جَوِّع كَلْبَك يَتْبَعَك ؛ و سَمِّنْ مَرْفَعِينَك يَأْكُلَك!!

08:42 AM November, 13 2017 سودانيز اون لاين
دفع الله ود الأصيل-
مكتبتى رابط مختصر
(1)
إذا جاز لنا وصمُ لسان حال علوج الانجليز بقولهم :"فرق تسد ،
ثم لاحقاً الأمريكان بقولهم"سَمِّنْ ذِئْبَك يَأْكُلَك"! كما سيأتي تفصيله، فإن قولنا
بحق فرنسا: "جَوِّع كَلْبَك يَتْبَعَك"؛ هي مقولة شهيرة تختزل لبَّ ما ظلت سياساتها
الاستعمارية ترمي ، فتسعى إليه عبر بلاد الدُنْيا. بطبيعة الحال، فأنا لا أعني فرنسا
بلاد الغال تلك التي أفرزت أفزاز عصر النهضة من جيل عمالقة القرطاس و القلم أمثال
ناس فلوتير,لافونتين ، جان جاك روسو و فيكتور هوغو. و إنما أعني فرنسا تلك الإمبراطوية
الحيزبونةالمتصابية الشمطاء والغاشمة المستبدة التي أقبلت على شعوب الأرض فغرزت أنياب
شَرِّها لتنهب ثَرَواتِها وو تعوثَ فيها فساداً و لم تجلب إليها إلا ظلماً و خراباً . ثم لم تدع أحداً و شأنه
إلا و قد مسختهم فأحالتهم قُطعَانَاً من الغجر الأوباش ، اللاجئين هياماً على وجوههم بلا أوطانٍ و لا
هوية و لا انتماء.و إنما هناك شعورٌ بالضياع و الانجذاب المطلق, لا، بل و عطشٌ ونهمٌ شديد ٌ
لكل ما هو آتٍ مما وراء البحار، ما يسمونها: عاصمة النور و العطورو البخورو منارة الفن
الراقي و محراب الجمال الفتان. و أنا أسميهاو عن دراية من عاش بها و صال و جال
ردحاً من عُمْرِه بحواريها و عبر أضيق أزقتها و نفافيجها: بإنها:و بكل جدارةٍ
و استحقاقٍ، معقل السفور و الفجور و (بؤرة العفن و الانحلال)
اللهم إلا من رحم ربك من ذوي النفوس الأبية
الرخيصة في سبيل ربها و عزة أرضها

(2)
درجت فرنسا كغيرها من الغزاة على انتهاج سياسة (استخرابية)
ذات رأسين شيطانيين.. هما ( Assimilation et intégration)، أي:
ما يمكن الاجتهاد في ترجمته ب(1) التَّذوِيب و (2) الدمج. و كلتاهما ألعن منأختها
إذ تصبان باختصار في خانة الاستلاب؛ فالحالة الأولى ، أشبه بعصارة الغذاء المهضوم
حين يتم تمثيله فتحويله أحماضاً أمينية ثم دماً قابلاً للجريان في العروق , فهو الذوبانالتام بعينه.
و أما الدمج الذي, و إن بدا أخف وطأة، إلا أنه لايرضى بأقل من إرغام الضحية على الانتماءفي كل
شيء يمت بعلاقة للسيادة و تقرير المصير, و إن عاش الناس على ترابهم.. والأمثلة لا تحتاج ضوءاً
في رابعة النهار . فقد وضعت برامج متكاملة لخدمة ذلك الغرض.. ففضلاً عن تجييش الجيوش التقليدية ،
فهناكالغزو الثقافي الذي يستهدف بالدرجة الأولي ، صفوات المتعلمين من أبناء المستعمرات لتتعهدهم بالعناية
وتغريهم بالأضواء فيسيل لعابهم وراء الشهرة. وأن تعذر الاستقطاب فلا بأس بسلبهم من حجورأمهاتم أطفالاً
(عراة) يافعين.ليتم عجنهم هناك وصهرهم في أفران حضارة الشيطان.. إلى أن يعادوا أبطالاً (غزاة) فاتحين
لأوطانهم , و ليستالنخاسة التي مورست بحق 103أطفال تمت سرقتهم من دار فور إلا مثالاً عصرياً على
شهوة الثأر التي لم ما زالت تغص في حلوق العلوج .أنشأت فرنسا الجمعية الفرانكفونية ،كنوع من كومون
ويلث الدول الناطقأهلها بالفرنسية. كذلك جعلت العضوية لما يعرف بالأكاديمة الفرنسية ثوب فخار
ونوط جدارةتغدق به على من راق لها من أدباء العالم الثالث الذائبين و المندمجين أصلاً
و الصادحين بمباديً زائفةٍ عن الحرية, المساوة و الإخاء
(Liberté, égalité et fraternité)

(3)

شهدنا بأم أعيينا هناك ما يدمي له القلب قبل العين..رعايانا
من بلاد العُرْ[ أوطاني من الشباب في أعمار الزهور في منتهى
الضياع.وجدناهم يفتشرون الأرض في أنفاق القطارات و يقتاتون
علىبواقي (الكرتة) و الفتاتمن موائد القطط السمينة. تسأل أحدهم: من
أنت و من أي البلاد أتيت يا أخ العرب؟ فيرطن لك باسم بالكاد يخطئه
لسان حال الضاد, و لكنه يجهل إلي أي قطرينتميو من أي تراب خبزت
عجينته. فكيف لا و قد حرفهؤلاء و بدلوا كثيرتاً حتىتم تحريف من
اسمهمثلاً/ حسين حَبْرِي ليصير(أوسَيْنآبغي) و جكوني
عويضي (قوكوني وداي) ،و إدريس الضبعي
(إدغيس دِبِّي) و هكذا تدواليك .
أما الشعب الفرنسي ذاته فجاهل تماماً
بنا. إفريقيا لديهم صورة نمطية مطبوعة في إذهان الكل،
الحمائم منهم كما الصقور على حدٍِ سواءٍ: يمثلها أسدٌ بلا أسنان
و لا مخالب, أو امرأة غلبانة محروقة السحنة تؤدي عملها في بيادر
الفقر فيعز الهجير و هي تحمل على ظهرها رضيعاً يلتصق إلى
خاصرتها كما القرادةأو( لزقة قِدَّة في مَخَلُوفة) وهو حاملل
لأوبئة الدنيا.. فقط هذا كل ما يعرفونه عنا.

(4)
الحقيقة ما دفعني لهذا السرد هو ما ما لمسته مؤخراً
و راعني ما لمست من انجذابٍ مفزعٍ لدى بعض شيبنا و
شبابنا معاً، نحو لبريق ولمعان الحضارة الزائفة وا القادمة مما
وراء البحار. خصوصاً أن لعرابيهابراعة يحسدون عليها في الجذب
و الإغراء فالإواء و التلون و التخفي وراء التسميات الأخاذة ..فتارة هي
العولمة وأخرى هولقاء أو سَمِّه ، إن شئْتَ(لقاح ) أو حتى (نكاح)الحضارات،
فحوار الديانات.فراحوا يصموننا كما حلا لهم بين منكسرين وأكثر انكساراً.
و رحنا نتلو ما يقولونه عن سلاح المقاومة و نحفظه عن ظهر قلب ، فنسميها
(الحدود الدامية)و أما الانصياع التام كحال الميت بين يدي مغسله فقد نسميه
(تدليعاً) بالاعتدال و تشويهاً بوسطية فقه أالأمر الواقع لامن منبرش مرةً
واحدة. فخوفي عليكم يا أخوتي وأبنائي.. وكأني بكم توشكون أن
تأكلوا أصابعكم وراء ذلكم العلقم المدسوس في دسم الغرب.