1 أنهالُ بِالنِّسيانِ على قلبِي فيُضرِمُ في شفتيهِ نزقِهِ.
2 قالَ: أنا أكتُبُ الهواءَ قالتْ: هيهات، سأُخرِجُ إلى حُدُودِ السّماءِ الماءَ . . .
3 يستمرُّ العُمرُ في الهرولةِ ونستمِرُّ في التّنشِينِ بِالجِراحِ على الأرواحِ!
4 هل ضيّعَ الحَزنُ كُلَّ شوارِعِهِ ليُعمِّرَ بعينِيكِ بِلادِي؟
5 لستُ موهُوباً في النّحِيبِ لكِنّي أدّخِرُ بحراً بِعينِيّ لأبسِطهُ قُبالتِي، على الشّارِعِ، حين غِيابِكِ.
6 فلما غَمرتِ الخمرُ نبضِي ورقصَ الضّوءُ على تموُّجِ التّيّارِ شهرتُ الهمسَ اللابِثَ في غورِ قصيٍّ من النَّفسِ.. اِحتسيتُ على سطحِ الماءِ، على مرأىً من الغمامِ: العِناقَ والقُبل.
14 على جُدرانِ هذا اللّيلَ قرأتُ نشيدَكَ القرويِّ حفِظتُ المقطعَ الأوّلَ شبيهُ النّايُ في قلبي يمرُّ العامُ فوقَ العامِ لعبقِ نشيدِكِ الثّوريُّ غداً يجتازَنا الزّمنُ نصيرُ الطوطمُ الكرويُّ غداً يقرأُكَ هذا اللّيلُ أنيسُ العاشِقِ الورقيّ
15 تعرقُ الكِتابةُ في القلبِ دمِها لتضلّلُكَ بياسمينِ المِدادِ عن ثُقُوبِهَا.
16 إن كُنتَ ستقطِفُ لِلقصِيدِ من حديقةِ الجِوارِ فخُذْ حَذرَكَ من سِباعِ الوهمِ التي ستزأرُ باسمِ البُستانيِّ متى اِقتربتَ من الفريسةِ. لا تذهبَ إنما أنظُرَ لِلغريبِ السّائرِ في مرايا دمِكَ دوِّن أنخابَ نحيبِهِ.
17 في أصابِعِي المُضمدةِ جنّتانِ وُحُوشٌ كاسِرةٌ شارِعٌ أُغنِيّاتٌ ذائِبةٌ بحرٌ قُبلةٌ وحبِيبةٌ في أصابِعِي ال شجرتانِ عُرسٌ إنسانٌ وأشجانُ... 7/12/2016
12-09-2017, 09:55 AM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
8 هي امرأةٌ تعرِفُها أغلبُ الظّنِّ أنها جانِبُكَ الأيسرَ أو كما تثِقُ هي: قالِبُ قلبِكَ النوّاحَ أو كما يؤكِّدَ حارِسُ الحصى في الشّارِعِ: مُجرّدُ عابِرةٌ في دمِ اللحظة. لكني رأيتُها لما التقينا تضعُ ابتسامتَها المُسترسِلةَ بعينيكَ لتأخُذَ شكلَ اِلتفاتةٍ مُبدَّدةٍ.
9 سيخدعُكَ المساءُ، كُلُّما مرّ عليكَ وأنتَ تُطالِعُ سيرتَكَ في الظِلّالِ بنجمتينِ في الأصابِعِ تمرُّ واحِدةٌ بنافِذةِ الرُّوحِ وتضعُ الأخرى حَبلاً على جُرحِكَ.
10 الحواسُّ على أسِرَّتِها بالجسدِ مُهيَّأةً لِزوارِقِ الصَّمتِ فكيفما حَلَّ شاطِئٌ على مَقرُبةٍ من برقِها اِلتقطتهُ.. لتمدِّدَ بطولِ المَدى: عِطرَهُ.. الحواسُّ راداراتُ الرُّوحِ المُحلِّقةِ في سَمواتِ التِّيهِ..
6 وأنتِ قصِيدةٌ مُشرعةٌ لا بابَ لها، أو نوافِذَ يطهُو الكلامُ، على الدّوامِ لِرُوحِهَا: زهراً وعِطرا..
7 سينفعِلُ القمِيصُ فيما قلبُكَ في اِضطِرابِهِ لن يُملِي عليكَ أن تقبلَ الاِبتِسامةُ السّابِحةُ في بحرِ خيالِكَ المُتلاطِمِ.
8 كُلُّ الذي فعلهُ القمرُ رافقَ حيرتِي إلى البابِ وفي سِرِّهِ اِعتذر.
9 هكذا أيها الشّارِعَ أرى أن تصبّرَ على هجرِ الأقدامِ الحميمةُ لأرصِفتِكَ وانشغِلَ، حتى ينحُّونَ عن قلبِكَ الرؤومِ كُلَّ الدّمامةِ، أنشغِلَ بِغرسِ شجرٍ على جانبِيكَ أو بِالغِناءِ المُجلجَلِ للمُعتصِمين أو أنفتِحَ على حين غرّةٍ وابتلِعَ كُلَّ عفنٍ يمشِي على قدمينِ جائعتينِ . . . كُنْ مُلهِماً وابتكِرَ صُمُودَكَ.
10 الذي أنقذكَ من براثِنِ حلمٍ كان يتهجأَ قمِيصُ رُوحِكَ الضّوئِيِّ يرفعُ ياقتَهُ لِيُلاعِبَ أوتارَكَ كان يدخُلُ ساقيةَ نبضِكَ بِملاعِقِهِ النُّورانِيّةِ يغرِفُ مِنكَ يكِيلُ لكَ كان -لِلأسفِ- سيحمِلُكَ كبيتٍ عتادُهُ اللُّهاثُ نحو الاِلتِئامِ / الدِّفءِ / الهوى . . . لِما اِلتقيتَ البتّةَ بِالنّعِيمِ لِما شملتكَ بِرحمتِهَا العتمةُ. 9/12/2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة