***ماذا اعددنا لمرحلة ما بعد البشير.؟؟***

***ماذا اعددنا لمرحلة ما بعد البشير.؟؟***


01-03-2018, 12:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1514982473&rn=0


Post: #1
Title: ***ماذا اعددنا لمرحلة ما بعد البشير.؟؟***
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 01-03-2018, 12:27 PM

12:27 PM January, 03 2018

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله محمد-
مكتبتى
رابط مختصر

ماذا اعددنا لمرحلة ما بعد البشير.؟؟

منذ لقاء (سوتشي) بين البشير وبوتين في نوفمبر من العام الماضي ,
بدأ العد التنازلي لنهاية نظام الانقاذ ,
ذلك ان رأس النظام قد احرق آخر طوق نجاة عقد عليه الامل في الخروج من عنق زجاجته الخانق ,
فقد كان ذلك التصريح المكشوف للرئيس البشير , الذي طلب فيه من روسيا ان تحميه من العدوان الامريكي حسب زعمه ,
بمثابة بداية النهاية للجماعة الاصولية التي تحكمت في مصير الشعب السوداني ,
واستحوذت على ارضه الغنية بالموارد الطبيعية المتنوعة وحرمته من الانتفاع بها ,
مثبتة فشلها التام في استغلال هذه الموارد بما يعود بالنفع للبلاد والعباد ,
ذلك بالرغم من انه قد توفرت لها كل الفرص و السوانح لان تفعل شيء مجدي للخروج من الازمات الاقتصادية و السياسية للوطن ,
الى ان وصلت الى الطريق المسدود , كنتيجة حتمية لسوء الادارة و القصور في التخطيط الذي ادى الى تفشي ظاهرة الفساد ,
والذي بدوره أمسى وصمة عار وختم بارز على جبين هذه العصبة القاسية على نفسها وعلى الناس ,
لقد انتظر المواطن السوداني طويلاً ليشهد رحيل نظام الانقاذ ,
واصابه الملل والضجر وهو جالس على كرسي هذا الانتظار , فغشي البعض اليأس و ال################ والاستسلام ,
لكن الله نافذ امره ولو كره الانقاذيون , فنهايات الانظمة السياسية في منطقتنا الافريقية لها مؤشرات معهودة ,
وواحدة من هذه العلامات التي تطابقت مع الحالة السودانية ,
هي الانهيار الاقتصادي و حالة الشلل الشاملة التي المت بالنظام المالي في الدولة ,
فاليوم قد حدث الافلاس الاقتصادي الكبير للمنظومة الانقاذية ,
فوقفت الحكومة وقفة حمار الشيخ في العقبة ,
واصبحت قاب قوسين او ادنى من السقوط في الهاوية.

هنالك تحديات كبيرة وكثيرة سوف تواجهها القوى السياسية في السودان ,
في مرحلة ما بعد البشير , ويلوح في الأفق سؤال جوهري و محوري و مصيري ,
عليها الاجابة عليه بشفافية , وبروح وطنية خالصة مبرأة من الانتهازية السياسية ,
وهو : ماذا اعدت لمواجهة واقع الحال المزري الذي سوف تؤول اليه البلاد بعد زوال نظام البشير؟؟ ,
واول هذه التحديات هو وراثتها للخزينة العامة الفارغة من النقد واوراق البنكنوت ,
وجلوسها على ادارة مؤسسات مالية خربة و نظام اقتصادي مهتريء ,
ودين سيادي متضخم لدى صندوق النقد الدولي ,
هذا بالاضافة للمشهد الأمني و العسكري الذي سيعقب هذه النهاية القريبة والمؤكدة ,
فغالبية حملة السلاح من منسوبي النظام , وهم عبارة عن مليشيات حكومية و قبلية غير منضبطة ,
منتشرة في طول البلاد وعرضها , ففي ظل انفراط كبير في عقد المؤسسات العسكرية و الشرطية ,
فقد وصلت الامور الى هذه المرحلة من التردي , كنتيجة تلقائية لوجود مثل هذه الظاهرة الملائشية للنظام ,
زد على ذلك حالة الاستقطاب الواسعة التي اجتاحت منطقتنا الشرق اوسطية ,
وبالأخص الجيران الذين تتاخم حدودهم حدودنا , فكل هذه الظروف الجيوسياسية سوف تلقي بظلالها ,
على واقع حال السودان في المستقبل القريب , والسؤال الآخر الذي يطرح نفسسه بالحاح شديد هو :-
هل يمكن لهذه القوى السياسية المهادنة منها والمعارضة للنظام مدنياً وعسكرياً ,
أن تتوصل الى صيغة توافقية لها قدسيتها فيما بين كياناتها العديدة هذه ,
تستند هذه الصيغة على قسم عظيم وميثاق غليظ ,
لتحدد من يقود السودان وكيف تحكم البلاد , في الفترة الانتقالية التي ستعقب الانهيار الكبير و المفاجيء للانقاذ؟؟.

إنّ حال تحالفات القوى المعارضة بشقيها المدني و العسكري لا يسر ,
فلقد فجعنا قبل عامين او يزيد بفشل مكونات الجبهة الثورية في تفعيل الممارسة الديمقراطية في مؤسساتها ,
وخاب مسعاها في التداول المرن لرئاسة هذا الجسم الثوري الذي تأمّل فيه المواطنون خيراً ,
فكان الاحباط الذي صدم النفوس الوطنية التي تآلفت لكي تتجاوز محنة الوطن المتمثلة في الانقاذ ,
وطفحت على السطح أزمة الثقة بين اليمين و اليسار السوداني داخل هذا الجسم الجبهوي الكبير ,
فكانت قاصمة ظهر السفينة التي أُنيط بها تخليص الناس من شر نظام البشير ,
فاعادتنا الايام الى القاعدة والمعادلة المنطقية ,
التي تقول ان حكومة الانقاذ تستمد قوتها من ضعف وهشاشة التحالفات المعارضة لها ,
وسرعان ما تصل هذه المعادلة الى تساوٍ بين طرفيها في مقبل الايام ,
بحيث يصبح كلا الطرفان في ذات المستوى من الضعف والهوان ,
فتتحول الى معادلة صفرية , ليختلط فيها حابل بلادنا بنابلها.

إنّه وفي سبيل طموحنا المشروع كمواطنين في مخرج أمين وآمن لبلادنا ,
من مستنقعات الانقاذ الآسنة هذه , وجب علينا الاسهام في رسم خارطة الطريق التي تحدد مسار هذا المخرج ,
مساهمة تضامنية منا مع قوانا الوطنية الممثلة في الكيانات و الاحزاب و التنظيمات السياسية ,
فعلى جميع القوى السياسية الفاعلة السعي الجاد و السريع للانضواء تحت لواء جسم وفاقي واحد ,
يقوم بتحديد النقاط و المرتكزات الاساسية التي تضبط الاجراءات التي سيتم عبرها تسلم مقاليد الامور ,
عندما تزول المنظومة الانقاذية من المشهد السياسي و السلطوي , فالوقت وبحسب المعطيات الآنية لا ينتظر أحد ,
و حالنا يغني عن سؤالنا فيما يتعلق بحالات الاستقطاب والانقسام التي ضربت الكيانات المعارضة جميعها ,
فما زالت الجبهة الثورية منقسمة على نفسها كذا والحركة الشعبية قطاع الشمال ,
اما حركتا تحرير السودان بجناحيها و حركة العدل و المساوة فتبدوا عليها روح الانسجام و التفاهم ,
برغم وجود بؤر كامنة لصراع اليسار مع اليمين في اروقتها ,
بينما تجد قوى الاجماع الوطني ونداء السودان قد اجادتا ممارسة هواية امساك العصا من المنتصف ,
وجسّد هذه اللعبة السيد امام الانصار وزعيم حزب الامة ورائد مجموعة نداء السودان ,
الذي ظل ومنذ انقلاب الانقاذ على سلطته الشرعية يناصب النظام العداء في العلن ,
وفي الخفاء يقذف بابنه الى قمة هرم السلطة التي قال عنها مالم يقله مالك في الخمر ,
او كما يردد الشارع هذه الايام مقولة أن سيد صادق يعارض ببناته ويشارك النظام بابنائه ,
وهي مقولة صادقة وصادرة عن رقابة شعب ذكي ولماح ,
برأيي ان الحزبان الكبيران قد اسهما بطريقة مباشرة في تمديد عمر النظام ,
بمشاركة رموزهما بفاعلية في المنظومة الانقاذية التي وأدت آخر حكومة ديمقراطية كانا لهما شرف الانتماء لها.

تبديد الجهود في عمل كل فريق بطريقته وعلى شاكلته ,
لن ينجز نظام حكم مستقبلي يسهم في بناء مؤسسات حكم ديمقراطية يعتمد عليها ,
لان فاقد الشيء لا يعطيه , فالذي يجري الان من عمل معارض ما ارضى المواطن ولن يرضه اذا ما ظلت الممارسة هي الممارسة ,
وهذا هو السبب الذي جعل مشروع التغيير بطيئاً في سعيه ,
وهو ذات السبب الذي سوف يوصل النظام الى نهايته المحتومة بطريقة التفتت والفناء الذاتي ,
وسوف يكون دور تنظيمات العمل المعارض مثل تتداعي النسور على الجثة الهامدة ,
كل واحد ينهش ممايليه من جسد الفريسة بعد سقوطها , فقبل ان يقع الفأس على الرأس ,
على جميع القوى السياسية وبكل مسمياتها ان تبدأ الآن و ليس غداً ,
في عقد مؤتمر جامع تختار له كمقر احدى عواصم دول افريقيا المحايدة في موقفها تجاه الشأن السوداني ,
ليلتقي عنده ممثلو جميع فعاليات العمل السياسي المعارض لنظام الانقاذ ,
لكي يفعلوا شيئاً يواكب الايقاع السريع والمتسارع لمآلات الاوضاع في الايام القادمة ,
هذا الشيء يصبح جيداً لو انه سوف يكون تشكيل حكومة انتقالية في المنفى ,
تقوم بحسم كثير من الامور المختلف حولها , مثل كيفية ادارة البلاد ومدة الفترة الانتقالية ,
وما يجب فعله في هذه المدة لبناء مؤسسات قوية للدولة ,
تستطيع ان تقف امام عواصف التشرزم و الجهوية التي ضربت باطنابها في المجتمع السوداني واحزابه وتنظيماته السياسية.