Post: #1
Title: الصّمتُ المُمِيتُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 01-03-2018, 01:37 PM
01:37 PM January, 03 2018 سودانيز اون لاين بله محمد الفاضل-جدة مكتبتى رابط مختصر
+++++++ 1 نواحٌ ضالٌ منذ الأزلِ يتراكضُ بين أصابِعي السَّبعينَ هل من جِدارٍ ليِّنٍ، ينصحُني عابِرٌ ما، لأُعلِقَهُ عليهِ؟
2 الجائِعونَ لأرغِفةِ الطُّمأنينةِ نزفوا دمَ أرواحِهم في القلقِ وصّدأتْ ذِكرياتُهمُ الغارِقةَ في النّزقِ.
3 تحت ضِرسيّ الكلِماتُ متى تعرّقَ حرفٌ عالجتِ المسافةَ أمواجُ.
4 أوّلُ الوافِدِينَ نحوِي أنتِ وأخِرُهُمْ قلبِي الذي يظُنُّ بِأنّهُ اِستوعبُكِ.
5 أتبكِي أم تصطادُ زهرَ المطرِ لتسقيَّ عُرُوقَ الوترِ أيُّهَا الشّاعِرَ حنانيكَ ما أبقيتَ من شجرٍ!
6 قال: أين أنا؟ المرايا لا ترانِيَّ ولم تعُدْ أصابِعيّ تلمُسُنِي فأعرِفُ إن كُنتَ موجُودٌ أم أثرٌ؟
7 فارقَ الشّارِعُ رصيفَهُ في حَزنٍ يتبعُ أُنثى تخُطُّ رصيفاً من الغزلِ على امتِدادِ مسارِها المُتخيِّلِ بأنفاسِ القصائدِ الآتيةُ.
8 سأضيعُ دون كلِماتٍ أكشُطُ بها اشتباهيَّ في خُطُواتِ العتمةِ المُيمَّمةَ شِطرَ وجوديَّ في الضّبابِ.
9 اِكتفيتُ بإِسقاطِ رعشتيّ في الجُبِّ لعل دلَّ أُنثى يتدفّقُ في كونِها الرّحِبِ قلبي اللّحظةَ بيتُ نملٍ اِكتشفهُ إِعصارٌ قلبي اللّحظةَ يتمهّلُ الشّوقُ في دمِهِ الرّعشةُ قِنديلُ الأُنوثةِ بينما البابُ على مِصراعيهِ لشمعةٍ تلتهمُ الإعتامَ.
10 وها أنذا أسدّدُ مهرَ السّهرِ لهذا اللّيلِ الوسنانِ بمزيدٍ من القهوةِ والنِّيكُوتينِ..!!
11 ورأيتُ أن الشُّوقَ مُرتعِشٌ على بابِ المساءِ بكِرشِهِ الملأّنِ ودمعِهِ.. ماذا يرومُ وقد أراحَ اللّيلُ عينيهُ أغراهُ النُّعاس..!!
12 التي لا تمنحُ أنوثتَها كامِلةً مُعافاةً لِحبِيبِهَا تترُكُ رُوحَها نهبُ الصّمتِ المُمِيتِ...
13 ليبدأَ النّهرُ في اِنعِطافتِهِ الأخيرةِ نحو الجِسرِ في رسمِ لوحتِهِ عسى اقتداءَ البَّرِيَّةُ بلوحةِ الماءِ.
14 أنهبُ الأرضَ كتّيارٍ كهربائيٍّ تأخُذُني روحُكِ إلى أصقاعِها البعِيدةِ فأتحوّلُ مِكواةً لأيامِكِ الصّقيعيةِ بِكِ محضُ نارٍ خلا إن ماءَ الرُّوحِ الدّافِقِ من معينِكِ الملائكيِّ يُرقِّقُ جُوانِحيّ.
15 خرجتْ اِبتِسامتُكِ إلى الشّارِعِ فألفتهُ يتدفأُ بالإِطاراتِ يمرحُ كطِفلٍ في زاويةِ ألعابِهِ فأعادتهُ سيرتَهُ الثّانيةَ.
16 أُمّي رحيقُ الجنّةِ فما ينبغيُّ عليّ أن أكُونَ؟
17 ما خبأتَ أمامَ خطوِكَ الصّاعِدِ باِتِجاهِنا أيها اللّيلُ أهي آهاتَنا الحُبلى نفسَها أم ما لا نعرِفُ من الويلِ؟
18 متى اِقتسمنا غنائمَ الأُنسِ ضحكاتً مُتشعِّبةً ألفينا فيها طعناتَ أسىً غير مرئيِّ! 3/1/2017
|
|