُ.

4
وقالتِ الكِتابةُ:
أُريبُكَ وأُربيكَ

5
اِستُنفِدتِ الشِّيمُ فمِنها يُستمـــدُّ
كُونُها الماءُ والأكوانُ جدولها

6
داخِلَ موجُ الهُتافِ
تجوالُ طرائقٍ وطرائدٍ، لُغةٌ ولودةٌ.
خارِجَ بحرُ الرُّوحِ
لا أحدُ، لا زاويةُ، لا بيتُ.
بين الموجِ والبحرِ
أفتحْ قوسينَ
ضعْ رمزاً واحِداً واضِحاً خارِجهما
وانكِسرْ.

7
الرُّوحُ والسَّبيلُ
إلى بشرى الفاضل
----------

شَجنُكَ عارٍ وروحُكَ ممسوسةً بأسىً كونيٍّ عنيف..!!
روحُكَ طِفلٌ لم تفطمهُ المنايا ولا هدّتهُ الظُنون..!!
طِفلُكَ شجِنٌ إذن شذّبتهُ الرّوى/
بذرتَهُ المصابيحُ: شجراً وارِفاً للحنايا، وقلباً ظليل..!!
عِطرُكَ الخلقُ
فكم صنعتَ من تقاويمَ للماءِ..
كم شرَّحتَ من أزقةٍ شعبَّها الزَّجاجُ..
بأصابِعِ الشموسِ اللاهيةَ
صككتَ لبعضِ المعاني الهشّةَ في شُرفِ الدّلالاتِ
تصاويتَ من الضّادِ ضدّ الأضدادِ..
فمسّتْ في المُدلجينَ لكوثرِ الارتعاشِ: براحاتَهم..
وقصمتْ أفئدةً تنبضُ بالتّسلُطِ والمجون..!!
خُذ من عنفوانِ طيبِكَ:
طربا..
وغنِّ لنا بكُلِّ عُنفوانِ الشّدوِ الذي ما تجنبكَ أنمُلةً
من (هضلبيمِ) اللحونِ
عن (بنتٍ طارت عصافيرُها)
و (أزرقَ يمامةٍ)
ولا تدّخِرِ (الطفابيع)..!!

ما بين الأقواس:
هضلبيم: مجموعة شعرية
حكاية البنت التي طارت عصافيرها، أزرق اليمامة، فزيلوجيا الطفابيع: مجموعات سردية...
4/1/2017