ممرُّ الأعوامِ

ممرُّ الأعوامِ


12-31-2017, 09:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1514709203&rn=1


Post: #1
Title: ممرُّ الأعوامِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-31-2017, 09:33 AM
Parent: #0

08:33 AM December, 31 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر



++++++
1
ثمة يدانُ مُلتفّتانُ في خاصِرتينِ، وأُفقٌ، أٌفقٌ يشغلُهُ العِناقَ، والأرواحُ المُضيئةُ وهي جِبالُ، تشُقُّ الدُّروبَ، تتفتحُ بالأمانيّ فراشاتٌ وألوانٌ وشذى...
ثمة ترانيمٌ تصّاعدُ بأخضرِها ويتفجّرُ الهوى عيوناً وألحان، لتملأنا الرّقصةُ بالمنالاتِ...

2
لنهُبَّ لمساعدةِ القادِمِ
على حلِّ ضفائرِ المُتمسِّكَ، لمّا يزلُ، بأهدابِ الدُّنيا
عسى أن تنطويَّ، حين يعقِدُها، وتمضي طيَّها
كُلُّ مآسينا...

3
أتريّثُ كثيراً في تمزيقِ الحَزنِ بضِلعيِّ قلبٍ لا يأبهُ، ما ذنبهُ؟
أنه كائنٌ شفافُ لا يحسنُ بي قتلُه، لاقترِحُ على يومٍ فاصِلٍ بين كوكبيّ أيامٍ أن يلُفَّهُ بين ذراعيهِ ويمضي لحتفِهِ..

4
شاعَ في الجِوارِ أنكَ
أمطرتَ اللّيلَ بصيِّبٍ من التُّوهانِ
ثم أغفلتَ عن رقصةِ الصّدى.

5
ها نحن سندِلفُ إليكِ أيّتُهَا السّنةَ القادِمةَ
من أعوامٍ أنكرتنا
أفتمشيَّ كالقطيعِ؟

6
ويخرجُ عامٌ، يدخُلُ عامٌ
من بابٍ واحِدٍ تأتينا الأعوامُ، فندوِّخُها بشرنقةِ الرُّوحِ
حتى نتلاشى
ولا يبقى، إن فتحوا بيتُ الرُّوحِ، سِوى الأحزانَ، إذ أن الفرحَ كما الأعوامِ، يغشانا كبغتةِ الموتِ..

7
ما يوصِلُ الخشبَ إلى توحُّدٍ مع الأصابع التي تطرقهُ برِفقٍ؟

8
إلى أين يفرُّ هذا العامُ
من كُلِّ هذا العطِنَ الذي خلّفهُ؟
ألم ينتبِه لرِماحِهِ، لعزفِهِ النّشازِ على سبُورةِ الأيامِ؟
كُلُّ لحنٍ لهُ من حِممٍ حادةِ المِزاجِ
خطواتُهُ في القلبِ كمِسمارٍ ينغرِزُ بغتةً
في قدمٍ مذبُوحةٍ
ترقصُ وحدها دون رِفقةِ قلبٍ دافئٍ
في ليلةِ سبيٍّ داعِشيٍّ
لا لم يحِملَ جُثثَهُ، هذا العامُ
أو يُلملِمَ الجِراحَ من القُلوبِ المُنكسِرةِ
.
.
.
ليدخُلَ عامٌ جديدٌ فاغِراً فاهَ البلاهةِ
مُنتظِراً أن نُصافِحَهُ بيدٍ من صندلِ ونبيذِ!!

9
بَابُ إيابٍ..!!
---------
إن كان البابُ بيدِكَ
فخذهُ معكَ
إني لست بأُكرتِهِ
وإن ظَلَّ الوردُ بنبضِكَ
ابتسِمَ كثيراً
لا لا أفتقدُ العِطرَ
كم جئتَ إلي برسمِ الوهجِ
قطعتَ بطولِ الزّمنِ:
الشّوطَ وراءَ الشّوطِ....
لكُمِ قميصٍ في شفتيكَ
كلحنِ المكلُومِ تلوكُ كثيراً طرفيهُ
وتُقصِّي الوقتَ... تخصِيّ الوقتَ بكفِكَ ذاكَ
فخذهُ إليكَ:
اللّحنَ
الكلِماتَ
الذّكرى الملساءَ ﻷُنثى تركتكَ بنفسِ اﻷسبابِ
خُذْ بابَكَ
وافتحَ نافِذةَ الشّجرِ
واحرِقنِي بِغِيابٍ يتخفَى بِغِيابٍ.

10
مَحضُ فَهدٍ..!!
-------
ما شابهَ اِنغرازُها في الجُثةِ
صورتَكَ المُصفاةَ في صَندلِ اللّيلِ
ولا احتفتْ بِاِنتِباهاتِ الغوايةِ
لِتبتلِيّ اِحتِراقاتِكَ بِالقِطافِ
أنها من الشُّرودِ العاديِّ
لِلغزالِ المتورِطِ في الوثبِ
وأنتَ..
مَحضُ فَهدٍ ستفترِسَكَ
بجهرِها المسلولِ
طوبى لِعينِيكَ
وأنتَ في حدائقِ السَّرِّ
مثل الماءِ مُنسرِبًا كما تشاءَ الجداوِلُ..!!
31/12/2016