أحراشٌ تُغافِلُ ذِئابَهَا

أحراشٌ تُغافِلُ ذِئابَهَا


12-02-2017, 10:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1512205652&rn=1


Post: #1
Title: أحراشٌ تُغافِلُ ذِئابَهَا
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-02-2017, 10:07 AM
Parent: #0

09:07 AM December, 02 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

••••••••••••••••••••

1
حنتْ رُؤُوسَهُمْ غُيُومٌ
قُلْ أنّهَا البِلادُ
بلْ أنّهُ كُلُّ الذي سيأخُذُهَا
لِحيِّزِ المِيلادِ
قُلْ أنّهُمْ الملاذُ
حين كِلنَا لنَا، لِلوطنِ المُجرّحِ بِنَا
كُلَّ الرّمادِ

2
لأنّ العقلَ يكبُرُ بِالحِسِّ
يعُودُ الظّلامُ لِلعملِ الجادِّ
فيهرُبُ الضّوءُ من النّوافِذِ.

3
ما أكتُبُ
قلبُكَ والشّارِعُ
يُرطِبان الرُّوحَ بالتّأمُّلِ.

4
كأن ما يشتطُّ في دمِيّ
حُروبُ الكَونِ مُنذُ البدايةِ
حتى تحتوِينِي بِعينيكِ.

5
ما تفعلينَ هُناك
بين أحراشٍ تُغافِلَ ذئابُها الظِلاّلَ
باِمتِدادِها يعشوشِبُ الشرُّ
ترتطِمُ النّارُ بالنّارِ؟
كيف اِقتفى التّوارِي نُقطةَ اِختلالٍ ضئيلةٍ خلفَ الأنوارِ
حتى طغتْ؟
بأيِّ ما وراءٍ من التّواري توارى كُونٌ
ليعرِفَ الكشفُ كيف يدلِفُ؟

6
كالذي يُعرِجُ وفي جنبيهِ الغُيُومِ والنُّجومِ العارِيةِ
يتدّلى حُزنُهُ في الشّارِعِ
فيُفِيضُ بِالقلقِ والاِمِتِعاضِ
مما خاطَ عنهُ عينيهُ
وقلبَهُ...

7
تهوى السِّباحةَ قالتْ
قالَ قلبِي بحرُكِ
جسدِي أدواتُ الغوصِ
أحاسِيسِي زوارِقُكِ.

8
أمسُ
تذكرتُ أن الشّارِعَ
محض تفاصِيلٍ مُخبّأةٍ
بِحقِيبةِ اِمرأةٍ لم تُعانِقْهُ بعدُ.

9
أمسُ
عرَّفنِي اللّيلُ على ضوءٍ ضئيلٍ
كان يُحاوِلُ جاهِداً
أن يضعَ الشّمسُ في جيبِ الشّارِعِ.

10
أَمْسُ. غزتِ الأَحْلَامُ الوَرْدِيَّةُ سَاحَةَ نَوْمِي. كُنْتُ حِينَهَا أَوُزِعَ أَرَقِيَّ بَيْنَ الشَّارِعِ والرِّيحِ

أمسُ
غزتِ الأحلامُ الوردِيّةُ ساحةَ نومي
كُنتُ حينها أوزِعَ أرقيّ بين الشّارِعِ والرِّيحِ.

11
الشّارِعُ يتربّصُ بِي
كلِصٍ حذِرٍ
يتحرّى دقائِقَ رُوحِي
لِيسلِبَ جواهِرَها
ويلوذُ بِشُرُودِهِ الهُلامِيِّ

12
القصِيدةُ الأخِيرةُ
----------

أكتُبْ قصِيدتَكَ الأخِيرةَ
فإن أصابِعَهَا المقطُوعةُ تدُّقُ البابَ
ترنُو أن تُصافِحَ قلبَكَ..!!
أكتُبْ قصِيدتَكَ المُمزّقةَ الدُّرُوبِ
كقِطعِ اللّيلِ، كالأجسادِ التي تخطّفتَهَا الشّظايَا
في ليلةِ عُرسٍ لِشهِيدٍ حيٍّ..!!
أكتُبْ قصِيدتَكَ الأخِيرةَ
فإن التّسوِيفَ سيجعلُهَا عَروسَكَ في الجنّةِ
وكعرِيسٍ مُرتجِفٍ قلِقٍ...
ستتبوّأُ مِقعدَكَ في الشَّجرِ اليابِسِ والحَجرِ المَسنونِ..!!
أكتُبْ قصِيدتَكَ الملعُونةَ
كي تقرَّ عينُ الرّقصةِ الأخِيرةِ لمهرجانِ البُؤُسِ
الذي استفاضَ في شَرحِ غرائِزِهِ النّزِقةِ...
لِجسدِكَ وعينيكَ ولم ينسَ قلبَكَ المدسُوسِ عن الخَرائطِ...!!
أكتُبْ قصيدتَكَ الأخيرةَ
بِقبضةٍ حانِيةٍ، وألحانٍ شَارِبةٍ من عَسلِ الشّهقاتِ والاِرتِعاشِ والنُّدُوبِ...
بِرجسٍ من عَملِ الشُّكُوكِ المبثُوثِ في رُوحِكَ الهارِبةِ..!!
أكتُبْ في اللّيلةِ الأخِيرةِ قصِيدتَكَ الأُولى –من الهناك- التي أردتَ لِحُرُوفِهَا
أن تنقضَّ على قلبِكَ وتنهشّهُ..!!
أكتُبْ قصِيدتَكَ المُجوّفةَ لِينظُرَ عبرَهَا طِفلُكَ الأخِيرُ بِعينِ نِسرٍ جائِعٍ
فلرُبّمَا تلوّتْ حُرُوفُهَا النبيّةُ وكوّنتْ لِفمِهِ المشقُوقِ بِالذُّكُورةِ:
إيداماً وماءَ..!!
أكتُبْ قصِيدتَكَ الأخِيرةَ
بِحرفينِ: ص، ه
وصوِبُهُمَا لِكُلِّ هذا الهُراءُ الجاثِمِ على صدرِكَ
وأنتَ حثِيثاً تظُنُّ أنّهُ يطلعُ مع الدُّخانِ والآهاتِ..!!
أكتُبْ قصِيدتَكَ الأخِيرةَ
وأنسَ أن تُغلِقَهَا من تصيُدِ الرِّيحِ
والرُّوحِ
والرّائِحةِ..!!
أكتُبْ قصِيدتَكَ الأخِيرةَ
وكُنْ رفِيقاً بِهَا...
وأنتَ تتوزّعُ بينَهَا كأجملِ ناجٍ من نفسِهِ
يختبِئُ بِجسدِهِ كُلِّهِ في قصِيدةٍ..!!
أكتُبْ قصِيدتَكَ الأخِيرةَ
وتبلّلَ بِاِحتِراقِكَ
و
صه...!!!!!!
1/12/2016