/////صدمات إنعاش (كهرو) عربية ..!!!/////

/////صدمات إنعاش (كهرو) عربية ..!!!/////


12-30-2017, 12:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1514632638&rn=1


Post: #1
Title: /////صدمات إنعاش (كهرو) عربية ..!!!/////
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 12-30-2017, 12:17 PM
Parent: #0

11:17 AM December, 30 2017

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله محمد-
مكتبتى
رابط مختصر


صدمات إنعاش (كهرو) عربية ..

ما زلنا نتلقى صدمات الإنعاش بفضل بعض الخيّرين من جيراننا لإفاقتنا من سباتنا العميق ,,
الشكر لمن ذكّرنا و أستفزنا ,,
لنستشعر انتمائنا الأصيل للتاريخ والتراب الإفريقي العريق ,,
القول الفصل جائنا من اصحاب المعبد الحقيقيين , فقطعت جهيزة قول كل خطيب من خطبائنا النجباء ,,
ابتداءً من الأديب الاريب الراحل محمد أحمد المحجوب ,,
ومروراً بالظاهرة العالمية والعبقري الروائي الطيب صالح ,,
ومعه الدكتور والبروفسور الخبير بانساب العرب عبد الله الطيب ,,
و انتهاءً بسيد الخطابة و البلاغة الشيخ الدكتور عصام احمد البشير ,,
كوكبة مستنيرة وضالعة في شئون اللغة العربية وتاريخ وسير العرب ,,
فقد قدم هؤلاء الفتية للمكتبة العربية المقروءة و المسموعة و المرئية ,,
القدر الكبير من الاسهامات الادبية والثقافية و الدينية , و لكن ,,
لم يشفع منتوجهم الفكري هذا لأمتنا السودانية المنهزمة دوماً أمام الاستعلاء العروبي ,,
فلقد شهدت ساحة منتديات بعض الشباب العرب الناشطين هذه الايام ,,
كيل من التغريدات المؤلبة للنعرات العنصرية و المثيرة للكراهية بحق الرئيس السوداني ,,
فهذا الموقف لو تعلمون لا يميز بين جميع مكوّنات سكان السودان ,,
وهذه النظرة المزدرية للانسان السوداني لا تتوقف في استهدافها عند الجعلي ولا الفوراوي او الدينكاوي,,
بل تشملهم جميعهم من الغرب الى الشرق ومن الجنوب الى الشمال ,,
انه انطباع عام عن (الزول) السوداني في ذاكرة أهل المعبد ,,
فمهما استعلى بعضنا على بعض في الداخل السوداني ,,
فسوف يظل وعي المركز العروبي تجاهنا انطباعي من الدرجة الأولى ,,
وهو تاطيرنا في رمزية شخصيات معينة ومحددة شهدها تاريخ العرب والمسلمين ,,
ومن امثلة هذه الشخصيات : كافور الإخشيدي , و الصحابي بلال بن رباح , و أبرهة الحبشي , وعنتر بن شداد العبسي .

العالم اليوم يمور ويغلي كالمرجل , بالانتفاضات و الثورات الشعوبية الناهضة والباحثة عن الجذور ,,
فدونالد ترمب جاء من زخم المجتمع الامريكي الابيض ,,
الذي يؤمن بأنه هو الامجد و صاحب السبق والجدارة في الارتقاء بكل مكونات السكان الامريكان ,,
الى عوالم التقدم و الرفاه ,,
بل يرى ترمب ان البيض في شمال الكرة الارضية اصحاب فضل على بني البشر في نهضة الحضارة الانسانية ,,
ملغياً كل اسهامات الحضارات القديمة التي قامت في جنوب العالم ,,
لقد كان واضحاً في خطابه العنصري وغير مبالٍ بانتقادات الطوباويين من كتاب الرأي في مجتمعه ,,
ذلك لأنه يعلم علم اليقين أن العرق هو المحرّك الاساسي للصراع في هذه الدنيا ,,
فمنذ ان خلق الله سيدنا آدم و أنزله الى الارض ,,
كان أول صراع قد اندلع اساسه وبنيته التحتية هي الاستعلاء والخيرية و الافضلية وأنانية النفس البشرية ,,
وكان قد وقع بين إبنيه هابيل وقابيل ,,
فدنيا اليوم انتظمتها موجات من الصحوات الشعبوية السابرة لاغوار امتدادات موروثاتها البعيدة ,,
فكل التحالفات التي نشهدها في واقعنا المعاصر يلعب فيها العامل الإثني و الانتماء الحضار دوراً محورياً ,,
فالناظر الى روسيا بوتين اليوم , لا يرى اية علاقة بينها وبين روسيا بوريس يلتسين بالأمس ,,
فتلك كانت باهتة اللون و الانتماء و التوجه , وكانت العوبة في يد الامريكان الذين كانوا يفعلون بها ما يشائون ,,
اما بعد حضور القيصر فلاديمير , فقد اختلفت الموازيين , لا لشئ سوى لأن القيصر قد عاد الى إرث أجداده القياصرة ,,
فتمسك بالوتد الذي دفنه الاسلاف في عميق التراب , فاستعاد هيبة بلاده وجعلها رقماً صَعُبَ على أقطاب العالم تجاوزه ,,
وذهب معه ألأكاسرة في ذات الخط , فقد هبوا للخلاص من إستلاب الحضارة العربية لإرثهم الفارسي ,,
و انتهجوا نهجاً ايدلوجياً بغطاءٍ طائفي وإسلامي , ليستعيدوا أمجاد إمبراطوريتهم التي تم القضاء عليها في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.

أيها السودانيون , ماذا انتم فاعلون ؟ ,,
وانتم احفاد تراهقا وكوش , و بكم تم بناء الحضارة الاولى في الدنيا ,,
و في ارضكم كانت أول مدينة تعمل على صهر الحديد إسمها (مروي) , فأطلق عليها الغربيون إسم (بيرمنجهام افريقيا) ,,
كيف تسنى لكم القفز فوق كل هذه الإمتيازات لتستجدوا رضاء الآخرين ,,
إرجعوا الى جذوركم الافريقية فهي طوق النجاة الاوحد الذي سوف ينقذكم من حالة التيه هذه ,,
فلم يكن جدل الهوية الذي فتح نافذته كتاب ومفكرون سودانيون عالمين ببواطن ترسبات العقل الجمعي السوداني ,,
من قبيل الترف الفكري ولا مقصداً للاستصغار , بل كان مكاشفة صريحة وشفيفة مع النفس ,,
و اعترافات صادقة بالزيف الذي علق بالعقل و الوجدان السوداني , فعندما يقول الدكتور الباقر العفيف (إنها متاهة قوم سود في ثقافة بيضاء ) ,,
فانه يعني ما يقول و يريدها صدمة كهربائية عالية الفولتية , لكي تنعش ذاكرة الشعب الجمعية المستلبة من قبل الوعي العروبي ,,
ذلك الوعي الذي بذل فيه الدكتور محمد جلال هاشم عصارة فكره ليخرج منه احفاد كوش من الظلمات الى النور ,,
وهي ذات الغيبوبة الحضارية التي يحاول الدكتور ابكر آدم إسماعيل إخراجنا منها ,,
في خضم صراعه الفكري المحموم , مع أنموذج هذه المركزية العروبية في السودان ,,
وهو نفس هروبنا الكبير من حقيقة انتمائنا للعرق الزنجي , الذي ظل الشاب الثائر عبد المنعم سليمان عطرون يحذرنا من عواقبه.

إنّ زبد الاوهام و الخيالات و الترهات سوف يذهب مجافياً لأرض واقعنا المأزوم ,,
وسوف يمكث في أرض سوداننا الحبيب ما ينفع مواطنيه , فالحقيقة الراسخة و الواضحة وضوح شمس الظهيرة في صيف خط الاستواء ,,
تجسدها القاعدة الحياتية التي لا مفر منها مطلقاً , والتي جائت في صيغ تعبيرية مختلفة ,,
وكلها تصب في ماعون واحد من امثال وحكم ومواعظ من شاكلة :-
(لا يصح الا الصحيح) , و(القنطور أصله تراب) , و المثل الدارفوري : (أم سلمبويتي ولا كدكاي زول) ,,
و (تلصق الطين في الرجلين ما ببقى نعلين) , و (من ترك قديمه تاه) , و (الماعنده قديم ما عنده جديد) ,,
هذا مع تأكيدنا التام أن هذه الامثال والحكم و المواعظ , يوجد ما يقابلها في المعنى و المقصد في لغات النوبة و الهدندوة والدناقلة ,,
وفي ألسنة الفور والبني عامر و الزغاوة والمحس والمساليت و الانقسنا ,,
و في كلام الشلك والحلفاويين والنوير والميدوب و الدينكا.