قَدْ تَعجّلْتَ الْغِيَابْ

04:28 PM October, 31 2017 سودانيز اون لاين
Abdalla Gaafar-قَدْ تَعجّلْتَ الْغِيَابْ

ياصديقي قَدْ تَعجّلتَ الْغِيَابَ
وَلَمْ تَقُلْ لِي كَمْ سَيُوجَعُنِي الْعُبُور إِلَيكَ
مِنْ بَابِ إنفتاقِ الْجُرْحِ فِي قَلْبِي
وَكَمْ أَحْتَاج مِنْ دَمْعٍ لِأَمْضِي نَحْوَ خَاتِمَةِ الْبُكاءْ
الصُّحبُ قَالُوا لِي :
جَمِيلَا كُنْتَ فِي حَفْلِ اِنْتِصارِ الْمَوْتِ
عَذْبًا كَالْغَمَامَةِ يا رَفيقَ الْعُمَرِ حتّي فِي الفَناءْ
الصُّحبُ قَالُوا لِي مَضَيْتَ
وَلَمْ أَكُنْ بَيْنَ الْلَذَيْن تَقَاسَمُوا مِيرَاثَ بسمتِكَ الْأَخِيرَةِ
قَبْلَ أن تَمَضِّي لِخَاتِمَةِ الإياب
وَمَضَيْتَ قالوا لي
و لَمْ تَقُلْ الْوَدَاعَ
وَلَمْ تُعَلِّمْنِي بِدونِكَ كَيْفَ يَكْتَمِلُ الْحُضُورُ
وَكَيْفَ أَخْطُو حِينَ يَفْجَعُنِي الْغِيَابْ
.......
لَا شئ أَرَوْع مِنْ نَزِيفٍ
يَحْتَوِينِي الْآنَ كَيْ أَبْكِي عَلِيَّكَ
لَعلّني أبكيِ عليّ
فَلَيْلُ هَذَا الْحُزْنِ أَطُولُ مِنْ نَهَارِ الصَّبْرِ في قلبي
وأُكْبَر مِنْ مِسَاحَاتِ التَّوَقُّعِ فِي دَمِي
شِيءٌ كَموتِي يحتوي كُلِّي
وَلَمْ أَخْتَرْهُ لَكِنَّي رَضِيتُ بِهِ صَدِيقًا لَا يَخونْ
اللهُ ياوجعي الَّذِي لَا زَالَ يَرْحَل بِي الِيِكَ
وَيَحْتَوِينِي ثُمَّ يَمْضِي فِي شَرَايِينِي لِمَلْحَمَةِ النَّزِيفْ
وَأَنَا عَلي ذَاتِ الْأَرِيكَةِ فَارِغٌ عَقْلِي
كَمَا جَسَدَي بِقُرْبِيِ فَارِغ وَكَأَنَّ قَلْبَي لَيْسَ لِي
وَأَنَا الْبَقِيَّةُ مِنْ صَدَي خطواتِنا الْأَوَّلي
وَأَنْتَ هُنَاكَ
نِصْفٌ لِي وَنِصْفٌ لِاِنْتِشارِكَ فِي قَلُوبٍ الآخرينْ
وَأَنَا الْغَرِيبُ عَلي جَنَاحِ الْوَقْتِ أَرْتَجِلُ الْوُقُوفَ
لَعَلَنِي آتِي بِقَبَسٍ مِنْه يَهْدِينِي لأرصفةِ الْوصول
شَيْءٌ مِنَ النِّسْيَانِ
يُنْسِينِي مَوَاعِيدَ اِنْتِشارِكَ فِي دَمِي لَيْلًا
وَصُبْحَا حِينَ يَأْخُذُنِي الْحَنِينُ الِيِ مَرَايَا الذُّكْرَيَاتْ
كُنَّا هُنَاكً وَلَمْ تَكُنْ مِثْلي
بِقَلْبِكَ كُلُّ مَا أَحْتَاجُ مِنْ صَفْوِ الرَّحِيقْ
اللهُ يا نِصْفِي الَّذِي لَا زُلْت اُحْلُمْ
أَنْ يُدَارِيَنِي مِنَ اللُّغَةِ الْكَئِيبَةِ وَالسُّقُوطَ
لَا شئ يُجْدِي الْآنَ إلّا الْحُلْمَ
أَحلْم أَنْ تَدُقَّ الْبَابَ
أُفْتَحُ أَلِتَقِيِّكَ لِيَحْتَوِينِي دِفْءَ صَوْتِكَ بِالسّلامِ
وَأَحْتَوِيكَ كعادتي تَعْوِيذَة ضِدِّ اِلْتِفَاتِي لِلْوَراء

أخي عبدالله

لك المودة ... نبيل هو حزنك .. هذه لغة جسارة خارجة عن المألوف ..وقوف علي عتبات الشهيق . أخذت لبي بالدهشة ولونت خطاي بالحزن .
مذهولآ ... أتمني أن أفتح دواخلي لاسكب يسيرآ من الطمآنينة..

لك الله ....ياصديقي

آدم العشا

العزيز آدم العشا
نعم يا صديقي هو الحزن الظالم يطأ الخلايا وينتعل القلب ويتمدد علي مساحات الرؤيا فنلتقيه حيثما يولي القلب أو الجسد..
شكري لك للتعليق ومشاطرتي بعض حزني
مودتي وتقديري

وقفت براي ألملم ذكرياتي معاك
في ليلا مكتّف بالحزن والعتمة
ناديتك من الوجع السكن جواي
لا رديت ولا ضوّن بروق ضحكك
مع شاي الصباح واللمّة
واتلفت اقص أترك
لقيتك في البعيد بين الغمام زي نجمة
متلفح تياب الضو
علي باب الخلود والرحمة
واتمنيت تكون حلمة
وتفج شِق الصباح الغمة
تتلافنا زي العادة كالنسمة
ونعود من تاني نتلمَّ
وننجمَّ
ونتم كل الزمان ما تمَّ
واحكيلك
عن الحال الصبح بعدك هجير وودار
عن الوجعة ورحيل البهجة
والدمعة البقت مشوار
عن الضحكة البقت تذكار
وامشي معاك مسافة السكة
من تبينا لي عند الشعاع ما غاب
مشاويرنا ومباراة النجوم والغيم
واحضان الزمن ترحاب
غناوينا ومسافات المني
الوقفت علي ضهر الحلم محراب
واحكيلك
حكايتي بلاك
من بعد الفراق والخوف من الجاي البشوفو رهاب
نزيف الإلفة والذكري البتفتح
في نصايص الليل علي درب الدموع أبواب
محطاتي العلي مكتوبة في قطراً بلا ركاب
مروقي علي الخلوق والدنيا
من غيرك بلا أصحاب
ولا أحباب
واحكيلك
وكت تشرق شموس ذكراك علي كبد الضلام قنديل
عذابات الفراق و الوحشة في ليلا نجومو رحيل
مسادير الحنين للشوفة والشوق البهد الحيل
واتوسد حكايتي معاك وانادي عليك ليل في ليل
واعود من تاني الملم ذكرياتي معاك واتخيل
شموس جيتك مع العيدين
كان ليل الحزن يرحل
ينابيع السماحة الفيك
كان كان شوق القلب يتبل
براحات الصبر تالاك
كان بحر الدموع يكمل
مشاوير البكا الجواي
كان باقي العمر يحمل
سلام آلاف علي روح الوليد الزين
سلام آلاف من الفقرا ودراويش الضريح لامين
سلام آلاف من الخلوة وجوامعنا وبيوت الطين

الاستاذ عبدالله ما اجمل رثاءك
وما اصدق كلماتك
جمعك الله بمن فقدت تحت ظل رحمته
تحياتي