®خفائف و لطائف من عالم البخلاء و الثقلاء π√

06:02 AM November, 21 2017 سودانيز اون لاين
دفع الله ود الأصيل-
مكتبتى
رابط مختصرالحاله الجتماعية : لا يوجد.الجنس: ذكر و لله الحمدُ و المِنَّةُالعمل: مَنْ شَغَلَ بَالَه بِمَا لَا يَعْنِيْهِ مَاتَ هَمَّاًالدولة: مُنْزَلِقٌ فُوْقَ جِدَارِ الْخَاطِرَةِالسيــــــــــرة الذاتيـــــــــــــة: ∆ نبذة خاطفة∆ بما ظللنا أننا ظللنا هائمين على حافة جدار الخاطرة، فإن شُعُورِي حيالَ كل مَنْ يَقْرَأُنِي أنه يظل مني و أنا منه ، على مقربةِ قاب قوسين أو أدنى ما بين مِرْآتَيْ رهانٍ، بل هي مرآةٌ واحدة ٌ.. قستمها عصا الترحال نصفَينِ، لِتَعْكَسَ لي، عن بعدٍ سحيقٍ، تفاصيلَ فسيفساء َبواطن أمري.. گأقرب ما توهمني ، فتوحي به إلي أضغاث أحلامي ، و تهاويم بعض ظني ، حد تشابك بنات أفكاري و تشابه أبقاري. هذا ، علماً بأن لواعج الحنين لو عجزت أن ترتق فتقاً أحدثه البعاد ما بين ضفتي نَهَرِ ، فحتما سوف لن تفشل أن تضعنا ضمن مزاجية أن نسترق السمع لما يدور من همس على الضفة الأخرى. حيث:{بسمة بالسن.. و نظرة بالعين، و البادئ أطعم}. ®خفائف و لطائف من عالم البخلاء£{ و فـــن الإضحـــاك من شيمة العقــــلاء}(1)© يحفل تراثنا الأدبي العربي بالحديث عن البخل و أهلهالسادة/ البخلاء،حيث دأب المؤلفون على التغليظ في ذم البخل و التحذيرمن مداناة أهله وسلكوا في هذا النهج مشارب مختلفةمن تصريح أو تلميح ومن إيراد للآيات والأحاديث و الآثار في التحذير من البخل إلى إيراد قصص وحكايات و أشعار تنفِّر منه، وتدعو إلى الكرم و البذل والعطاء مما يحبون.∆ و أخرج الجاحظ كتابه العظيم "البخلاء" فأورد من قَصَصِهم وحَكَاياهم و محاوراتهم وحججهم الشيء الكثير، ونجح الجاحظ في التأثير على نفسية القارئ فإذا هو يكره البخل و البخلاء لكنه يتفكّه بأحاديثهم، ويتسلّى بمحاوراتهم وأعاجيبهم .¶ ثم جاء بعد الجاحظ مؤلفون أفردوا للبخل كُتُباً مستقلة،كما فعل الخطيب البغدادي في كتابه "البخلاء"، و جمال الدين بن المبرد الدمشقي في كتابه "إتحاف النبلاء بأخبار وأشعار الكرماءو البخلاء"، وأفرد له آخرون فصولا وأبوابا في كتبهم الموسوعية الشاملة، مثلما صنع ابن قتيبة في كتاب "عيون الأخبار"،وابن عبدربه في كتاب "العقد الفريد"، و الآبي في كتاب "نثر الدر"، والنويري في كتاب "نهاية الأرب" … وغيرهم كثير.¶ و لقد "كانت أحاديث البخل والبخلاء "منتشرةً ومعروفةً في البيئة العربية قبل أن يشرع الجاحظ في مؤلفه الشهير.¶ و لقد درجنا هنا، على وضع مشرطنا على محل كل أذي، و تنويه قرائنا لكل ظاهرة نراها نشازا، سعيا منا لنبذها و استئصال شأفتها.فإلى سطورنا المتواضعة:

(2)
®{ يبخلون .. و يأمرون الناس بالبخل} π√
@لدينا هنا، موسوعةٌ من النوادر لا تقل ظُرْفاً عن قصص
بخلاء الجاحظ ،و الذين قبل أن نخوض في سِيَرِهم ، دعونا
نبدأ بسرد شيء منها بنكهة لهيجنا الدارجي السكري.
{1}
®{ يبخلون .. و يأمرون الناس بالبخل} π√

® يلا ، عمك دا جلدة و معرسلو مرة عصامية
قررت أن تتحدى شظف العيشفي گنفه؛ و قد انفضت
كل سابقاتها من حوله، لشدة بخله و فظاظة قلبه.

© فذات يوم ، كان مشتريلو مرگوب گطع جنينة لنج.
قام مرق بو مع البياح لصلاة الفجر. قام في مستقر سجوده ،
تذكر إنو ما طفا اللمبة أم قيطان (حبوبة ونسيني). فمن حيسو
داك قگطع صلاتو و قام سداري بنمرة 5 ، لا يلوي على شيء.

∆ طبعن الولية فيتاه لي غغادي في الفسالة،
و عاملةفيها رتيانة في حالو؛ قامت طفت اللمبة مع
مرقتو ، علا شايفة ليك دهمتو جاي مشرقط في الضلمة
متل الشايلو عصار ؛فنقعدت تناغمم فيهو من هنوووك:
- يا راجل ، مالك نفسك قايم ، أنا طفيتا، و قمت باللازم .
لكن هسي لامن جاري بي مرگوبك دا ماك خايف
تصادفك نصيبة تقدو ليك ، و تحيرنا فيه؟!
¶ حتين زواك هجس من اللهفة، و قال لها:
- والله ياگي بلحيل مرتي و ياني تب راجلك.
علا ما تشيلي هم ، هدا مرگوبي جيت صارُّو
ليك في أباطي؛قلت گان دقشتني نصيبة، أخير
قلنا: تجي في الگراع ؛ ظلطة تفوت و لا حدي
يموت و بعد يومين براها بتبرا، إن شائ الله!!
فااا شايف كييييف بالله محن (الجلودية).

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيف الاسلام
حسبي الله ياخي دي جلدنة ما بعدها
{3}
ياخ اتا هو ما شفتا رأس الجلدنة البصح إلا رأسها؟!
و في ذلك فليتنافس المتباخلون . فقد حكى أنه اجتمع ثلاثة من
أبخل من و ما أنجبتْ حواء و قرروا التبرع بجزء من مالهم بعدما
طارت الشمارات برأئحة بخلهم المزكمة للأنوف و كثر كلام الناس عليهم.
فقال الأول: سأرسم دائرة على الأرض وأرمي بالمال، فما سقط بداخلهافهو
لي؛ و ما سقط خارجها للفقراء!! ثم قال الثاني: أما أنا فسأرسم خطًّاً كفافيَّاً
رفيعاً لا يكاد يُرَى بالعين المجردة ، كأضق من حبل السراط المستقيم ، على
حفنة من أديــم الأرض و أرمي بالمال فما وقع منه على الخط تماماً فهو لي،
و ما كان خارجه فهو للفقراء! و أما ثالثُهم فكأنما جاء بثالثة الاثافي حينما
انبرى لهما و قال: أما أنا فسأرمي حفنةً دُرَيْهِماتٍ من المال فما
سقط منها أرضاً فهو عائدٌ لي؛ و أما ما بَقِيَ عالقاًفي الهواء
فهو ذاهبٌ مأسوفاً ع ليه إلى أيادي البُؤَساء.

® غَلَبَ على كلِّ طبعٍ أهلهπ√ {4}
® حكــــى بعضهم قال : كنت في سفر فضللت
عن الطريق فرأيت بيتا في الفلاة فأتيته , فاءذا به أعرابية
فلما رأتني قالت : من تكون ؟ قلت : ضيفاً . قالت : أهلا ومرحباً
بالضيف. ثم قدمت لي طعاماً شهياً فأكلت, و ماءً عذباً فشربت , فبينما
أنا على ذلك إذ أقبل صاحب البيت فقال : من هذا ؟ فقالت :ضيف. قال : لا
أهلاً ولا مرحباً , مالنا و للضيف , فلما سمعت كلامه ركبت من ساعتي وسرت.
© فلما كان من الغد رأيت بيتا في الفلاة فقصدته , فإذا فيه أعرابية فلما رأتني
قالت : من تكون ؟ قلت :أكون ضيفاً , قالت : لا أهلا ولا مرحبا بالضيف مالنا
و للضيف ؟ فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب الدار فلما رآني قال : من هذا!؟
قلت : ضيفٌ . قال :يا أهلاً و سهلاً بالضيف. ثم أتىاني برزقٍ حسنٍ فأكلت و
ماءٍ زُلالٍ فشربت هنيئاً مريشاً و نُمتُ قريراً . ثم تذكرت ما مر بي بالأمس
فتبسمت : ∆ فقال : مم تبتسم ؟ فقصصت عليه ما اتفق لي مع تلك
الأعرابية وبعلها وما سمعت منه ومن زوجته , فقال : لا تعجب
إن تلك الأعرابية التي رايتها هي أختي وإن بعلها
أخو امرأتي هذه , فغلب على كل طبع أهله .

®{ يبخلون .. و يأمرون الناس بالبخل} π√
{5}

® لبست نعلات الضيفπ√
[} رجل بخيل جداً , جاءه ضيف .نادى البخيل ولده و قال له يا ولدي: عندنا ضيف عزيز على قلبي رح للسوق واشتر لنا لحما طريا ...أحسن لحم في السوق ...

© (طبعاً الضيف يسمع ) راح الولد للسوق و بعد مدة رجع لكنه ما اشترى شيئا عاد خلي الوفاض. سأله أبوه: وين اللحم يا شافع؟ قال الولد: رحت للجزار و قلت له: عطني أحسن ما عندك من اللحم. قال الجزار: بأعطيك لحم كأنه زبدة. قلت لنفسي إذا كان كذا ليش ما أشتري الزبدة بدل اللحم و نوفر(بيزات).

[} رحت للبقالة وقلت له: عطني أحسن ما عندك من الزبدة. قال راعي البقالة : أعطيك زبدة كأنها دبس من حلاوتها. قلت في نفسي : إذا كان الموضوع كذا أفضل لي أشتري الدبس ظاطو و هو أرخص.
[} رحت لراعي الدبس و قلت له : عطني أحسن ما عندك من الدبس.فقال الرجل: أعطيك « دبس » كأنه ماء الورد المصفى فقلت لنفسي: إذا كانت السالفة ماء فعندنا ماء صافي في( التيار) بالبيت و احلى منه .عشان كذا رجعت بدون ما أشتري شي ...
[} قال له أبوه : ماشاء الله عليك بعدي والله .. انت كريم مثل ابوك ..
¶ و الضيف يسمع ... ووجهه يتقلب من القهر ...الأب همس في اذن ولده : بس فاتك شي ...استهلكت نعالك و قطعتها من كثر الحوامة من دكان إلى دكان. ؛ حتى رجعت بخفي حنين؟!!
¶ قال الولد : ما تقلق و لا تشيل هم يابوي.. أنا لبست نعلات عمي الضيف!!

(6)
طلاق بسبب غَسْل الخوان):
@ من أعاجيب ما قرأت في بخلاء الجاحظ @
(طلاق بسبب غَسْل الخوان):

قال أبو إسحاق إبراهيم بن سيّار النظام:
دعانا جار لنا، فأطعمنا تمرا و سمنا و عسلاً، و معنا
خراسانيٌّ عليه خوان (ثوب أو معطف ، لعله من الصوف)،
إذ جعل يأكل معنا ، فرأيته يقطر السمن على الخوان حتى أكثر
من ذلك؛ فقلت لرجل إلى جنبي: ما لأبي فلان يضيع سمن القوم،
و يسيء المؤاكلة، و يغرف فوق الحق؟قال: و ما عرفت علّته؟
قلت: لا و الله. قال: الخوان خوانه، فهو حُرٌّ فيه إن كان يريد
أن يدسمه، ليكون كالدّبغ له. و لقد طلّق أم عياله، لأنه رآها
غسلت له خواناً له بماء حارّ، فقال لها: هلّا دعوتني
لألعق ما عليه من سمن و عسلٍ؟!

فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ

{7}
®حتى لو خرجت من جلدك فلن أعرفكπ√.

® حكى الجاحظ أن تاجراً من أهل (مرو) بخراسان، كان يحج كل سنة ثم يسعى بتجارته الى العراق ، و كان رجل من أهل العراق يكرم التاجر كلَّ الاكرام حتى أن تاجر (مرو) قال مرة للعراقى : ليتنى أرد لك الجميل يوماً ..ليتنى أجدك فى ديارنا حتى أكافئك على كرمك واحسانك ...

© مرت الأيام و السنون .. و عرضت للعراقى ذات مرة حاجة فسافر الى بلاد (مرو) و عزم أن يزور صاحبه التاجر ، فسأل عن داره و قصدها فلما اقترب رآه جالساً بين أصحابه فتوجه اليه وعانقه عناق الصاحب المشتاق لكن بدا له و گأن صاحبه التاجر قد نگره، و لم يحس لديه بذاگ الترحيب و لا حرارة اللقيا التي ينبغي أن تليق بمقامه عنده.

[} و ظن العراقى أن تاجر (مرو) لم يعرفه فى ثياب السفر .. فخلع عمامته و نزع قناعه .. لكن تاجر(مرو) ظل جامداً كأن لم يره من ذي قبل ، فخلع العراقى العباءة ربما يعرفه ، و لكن تاجر(مرو) قلب له ظهر المجن ، و أسرع يهمس إليه و يقول : حتى لو خرجت من جلدك فلن أعرفك.

( 8)
® نادي البُخَلاء و الثُّفَلاء π√

[} اما البخـــــلاء فعنوان كتاب لأبي بحر عثمان الجاحظ , الذي كان له فضل كبير في تثبيت علم اللغه العربيهو لو تحدثنا عن البخلاء من واقع الحال , والاساليب و الحيل التي يستعملونها وكيفية الحياه التي يعيشون فيها لوجدنا أن لهم مناخ خاص جداً يتلائم مع بيئتهم و طباعهم .فيما مضى كان البخلاء يتجمعون في مناطق معينه.. وأورد الجاحظ أن مدينة ( مرو ) كانت مرتع البخلاء في ذلك عهد سابقو قال الشاعر قديماُ في البخيل :يفني البخيل بجمع المال مــدتهِ ** وللحوادث والايــام مايـــدعُكدودةِ القــزّ , ماتبنيــه يهلكهـــــا ** وغيرها بالذي تبنيه ينتفـــعُ

[} ونحن في الوقت الراهن نصف البخلاء بكثير من الصفات و نحدث عن طرائفهم, و قد لايكون هناك دور للشعراء في وصفهم بوقتنا الراهن وذلك بسبب تحول العباد إلى الشعر الشعبي الذي يعنى بالجوانب السياسيه والناقده أكثر من الشعر العربي ولكن مازال بين صفوف الجماهير من يصف البخلاء بصفات متعدد ه وتنتشر في منطقة يافع المقــــوله الشهيــــره في وصف البخيل :فلان بيمصّ الذباب وكدي يريدون بذلك وصف الشخص البخيل أنه عندما يسقط الذباب في إنــاء العسل أو اللبن .. ( لايرميه ) قبل أن يمصه حتى لا ( يطـــيّــر الحـــق ) و الحقيقه أننا عرفنا ناس كثير تجاوزوا هذا الوصف حتي ضربوا الرقم القياسي في البخل لأنهم أصبحوا لا يمصون الذباب و يرمونه بل يمصــونه ؛ ثم يحتفـظـون بالجثه في وعاء (حار و بارد) مغلق حتى تصبح لديهم كمية كافيه من الذباب ( فيعملون منها (سـهـوب) و هي أكلةشعبية يمانية يافعية مشهوره, أظنها متل السليقة عندنا أو الرشوشة أو ما شابه.

{9}
و أما الثُّقَلاء
[} فهولاء القوم ليس لهم منبت معين أو نقطة تجمُـــع معروفة. فالثقيل يوجد في كل فئه من فئات المجتمع ... وأكبر مشكله أنه
لايدري أو لايدرون أنهم ثقلاء , وبالطبع فأن الثقيل هو الذي لا يشعر بثقله وتثقيله على الآخرين , و لو شعر بذلك , لما كان ثقيلاً.
[} و مما قرأت عن الثقلاء .. قول الشاعر العربي :
سقط الثقيل من السفينةِ في الدُجى ** فبكى علــيهِ رفــاقهُ وترحّمــوا حتى إذا قـــدِم الصــباح أتت بـــه ِ ** نحو السفينةِ مــوجــةٌ تتقـــــدم ُ قالت خذوه كما أتـــاني ســـالمـــــاً ** لم أبتلعـــهُ لأنـــهُ لا يُـــهـــضمُ و سنروي لكم بعض طرائف الثقلاء والبخلاء ... في الحلقه القادمة

(10)
و بالعودة إلى بخلاء الجاحظ فقد حكى في
كتابه البخلاءأن بخيلاً أراد أن يوصي ابنه فقال:

أي بنيّ! إنّ إنفاق القراريط يفتح عليك أبواب الدوانيق ، وإنفاق الدوانيق
يفتح عليك أبواب الدراهم، وإنفاق الدراهم يفتح عليك أبواب الدنانير. و العشرات
تفتح عليك أبواب المئين، والمئون تفتح عليك أبواب الألوف، حتى يأتي ذلك على
الفرع والأصل ويطمس على العين والأثر، ويحتمل القليل والكثير.

أي بنيّ! إنما صار تأويل الدرهم «دار الهم» ، و تأويل الدينار «يدني إلى النار» .
إن الدرهم إذا خرج إلى غير خلف، وإلى غير بدل، دار الهم على دانق مخرجه.

و قيل: إن الدينار يدني إلى النار لأنه إذا أنفقه في غير خلف، وأخرج إلى غير بدل،
بقي مخفقا معدما، وفقيرا متحرّج المخارج. و تدعوه الضرورة إلى المكاسب الرديئة
و الطُعُمِ الخبيثة. والخبيث من الكسب يسقط العدالة، و يذهب بالمروءة، ويوجب الحدّ،
فيُدْخِل النار .

(11)
// درامة بخيل بن بخيل// رجل يذكر هذه القصة الواقعية...يقول: كان لي جارٌ بخيل بلغَ من الكبر عتيًا ًو اشتعل الرأسمنه شيبًا,وليس له أحد لا زوج ولا ولد ولا قريب, ولا حبيب,يجمع المال ويكنزه وذات يوم تأخر على غير عادته لم يخرج إلى دكانه, وكان إسكافاً (نُُقُلْتِيَّاً) صانعًا للنعال. يقول: فلما صليت العشاء جئت إلى بابه الذي كاد أن يتهاوىلو اتكأتْ عليه نفحات همس النسيم لوقع,يقول: فدفعت الباب ثم أدخلت رجلي اليمنى وقلت: يا فلان, يقول ففزع وصرخ وجمع أطرافه, فقال: ماذا تريد؟ اخرج, قلت: جئت أعودك, ثلاثة أيام لم تذهب إلى دكانك, يقول فطردني شر طردة. يقول: فخرجت ولكني خشيت أن يكون به مكروهٌٌ, فعدت مرة ثانية, وإذا به قد جمع الذهب أمامه دنانيرالذهب بريقُها يتراقص على ضوء المصباح وبجواره قصعة زيت و هو يُخاطب المعدن: يا حبيبي لقد أفنيت عمري فيك,أموت وأتركك لغيري, لا والله إني أعرف أن موتي قريب ومرضي خطير ولكني سأدفنك معي,ثم يأخذ دينار الذهب ويضعه في الزيت ويبلعه ثم يكح يكاد أن يموت ثم يأخذ نفسًا ويرفع دينارًا آخر يُخاطبه وكأنه حبيب جاء من مكان بعيد, ثم يغمسه في الزيت ويضعه في فمه.فقلت: والله لن يأكل مال البخيل إلا العيار,وسأكون عيارًا هذا اليوم,فأوصدت عليه الباب وربطته في سلك ثلاثة أيام حتى اطمئننت أنه هلك,فذهبت إليه وقد تحجر في فراشه بعد أن ابتلع جميع ما لديه من قطع الذهب,فأخبرت الناس فحملوه وغسلوه وهم يتعجبون لثقله,يقولون: ليس فيه إلا الجلد والعظم ما باله ثقيلاً, وهم لا يعلمون السر الذي أعلمه,فدفناه ووضعت علامة على القبر.فلما انتصف الليل أخذت معي الفأس وأخذت المعول ثم أخذت أحفر القبر ودفعت عنه التراب,وأنا ألتفت يمينًا وشمالاً حتى لا يراني أحد ثم أزحت الحجارة عن اللحد فتبين بياض الكفن, فأخذت سكينة و قطعتالكفن جهة البطن, فأخذتُ الذهب بعد أن قطعت بطنه يتلألأ على ضوء القمر, يقول:فمددت يدي لأخذه, فإذا هو حار كالجمر المشتعل فصرخت وسقطت جلدة يدي. يقول: فردمته بالحجارة وردمت عليه التراب, وخرجت أصرخ ما رأيت ألمًا مثله وغمست يدي في الماء البارد, وظللت منذُ سنوات أحس بهذه اللسعة تأتيني بين فينةٍ وأخرى , أعوذ بالله من البخل كما يقول سبحانه: (وَيْلٌ لِكُل هُمزة لُمزة)[الهمزة الذي جمع مالاً و عدده:).لا حول ولا قوة الإ بالله وإنا لله وإنا إليه لراجعون

(12)
جلس البخلاء يتسامرون و يتفاخرون ببخلهم.
حكي لهم أحدهم تجربته التي سماها فكرة عملية نفيسة، مقابل
أن يمنحوه شيئاً فقدم له أحدهم جلباباً ممزقاً, وأحدهم أعطاه خفاً مهترئاً
على أن ذلك من أعز و أغلى مما يمكن أن تدجود به قرائحهم . فبدأ القول:
(في عيد الأضحية الماضي أحضرت الذبيحة ثم غلقتُ الأبواب عليناجيداً و قد
قطعت على نفسي عهداً ألا أترك مزعة شيء من تلك الذبيحة إلا وأستفيد منها
كل الفائدة, قال : بدأت بالدم و قد لونت به باب منزلي ومن ثم بقرون الخروف و قد
صنعت بها خطاطيف أعلق بها الأشياء ومن ثم بدأنا بي ما داخل بطن الخروف لأنه
لا يدوم طويلاً وقد صنعت من الجلد فراشا لي , وأخذنا العظام فلعقناها حتى جففتها
حرارة أفواهنا و بعد ذلك أوقدنا بها النار. ومن ثم قمنا بصنع كل اللحم قديداً (القديد
هو اللحم المجفف) و جعلناه بالغرفة وأغلقتها بأكبر قفلٍ بالمدينه فقالوا له: و يحك
وأين وضعت المفتاح؟, فقال لقد ربطت المفتاح بحبل وهو الآن مربوط بعنقي.
فقاموا عليه وامسكوه ليأخذوا منه المفتاح. فصرخ فيهم و قال أنشدتكم
بالله ألا تفتحوا الغرفة فتوصلوا لإتفاق وهو أن يدعوهم للغداء,
فوافق على مُضضِ شديد، مضْطَراً أخاك لا بطل.

{13}
® أنين أمّة π√
[}> ثم إذا ما جاز لنا أن ندلف تارة أخرى ،
إلى نادي السغلاء.فمما رآق لي وأعجبني
و أضحكني حتى أجهشني بالبكاء ، من
الأعماق هذا السجال بينثقيل و ظريف:

[}> تردد ثقيل على ظريف و قد طال مدى
ترداده عليه حتى سئم منه( وجع وش عدييل) ،
<> فقال له الثقيل : من تراه أفحل الشعراء؟!
<> فجاوبه الظريف:هو ابن الوردي حينما قال:
غِبْ و زُرْ غبًّا تزِدْ حبّـا .. فَمَنْ أَكثرَ التَرْدادَ أضْناهُ المللْ
<> فجادله الثقيل: أخطأتَ، فإن النجاريَ أشعرُ منه بقوله:
<> إذا حقـّقتَ مِـنْ خِـ ــلٍّ ودادًا.. فزُرْهُ و لا تَخفْ منهُ ملالاَ
وَ كُـنْ كالشَمسِ تطلــعُ كلَّ يومٍ .. و لا تكن في زيارته هلالا
فرد عليه الظريف: إن الحريري مان أفحل منهما بقوله:
" ولا تزُرْ مَنْ تحبُّ في كل شهرٍ ..غيرَ يومٍ ولا تزدهُ عليه"
و إن لم تصدِّقْني فتريني عرض گتفيگ، فهذه داري
قد وهبتگ إياها بكل ما فيها، ثم انتفض خارجا
و هو يردد: " إذا حلَّ الثقيــل بأرضِ قوم ..
فليس أمام الساكنينَ سوى الرَّحيلا "

(14)
كان رجل من التجار له ولد يتقعر في كلامه
و يتگلف الغريب من شوارد حظيرة بنت عدنان.
فجفاه ابوه استثقالا لظله و تبرما منه . فاعتل ابوه
علة شديدة اشرف منها على الموت. فقال: اشتهي
أن أرى أولادي .. فاحضروهم إليه جميعا ، ما عدا ذاك
الثقيل لم يحضروه بل استأذنوا فيه أباه قالوا: ندعوا
لك بأخينا فلان؟! فقال هو و الله يغتالني بلسانه!
فقالوا: قد نضمن لگ أن لا يتكلم بشيء يؤذيگ!
فأذن له .. فلما دخل عليه و رآه على على حاله تلگ
قال: "السلام عليك با أبت ، قل : أشهد ألا الهُ الا الله"
أو إن شئت قل : أشهد أن لا الهَ الا الله فقد قال الفراء
كلاهما جائز . و الأولى إضغام النون الساگنة و هو أحب
اللغتين لسيبويه. و الله يا أبت ما أشغلني عنك غير أبو
فلان فإنه قد دعاني بالأمس إلى وليمة دثمة باتعة ماتعة:
ففد أثرت و أهرس و أفوم اعدس و أبصل و أرزز و أوزز
(أي قدم له الثريد و الهريس و الأرز و الإوز ، و الدجاجات
بفومها و عدسها و بصلها) ، لا بل، و سكبج و سبج و ربح
و صهبج و امصل و دجدج و افلودج و لوذج !! فصاح
و الده ، السلاح السلاح ، الحقوني بسلاحي
ثمونادوا جارنا لاوصيه ان يدفنني مع
اليهود و النصارى أستريح
من كلام هذا الثقيل !

( 15)
و حتى لا نبتعد گثيرا عن دايرة نوادر البخلاء، فهذه واحدة:
[}> نزلَ أحد الشعراء الملسنين ضيفًا عند رجلٍ يُكنّى بأبي نوح.
و كان أبو نوحٍ هذا شديدُ البخلِ ، وكان يُضيفهُ بعدة كسيرات
من الخبز اليابس گو( قرقوش) بس، فلما انتهت أيام الضيافة،
و أففل عائظا منه إلى من حيث أتى قال فيه هجاء لاذعا:

يجــوعُ ضـــيفُ أبي نوحٍ .. بكــــــــرةً و عشــــــــــية
أجــاعَ بطــنى حتـــــــى .. تجرعت تُ علقــمَ المَنِيِّـة
فجــــاءني برغيـــــــفٍ .. قــد أدركَ صدر الجاهليــــــة
فقمتُ بالفأسِ كيمــا أدُقُّ = مِـنـــــهُ شَظِـــــــــــــيِّة
ثــُلِمَ الفــــــأسُ و انصـاعَ نحوي مـثلَ سَهْمِ الرَّمِيَـــــــة
فَشَــقَّ رأسي ثلاثــــــــًا = وَ دَقَّ مِنّي ثَنِيــَّـــــــــــة

المنية =الموت ، ثُلِمَ = كُسِرَ ، الثنية =
مفردة ثنايا و هي مقدمة الأسنان.