هندسة الإشارات

هندسة الإشارات


10-25-2017, 09:37 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1508920634&rn=0


Post: #1
Title: هندسة الإشارات
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-25-2017, 09:37 AM

09:37 AM October, 25 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


---------------

1
أنسيتَ كيفَ صاغَ الوطنُ نخلةَ رُوحِكَ تمراً؟

2
هكذا جرحتُ السِّكِّينَ بِقلبِي
فسالَ الشّارِعُ نهراً.

3
كيف تنتعِشُ أحلامُكَ يا ولدِي
والوطنُ بِموتٍ سرِيريٍّ؟

4
لن ألُومَ النّهارَ على إِخفائِهِ اللّيلَ بين خيباتِنَا.

5
كان لكَ وطنٌ في الخيالِ
لكِنّكَ سقطتُ كيفما اتّفقَ.

6
إِنّهُنَّ العِنبُ، لا مواسِمُ لِثُمالتِي، ضحكتهُنَّ خرائِطُ، حديثُهُنَّ الطّربُ.

7
يا لحظةَ العِناقِ أحِيلِينِي لِهواءِ وردٍ يتخلّلُ مسامَ المُعانِقِ حتى يستقِرَّ بِقلبِهِ.

8
من اِقترحَ اليابِسةَ على قلبِي
فأغرقنِي موجُهَا الدّفاقُ؟

9
توسّطِي لِي عِندي
أُقدِّرُكِ ولا أرُدُّ لكِ طلباً.

10
إن تمُتْ خيرٌ لكَ من أن تمُوتَ
فمُتْ حتى لا يقربُكَ الموتُ.

11
رشفةٌ أُخرى
لِتبدأَ ضِحكةُ البابِ
في الإِغداقِ على أُكرّتِهِ
بما يُنبِتُ بين عينِيهَا الذُّهُول..
رشفةٌ أُخرى
ويمتلِئُ دنُّ الرُّوحِ
من شفةِ الرّحِيقِ
يمِيلُ لِلإِيناسِ
تجرِيبُ الوُصُول..

12
والشّارِعُ حين يلتفُّ..
يُذكِّرُنِي بِاِمرأةٍ طوتْ عُمرِي بِكفِّهَا
وغادرتْ في ليلةٍ ممصُوصةِ السّاقِ
من دفترِ أحلامِي السِّرّيّةِ..!!

13
الشّارِعُ كنشِيدٍ يرتدِي حُرُوفَهُ بِحِرصٍ...
لن تُضلِّلَهُ أصابِعُ العاشِقينَ فيدِينُ لها..
وإن عرفتُ كيفَ تتخلّلُ نبضَهُ..!!

14
الشّارِعُ مُلتفِتاً..
كرجُلٍ تنظُرُ إليهِ عيناهُ
من أخمصِ خفقِ اِمرأةٍ
لا يعرِفُ بعدَ كمْ تعشقَهُ..
الشّارِعُ رجُلٌ يهوى بِصمتٍ
وأنا..
كفِيفُ القلبِ واللِّسانُ..
لا أرى المرأةَ
والشّارِعَ يدِي..!!

15
كذا..
فإن الوقتَ هندسةُ اﻹِشاراتِ
التي في قلبِ ساعٍ لاِقتِصاصِ الشّجنِ
من مُسامرةٍ لِضِيقٍ في هدِيرِ الوهلةِ اﻷولى..
أو فلنقُلْ
دُونَ خيطٍ لِانتِباهٍ غارِقٍ في لذّةِ النّهرِ/الماءِ"
أن اللّيلَ طِفلُ الاِنتِظارِ
على الحيادِ البِكرِ
في أمرٍ كهذا الاِحتِدامِ الشّرسِ
في كفٍّ عنِيدٍ..
أو فلنقُلْ دُونَ التّريُّثِ كُلّهُ أو دِقّهُ أو جلّهُ....
أن القلبَ جمرٌ والحدائِقَ زهرُهَا
من شجنٍ وعِطرٍ..

16
لا يهدأُ لونٌ بقلبِهَا
أو تكُفُّ عن التّخبُّطِ بِعينِيهَا:
الجهاتُ..

17
القِطُّ الذي قفزَ لِأتُونِ الحياةِ
بِأرواحِهِ التِّسعِ
هو قلبِي المُكبّلُ بِالصُّراخِ.

18
وردَ الشّارِعُ ماءَ الحياةِ صفواً!!

19
قرأتُ الأسى
في كِتابِ الشّمعِ.

20
أدخلتنِي التّجرِبةُ في تربُّصاتِ غابتِهَا.

21
أُفكِّكُ أخيلتِي العماءَ إلى قِطعٍ صغِيرةٍ
كُلُّ واحِدةٍ تحلمُ بِعناقِ الثّانِيةِ
لأكُونَ.

22
لا تتخلّى عن محبرتِكَ أبداً يا ولدِي، عبئِهَا بِأصدقِ مِدادِ ذاتِكَ، ولا تنظُرَ إلى ما مُتِعَ بهِ غيرَكَ من فِتنةِ حرفٍ.

23
سأجدُ طريقةً ما..
لِأُخبِرَكِ عن حدائِقَ غنّاءةٍ
تتبرعمُ بِأصابِعِي
عن أزمِنةٍ تتكدّسُ بِقلبِي
حرائِقٌ
قوارِبٌ تُغطِّي الكونَ بِالمساراتِ
عن قِطعةٍ صغِيرةٍ تنتفِضُ بِاِنتِظامٍ
يقُولُونَ أنها النّبضُ
عن...........
سأجِدُ طرِيقةً ما
لكِنّي أتبعثرُ حين أراكِ

24
النِّسيانُ العظِيمُ
عاطف البلوي، بله محمد الفاضل
-------------
1/
هذا النِّسيانُ العظِيمُ لم يعرِفْ طريقهُ إليّ أبداً، دعوتُهُ مِراراً إلى قلبِي كي يُجفِّفَهُ وإن قليلاً من المحبّةِ، فأنتَ لا محالةَ تعرِفُ أنها تُورِدُ المرءَ المهالِكَ، وحقِيقةً إني في الهلاكِ ولا أتذمّرُ، لكن الحياةُ لا ترعَى من قلبَهُ محض نهرٍ...
مثلُكَ، مِثلِي
فالنهرُ لكَ
2/
النِّسيانُ العظِيمُ يا سيّدِي ما فتئ يتجنّبُ المُرُورَ في أزِقّةٍ التقى بها أصدقاءُ القلمِ والألمِ .. سيخرُجُ منها خالِي الملامِحُ .. كأن ينسى أن يخرُجَ .. باقياً فاغرا قلبَهُ .. يتعلّمُ أن النِّسيانَ حِرفةُ الهارِبينَ من وجعِ الحياةِ .. وأن الصّداقةَ الحقّةُ وشمٌ من النُّورِ في جِدارِ القلبِ .. في أقصى الذّاكِرةِ .. البحرُ مِثلُكَ ... مِثلِي
البحرُ أنتَ
25/10/2016