اعادة تدوير لبوست "رفع العقوبات" .. يا ليت قومي يفقهون!!

05:01 AM November, 24 2017

سودانيز اون لاين
محمد حيدر المشرف-دولة قطر
مكتبتى
رابط مختصر

رفع العقوبات .. توقعات ومآلات واستحقاقات قادمة

كونت قناعة في بدايات هذا العام مناقضة لقناعاتي القديمة حول الجدوى السياسية من ابقاء العقوبات المفروضة على السودان منذ منتصف التسعينيات من القرن المنتصف وحتى يوم الناس هذا. عدت انظر لهذه العقوبات وكانها اشبه ب (فقه التحلل) عند الطفيلية الاسلاموية الحاكمة, فماما أمريكا تتحلل عن الكثير من مسؤولياتها كدولة عظمى ب (فقه العقوبات) !!!

وعليه, سيشكل رفع العقوبات عودة للادوار العالمية والامريكية على وجه الخصوص في الشان الوطني السوداني. والامر سواء اكان مدخلنا نحو ذلك هو مدخل المشفق من التدخلات الأمريكية ام مدخل الطالب والساعي للتغيير عبر المجتمع الدولي.. سيكون هناك الكثير من التدخلات الأمريكية في الحياة السياسية في السودان. تدخلات بمثابة استحقاق امريكي في مقابل رفع العقوبات, وهي في ذات الوقت مفسرة في سياق الموقف الضعيف جدا للحكومة السودانية والناتج عن الطلب الحثيث لرفع هذه العقوبات ومن ثم الحفاظ على المكاسب في حال تم رفع العقوبات.

طبيعة هذه التدخلات ستكون, بحسبي, لمصلحة مزيد من التحولات الديمقراطية في البناء السياسي للدولة السودانية, مزيد من الحريات, ومزيد من الايقاع المتسارع نحو تغييرات ذات سقوف منخفضة عن المأمول بالنسبة للمعارضة السودانية الا أنها, وعلى اية حال, سقوف تعجز المعارضة عن بلوغها من ناحية, ومن ناحية أخرى يرفضها النظام الحاكم بالضرورة. ولسان حال الجميع: مكره أخاك لا بطل.


التفكير المتمعن في النظام العالمي بقيادة أمريكا, وفي نموذج أمريكا في الديمقراطية وحقوق الانسان الخ ... يفضح بوضوح ثغرات مهولة في هذا البناء الاخلاقي الفكري ولكن .. نحن أكثر تخلفا بكثير من هذا النموذج ديمقراطيا وأخلاقيا وفي مجال حقوق الانسان والحريات وبالضرورة التنمية البشرية والاقتصاد الخ ..

لمن نقول تحولات أكثر ديمقراطية فالمرجعية هي وضعنا الراهن بكل تأكيد .. وفي ذات الوقت امريكا حريصة جدا على الترويج للنموذج الديمقراطي (الصالح) بين مزدوجين .. وتحتاج لمثل هذا الغطاء (حتى ولو كان ديكوريا بالنسبة لها) .. ونحتاج في السودان لهذا الغطاء في ظل تغول السلطة والديكتاتورية الحاكمة ..

الاهم من ذلك هو أن فرض هذا الغطاء غير مكلف على الاطلاق .. وهو بمثابة استحقاق لا تستطيع الحكومة ممارسة (الزوغان) منو .. ولذلك سيفرض.

التفكير المتمعن في النظام العالمي بقيادة أمريكا, وفي نموذج أمريكا في الديمقراطية وحقوق الانسان الخ ... يفضح بوضوح ثغرات مهولة في هذا البناء الاخلاقي الفكري ولكن .. نحن أكثر تخلفا بكثير من هذا النموذج ديمقراطيا وأخلاقيا وفي مجال حقوق الانسان والحريات وبالضرورة التنمية البشرية والاقتصاد الخ ..

لمن نقول تحولات أكثر ديمقراطية فالمرجعية هي وضعنا الراهن بكل تأكيد .. وفي ذات الوقت امريكا حريصة جدا على الترويج للنموذج الديمقراطي (الصالح) بين مزدوجين .. وتحتاج لمثل هذا الغطاء (حتى ولو كان ديكوريا بالنسبة لها) .. ونحتاج في السودان لهذا الغطاء في ظل تغول السلطة والديكتاتورية الحاكمة ..

الاهم من ذلك هو أن فرض هذا الغطاء غير مكلف على الاطلاق .. وهو بمثابة استحقاق لا تستطيع الحكومة ممارسة (الزوغان) منو .. ولذلك سيفرض.

جرت مياه كثيرة تحت جسور الوطن في الفترة القصيرة منذ رفع العقوبات وحتى لحظة الناس هذه ... شهدنا انفجار الدولار في وجه الجنيه السوداني المغلوب على أمره .. وشهدنا أداء حكوميا كارثيا وغير منضبط تجاه السياسات الاقتصادية .. تعامل يغلب عليه الانفعال الامني وتكوير قبضة السلطات الامنية لتسديد الضربات لوجوه صغار التجار النشطين في السوق "الموازي" للعملة .. والذي, للمفارقة, يمثل السوق الحقيقي .. وعادت الانقاذ لسيرتها الاولى وبحيث لن نتفاجأ لو اطلت علينا الوجوه القديمة من جديد .. صلاح كرار نموذجا .. رحم الله مجدي رحمة واسعة

ثم كانت هناك زيارة مساعد وزير الخارجية الامريكي والتي اعتبرها التمثيل الامثل لما كنت اقول به في هذا البوست حول عودة الامريكان لممارسة ادوار سياسية مهمة لمصلحتهم بالضرورة .. وذلك في مقابل ممارسات "فقه التحلل" بمرجعية (العقوبات) .. وهي ذات التدخلات التي وصفناها بانها وبالضرورة لمصلحة الديمقراطية .. والاشياء تتداعى ولا تتعارض

التفت "الاسلاميون" ليجدوا انفسهم وقد وقعوا في فخ "رفع العقوبات" والذي اعاد "أمريكا" للملعب السوداني من جديد. والادهى والامر انها عادت في ظل نشوء تحالفات اقليمية وعالمية تعمل في الضد من حركات الاسلام السياسي والاصولي .. والمرارة لم تقف عند ذلك .. بل ازدادت بان السعودية في قيادة هذه التحالفات وبجانب مصر بكل تأكيد. الدولتان الاهم في المحيط الاقليمي.

هنا انكشف التباين الواسع عند "العصبة الحاكمة" والتعبير للصحفي فتحي الضو.. بينما تحرك الساسة والعساكر بفرح داخلي عظيم للارتماء في الحاضنة الامريكية.. تحسست المؤسسة الدينية "الحاكمة كذلك" مسدساتها. وتبينت خطورة ما يحدث وانعكاساته ومآلاته الكارثية على الحركة الاسلامية والتي قد تصل لفقدان الحكم والسلطات يتبعهما "المال" .. وهذه الاشياء هي الاعز عندها بل وتمثل العمود الفقري لوجودها واستمرار نمط حياتها.

في ظني أن حراك "المؤسسة الدينية" المتمثلة في الحركة الاسلامية ومؤسسات اخرى كلجنة علماء السودان وغيرها .. كان في اتجاه الرئيس نفسه وآله .. بمغازلة تأريخه "كاسلامي" من ناحية ... وبكشف التهديد الكبير الذي يحيق ب آل البيت من ناحية أخرى .. يسبق ذلك التهديد الاكبر بفقدان الحكم في حال سارت الامور نحو مآلاتها في ذلك الاتجاه الامريكي/السعودي/المصري ..

ثم وكانت روسيا .. او ذلك التحالف المضاد !!..
حلف روسيا/ايران/تركيا

الكارثة في هذا الحراك عدم وجود ضمانات حقيقية للنظام السوداني .. واعتقد انه يضاعف من الحاجة لتغيير النظام الحاكم عند الطامحين لذلك داخليا وخارجيا ... السعودية على سبيل المثال والتي تعي أن الخطوات اللاحقة لهذا الحراك قد تعني سحب القوات السودانية من اليمن بالضرورة .. بجانب حربها على الاسلام السياسي, تلك الحرب التي تلتقي في ############اتها بحليفتها الاقوى مصر, والتي بدورها تشكل حرب المياه أجندة أخرى ضد النظام السوداني ومواقفه المتأرجحة حول سد النهضة ...

واما الداخل .. فالمعادلات تتعلق بمعطيات اقتصادية وسياسية وفكريا ذات طبيعة مختلفة ..

أقتصاديا فإن مثل هذا الحراك سيفقد السودان منح وعطايا السعودية والامارات وبحيث لا يتبقى من مصادر المنح والاعطيات هذه الا دولة قطر .. نعم, فلقد ولى زمن الرحلات المكوكية للخليج والخروج بعطايا سعودية واماراتية وقطرية ثلاثية تعمل كمحاليل تروية فورية لشرايين الاقتصاد المريض غير القادر على تلبية احتياجاته الأمنية والعسكرية من بعد أن "رمى طوبة" المواطن السوداني منذ زمان طويل

سياسيا اعتقد بوجود رأى قوي داخل العصبة الحاكمة في الضد من هذا الحراك .. أو بالاحرى هو مؤيد للحاضنة الامريكية وعمل كثيرا من أجل اعادة العلاقات وقدم في سبيل ذلك الغالي والنفيس ولم يبخل قط ..

فكريا هناك مسائل مذهبية ملحة عند عدد كبير من التنظيمات الدينية الاصولية ذات الجماهيرية النامية حديثا في البيئة السودانية, ولقد وجدت لها في هذه البيئة موطيء أقدام كثيرة.. هذه المسائل تمثل جزءا من ازمة أهل السنة عموما في العالم الاسلامي والذين ينظرون بالكثير من الريبة تجاه ايران بالرغم عن حالة عدم الرضا في السلوك والتوجهات السعودية.

هذه أوضاع بمجملها تنذر بشرٍ مستطير لا قبل للنظام الحاكم به. وسيزداد تخبطا دونما شك بعدم وجود رؤية واضحة وحلول سياسية واقتصادية تلوح في الافق كانعكاس منطقي لازمة النظام الحاكم الداخلية ..

الفشل يمكن اعادة انتاجه مثنى وثلاث ورباع ولكن الى متى ومقابل ماذا ؟!

أسئلة مشروعة برهن اجابات الشارع السوداني

أعتقد جازما بوجود حد أقصى لتراكمات الفشل, ولقد وصلت "الانقاذ" و "الحركة الاسلامية" هذا الحد بالفعل ولا يوجد عندها ما تقدمه لهذا الوطن الا الكوارث الماحقة.

أعتقد جازما بوجود حد أقصى لتراكمات الفشل, ولقد وصلت "الانقاذ" و "الحركة الاسلامية" هذا الحد بالفعل ولا يوجد عندها ما تقدمه لهذا الوطن الا الكوارث الماحقة.