*مولد الحبيب المُصطفى في أشعار حاج الماحي وآله* بين إبليس الملعُون وتلميذه المفتُون... جمال أحمد الحسن – الرياض 12 ربيع الأول 1438هـ أحبتي الكرام... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وكل عام وأنتم بألف خير وعافية بمناسبة مولد الهادي الأمين مولانا أبي الحسنين حبيبنا الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم... ونسأل الله أن يُعيد هذه المُناسبة العظيمة علينا وعليكم بالخير والسعادة وعلى سوداننا الحبيب وأُمتنا الإسلامية بالإستقرار والنماء والأمن والأمان إنه ولي ذلك والقادر عليه... ما من بيتٍ من بيوتِ المُسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلا وتتزيَّن في هذا اليوم العظيم يوم بزُوغ النُور المحمدي الرحمة المُهداة والنعمة المُسداة... الكُل فرحٌ طروب بهذه المُناسبة... تتزَيَّن الساحات بالبيارق الخضراء، وتزدهر القلوب بالأذكار والدعاء... تتجمل الطُرقات بالقناديل... وتزدهِي البيُوت بالرياحين والأكاليل... وقد ترجَم عُلماء المُسلمين هذه الفرحة في بعض موالدهم وكتاباتهم فقال مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله عنه: وَعَّمتِ الْأَرْضَ الزِّينَةُ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ يَا مَعْشَرَ الْأُمَّةِ التَّخَصِيصِيَّة .. وَيَحِق لها إِنْ كُنْتَ ذَا فَهْمٍ أَنْ تُزَان ... وَهْوَ لِمَا عَمَّ فِيهَا مِنْ خَيْرَاتٍ تَشَرَّفَتْ بِهَا عَلى جَمِيعِ الْعَوَالِمِ الْأُخْرَوِيَّة .. فَيَا لَهَا مِنْ مَفَاخِرَ وَلَا سِيَّمَا لِلْمَوْضِعَان ... وَذلِكَ حَيْثُ وُلِدَ وَنَشَأَ وَبَدَأَهُ الْوَحْيُ فِي الْأَرْضِ الْمَكّيَّة .. وَحَيْثُ دُفِنَ فَياَ لَيْتَنِي كُنْتُ تِلْكَ الْأَرْضَ الَّتِي زَادَتِ الْفَخْراَن... وقال شيخنا حاج الماحي "قدَّس الله سره الكريم" مُظهراً هذه الفرحة... فِي لِيلْ مِيلادُو لَاحَ النُور يفُوح المِسْكِ والكَافُورْ سَجَدْ حَامِدْ لِرَبُّو شكُورْ طِرِبُّو العَرْشِ والمَعْمُورْ وفي موضعٍ آخر في (بِتِينْ يا عاشقين نَحَدَا العتُول) يقُول: نبياًّ من وُضِعْ زَالَ الخِمُولْ خَمَدْ نار المسوخَات والبُدولْ فِرِحْبُو الكُونْ طِرِبْ وضَوت المِيُولْ اتْهَدَم بُنيَانَا عُبَّاد العجُول ويستمر مهرجان الفرح به في (بِتِينْ يا عاشقين نَحَدَا الكلُوس): نبياًّ من وُضِع زال النحُوس يمِين باللهِ طابَتْبُو النِفُوسْ نَارَتْ بيهُو بِلْدَاناً قِبُوسْ خِرِبْ واتْهَدَّ ايوان النجُوس ثُمَّ يتناول شرفه الباذخ من قريش في (بِتِينْ يا عاشقين نَحَدَا الجمال) قائلاً: وُضِعْ في مكَّة من نُطفَة حلالْ مرَكَّن فرعُو في الناس الأُصال عُفَافْ أُمَّاتُو أبْواتُو الدُلاَلْ ليُوث الحربِ فرسان القِتَال... ويسير على منوال هذا الفرح تلميذه بشير الخير في رائعته (الصلاة عليك يا حجانا) مُترنماً: في لِيلْ مِيلاَدُو الرسُول الهادِي يلُوحْ النُور ضَوَّى كُلَّ وادي فِي جُوفْ اللِّيلْ صيَّح المُنَادِي ويَا قُومُو سابْقَالْكُم السَعَادِي... وأيِّ سعادةٍ هي يا شيخنا حاج المَاحي ويا بشير الخير بعدما أنقذنا الله به من غياهِب الشِرْكِ والظُلمات إلى نُور الإيمان وحلاوة الإسلام... وفي المُقابِل لهذه الفرحة العارمة التي عَمّ صداها السموات والأرض... هُناك عوالِم أُخرى تُصيح وتنُوح وتنتفِخ وتثُور بهذا المولد النبوي الشريف!!! إبليس وحزبه... وما أدراك ما هُمُ؟؟؟ جاء في الروض الأنف للإمام السُهيلي... أَنّ إبْلِيسَ "لَعَنَهُ اللهُ" رَنّ أَرْبَعَ رَنّاتٍ: رَنّةً حِينَ لُعِنَ.. وَرَنّةً حِينَ أُهْبِطَ.. وَرَنّةً حِينَ وُلِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيهِ وآلِهِ وسلم.. وَرَنّةً حِينَ أُنْزِلَتْ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ... والرنَّة هي الصيحة العظيمة الناتجة عن الحنق والغيظ والعياذ بالله!!! وترجَم هذه الغضبة الإبليسية شيخنا علي ود حليب "قدَّس الله سره الكريم" قائلاً: يُومْ وُضِعْ طَاحَ الصَنَمْ كَيَّتِينْ لِأبِي الحَكَمْ اللَّعِينْ وَجْهُو الأَغَمْ *كَأَنُّو مَدْعُوكْ بالسَجَمْ* فهنيئاً والله وهنيئاً لمن إحتَفَلَ واحتَفى بمولد النُور قاصداً بذلك التعظيم والتبجيل المُستحق لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فذكر الله كثيراً وأفشى السلام وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام... فيا سعده فقد أحيَى سُنَنْ المُهتدين وتمسَّك بهدْيِ سيد المُرسلين... اللهم أحيِنا مُسلمين وأمِتنا مُسلمين وأحشرنا في ذمرة المُحبين المُوحيدن المُنزهين الله عن الجهة والمكان... وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم...