ضع على كتفي حمل نضالك الابدي ... في رثاء فقيد الوطن والشرطه المقدم ماضي احمد محمود.

ضع على كتفي حمل نضالك الابدي ... في رثاء فقيد الوطن والشرطه المقدم ماضي احمد محمود.


11-28-2017, 10:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1511862290&rn=0


Post: #1
Title: ضع على كتفي حمل نضالك الابدي ... في رثاء فقيد الوطن والشرطه المقدم ماضي احمد محمود.
Author: عبدالحفيظ حسن
Date: 11-28-2017, 10:44 AM

09:44 AM November, 28 2017

سودانيز اون لاين
عبدالحفيظ حسن-أم درمان -السودان.
مكتبتى
رابط مختصر

.


توأم الروح.. اسد الكداد الزام.. ما بِعتَ يا صديقي ..
ما خنت. جوعوك ، غرّبوك، افقروك ومرضوك.
هذي بِضاعتنا .. حيها لا يبيع وميتها لا يباع.
وتعلِّقَت
بأهدابِ ليلِكَ أشرعةُ القوافي
الليلُ يرحلُ او يجيئ
تصطفقُ الستاراتُ الكئيبهْ
أنا وأنت
نُنَفّضُ عن حقائبِنا غبارَ وجودِنا العدمي
نُحدّقُ وحدنا من فوقِ متاهةِ الموتى
نَدلِقُ فوقَ برقِ الافقِ اخرَ ما تبقّى من مداد
ضُخّ بعضَ حُطامِنا في الروح
فعلى مسامي قد تناثرت رِئتيك
مضى ، حقا ، زمن النبوّةِ حينَها
وانفضّ سامرُنا الى غيرِ ابتعاث
دعنا نُسوّي في خواتيمِ المسيرةِ
ما تبعثرَ عندَ رحيلِكَ القسري
ضع على كَتِفَيَّ حملَ نضالِكَ الأبدي
ما زالت الى كأسي تتقاطر ام درمان
طرُقاتُها .. أزقّتُها
وأنا أُعاقرُها
ونسائمٌ حُبلى بدندنةٍ من الزمنِ الجميل
" الجرحو نوسر بي
غوّر في الضمير في قلبي خلَف الكي
يا ناس الله لَي "
وأنا أعاقرُها
أبحَثُ عن لُغَةٍ تُحببُها الي
تُشعِلُني في دواخِلِها
تُحيلُ شوارِعَها لأورِدةٍ
وتحقِنُني اليها
عاصِفَةٌ من الهذَيانِ تضرِبُ عاشِقَين
بترابِها المكلومِ عَفرت اشتياقك
عن ليلِها المخبوءِ في عينيكَ حدّثني
وحيائها الطيفي
يُحدّثُ ناظراً للارض
عن الجيدِ المرصّعِ بالحَبب
والكأسُ مُترعةٌ
وماءُ النيل
متسللاً يدنو الى بابِ الخِباء
اليوم
لا فحلٌ يُحدّثُ عن فحولَتِهِ
لا صَبٌ ليبكي
ولا تلاقٍ عندما يزِفُ المساء
امهلني لبعضِ الوقتِ قبل ذهابِكَ الأبدي
ماذا
سوفَ أقولُ للجلّاد
عندما حتماً سيحضُرُ للعزاء
ويُتَمتمُ أو يُحوقِلُ وهو يتلو
ما تَيسّرَ من كتابٍ ليسَ لَهْ
جلّادُكَ المرعوبُ منك
تخندقَ في مدافِعِهِ من أجلِ " لائكَ " يا صديقي
وظلّ يقصِفُ كلّما تحركت شفتاك
اغتالَكَ منذُ عقدينٍ ونَيف
وبنى أسوارَ عُزلتكَ الكئيبه
وهو يعلمُ
حين وقفتَ كالطودِ الأشم
عندما ظنّوا أنهم سحقوك
تفَرّعت من " لائكَ " المسلولُ الاف اللالئ
ومَضت
كُلُ لؤلؤةٍ تُضَمّدُ ما تيسّرَ من جراحِ الكادحين
و خَشَوْكَ
ماتوا ألفَ مرّه
وزئيرُكَ " المكتومُ " يُزلزِلُ عرشَ كسراهم
وحملتَ رَحلَكَ حدّ الموتِ ولم تخون
حمَلتكَ لاؤكَ في شقاءِ العُمرِ اكليلاً
يُدثرُ عُريَ أغنيةٍ من الزمن الجميل
وقنديلاً توهّجَ حين خانَ الخائنون
الانَ
لا وقتٌ لديك
فأمدرمان في لَهفٍ
لتودعَ قُبلَتها الأخيرةَ في جبينِك
تستردُكَ
في أحشائها العطشى منذ عقدينٍ ونيف

فوداعا يا صديقي
" عافي منك
وربي يعدل ليك سبيلك "

مقدم شرطه م محمد عبدالله الصايغ



.