السودانيون ما بين التفكير المادي وتمسكهم بقيمهم الإنسانية..مسك العصا من المنتصف

السودانيون ما بين التفكير المادي وتمسكهم بقيمهم الإنسانية..مسك العصا من المنتصف


11-11-2017, 07:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1510423421&rn=0


Post: #1
Title: السودانيون ما بين التفكير المادي وتمسكهم بقيمهم الإنسانية..مسك العصا من المنتصف
Author: محمد بشير عبادى
Date: 11-11-2017, 07:03 PM

06:03 PM November, 11 2017 سودانيز اون لاين
محمد بشير عبادى-السودان/ولاية الخرطوم/أمبدة
مكتبتى
رابط مختصر
السودان ليس بالبلد المغري من حيث الثراء المادي الذي تتمظهر به الدول المتقدمة مدنيا ولا هو بالمغر من حيث طقسه الساخن وأجوائه الملبدة بالغبار أغلب أيام السنة .. ما يغري بالبقاء في السودان واتخاذه وطنا هو قيم أهله السمحاء المستمدة من الإسلام الذي وحد أهل السودان قبلة ولغة وهوية ..لم يعش أهل السودان في رفاه طوال عهود متعاقية منذ قدم التاريخ ولكنهم أكثر الشعوب حبا لبلادهم ولبني جلدتهم يظهر ذلك جليا عندما تتاح للواحد منا فرصة السفر خارج السودان ومقابلة سودانيي المهجر هناك ، ساعتها تظهر معادن الرجال حقيقة من كرم وشهامة ومروءة ومشاعر حب دفاق وربما من تلاقيه لم يسبق لك معرفته وربما لن تلاقيه مرة أخرى ، فقط هو الحنين للسودان و(ريحة البلد).لكن الآن للأسف هذه القيم النبيلة بدأت تندثر شيئا فشيئا ..في إعتقادي أن مرد ذلك بلا شك هو عصر العولمة الذي نعيشه اليوم والذي نقل لنا ثقافة الغرب المادية حسبما يعيشوها هم .. العولمة بدأت منذ بداية الإستعمار الأوروبي لبلاد الإسلام بل منذ الحروب الصليبية ، فالمسألة منذ بدايتها اقتصادية وايدلوجية كذلك وما فرضه الغرب من مدنية قديما بالسيف يفرضه اليوم بتكنولوجيا الإتصال الحديثة التي فرخت أجيالا من الشباب تمردوا على قيمهم الإنسانية وصبغوا بالصبغة المادية ، فصرنا نرى الأمة تلد ربتها والولد يتأمر على والديه وهكذا .. لأن الأسرة التقليدية في الغرب قد تفككت منذ أمد ، فكل فرد فيها صار مشغولا بطموحاته ومشاكله الخاصة مع تسارع ايقاع الزمن بفعل كثرة المشغوليات.هنا في السودان صرنا نمسك العصا من منتصفها فلا تمدنا مثل الغرب ولا قنعنا بموروثاتنا القيمية التي شكلت لنا ترياقا مضادا لكل الإشكالات والامراض الإجتماعية بل هي المحفز الرئيس للبقاء في السودان واتخاذه وطنا والتمرغ في ترابه حبا حد الوله.يقول الله سبحانه وتعالى في سورة (الحج ،الآية 46): (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).. إن طغيان المادة لا يجلب السعادة في الدنيا والآخرة وما ارتفاع نسبة حالات الانتحار والأمراض النفسية وسط الغربيين الا أكبر دليل على ذلك لأن إتكالهم كان على عرض زائل لا روح فيه ، فالأخلاق الحسنة والمعاني السامية هي أفضل ضمان .. عودوا إلى أصولكم با اهل السودان تفلحوا.