خطاطِيفُ القلبِ

خطاطِيفُ القلبِ


12-28-2017, 10:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1514454339&rn=0


Post: #1
Title: خطاطِيفُ القلبِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-28-2017, 10:45 AM

09:45 AM December, 28 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


+++++

1
منذُ أن غزلَ الشّارِعُ بقلبِي قمِيصَ أشجانِهِ
عرِفتُ أن نبضِيَّ في أصابِعِ قدمِيّ.

2
ضيّعتُ الشّارِعَ في الاِنشِغالِ
تلقّفُنِي جُبُّ النِّسِيانِ
ما عُدتُ أعرِفُ جِهةً
أقصدُ العملَ -مثلاً-
فأجِدُني ظِلُّ شجرةٍ يُحدِّقُ في النّهرِ
ويرضعُ من ثديِّ اللّيلِ حليبَ القمرِ
أو قطرةَ خِصبٍ لبُستانٍ
أجِدُني ميناءٌ/باخِرةٌ/ رُبّانٌ
أو حِذاءٌ لِليثٍ
وربما قِطعةُ حلوى في فمٍ محرُومٍ
أو
ما يشاءَ الخيالُ
....
ضيّعتُ الشّارِعَ
والنِّسِيان.

3
كانت لدينا أصابِعَ
الذي حطمَها ضيّعَ العِناقَ
ولم يدعْ لِلبردِ فُرصةَ قِتالٍ عادِلٍ.

4
ذاهِبٌ رِفقةَ عُنفُوانِ المِزاجِ لأنقُشَ على غيمِ الرُّؤى
مخارِجَ مؤديّةً لِبابٍ مواربٍ.

5
أنا مُتشعِّبٌ أيتها المِرآةَ
يا نفسِي
فكيفَ تأتِينَ بِي كُتلةً واحِدةً؟

6
الخريطةُ ستوصِّلَكَ لمكانِ الكنزِ لا محالةَ، لكن، من أين لكَ قلبٌ بِخطاطِيفٍ؟

7
صرختُ في العراءِ:
حَريٌّ بِكَ اِرتِداءَ اللّيلِ
ثم أخذُ مِصعدَ الاِنتِباهِ المُضاءِ..

8
شرّحُنِي غِيابُكِ
وبعدُ بِمِلقاطينِ من العِطرِ والتّهيُّؤُاتِ
أحبِسُنِي في اِنتِظارِكِ.

9
البدِيلُ لِتكوُّرِكَ الكُليُّ بِالرُّوحِ
أن تمُرَّ خارِجَ الجسدِ
وإن في لحظةِ عُثُورِكَ على لحنِ خِتامٍ مُفُوترٍ.

10
غائبٌ في علاليهِ
ككائنٍ من شفراتٍ تجزُّ:
عُشبَ كُلَّ خفِيٍّ
وتبتلِعُهُ..
مثلما تفعلُ الغُيُومُ*
بِسماءِ الرُّؤى والوترِ واللُّونِ...
* غُيُومِي التي أقطِنُ بِرصِيفِهَا اليقظانِ....
إلى: Elnour Ahmed Ali

11
أنا يا غمامُ
ممسُوساً بِصمتِكَ والملام
ولقد صَعدتُ إليكَ من بين الزِّحام
تأخرَ رَكبُ قافِلتي فالمسافاتُ الصِّدام
وتعثرَ رَحلي في قدمِيّ والغيابِ في التّمام
أنا يا غمامُ
لا حلّ أمامي خلا الكلام
فسأقولُ لكَ مِنكَ عليكَ السّلام
وسأضعُ مُهجتِيّ في يديكَ وأُحلِقُ لِلمقام
..............

12
قيدُ ظنٍّ
-----
يهرُشُ الأن طيرُ النّوايا ظِلَّهُ
ويحُطُّ في ذاكِرةِ اللّيلِ
كذِكرَى صدئِةٍ لِأجراسِ السهوِ
تدُّقُ في وترِ المدى
كصدىً قابِعٍ في مرايا القتِيلِ
وأُنثى الحظِّ المُسوّرِ بِالشُّقُوقِ
حذفتْ صوتَهَا من صدرِ جُثّةٍ تتخفّى في قافِلةِ الزّاحِفين
بِاِتِّجاهِ الفجائِعِ
وأُنثى اللّحظِ المشدُودِ بالأشواقِ
مرّرتْ شبقَهَا المحفُوفِ بِالقنادِيلِ
على عسسِ الشّفقِ
شقّتْ صدرَهَا إلى نِصفينِ
لأحدِهُمَا اِنغِرازاتِ الغرِيبِ
وللأخرِ اِغتِيالاتِ النّحِيبِ
ولم تصطفْ الأيّامُ في المُرُوقِ الأخِيرِ لِحارِسٍ
لِحوائِجِ البيتِ القائِمِ في شرخٍ عصِيٍّ.
28/12/2016