تدوِينٌ من زوايَا مُتوتِّرةً

تدوِينٌ من زوايَا مُتوتِّرةً


12-13-2017, 10:08 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1513156112&rn=1


Post: #1
Title: تدوِينٌ من زوايَا مُتوتِّرةً
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-13-2017, 10:08 AM
Parent: #0

09:08 AM December, 13 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر



++++++

1
الشّارِعُ أُنثَى، مُذْ تخلّقَ في رحمِ الخطوِ
فهو غواياتٌ ما لهَا حدٌّ إذنْ
أُمنِيّاتٌ مُباركةٌ، نسلٌ يمِدُّ الكونَ بِالعُنفُوانِ

2
لو جئتَ بعد ألفِ عامٍ، وقرأتَ ما سيُدوّنُهُ التّاريخُ عنكَ، ستطلُبَ بنفسِكَ سِتِّينَ جلدةٍ، ثم شنقِكَ..

3
مُجهدٌ أنا أيها الحُبَّ
تلعبُ أفعى الوقتِ فوق رأسي
فطوِقنِي عسى
عسى أن يقترِفَنِي الموتُ.

4
قِفْ هكذا
بينِي وبين الشّارِعِ
لا لِي يأتيّ
ولا لهُ أزحفُ
أيهذا المللُ النّحِيلَ كظِلٍّ
تغلغلَ
علِقَ أوقاتِيّ في المشهد.

5
هي الوُجُوهُ
تلّونتْ بأثرِ المسافاتِ التي قطعتَها الرُّوحُ
حتى بُلُوغِ لحظةٍ نالَ منها الخيالُ
وطوقَها بِاللّونِ في مساحةٍ تتّسِعُ
بشُرُودِ العابِرينَ
وما اِكتنزُوهُ من براحاتٍ.

6
مدينتِي هُنا
بين يديَّ
أطوِهَا والشّارِعِ
كُلًّ في جيبٍ على حِدة
وأُخلِّي سبيلَ النُّعاسِ
لِيمشِي إِليّ..

7
طوتِ العاشِقةُ
التي تُذكِرُني بذاكِرتي الخرِبةِ
المشاهِدَ اﻷجملَ
ومضتْ لتختليَّ
بعقلِها الأنيق..!!

8
الشّارِعُ يصيحُ إليَّ:
أيقظنِي عندما يذهبُ
كُلُّ العابِرين..!!

9
مُنذُ متى
وأنا أُحدِّثُكَ أيهذا الشّارِعَ
الوسنانَ الضّجِرَ
عن أُغنِيّتيّ التي خلّيتُهَا
لِتتفرّسَ ملامِحَكَ
تحتسِي نزقَكَ
تُخاصِرُكَ في رقصةِ الرّذاذِ
أُغنِيّتِي اللأﻷةَ بِأُنُوثةِ الماءِ
مُنذُ متَى
وأنتَ لا تدعَنِي على رصِيفِكَ
كالحجرِ..!!

10
لا سُلطانُ لِي على قلبِي..
يُمكِنُهُ أن يُصبِحَ خريطةً
يهتديّ بها العُشّاقُ على حبِيباتِهُمْ..
أو صالونَ تجمِيلٍ تُدِيرُهُ اِمرأةٌ فارِعةً مُكتنِزةً..
يُمكِنُهُ أيضاً
أن يُصبِحَ اِبتِسامةٌ خلاّبةٌ
على شفةِ أُنثَى يتراكمُ على بابِها الطَّرقِ
وقلبُهَا بنبضِ من لم يرها بعدُ...
من مرّ عليهِ قلبِي
فلِيُدحرِجْهُ إليّ..!!
...

11
أنهُ هناك
يرقدُ بِاطمِئنانٍ
-كطِفلٍ يكبُرُني قليلاً
يرقدُ بحِجرِ أُمِهِ-
وينتظرُنِي
ليستأنِفَ قهقهتهُ عليّ
فيما أحسبُنِي أُدغدِغَهُ
أنه الشّارِعُ المسطُولُ
بتقرُّحاتِ قلبِي وحُرُوقِ حرفِي..!!

12
في مرّةٍ
ظننتُ أني الشّارِعَ
فدهستنِي شاحِنةٌ
حتى ما عُدتُ أعِدَّ لحمِي
وخواطِري..
في مرّةٍ ثانِيةٍ
ظننتُ الشّارِعَ نفسِي
فألفيتُنِي بحرٌ ورصِيفٌ وحانةٌ...
الموجعُ أني عُدتُ في لحظةِ ظنِّيّ هذِهِ
كما كُنتُ
طِفلٌ لم يبلُغَ عُمرُ الشّارِعِ بعدُ
لكن
بِكُلِّ هذا الحَزنَ الذي يرتكِبُنِي..!!

13
أهرُبُ من سِعةِ اللّيلِ
فيعقِدُنِي النّهارُ
ربطةَ عُنقٍ لِتشرُّدِهِ
وتُركِبُنِي أُنثايّ
في دوالِيبِ حركتِهَا
ويُفقِّطُنِي العملُ
نافِذةً لِلشّارِعِ.

14
أُمسِكُ بيدِ الشّارِعِ
كسِيامِيَّينِ
نذرعُ المسافاتَ
هرجلةً
وضجر.

15
تدوِينٌ من زوايَا مُتوتِّرةً
إلى مصطفى مدثر ودينا خالد
-------
1)
نستقِلُ الجِدارَ
في فضِ اقتراحاتنا الخرقاءَ
عن كيف نظلّ قابِعينَ في مُواراةِ
خيباتِنَا الشّاهِقة.
2)
لولا أن لِلصّبرِ نوافِذُ مُشرعةً
لِتحطّمتِ النُّفُوسُ جرّاءَ الوساوِسِ
3)
أضحتِ السُّطُور ضحِيّةُ هوسُ
النّمِيمةِ القابِضِ على حياةِ مُبصِرٍ لا يرى
4)
أوّلُ رسمٍ لِفنانٍ
بلغتْ ريشتُهُ مراحِلَ الاِرتِعاشِ من العُمرِ
كانتْ لِفتاةٍ تُمزِّقُ قلباً أعزلَ.
5)
الحياءُ في لِباسِهِ الشّفّافِ
عادةً ما يصفعُ نُفُوسَ النّاسِ
بِنواياهُ المُتوتِّرةِ
6)
لا أحد يعرِفُ لِم كفّتْ مُوسِيقى الفتى
مفتُوحُ الصّدرِ
عن الصُّدُورِ
عدا أُنثَى لم يعرِفْهَا بعدُ
7)
إذن
عند السّادِسةِ والنِّصفِ سينصرِفُ النّهرُ
عن ورطتِهِ الأزليةِ في التّدفُّقِ بِرُوحِهَا اليبابِ
يطوي إلى غيرِ إيابٍ أسرارَهُ المُهدرةِ.
8)
حنِينٌ باسِلٌ يتصفّحُ إحباطاتَهُ
في الظّفرِ بِأحضانٍ تتّسِعُ
لِنارِهِ المُستعِرةِ
لكنما
ليس بِالإِمكانِ اِقتِناصِ وطنٍ
من أخيلةِ الشُّعراءِ الهارِبةِ
لِيهدأ الحنِينُ
9)
زارنا الهُدُوءُ النّاريُّ فشُغِلنَا بِهِ
حتّى أوشكتْ رغبتُنَا المُتدفِّقةِ
أن تحترِقَ.
10)
لِفورانِهَا الحاذِقِ أن يتعلّمَ القفزَ من
ثنايا ثيابُهَا الفضفاضةَ
إلى قبضةِ النّزقِ المُتهادِي في الشّوارِعِ.

تدوِينٌ آخرُ مفتُوحُ النّوايَا
-------
1/
جسدِي في قيلُولتِهِ المُنخفِضةِ
ورُوحِي تتنقّلُ من غُصنٍ لِغُصنٍ..
2/
لِرُوحِي طُقُوسُهَا في التّحلِيقِ..
إن رميتَ جناحَ طائرٍ بِأخيلتِكَ الهارِبةِ
عرفتُ طُقُوسِي..
3/
أكثرُ من سببٍ لِدحضِ إِدِّعاءاتِ ليلٍ آثِمٍ
قالَ بقصِ أجنِحةِ الأرواحِ المُحلِقةِ..
4/
كم من طائرٍ لا ترى إلا أثرَهُ بين جنبيكَ
فاِتبعْ طائِرَكَ
5/
لا اشتهِي الجُملَ التي ترمِي بغُبارِهَا
بحيّزِ المجاهِيلِ
لكنها
تستاكُ بِأصابِعِي عُنوةً
6/
في أقلِ مما لا يلحقُهُ إحصاءٌ
فركَ النّيلُ قُلُوبَ الغائِبينَ بِبهجتِهِ المُنسابةِ
وأنسلَ آيباً إلى الهدِيلِ
فأضحكْ وحدُكَ بين ليلٍ وليلٍ يشكُمانِ رِقتَكَ
"إلى:هشام الطيب"
7/
ليس الآن..
سوّيتُ لأنفاسِي صهوتَهَا
وتوكأتُ على أشواقٍ تحتضِنُ اليبابَ.
8/
ليس الآن..
غمرتنَا فِتنةٌ جارفةٌ ألحقتنَا بِأسبابِ الغِيابِ.
9/
ليس الآن..
حطّمَ الإلهُ أصنامَهُ وطفِقَ يعبُدُ ربَّ العِبادِ
زاجِراً طُيُورَهُ عن الاِرتِيابِ.
10/
وليس الآن..
ما خطّهُ النّبِيذُ في جُعبةِ الكِتابِ
نثرهُ لِلآتِينَ الضّبابُ.
13/12/2016