أُكسِجِينُ الرُّوحِ

أُكسِجِينُ الرُّوحِ


11-22-2017, 09:39 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1511339992&rn=0


Post: #1
Title: أُكسِجِينُ الرُّوحِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 11-22-2017, 09:39 AM

08:39 AM November, 22 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر



++++++++
1
هرعَ النّومُ إلى الوِسادةِ
ونسِينَا.

2
أسهرُ أسامِرُ المساءَ بسيرتِها
فينسى أن يُغلِقَ عنهُ سِفرَ الشّمسِ.

3
أتصفّحُ البياضَ
فأقرأُ مسافاتَ عشقِكِ
المبثوثةِ من قلبي بِلا مِداد.

4
وأحبُّها
حتى أن الحُبَّ ظنّ
أني هو.

5
أنا معُكِ سيدةَ قلبي
وإن سمِعتَ أقدامُ سارقِي الأبدِيَّ
تتساوقُ نحوي.

6
حالما يحبِلُ الشّارِعُ بالمساءِ
تترى عصافِيرُ الحُبِّ بخبِيئتِكِ الضُّوءُ
إلى قلبي.

7
أنتِ باِختِصارٍ دقِيقٍ:
أُكسِجِين رُوحِي.

8
أُعلّقُ موسيقى عِطري على مِشجبِ الدّرجِ
عسى
عِناقَ الرّائِحةِ الأشهى
عسى الغِناء.

9
عاشَ عاشِقاً لِلوثنِ
حتى انتبهَ بعد عُمرينِ
لغُربةِ حرفٍ
فجرّبَ الطاءَ مُصادفةً
ليجيءَ ال(وطنُ) الضّائعُ
فصلَّ وانتحر.

10
نِهايةُ النّهارِ عند قَدمِ اللّيلِ
وبدايتهُ في الشّارِعِ.

11
الشّارِعُ في الظّهِيرةِ
كباطِنِ كَفِّ نَفسٍ كسيرةٍ.

12
الشّارِعُ الذي اِنزوى
في الأسى..
كانت تزلزِلَهُ خَطواتٌ واسِعةً
لرجُلٍ ينظرُ بنهمٍ إلى نوايا القمرِ
ليظفرَ بقبسٍ منهُ
قبل توارِيه...

13
الشّارِعُ الأن
بقبضةِ السّماءِ وأفانينِها..
تُرضعَهُ الحياةَ تارةً
وتفجِرُ على رأسِهِ، بأخرى،
برقها..

14
الشّارِعُ اﻷعزلُ
فلا مِظلةَ بيدِهِ..
يقفُ وحدُهُ لمُجابهةِ نزقِ السّماءَ
بطُمأنينةٍ تتآكلُ..

15
الشّارِعُ لا يخبئُ غضبَهُ تحت قدميهِ..
بصوتٍ مشقُوقٍ ينهرُ اللّيلَ
والناسَ والوساوِسَ
والوِحدةَ التي ترتجِفُ أمام سطوتِهِ..
المطرُ الأنيسُ الوحيدِ الذي تسطُعُ به رُوحُ الشّارِعِ
حالما يقترِبَ..!!

16
الشّارِعُ حارِسُ النّجومِ الضّالةِ..
كلما سطعَ غيمٌ بأخبارِهِ
ناولتَهُ نجمةً
لِقاءَهَا..

17
الشّارِعُ موسيقى اللّيلِ اﻷحلى..
ترقُصُ على وقعِها اﻷرواحُ
وتتساقَى في نشُوقٍ
وردَهَا..!!

18
الشّارِعُ في معركةِ كسرِ الظهرِ
لم يعرِفَ الكرَّ والفرَّ
ككُلِّ طودٍ راسِخٍ..
وإن بدّدتِ اﻷيامُ صُخُورَهُ
طلعتْ من تحتهِ أخرى..!!

19
قال:
أقرأُ كِتابَ العِشقِ كطِفلٍ يتهجأهً
أنا الذي شِبتَ فيه
احترقتُ
التهمَ روحي برحيقِهِ
...
وبعد لا أعرفهُ!

20
أُشفِقُ على المسافةِ
حين تصرخُ الأجنحةُ بالاِجتِيازِ
تُخفِها في الحفِيفِ
طوياً وبسطا.
المسافةُ حنينٌ
يعصُرُ عِنبَ اللقاءِ على المهلِ.
ليس سوى الضّبابِ
ينشّقُ من بينهِ الطّائِرُ الهُلامِيُّ
أعني أشواقِي العارِيةَ
لِلنبِيذِ المُعتّقِ.
22/11/2016