هذه السحب الخطاطيف الطوال هل تمنعنا السفر؟وداعا اديس ابابا:

هذه السحب الخطاطيف الطوال هل تمنعنا السفر؟وداعا اديس ابابا:


09-29-2017, 02:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1508421976&rn=90


Post: #1
Title: هذه السحب الخطاطيف الطوال هل تمنعنا السفر؟وداعا اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-29-2017, 02:13 PM
Parent: #0

01:13 PM September, 29 2017 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر:
زيارة أخرى إلى اديس ابابا ...

هي زيارة خاطفة و لمدة ثلاثة أيام فقط..

ثلاثة أيام فقط.. و لكنها كانت مفيدة ....

ثلاثة أيام فقط....و خرجت فيها بانطباع جميل عن أديس ابابا ...عكس المرة السابقة.

مقدمة:

أنا دائما لا احب الاراء ‏الانطباعية السريعة عن الأفراد أو الشعوب .......

.....و هي الخصلة التي نجيدها نحن بامتياز... دون باقي شعوب العالم.

و كثيرا ما نخرج بآراء انطباعية عامة عن الشعوب..... و التي كثيراً ما تكون مضللة و ظالمة و غير حقيقية.......

و قد يمتد بنا الشطط أن نبالغ في انطباعاتنا و أن نصدر احكاما جازمة بالرغم من أنها متسرعة و مجتزأة

و يكون الانطباع كأنه حكم نهائي و بالتالي نصفهم هؤلاء و أولئك ‏بصفات و خصال هي أقرب للتعميم المخل ..

....
.....و الأسوأ من ذلك نظل نتداوله و نردده و نعتقد في صحته حتى و إن ثبت عكسه..

.... دون أن نحس بالتأنيب أو حتى التراجع عما نرتكبه من ظلم.‏

Post: #2
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-29-2017, 02:15 PM
Parent: #1


قبل أن اسافر كانت ذاكرتي تزدحم بكثير ومن الاراء الانطباعية و السالبة عن الشعب الاثيوبي. ‏
واضعا في ذهني تجنب اي انطباعات مسبقة قضيت قبل ان اسافر ايام و ساعات في الشبكة العنكبوتية ادرس و اراجع ‏معلومات عديدة عن ارض اثيوبيا النجاشي
و عن الشعب الاثيوبي. تلك الارض التي ترقد في الجانب الشرقي للقارة الأفريقية ‏فاتحة ذراعيها و قلبها و عقلها للرياح القادمة من الشرق و الشمال طوال فترات التاريخ الإنساني..‏
تلاقحت اثيوبيا على مر التاريخ بالعديد من الثقافات و عطر الحضارات و جوهر الخبرات الانسانية..‏
هذه الارض التي حضنت المسيحية منذ آلالف السنين و تعتقت تلك الخبرات لدى ذاكرة شعبها و اختلطت بتاريخها القديم و ‏الحديث . ‏

Post: #3
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-29-2017, 02:27 PM
Parent: #2

لا أريد ان اسافر و أنا لا اعرف عن تلك البلاد شيئا إلا ما تفضل عليّ بها زوار عابرون لم يعرفوا عنها إلا القليل و لا زوار ‏دائمون لا يعرفون عنها إلا
السياحة في الأجسد و خبرات الليالي الحمراءو احضان بنات الهوى اللاتي قذف بهن الفقر إلى احضان الغرباء ‏‏...
و لكن هناك جوانب أخرى لا يعرفها هؤلاء...‏
لا أدعي أنني عرفت كل شيء عنها ..
فمعرفة الشعوب الحقة لا تكون إلا بالمساكنة و معرفة البلاد لا تكون إلا بالعيش فيها..
و ‏لكن كتب كثير من السواح الغربيون مقالات جيدة و متوازنة اعانتني كثيرا...‏

Post: #4
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-29-2017, 02:34 PM
Parent: #3

كنت أود السفر إلى الدوحة بالخطوط الاثيوبية و الهبوط ترا نزيت لمدة ثلاثة أيام في أديس ابابا..‏
على الأقل فرصة لمعرفة بلاد و شعب و تاريخ و ثقافة.. ‏
و لكن لابد من الحصول على تأشيرة مسبّقة( من حقها طبعا رغم الجوار)‏
توكلت على الله و ذهبت للسفارة للحصول على التأشيرة. ‏
كان ذلك قبل عطلة عيد الاضحي...بحوالي يومين أو ثلاثة .‏
فهالني أعداد طالبي التأشيرة من السودانيين... الغالبية العظمى من الذكور ..‏
‏..... و الغالبية كذلك في سن الشباب أو نهايته(؟؟؟؟)... ...كان الزحام شديدا...‏

‏- هل كلهم ذاهبون لقضاء العيد هناك؟
أكيد ‏
و إلا لما كان هذا الزحام في هذا اليوم..‏

لكني للأسف لم أتمكن من الحصول على التأشيرة في ذلك اليوم.‏
‏..و عدت بعد عطلة العيد ..و قد خف الزحام..‏
دفعت قيمة التاشيرة:330 ألف و اعتقد أنه مبلغ كبير..‏
رغم الانتظار في القاعة الواسعة الباردة و ثلاجة المياه المبردة ...
إلا أنني شعرت بالملل لطول الانتظار.., و لسلحفائية الاجراءات( اب سنينة يضحك..)‏
‏ لكن رغم كل ذلك تحس باحترام الانسان و بالتنظيم..(الكلام ليك يا المنطط عينيك)‏







Post: #5
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: MOHAMMED ELSHEIKH
Date: 09-29-2017, 02:42 PM
Parent: #4

;سلام

عنوان البوست المفروض:
احلى ثلاثة ايام في اديس

Post: #6
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-29-2017, 03:34 PM
Parent: #5



-الأخ محمد الشيخ:/
(عنوان البوست المفروض:
احلى ثلاثة ايام في اديس)
تحياتي يا حبيب
شكرا على التفاؤل المسبّق ..ال
هي فعلا أيام جميلة رغم قصر المدة

ودي و احترامي

Post: #7
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-29-2017, 03:36 PM
Parent: #6

منتصف ليلة 16 سبتمبر توجهت الى المطار ودعت الأهل و الأحبة و قلبي ذاهل..‏
باحة المطار كأنه تجمع للعزاء.
( معقولة يا جماعة؟
هذه الساحة الا يمكن أن تقوم فيها كافتيريا واسعة تحتلرم آدمية المودعين و المستقبلين؟
‏أعجزنا حتى أن نقيم مكان محترم نودع فيه بعضنا بعضا؟)...‏
وصلت إلى البوابة و الإزدحام الذي لا داعي له...و الهرجلة ...و عدم النظام ...
كأننا لسنا في دولة..أو كأن لا حكومة ‏هناك( خلونا من السياسة).. ‏
دخلنا إلى داخل المطار ..الزحام على قفا من يشيل ..المكان ضيق في الداخل( و لكن لو النفوس اتطايبت..) المكان ‏مزدحم...بحوالي ستة رحلات
تتزاحم في نفس المكان و في نفس الوقت( يا للنظام..يا للترتيب...يا للإدارة) ..‏
اكتملت الإجراءات و دخلنا إلى داخل الصالات..‏
الجوازات و ما ادراك ما الجوازات ....إزدحام غير مبرر)..... و تكشيرات لا داعي لها...
و زهو فارغ بالزي الرسمي و ‏عيون تتقلب و تتفرس في عباد الله من المسافرين (الملكية طبعاً)..‏
الحمد للله تجاوزنا الجوازات بسلامة المولى..‏
في داخل الصالة الكبيرة ( أقصد الضيّقة) كافتيريا صغيرة .‏
اسم كافتيريا تجا وزاً...تتكون من كاونتر صغير..و بضع سلع و مأكولات( برضه ما بطال..أحسن من العدم)..
....و ازدحام ‏على الكاشير على ...‏
الحمامات كما هي بكآبتها و شناعتها... مواسير بعضها معطل......زجاجة ميرندة ملأى بسائل صابوني( برضه كتر ‏خيركم ما قصرتوا)..‏
لا ورق للتجفيف و لا جهاز للتجفيف( بلاش فلهمة معاك ..جفف في هدومك لو ما معاك منديل)...‏

Post: #8
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-29-2017, 07:54 PM
Parent: #7

عند الرابعة صباحا كنا داخل الطائرة الاثيوبية و هي تتهيأ للإقلاع...‏
جُلْتُ في الوجوه من حولي.. الوجوه بعضها سوداني و بعضهااثيوبي و جنسيات أُخر...‏
ساعة و نصف من الطيران تفصلنا عن ارض النجاشي الذي وصفه نبينا الكريم بأنه لا يُظلم عنده أحد..‏
و و تذكرت بلال المؤذن....و هجرة الصحابة إليها....‏
‏( أعرف بعض آثارٍ من شوفينية ضيقة تحاول أن تضيّق واسعا بنسبة هجرة الصحابة إلى السودان ..‏
‏...و هناك آراء متعددة في هذه المسألة و في اختلافها نظر)..‏
‏ ‏
و تذكرت اسطورة بلقيس و زواجها من سيدنا سليمان..‏
قصة بلقيس التي تنسبها المصادر الاثيوبية لها ......‏
‏...بل و تربطها بتاريخها السياسي من خلال ابتداع تسلسلٍ لتاريخ حكامها لوطنيين...‏
تذكرت معاركنا مع اثيوبيا خلال المهدية...‏
‏ و تذكرت اكسوم الذي يقال بانه دمر مروي..‏
و تذكرت معارك كرن و مصوع...خلال الحرب العالمية الثانية...‏
‏ و تذكرت بمناصرتنا للثورة الاريترية حتى نالت استقلالها دون أن يترك ذاك عداء و احقادا بيننا و بين اثيوبيا .‏
تذكرت ت ضمن ما تذكرهيلاسولاسي و امان عندوم و منجستو هايلاماريام...‏
و لم انسى فنانيهم العظام الذين كانوا يعطرون ليالي العاصمة من لدن منليك و غيره و الفرق الاثيوبية...‏

‏.....يا إلهي الهذه الدرجة نحن مرتبطون ماضيا و حاضراً؟؟

و على حين غرة الميكرفون الداخلي يصدح بلغة احاول أن أفهم منها كلمة و لا استطيع......‏
‏...و خلال دقائق كانت فتيات سمهريات القوام يأمرننا بربط الأحزمة....‏
مررن من بين الصفوف برشاقة و ابتسامات باسنان لؤلؤية تضي وجوههن..‏

و خلال دقائق كانت الطائرة تلامس أرض المطار و الخضرة تحيط بجوانبه ..‏
الاجواء خارج الطائرة تشي بمتعة و نشوة لأجواء الخريفية متعة التوقّع مع متعة النظر.. ‏

Post: #9
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-30-2017, 06:23 AM
Parent: #8

هبطت من الطائرة إلى الباص ثم إلى داخل صالة المطار.. المطار على ما أتذكر مكون من طابقين.... لكنه طويل و ممتد باتساع ‏نصف كيلو متر
( بالله ما الذي يمنع أن يكون المطار عندنا بهذا الاتساع ..لماذا الضيق؟ من الذي يخطط للمطار من الذي ‏يديره؟؟؟ أنا أعلم من يديره)‏
تذكرت مجمع خدمات الجوازات الجديد في المدن الثلاثة .....لو تم عمل واحد مثله في المطار (طبعا أربعة طوابق) كان ‏اراح المسافرين و المودعين و المستقبلين و رفع رأسنا شوية)...
..........هل مطارنا خارج نطاق التغطية الحكومية؟؟؟
هل لأنه لا ‏يمر به المسئولون؟ ( لربما....لأنهم يمرون من صالة كبار الزوار حتى من منتمي المؤتمر الوطني من الصف الثالث و الرابع ‏يمرون من صالة كبار الزوار)..‏
‏ ذهبت لأخذ العفش لأجد و لدهشتي وجدت أعداداً كبيرة تملأ العين من عربات حمل العفش....
.ذهبت إلى إحداهما عربات العفش( و خلسة ‏تفحصّتها ..لعل بها عيب ما...متعود طبعا) ثم تفحصت أخرى و ثالثة..و أخيراً اقتنعت بأننا فريد عصرنا ...و تأسفت لامن كمل ‏الأسف...و الغيظ كمان.
.لكن لا حسادة..لا حسادة...التحية لحكومة تهتم بسمعتها و سمعة بلدها و راحة مواطنيها....أما ‏نحن لا بواكي لنا...‏
ليس مطار اديس بتلك الفخامة التي تضارع أفخم المطارات ...و لكنه مهيأ بما يكفي لراحة و خدمة المسافرين القادمين ‏من كل البلدان.. ..
....و حتى الموظفين تحس بأنهم في قمة المهنية و الجدية و الابتسام حينما يتطلب الأمر ذلك...‏

Post: #10
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: Salah Zubeir
Date: 09-30-2017, 12:21 PM
Parent: #9

Quote: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏

ههههه يا محمد لومني تاني أكان انقطعتا من الزيارات
الخاطفه دي .... عندي اخوي قاعد يخطف زيك كدي
كلو مرة يقطع لي التزكره ويجيبا لي ومعاها بروموشن
بتاع اعيادم الكتيره دي ... تصدق لي هسي ما عتبتها ...
بعد 30+ سنه غربه وشوق ...
الفكره بتاعتي بما إنو أنا عارف رقبتي زول بكاي أكان
مشيت اديس دي تاني يمرقني منها الجليل الرحيم
واكون صيعت عالمين كتار خلاس ...
بعد البوست دا حا تمشي تالت ورابع الي ما شاء الله
وما حا تحكي ايتها كلمه وربنا يجيب العواقب سليمه.

Post: #11
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-30-2017, 03:07 PM
Parent: #10

صديقي صلاح
يا ظر يف

ده شنو الكلام ده؟ خوفتني عدييييييييييييييييل ‏

‏(ههههه يا محمد لومني تاني أكان انقطعتا من الزيارات‎
الخاطفه دي .... عندي اخوي قاعد يخطف زيك كدي‎
كلو مرة يقطع لي التزكره ويجيبا لي ومعاها بروموشن‎
بتاع اعيادم الكتيره دي ... تصدق لي هسي ما عتبتها‎ ...
بعد 30+ سنه غربه وشوق‎ ...‎‏)‏
‏--------------------------------------‏
بعدين يا زووول هوييي انا ما بكاي زيك: ‏‎
‏(الفكره بتاعتي بما إنو أنا عارف رقبتي زول بكاي أكان ‏‎
مشيت اديس دي تاني يمرقني منها الجليل الرحيم ‏‎
واكون صيعت عالمين كتار خلاس‎ ...‎
‏--------------------------------------------------------‏


‏(......بعد البوست دا حا تمشي تالت ورابع الي ما شاء الله‎
وما حا ت خلاص يا
حكي ايتها كلمه وربنا يجيب العواقب سليمه....‏‎.‎‏)‏
‏---------------------------------------------------------------------------‏‏-----‏
خلاص يا صلاح نشوف تاني اكان مشيت...و الا اكان أكلمكم تاني....‏
‏.... لأني بالجد ناوي لمشية لشرق اثيوبيا ازيارة ضريح النجاشي و عايز أشوف ‏المكان الذي دخل منه المهاجرون من الصحابة..‏




Post: #12
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: Hassan Farah
Date: 09-30-2017, 04:50 PM
Parent: #11

محمد عبدالله الحسين انت يا خوى كترت غشواتك للزهرة الجميلة اوع يكون الاحباش ديل كتبوا ليك شئ؟؟
على احر من الجمر ننتظر انطباعاتك وطبعا 3 يوم مش كفاية
جبت خبر إكسوم وهى اثيوبيا القديمة والذى غزا مروى هو ملكها عيزانا

Post: #13
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-30-2017, 08:41 PM
Parent: #12

الأخ حسن فرح
الف مرحب

(محمد عبدالله الحسين انت يا خوى كترت غشواتك للزهرة الجميلة اوع يكون الاحباش ديل كتبوا ليك شئ؟؟
_---------------------------------------------------------------------------
يا ريت والله ...

(على احر من الجمر ننتظر انطباعاتك وطبعا 3 يوم مش كفاية
جبت خبر إكسوم وهى اثيوبيا القديمة والذى غزا مروى هو ملكها عيزانا)
شكرا على المتابعة ..بس بخاف من المتابعة اللصيقة..
كلامك صحيح اكسوم هي المملكة و الملك الذي غزا مروي هو عيزانا ..
تشكر يا صديق على الاهتمام بالمتابعة

Post: #14
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-30-2017, 09:18 PM
Parent: #13

و أنا احاول الخروج من المطار قررت أن تكون الثلاثة ايام حبلى بالبحث و التقصي و الفرجة و الشمارات( هذا إذا لم ‏تكن هناك امطار تهطل مدرار كما حدث في المرة الفائتة...غايته الله يستر..‏
ساحاول ان اتعرف على مختلف القبائل و الإثنيات المختلفة ( طبعا اكتشفت أنه كنت متفائل أكثر مما يجب)...‏
المهم خرجت من المطار و لفحات البرد تؤنبني لأني لم ارتدي البدلة بل وضعتها في الحقيبة و درجة الحرارة حوالي 18 ‏درجة..‏
من بوابة المطار تمتد ساحة واسعة طولياً ..مقدمتها مزدحمة بتاكسي المطار الحديث..
و خلفها جماهير غفيرة( كلمة ‏غفيرة هذه كلما مرة أحدث نفسي بأن أبحث عن معناها بالضبط ولكني أنسى)..‏
الجماهير تقف (كأنها في لقاء جماهيري) و هي تنتظر الواصلين....أسر و أفراد رجال و نساء ..
لابد أنهم في شوق ‏لوصول عزيز سافر و اغترب ....و ما أكثر المغتربون في اثيوبيا....‏

استقليت التاكسي و قلت له :إلى فندق (أو نُزُلْ) إم دبليو ‏MW Guest house‏ و ذلك لأنني نزلت فيه المرة الماضية....‏
و هو يقع في شارع بولي القادم من المطار و يقع قرب إدنا مول... ‏
باختصار الفندق موقعه مريح لأنه قرب المطاعم و المحلات.‏
ثم الأهم سعره مناسب.... الغرف الصغبيرة حوالي 20 دولار .و الكبيرة 30 دولار..‏

Post: #15
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: ود الباوقة
Date: 09-30-2017, 10:40 PM
Parent: #14

اخونا محمد

متابعة لصيقة لسردكم الرائع

رحلتكم لشاد وافريقيا الوسطى

ما زالت ماثلة امامي بكل تفاصيلها الجميلة

واصل


Post: #16
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: Abureesh
Date: 10-01-2017, 05:16 AM
Parent: #15

الاخ محمد.. سلام
شكرا على السرد الممتع. ثم ياخى لو تكرمت وكلمتنا عن إثيوبيا فقط وخليت المقارنة مع الهباب الاسمو مطار الخرطوم يكون كويس.

Post: #17
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: Hassan Farah
Date: 10-01-2017, 06:18 AM
Parent: #16

أديس أبابا.. الزهرة الجديدة

Post: #18
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-02-2017, 06:39 AM
Parent: #17

حقيقة صاحب التاكسي لم يكن ضمن سائقي تاكسي المطار،(الذين يعرفون كل الاماكن في ‏العاصمة)..,
كان يوقف سيارته خارج مواقف تاكسي المطار..‏

سألت صاحب التاكسي :هل تعرف فندق ام دبليو هوتيل
اجاب بالإيجاب..‏
كم الأجرة؟
صاحب التاكسي: 150 بِرْ( أي حوالي 150 ألف سوداني)‏
اجبته: لا 100 بِر فقط( يا ود يا تفتيحة إنت!)‏
صاحب التاكسي: اوكي
‏(نسيت أن أقول أن العملة الاثيوبية(البِر) تعادل جنيه سوداني بالجديد..
الدولار يعادل 27 بر أي ‏الريال القطري أو السعودي يعادل حوالي 7 بر.‏

سار بي التاكسي مسافة طويلة أكثر مما يجب..‏
في أثناء الطريق وقف بي أمام فندق آخر .و أبطأ السيارة:‏
صاحب التاكسي: هذا الفندق ممتاز و أسعاره معقولة ‏
اطالع أنا الفندق من بعيد...في الحقيقة عجبني ...تصميمه جميل و معماره راقي .. و لكن في ‏الجوار...لا توجد محلات و لا مطاعم.. ‏
‏- لا لا ...هذا بعيد من السوق و المحلات( هذه المعلومة انتبهت لها مؤخرا عند بحثي عن الفنادق ‏في النت.....‏
من الضروري القرب من مركز المدينة و محلات التسوق ..
و ذلك لتقليل نفقات التنقل و لتوفير ‏الزمن و للاستمتاع بالتسوق و الفرجة و معرفة كل ما له علاقة بالتبضّع و الأسعار...وما إلى ‏ذلك..‏

Post: #19
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-02-2017, 06:45 AM
Parent: #18

أخونا ود الباقة
شكرا على كلماتك الرقيقة:‏
‏(اخونا محمد‎

متابعة لصيقة لسردكم الرائع‎

رحلتكم لشاد وافريقيا الوسطى‎

ما زالت ماثلة امامي بكل تفاصيلها الجميلة‎

واصل)‏
همسة: إن شاء الله ما تغيّر رأيك..لأني لست من كتب رحلة شاد و أفريقيا ‏الوسطى..‏
مع ودي
الأخ ابو الريش
تسعدني كلمات يا أخي:‏
‏(شكرا على السرد الممتع. ثم ياخى لو تكرمت وكلمتنا عن إثيوبيا فقط ‏وخليت المقارنة مع الهباب الاسمو مطار الخرطوم يكون كويس‎.‎‏)‏
و لكن بعد إذنك المقارنة ضرورية ..استحملنا شوية... كمان دايرنا ننسى بلدنا؟ ههههههه
لك الود
الأخ حسن فرح
شكرا لجبر الخواطر ..‏
الله يجبر خاطرك ي صديق

Post: #20
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-02-2017, 08:25 AM
Parent: #19

منذ الدقائق الأولى لركوبي في التاكسي....أدركت (بطرف حاستي السادسة فقط) أن السائق يريد أن ‏يتخلص مني بإنزالي في أقرب فندق...‏
و قلت في نفسي لربما لا يعرف الطريق إلى الفندق الذي ذكرته له..........و بالتالي:
فهو يريد أن يخرج ‏من هذا الموقف...لكن لننتظر.... ( إن بعض الظن إثم).‏
ثم بعد مسافة سير في شوارع أنيقة أخذني إلى فندق آخر اسمه ابيسينيا( و هو الاسم القديم ‏لاثيوبيا..قبل امبراطورية اكسوم..و التي يقال بأن حكامها و قبائلها ينحدرون من أصول عربية
و ‏لكنهم يؤمنون بالهة متعددة (لادينيون ..بتحفظ )..‏
‏...و قال لي السائق :‏
‏- إيه رأيك هذا الفندق ب 15 دولار...و فندق راقي...و أنا أعرفهم( تذكرت أسلوب سائقي التاكسي ‏في القاهرة)..‏
‏.....سبحان الله البشر في كل مكان......لا نخدع أنفسنا بالتصنيفات الزائفة ..و أوهام الهوية ‏المترفة...الجوهر واحد ..‏
‏...إنه الإنسان.. مهما تعددت إثنياتهم (أعراقهم) أو ألوانهم أو بلدانهم..‏
‏....خلق الإنسان هلوعا...‏
‏....خلق الإنسان جزوعا...‏
‏...........تحبون المال حبا جما...‏
هذه جميعها قوانين ثابتة تصف البشر بكل جنسياتهم و ألوانهم..‏
إنه طبع البشر..فلا تتعبوا أنفسكم لتبالغوا في وصفهم...‏
نزلت مع السائق ( و لسان حالي يقول: ما مشكلة على الآخر أعطيه فرصة ....‏
‏...........و كذلك لآخذ خبرة و معي واحد من أهل البلدة..)..‏
بهرني الفندق فعلا ...فهو راقي ..نظيف ..مرتب...هاديء ....‏
‏.......و تطل الرومانسية من مقاعده الوثيرة في صالة الاستقبال،...
و من و اصايص الزهز المبثوثة ‏في الأنحاء....
و من جلسة موظفة الاستقبال الرئقة...و نظراتها المهذبة..‏
و لكن....‏

‏- للأسف ( هكذا قالت موظفة الاستقبال) لا توجد غرف شاغرة إلا بعد الساعة الحادية عشرة ‏صباحاً
( و الساعة الآن لا تزال السابعة و النصف صباحاً)...‏
و هكذا أُجهِضت المحاولة الثانية لسائق التاكسي في التخلص مني ( و ملصي في أقرب فندق)..

Post: #21
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-02-2017, 08:56 AM
Parent: #20

لم أكن أدري ما يفكر فيه سائق التاكسي ...و لكني أخمّن...
....بينما السيارة تجوب بنا الشوارع و الأحياء ‏‏..و أنا بين النعاس و الإفاقة مسمتع بهذا الجو الرائق...‏
و الخضرة و الزهور لا ينقطع مرآها عن ناظري البتة...‏
و هكذا دون أن أشعر وجدت نفسي اتجول في المدينة...
و هكذا دون أن أشعر أجد نفسي أشاهد على ‏عدة أحياء من أديس ابابا( عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم)..‏
بعد هنيهات...استدار السائق ليدخل في طريق جانبي.....(يبدو محتاراً، و لا يريد أن يخسر المشوار ‏أو الزبون ،،و لكن معرفته خانته)..‏
أخيراً... وقف ليسأل سائق تاكسي آخر عن اسم الفندق الذي ذكرته له أولاً....‏
و بعد أن وصف له الرجل الطريق...بدا لي أن ملامحه قد تغيرت...‏
و بدأ العبوس يلوح في وجه( حينها عرفت أن المسافة للفندق الذي أقصده بعيداً)‏
و ظهر ذلك كذلك في السرعة التي بدأ يقود بها السيارة...‏
و كل ذلك و أنا أتفرج في الشوارع و المنازل ...و الصباح الجديد .‏
و الصباح الجديد يلقي أول نظراته و يضع أولى لمساته على المدينة..‏
‏....فيمسح أوجه المنازل و يلقي بأشعة الشمس الباكرة على الشوارع....‏
‏ و الخضرة اليانعة الندية تتوزع في كل الأنحاء....‏
أنا أعشق الصباح و دفقة الشمس البكر و الهدوء الصباحي و نسماته الناعمة ..‏
‏..( رومانسية شديدة مش كده؟)..‏
بدأ السائق صامتا طيلة الطريق ..و هو يقود السيارة في صمت..
و أخيرا ....أهتدى إلى الفندق ...‏

Post: #22
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: Abureesh
Date: 10-02-2017, 10:00 AM
Parent: #21

Happy end
never take taxi from outside the line again.. very risky
some of them have no insurance or even registered.

Post: #23
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-02-2017, 10:19 AM
Parent: #22

شكرا الأخ أبو الريش للنصيحة الغالية
شكرا لبعد النظر و مراعاة شعور الآخرين..
و لا ضير لو كتبتها بالعربي..لأنه تنبيه مهم..

Post: #24
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-02-2017, 07:18 PM
Parent: #23

تحية خاصة للأخ حسن فرح :‏

قبل أن اواصل أود أن أشكر الأخ حسن فرح للفيديو الوثائقي عن أديس ابابا..‏
و يا دوب وجدت الوقت لكي اشاهده..‏
فهو بالحق فيديو جميل يقدم معلومات شاملة عن المدينة..‏
أكرر لك شكري و امتناني..‏

Post: #25
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-02-2017, 07:58 PM
Parent: #24

نواصل ما انقطع:‏
‏ شاهدت لافتة الفندق (‏MW Guest House‏) و أنا قرب الكنيسة الأشهر (ميدهاتو عالم) أي منقذ العالم. ‏
نزلت من التاكسي و معي السائق و توجهنا إلى استقبال الفندق...الباب الزجاجي مغلق....إذ لا زال الوقت مبكراً.. ‏
‏..ثم بعد دقائق فتح الباب شاب سمهري ذو سوالف خفيفة:‏
بدأت الحديث بالانجليزية مستفسرا عن وجود غرفة شاغرة....اجابني بانجليزية لا بأس بها بأن هناك غرف شاغرة ‏‏.....
الغرف.الكبيرة بحوالي 30..دولار و الصغيرة 20 دولار... بالإضافة للإفطار المجاني و الشاي و القهوة عدة مرات في ‏اليوم...
العرض جيد ‏good deal‏....

سائق التاكسي ينتظر الأجرة ..و أنا أتوقع فاصل من المساومة بين القبول و العرض...
بدلا من دفع 100 بر سأدفع له 150 ‏بر...هذا نظير الجولة التي استمتعت بها - هذا ما قلته في نفسي..و لم اصرح به..‏

مددت يدي ب 100 بر للسائق كجس نبض أولي( خبث أم حذر أم شطارة أم؟؟ لربما كل ذلك)...و
عندما رأى يدي تمتد ‏بذلك المبلغ اشاح بوجهه و تحرك بعيدا كأنه يريد الخروج( طبعا كنت أتوقع مثل هذا التصرف ..و هو كذلك يتراوح بين الخبث و الشطارة)..
......ثم عاد و هو يقول في لغة استعطاف :‏
- الوقود غالي...( طبعا أعرف ذلك)..‏

لا بأس من مشاركته خطئه.... مقابل الجولة الطويلةة.‏
مددت له 150 بر ..فشكرني و ذهب..‏

حمل موظف الاستقبال الشاب الذي عرفت ان اسمه (جون) حقائبي الى الغرفة..و عندما دخلت الغرفة سالني:‏
‏- تتكلم عربي؟؟قالها بلهجة أقرب للعامية السودانية المكسرة..يبدو أنه شك أن أكون من السودان.‏
‏- أنا مولود في بورتسودان ..و عشت فيها حتى صار عمري تسعة اعوام...‏
طبعا طبيعي ان تنهار كثيرمن الحواجز بعد أن عرّفني بنفسه..‏
وضع الحقائب و قبل ان يستأذن ليذهب قال:‏
‏- إذا احتجت لتغيير عملة كلمني....ثم بعد تردد اضاف:‏
‏-إذا اردت أي شيء آخر كبير والا صغير...كلمني ..ما في مشكلة...‏
‏(طبعا استوقفتني العبارة الأخيرة ة و كأني شعرت بها تذهب بعيدا في عرض الخدمات...‏
المهم أغلقت الباب و حاولت أن استلقي و الساعة تتعدى الثامنة صباحا...و اصوات المارة , السيارات يدعوني للخروج ‏برغم التعب ....
لانني لم انم في الليل حيث بدأت الطائرة رحلتها في حوالي الرابعة صباحا....‏
لم استطع مقاومة النداء للخروج و الاستمتاع بجولة صباحية...الجو بارد لابد من لبس البدلة....‏
و إلى هنا انتهت المرحلة الأولى..السخيفة طبعا...و التي بدأت منذ وداع الأحبة ..مرورا بإجراءات الوزن و الجوازات و ‏التفتيش،..
ثم أخيراً رحلة الطائرة و رحلة البحث عن الفندق و حتى الوصول للفندق..‏

Post: #26
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-03-2017, 05:59 AM
Parent: #25

و تلميحات مبطنة بخصوص زيارة أديس:‏
دعوني اتوقف لحظات قبل مواصلة السرد لكي اتعرض لجانب مهم يتعلق بزيارة اديس أو حتى مجرد التفكير في زيارتها..‏
و أنا اتأهب للسفر لاديس ابابا....أحس بأن البعض يصمت قليلا...تأدبا ..‏
و البعض الآخر ( من كان البساط بيني و بينه احمدي...يعلق:‏
‏- ياخي قصة اديس دي شنو؟
‏- ماشي برااااك( مع مط الكلم الأخيرة)‏
‏- أما الجنس اللطيف( ليس على عمومه و لكني أقصد زوجات الاخوان والجارات :
فكنّ يلتزمن الصمت دون تعليق( و ‏لكني أحس بأن في الصمت كلاما كما يقولون)..‏
أو يعلقن (الجنس اللطيف)في خبث خفي:‏
ليه ما تسوق معاك أولادك؟
فتجد نفسك في موقف اتهام مسبق من عدة جهات...‏
يعني يا جماعة بالعربي الفصيح كده ..ما في.. في قاموسنا سياحة بريئة؟
سياحة لأجل السياحة؟
في الفندق الذي أقيم فيه قابلت أحد الشبان الصغار من السودانيين القادمين من السعودية...‏
بعد التحية و ما إلى ذلك ....سألني :‏
جاي من وين؟
‏- من السودان
‏- إن شاء الله جاي مع أولادك..(لاحظ كلمة إن شاء الله دي( يعني يتمنى)..‏
طبعا مررت الكلمة أو التعليق...و لكني توقفت عند (ما وراء القصد..) و استغربت..‏
و لكن عندما قلت له: أنا جاي ترانزيت و ماشي الدوحة...يبدو أنه شعر بالارتياح( ياخي شكرا لاهتمامك يا عزيزي)‏
و خلال اليوم عرفت أنه عريس جديد و أنه في انتظار عروسته القادمة من السودان...‏
بناء عليه أقول: إن كل من يفكر في زيارة أديس أو اثيوبيا و لوحده سيجد أمامه علامة استفهام أمامه..بعضها صريح و ‏بعضها مضمر...‏
و أقول بصراحة حتى زوجتي( و التي كنا ننوي أن نقوم سويا بزيارة اديس و لكن تغير البرنامج لأسباب تتعلق بالحجز و ‏بارتباطها بالعمل في الدوحة)...
لذا سافرت هي للدوحة و أنا إلى أديس)....
أقول حتى زوجتي تقول لي : كل زول بيستغربمن ‏زيارتك لأديس دي...‏
و أعرف كذلك أنها أيضا تسمع تعليقات ما، من زميلاتها و صديقاتها...لكن....
لكن ما مهم ...الله أعلم بالنوايا..‏
و ما ذنبي إذا كنت أعشق السفر...
........و هل سيثير سفري التساؤلات إذا ما قلت أنني سأسافر إلى يوغندا أو الصومال أو حتى ‏افغانستان؟؟
الإجابة يا سادتي عندكم ....و عندهم..... و عندهن...‏

Post: #27
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: احمد الشيخ
Date: 10-03-2017, 08:13 AM
Parent: #26

شكرا اخ محمد على البوست الجميل والسرد الرائع
انا زاتي بديت "عشقي" لأثيوبيا ، من خلال رحلات ترانزيت من الدوحة اديس الخرطوم وبالعكس
ومنها بقيت امشي زيارات عدييييل لأثيوبيا
اول زيارة كانت مخيفة كونك اول مرة تمشي بلد غريب براك وما عارف فيه حاجة
لكن بعد كدا يبدأ "سحر" الحبش يتغلل جواك ، لغاية ما تبقي أثيوبي أكتر من الأثيوبييين
بغض النظر عن سمعة اديس عند السودانيين، ونظرتهم الأحادية ليها، لكن بصراحة ، الما سافر اثيوبيا ما "ساح"
أهم حاجة في زياراتك لأثيوبيا انك ما تهتم بأديس
أديس دي رغم كل الفيها ، انا بعتبرها "أقل" ما داير اقول أتفه، حاجة في اثيوبيا
لازم تمشي خارج اديس عشان تفهم عظمة وجمال اثيوبيا
بحر دار، قوندار، أواسا، ..الخ
الما زار بحيرة تانا ما عرف اثيوبيا
والما زار قوندار واواسا ما عرف جمال وسحر طبيعة اثيوبيا
وان شاء الله نواصل معاك وننقل تجاربنا في الحتة دي
تحياتي

Post: #28
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-03-2017, 08:36 AM
Parent: #27

أخونا أحمد الشيخ
شكرا على المتابعة اللصيقة
بعدين....ايوة ياخوي أظهر شوية شوية
اتاريك متابع و لابِد ساكت و كاتلك عشقك لاثيوبيا و داسيه من قبيييل؟
‏(انا زاتي بديت "عشقي" لأثيوبيا ، من خلال رحلات ترانزيت من الدوحة ‏اديس الخرطوم وبالعكس
ومنها بقيت امشي زيارات عدييييل لأثيوبيا)‏
‏-------------------------------------------------------‏‎
خلاص يا زول انتم السابقون و نحن اللاحقون...‏
‏(بغض النظر عن سمعة اديس عند السودانيين، ونظرتهم الأحادية ليها، لكن ‏بصراحة ، الما سافر اثيوبيا ما "ساح‎"‎‏)‏
‏--------------------------------------------------------‏
فعلا يا أحمد عندنا تنميط ,و تبسيط مخل فيه ظلم كبير للشعب و البلد...‏

Post: #29
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-03-2017, 08:58 AM
Parent: #28

بعد نصف ساعة من مقاومة الخروج في تلك الصباحية المبكرة .......‏
‏.....تغلب عليّ إحساسي بقصر المدة المحددة لي في اديس ابابا.....‏
‏........... كما تغلبت عليّ بصورة أكبر: الرغبة في التعرف والاكتشاف و الإندياح و الاندماج العفوي التلقائي في ‏
عالم الله الواسع بالخارج مع البشر في حيويتهم المحببة و معركتهم اليومية الأزلية مع الحياة.....‏
‏....لذا قررت النزول من الطابق العلوي إلى الاستقبال...‏
جون يجلس في مقعد موظف الاستقبال و ابتسامة مندهشة لنزولي المبكر تطرح تساؤلا بيّناً... ‏
في تلك اللحظات أجد بجانبه سيدة اثيوبية في حوالي الخمسين.....بادرتني هي بتحية صباحية معطرة:‏
‏- صباح الخييير (بلهجة عربية مكسرة)‏
الملامح اثيوبية قحة ،الوجه مستدير،اللون الذيس يميل للأصفر..العيون شبه خضراء مع لون غير محدد (سلامة ‏النظر.....عمى ألوان.... (ذكرني لون العيون لون عيون سكان الاسماعيلية و المنصورة إن لم أكن مخطئاً)..‏
قلت في نفسي : بداية مشجعة ‏
قال لي جون: هذه صاحبة النُزُل
رددتُ التحية بأجمل منها (بدلاً من بمثلها).‏
قالت بابتسامة ودودة:‏
‏- هناك فطوووور و شاي و قهوة ...كلو فري (مجانا)‏
قالتها بصوت ترويجي مهذب.‏
‏- تفضل للمطعم قالتها مادة يديها للأمام ...مطعم الفندق جزء من الفندق ......كان محل لبيع الملابس من قبل.‏
‏. عرفت لاحقا أنها صاحبة العمارة الصغيرة المكونة من طابقين يضمان الفندق و ثلاثة محلات)..‏
خلال خمسة دقائق كان الطعام جاهزاً......‏
‏..............الفطور بسيط عبارة عن بيض مقلي مع الخبز أو فول مصري..‏
طلبت فول مصري...كان الطبق شهيا جدا معمول بشكل لذيذ...‏
‏....الفول مقشور و عليه طبقة علوية(رشة) من الصلصة الخفيفة و الليمون مع التتبيل...‏
حقيقة لم أذق مثل هذا الطبق من قبل...حقيقة طبق شهي جدا..‏
بعد قليل تم تقديم الشاي...ثم اعقبتها بلهجة مرحة و كأنها تتفضل عليّ:‏
‏- (فِري ..فِري.).قالتها لي الفتاة التي تعمل في المطعم مرتين..‏
عرفت لاحقا أن لصاحبة الفندق ابنة تدير المطعم و أخرى تعمل في الاستقبال للفترة النهارية..‏


Post: #30
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-03-2017, 09:36 PM
Parent: #29


بما أن تفاصيل السفر و ذكرياته تتتداخل و يطغى بعضها على بعض ...بعضها مهم و ذو قيمة و البعض الآخر ليس ‏كذلك..‏
و حتى لا أحمل القاريء و المتابع معي في التداخل الوجداني و تشوش الذكريات لتلك الأيام القليلة ..‏
ساحاول أن ألملم دقائق ذكريات الأيام الثلاثة في أديس فيما تبقى لي من صفحات و وقت ..و سأوجز هذه الذكريات في ‏الموضوعات التالية: ‏
‏- هطل الأمطار الذي يوشك أن يفسد علي ما تبقة من وقت في أديس
‏- زيارة للسوداني الذي يقيم مطعما في منزله..‏
‏- رحلة المساج التي لم تكتمل...‏
‏- زيارة سوق ميركاتو و عسل النحل
‏- مقابلة مع الشاب السوداني الذي يعمل في تصدير اللحوم و أسرار تهريب اللحوم..‏
‏- وجهة نظر عامة و انطباع عن المرأة الاثيوبية

Post: #31
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-04-2017, 05:58 AM
Parent: #30

‏ جلست في استقبال الفندق لأستريح قليلا قبل أن أنطلق في لجولة صغيرة(بروفة)‏
استرعى انتباهي وجود شخصين يبدو أنهما سودانيان..‏
تحية سودانية متحفظة...بعدها ابتسامة اذابت الجليد..ثم الأسئلة التقليدية...من وين؟ ماشي وين؟ أول مرة تجي ..؟‏
احد الشابين( أكثرهما تلقائية و عفوية) سألني: جاي من السودان؟
إن شاء الله جاي مع أولادك؟ ‏
الله! سؤال عجيب! ‏
لكني فيما بعد عذرته فقد عرفته لاحقا انسان جميل و بسيط ....من لهجته ..فهو ينتمي إلى الريف في أقصى الشمال..‏
‏.حضر من السعودية للقاء عروسه( الحنة في يديه لكن و الله ما شفتها إلا بعد كلمني...بعدين هو انا جاي اتفرج على السودانيين و لا ‏الاثيوبين؟
السودانيين أنا شبعاااان منهم....هههههه.‏
في الحقيقة عذرته...عذرته عشان تلقائيته ..و لانه جاي في مهمة خاصة...للقاء عروسه ...( فهمتوا؟؟)..
قد قابلته فيما بعد مع عروسه خلال اليوم..‏كانت تلبس البرقع.....
.لكنها رغم البرقع و التخفي ..تبادلت معي الحديث و التعليق..و بكل أدب و احترام.. ‏

و هنا أدعو لهما بالتوفيق و بأن يرزقهما الله الذرية الصالحة..‏

Post: #32
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-04-2017, 07:48 AM
Parent: #31

أما الشاب السوداني الآخر الذي كان يجلس في الاستقبال مع العريس ... ‏
‏...كان شكله عاصمي أو من المدن الكبيرة ...عرفت أنه مسافر في نفس الليلة إلى السعودية...‏
‏..قال لي ذلك الشاب، و كأنه يلقي بمعلومة مهمة :‏
‏ - في مطعم سوداني قرييب... ‏
لم اعلق..لأني لما اسافر برة لا أجري وراء الوجبات السودانية التي تركناها ورانا
ثم واصل في سرور:‏
‏-......بيعمل وجبات سودانية ...مفروكة ..و شية بالصاج.‏
تابعت حديثه دون أن أهتم ( مرات الواحد بيكون ثقيل غصبا عنه...لكن ما قرضمة)‏
تابعت حديثه و لم أرد ..و لكن قلت في نفسي : ‏
‏- نحن السودانيين ديل نسافر برة.. و بدل ما نجرب حاجات جديدة....‏
‏- نسافر للخارج ........نقوم نفتش على حاجاتنا الخليناها ورانا؟؟
‏ و كأننا لا سافرنا لا حاجة؟ ‏
‏- ده شنو الهبل ده(آسف على كلمة الهبل)‏
‏- مطعم سوداني شنو؟ و وجبات سودانية شنو؟ و شية شنو؟ و مفروكة شنو؟؟
لكني احتراما للشاب الذي كان يود أن ينقل لي معلومة مفيدة ... لم أعبّر له عما بداخلي..‏
و لكني بدلا منها قلت: ‏
‏- إن شاء الله..حأمشي و أشوف المطعم‏
لكنه بعد ثواني واصلو اضاف :‏
‏- الراجل صاحب المطعم ...عامل المطعم في بيته ..‏
‏- ..و هو متزوج مرتين واحدة سودانية و واحدة اثيوبية..‏
و هنا فقط بدأت أركِّز ..و استيقظت لدي حاسة البحث و الاستكشاف( و ليس الشمار وحده)...‏
علما أنني من زمااان اهتم بكل ما يتعلق بالبزنس ..و ظروفه. و احاول أن أتعرف على ظروف نجاح أي عمل تجاري و ‏كذلك أسباب فشله...‏
و أهتم بالأفكار الجديدة و الابتكارات في مجال الأعمال...‏
كل ذلك هواية و تنظير بدون تطبيق عملي....و لكن قد يجيء يوما استفيد من كل هذه المعلومات و الأفكار..‏
المهم قلت في نفسي :‏
‏- إذن سأذهب لهذا المطعم و سأقابل صاحبه..‏
‏-.. و ما مشكلة سأتناول وجبة من وجباته السودانية ‏
‏( رغم إني جاي من السودان و شبعان ..شية و مفروكة و قراصة و لقمة..).....‏
‏....لكن بس ما هسه ...و لا الليلة ....لأني بالجد تعباان و محتاج لي راحة.....و الجسم مكسر..‏

الجسم مكسر؟؟؟؟؟؟ ‏
طيب ليه ما امشي أعمل مساج؟؟

شايف محلات المساج كتيييرة.. ليه ما أجرب؟
خلاص اوكي..فكرة جميلة...‏
و ده موضوع تاني
بس ما تذهب أفكاركم بعيييد ..
أصله أنا عارفكم...‏
لكن برضو بقول ليكم انتظروا..

Post: #33
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-06-2017, 08:18 AM
Parent: #32



الإخوة الزملاء الأعضاء الجادين و المونساتية
تحية حارة و صادقة ‏
أنا متأكد إنه في زحمة موضوعات المنبر الحااارة اليومين ديل......‏
‏...........زي موضوعي ده بيروح وسطهم في شربة موية ..او شمار في سليقة ..‏
‏.......رغم إنه شايفه بيستحق المتابعة( القرد في عين أمه غزال..)..‏أنا شايف كده

عشان كده قلت :
- يا ولد أديها يومين تلاتة أخلي غبار المعركة ينجلي عن البوستات الحارة ....
- و خلي الناس تروق شوية بعدين نجي نحن( ناس قريعتي راحت ) ندخل بشويش ... و نعرض بضاعتنا ...‏

من زاوية تانية:
نعم في الحقيقة هو العنوان تكرر كثيرا .........‏
‏................عشان كده قلت احاول أخرج من النمطية شوية , و أحاول أعكس انطباعاتي و ‏
خبرتي الشخصية التي قد تفيد البعض ...‏
لكن برضه ..الحال في حاله

عشان كده بقول للجماعة إياهم ....:‏

‏- بالله الدخل الفيلم ده قبل كده... يزح لينا شوية و يخلي الماشافه قبل كده يشوفه..‏

و تحياتي يا موانساتية


Post: #34
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: سيف الدين محجوب
Date: 10-06-2017, 10:36 AM
Parent: #33

متابعين
بس الجرجرة لزوما شنو ؟!!
دي ثلاثة يوم ولا ثلاثة شهور ؟!!
خليك من العبارات المنمقة والحنك البيش دا
وهات آخرك
تخريمة :
أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا ،،،،
من قدامى عاشقى أديس
ولنا فيها كر وفر سنين طويلة
عشان كدا نحنا ماسكين ليك ،،،
يلا ،،، أقطع لينا

أمِس أقِنَّالو

Post: #35
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: ود الباوقة
Date: 10-06-2017, 10:56 AM
Parent: #34

غايتو موضوع المساج دا قلبي اباه نهائيا

وشكرا

Post: #36
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-06-2017, 11:03 AM
Parent: #35

يا ابوالسيوف
أهلين

شكرا على المتابعة
‏(متابعين .........بس الجرجرة لزوما شنو ؟‎!!
دي ثلاثة يوم ولا ثلاثة شهور ؟‎!!‎‏)‏
‏--------------------------------------------------------‏
دي ثلاثة يوم ولا ثلاثة شهور ؟‎!!‎‏)‏
هسه عليك الله اكان ما ذكرناك؟؟؟
‏******************************************‏
و كمان:‏‎
‏(............خليك من العبارات المنمقة والحنك البيش دا ‏‎
وهات آخرك...)‏
‏- حاااااضر يا سيف: بس حيلك علينا شوية العبارات المنمقة دي ضرورية ‏
‏.....و أما الحنك البيش: اللي يكفينا شره..‏
‏*********************************************‏

تخريمة‎ :
أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا ،،،، ‏‎
من قدامى عاشقى أديس‎
ولنا فيها كر وفر سنين طويلة‎
عشان كدا نحنا ماسكين ليك ،،،‎
يلا ،،، أقطع لينا)‏
‏---------------------------------------------------‏
لكن انت من قدامي عاشقي اديس ابابا و ليك فيها كر و فر ....و أنا لسه جديد ..و ‏شكلي ما ناقش حاجة...‏
‏**************************‏
و الله كلامك يا سيوفوا عسل و كمان دوغرييييي و واضح جدا
و في الختام شكرا على المتابعة و عباراتك الودودة يا صديق

Post: #37
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-06-2017, 11:08 AM
Parent: #36

الأخ ود الباوقة
الصبر سمح يا ود الناس هههههههه.... لكن ما مشكلة
(غايتو موضوع المساج دا قلبي اباه نهائياوشكرا)----------------
--ايه رأيك مساج أصلي قبل رفع العقوبات؟؟؟؟ههههه

المساج بالدور و نت أول واحد

تسلم يا ذوق بس صبرك علي

Post: #38
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: سيف الدين محجوب
Date: 10-06-2017, 04:31 PM
Parent: #37

ابو عبد الله
والله بي كلامك الظريف تعقيباً على ملاحظتي أعلاه
أحرجتني شديد وكأنك كبيت جك موية سااااقطة فوق رأسي

عشان كدا يا خوي ،، احكي ،، احكي وعلى أقل من مهلك
أخد راحتك للطيش ،،، عندنا شنو نحنا ؟؟؟ الجرجير وبعنا


كيمان من المودة

Post: #39
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-06-2017, 09:31 PM
Parent: #38

الأخ أبو السيوف
تعقيبا على كلامك اللطيف:‏
‏(ابو عبد الله‎
والله بي كلامك الظريف تعقيباً على ملاحظتي أعلاه‎
أحرجتني شديد وكأنك كبيت جك موية سااااقطة فوق رأسي‎

عشان كدا يا خوي ،، احكي ،، احكي وعلى أقل من مهلك‎
أخد راحتك للطيش ،،، عندنا شنو نحنا ؟؟؟ الجرجير وبعنا‎


كيمان من المودة)‏
‏------------------------------------------------------------ ‏
و الله ما في إحراج و لا حاجة...نحن اخوان و ما بينا حاجة..و كلامك ظاهر إنه ‏من زول قلبه أبيض...‏
و اتحملنا شوية في الجرجير ..>ههههه...لكن

إن شاء الله ما نطول عليك كتير يا ‏عاشق اثيوبيا القديم..‏

أطنان من المودة يا ظريف


Post: #40
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-07-2017, 08:08 AM
Parent: #39

الساعة الآن حوالي العاشرة صباحاً
الشوارع هادئة و لكن المارة يذرعون الشوارع في نشاط... ‏
اندهشت لكون أن سكان أديس ابابا يستيقظون مبكرا جدا...‏
و لكن بعض المحلات ..خاصة محلات بيع الملابس تتأخر في فتح أبوابها...‏
أشعر بنعاس و خدر و ثقل في الأرجل و تكسر في العضلات ...كيف لا؟
كيف لا و منذ يومين و أنا انتقل ما بين وداع للأصدقاء و الاقارب و ما بين شراء احتياجات السفر للدوحة...‏
سوف أسير قليلا بهذا الشارع شبه الرئيسي..‏
شارع تقف على جانبيه العديد من المحلات... محلات لبيع الملابس ...محلات بسيطة و لكنها منظمة و راقية ...‏
يقم بالبيع فيها( و ربما أيضا هم أصحابها) فتيات فائقات الأناقة و الجمال...‏
الفتيات يقمن بتنظيف الواجهات بأنفسهن و هن يضعكن...الملابس ضيقة و محزقة( غض البصر للضمان واجب)...‏
و لكن أحيانا و إجباراً( و ليس اختياراً) تنزلق العين.. حتى بعد النظرة الأولى...استغفر الله العظيم..‏

بلد يبدو أن الأيدي العاملة في معظمها هي من النساء الشابات و الفتيات اليافعات...( لعن الله الفقر و الحاجة)...‏
‏. ...خطوات وأنا أسير أجد اللافتة بالانجليزي و الأثيوبية( مساج...بالزيوت العطرية)‏
شعرت بالإنجذاب التلقائي و بأرجلي تقودني لأقف ( مثل القروي الساذج) أمام اللافتة لأعيد قراءة الكلمات و أتأكد مما ‏تعنيه...‏
البوابة ضخمة و مفتوحة على مصراعيها على عدة غرف في الداخل( كما يبدو للناظر من الخارج)....‏
السور الخارجي من الحجر الأنيق... و هناك ساحة أمامية واسعة ...و رائحة العطور الآسرة
‏ تدخل الخياشيم دون استئذان( لا أدري هل آتية من الداخل؟ أم من ‏
صفوف الازاهر المتراصة على حواف السور و المداخل....‏
‏..المنزل يذكرني بمباني سكن اساتذة جامعة الخرطوم ذات الطراز الانجليزي...‏
المكان و الرائحة و تعب الجسم كلها تهتف بي : أدخل..‏
هذه أول مرة أجرب فيها مساج في مكان عام...‏
أخيرا قررت الدخول و البحث..‏
تحذير: ود الباوقة و من لف لفه عليهم حبس الأنفاس..

Post: #41
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-07-2017, 08:25 AM
Parent: #40

خطوات اخطوها إلى داخل المنزل/المحل.. ‏
الأرجل تقودني و أنا أمني النفس بدلك رياضي يعيد الحيوية للعضلات التي أرهقها ما أرهقها...‏
و أمني النفس بعودة الروح للشرايين و الأوردة لتضخ الدم في حيوية تدفق المياه لى سد النهضة...‏
و أمني النفس باسترخاء روحي و كأنني مومياء مسجاة في متحف الموميات...‏
دخلت من الخلف لأنني لم أجد باب للغرفة من الأمام..‏
نسيت أن أقول أن الساحة الامامية للمنزل معلق فيها عدة مناشف يلعب بها الهواء يمنة و يسرة ‏
كأنها ترحب بي و توعدني بمساج تاريخي لا أنساه..‏
أثناء دخولي الخاطيء من الخلف و أنا أبحث عن مدخل المكان ...‏
إذا بي أجد فتاة ( و قد دهشت لوجودي في هذه الناحية) اشارت علي بأن أذهب من ناحية اليمين.‏
درت من ناحية اليمين كما أمرت .....‏
وجدت نافذتين مفتوحتين...‏
ليس هناك أي حركة تدل على وجود إنسان..الصمت يلف المكان...لا زبائن؟؟
‏ يبدو ذلك.. قد أكون أنا الزبون الأول في هذه الإصطباحة.....‏
‏.....محظوظيا ولد ..بالتالي ستحظى بأجمل وة أطول مساج...‏
مش الزبون الاول؟

و فجأة ينفتح باب الغرفة....‏
غذن هناك من كان يتابعني؟؟
‏( بطل الهواجس الأمنية بتاعتك دي.......
يتابعك شنو؟؟؟ إنت كارلوس و الا جيفارا؟

Post: #42
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: ود الباوقة
Date: 10-07-2017, 09:01 AM
Parent: #40

ههههه

موضوعك دا هس كان عن بت النوش في الديم خمية دقائق

كان طلعت ليك القطايع والفلاليت ورفع البلابيط

وكان ركبت الطلط

عموما منتظرين

تشكراتي

Post: #43
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-07-2017, 09:06 AM
Parent: #42

ود الباقة ..
تحياتي
مبروك رفع العقوبات...بس ن شاء الله يكون بفائدة

ياخي مش كان تكلمني من الأول عن الزولة بتاعة الديم دي؟
خلاص المرة الجاية نمشي سوا الحجل بالرجل..
لكن بالطريقة الإسلامية

Post: #44
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-07-2017, 09:08 AM
Parent: #43

و فجأة ينفتح باب الغرفة في المنزل المخصص للمساج ....‏
‏ و أجد أمامي وجه جميل مبتسم...‏
لعلها موظفة الاستقبال...هكذا فكرت....‏
‏-ويلكوم( بالإنجليزية)‏
قالتها و هي تشير إلى الداخل...‏
الممر طويل و غرفتين على الجانبين...لم أدري أين أدخل
سرت و توقفت مترددا و أنا أنتظر التعليمات...‏
أشارت مرة أخرى للدخول إلى إحدى الغرفتين...‏
وقفت و أنا متردد...‏

ثم رجعت...‏
جاءت هي و فتحت باب الغرفة ...‏
هل هو الاستقبال؟
سميت باسم الله و دخلت
‏- الله؟ الغرفة فارغة و شبه مظلمة...‏

مرتبة فقط في منتصف الغرفة و عدة زجاجات بطرف الغرفة و عدة مناشف...؟
‏- إذن المساج ليس في السرير كما كنت أتخيل ....‏
‏- ....ما مشكلة في الأرض في الأرض..منها جئنا و غليها سنذهب..‏
أين الرجل الذي سيقوم بعملية المساج؟
‏- لربما ذهبت لتنادي عليه..‏
ظللت واقفا حائرا لا أدري ماذا أفعل ..هناك كرسي في الركن...جلست عليه
‏..بعد عدة دقائق جاءت فتاة أخرى
سلمت علي و هي تبتسم ..‏
‏- المساج 200 بر ..أوكي( 200 ألف سوداني)‏
‏- ما مشكلة و لكن أين الملد الهمام؟
كانت طويلة ممشوقة القوام ترتدي بدلة رياضية من القطن...‏
وقفت و هي تنظر لي..‏

كانت تنظر لي و في عينيها شبح سؤال
باغتها: أين الرجل الذي سيقوم بالمساج؟
‏-ابتسمت في دهشة :ليس هناك رجل..أنا من سيقوم بعملية المساج...‏
في تلك اللحظات كان قلبي قد بدأ يدق و دبيب من الخوف و الحساس بالغباء و السذاجة يطوقونني...‏
غرفة مغلقة و مظلمة و معي فاتنة و شيطان (لربما أكثر من واحد ...؟
ماذا ستكون النتيجة ؟ إبن سفاح طبعا ....في أحسن الظروف
كيف لم أعرف أن المساج يقوم بها البنات..كما في تايلاند حسب ما عرفت
و هل أنا في بلد إسلامي إصلاً؟
بالطبع لم أفكر في ذلك مطلقاً...‏
رإت ترددي و حيرتي
تراجعت للوراء ...و أعتقدت أن المبلغ هو الثمن
‏- أوكي 175 بر.... آخر سعر

لكني فتحت الباب .... و خرجت...‏
شكرتها و اعتذرت
كان الشيطان يقف في الباب يلعنني على إضاعتي الفرصة الذهبية..‏

و خلال دقائق كان الشارع العريض يستقبلني بالأحضان ‏
رجعت للفندفق و أنا أحمد الله...و لسان حالي يقول:‏
‏- آل مساج آل!‏

Post: #45
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: Hassan Farah
Date: 10-07-2017, 10:02 AM
Parent: #44

‏- آل مساج آل!‏
................................................................................................................
هههههههههه ها يا قول الترابى....عاد جنس استهبال يا ود عبدالله الحسين....اتلأ من دورك.... التكنك ما سمعت من قبل المساج فى أدس ود عم شنو

Post: #46
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-07-2017, 12:56 PM
Parent: #45

يا ود فرح ‏
ليه تحرجني كده و نحن أصحاب؟؟؟
‏( هههههههههه ها يا قول الترابى....عاد جنس استهبال يا ود عبدالله ‏الحسين....اتلأ من دورك...
.... التكنك ما سمعت من قبل المساج فى أدس ود عم ‏شنو)‏
---------------------------------------------------------------------------
يعني الواحد يحكي ليكم بالجد تشككوا في روايته...تكنكم كنتوا معاه ؟؟
ياخيس ن بعض الظن اسم..(استغفر الله العظيم ن بعض الظن إثم)‏
خلاص القصة كملت يلا شوفوا حاجة تانية..‏
موقف زي ده خطر ...و كل واحد عارف نفسه في المواقف الزي دي عشان كده انسحبت انسحاب أمريكي عينك عينك ‏‏...لأنه بعدين ما في تراجع لي وراء..‏

Post: #47
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-07-2017, 01:03 PM
Parent: #46


يلا بعد ده حانتقل إلى جزء تاني.....
خلاص .موضوع المساج انتهى بخيره و الحمد لله ما فيه شر...( ده بالنسبة للناس المصدقين )‏
حأنتقل لى الجزء التالي و هو:

زيارة لمنزل الرجل السوداني الذي أقام مطعم في منزله...‏
سنحكي لكم من هو؟
و كيف جاء لى أديس؟
و كيف فكر في القيام بهذا النوع من الأعمال..‏
و سأحكي لكم بعضا من خبراته عله تفيد البعض...‏

Post: #48
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: Hassan Farah
Date: 10-07-2017, 03:38 PM
Parent: #47

اها يا ود عبدالله الحسين بعد ما تزور صاحبك السودانى ما تنسى تشترى تذكرة(1000بر) لحفل الفنانة Melat Code - Demam Konjo
اسمع كلام صاحبك مش حتندم

Post: #49
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-07-2017, 06:26 PM
Parent: #48

الأخ حسن فرح
يا نبع الفرح
و الله أثبت إنك شلال فرح
ياخي ألف شكر على مشاركاتك العديدة ‏
و على مناوشاتك اللطيفة ‏
و على مشاغلاتك..و مُزحك التي أثرت البوست و اضافت له الكثير
و غن شاء الله سنلتقي دوماً

ألف ألف شكر يا ظريف

Post: #50
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: حسن ادم محمد العالم
Date: 10-07-2017, 06:44 PM
Parent: #49

دكتور تحياتي لك ولاهلي الاحباش مليون سلام سرد جميل وسياحه ممتعه في رحاب اديس
ارجو الا تحرمنا من التواصل معك حينما تاتي مره اخري لاديس فنحن
موجودين وسنكون سعيدين بالجلوس معك ولا تحرمنا من واجب الضيافه
وايضا نحن اهل البلد وهناك جوانب اخري مشرقه عند اهلينا الاحباش
ومناطق جديرة بالزيارة تواصل معي في الخاص
مودتي ياحبيب

Post: #51
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: ست البنات
Date: 10-07-2017, 06:46 PM
Parent: #48

تحية لك أخي محمد عبدالله الحسين,
وتحية لهذا الحكي الجميل الراكز ,
انك لراوي محترف !
تنقلنا معك في شوارع اديس وتنعمنا بجوها البهي,
ولكنك توقفت عن الحكي الجميل هذا
ونحن في الانتظار .
ست البنات.

Post: #52
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-07-2017, 08:10 PM
Parent: #51

الاخ حسن:‏
أسعدتني كلماتك الجياشة المفعمة بلود و الإخاء يا أخي العزيز :‏

‏(دكتور تحياتي لك ولاهلي الاحباش مليون سلام سرد جميل وسياحه ممتعه في ‏رحاب اديس‎
ارجو الا تحرمنا من التواصل معك حينما تاتي مره اخري لاديس فنحن ‏‎
موجودين وسنكون سعيدين بالجلوس معك ولا تحرمنا من واجب الضيافه‎
وايضا نحن اهل البلد وهناك جوانب اخري مشرقه عند اهلينا الاحباش‎
ومناطق جديرة بالزيارة تواصل معي في الخاص‎
مودتي ياحبيب) ‏
---------------------------------------------------------------
و كذلك لك الشكر لكرمك و أريحيتك الباهرة..‏
و إن شاء الله سنتواصل ......
و عند أي زيارة قادمة لابد من أسعى للإلتقاء بك عند أول ‏قدومي إنشاء الله..‏
تسلم يا وريف

Post: #53
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: ود الباوقة
Date: 10-07-2017, 08:52 PM
Parent: #52

يا اخوي ودعتك الله

انا خلص وصلت محطتي

ههههه


وشكرا

Post: #54
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-07-2017, 09:25 PM
Parent: #53

ود الباوقة ده شنو؟
شنو وصلت محطتك ؟
....و بت النوش بتاعة الديم البيمشي معاي ليها منو؟؟؟

لكن وكت عايز تتملص ودعتك الله ياخوي
و شكرا

Post: #55
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-07-2017, 09:31 PM
Parent: #54

الأخت ست البنات
‏أعجز والله عن التعبير عن وقع كلماتك المشجعة
‏أشكرك على تكرمك و تشريفك لي بتعليقك و متابعتك
‏و أسأل الله أن أكون عند حسن الظن و كما تتوقعون:‏‏
(تحية لك أخي محمد عبدالله الحسين‎, وتحية لهذا الحكي الجميل الراكز‎ , انك لراوي محترف‎ !
تنقلنا معك في شوارع اديس وتنعمنا بجوها البهي‎,
ولكنك توقفت عن الحكي الجميل هذا ‏‎ ونحن في الانتظار)....
‏‏------------------------------------------------‏‎.‎
أكرر لك شكري و تقديري أختي الكريمة

Post: #56
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-08-2017, 06:49 AM
Parent: #55

و هكذا يا صحاب....رجعت حاملاً اسفي لفشل حملة المساج الذي كنت أمنّي النفس به...‏
و في القلب حسرة....كما يقولون..‏
كيف ؟ ....و النفس أمارة بالسوء تلكزني باليمين و (لقد اضعت الفرصة)..‏
‏....بل و تزيد النفس الامارة من الإحساس الثقيل باستيلاد مشاعر الندم على مطب من الخطيئة كان....‏
مطب كاد أن أيغرقتي في مستنقعٍ آسنٍ و عميق( و لكنه جذاااب)،...‏
مطب ظاهره فيه الأنوثة و الجمال، و باطنه من قِبلِه العذاب ..‏
الحمد لله خرجت أخيراً من ذلك المولد .......بلا حمص ... و لا سمسمية...‏
و لكن رجعت بعذريتي سالماً.......و بلا خطيئة .‏
و هنا اسمحوا لي بأن أعتذر اعتذارا خاصاً لكوكبة من المشجعين.....و المتربصين في الخفاء ....‏
و كل هؤلاء الذين كانوا ينتظرون لمشاهدتي و أنا أترنح....أو مشاهدة مقاطع (بورنو)شديدة الاحمرار .....‏
كل ذلك في تلك الغرفة المظلمة المحتشدة بالعطور، و الاروما الباذخة العطر و بالشيطان و ابنائه.... و بحفدته لربما، الذين أتى ‏بهم جميعاً ليشاهدوا دورة تدريبية مهنية...‏
دورة تدريبية حول كيفية إغواء رجل من بني البشر...رجل ضعيف مثلي، يحمل بين جنبيه قلب يعشق ...‏
و مشاعر تجيش عند أول دفقة من أنوثة تعانق مشاعره و خياشيمه ...و مكامن الشهوة فيه( يا لطيف)....‏
و لكنني.... هكذا نجوتُ( و هكذا انجيناه...)..‏
ورجعت إلى الفندق و كل تعب الدنيا في جسدي... ‏
و زاده تعباً خيبة الأمل في إجهاض مساجٍ كنت أرجو أن يعتصر كل خلية من جسدي....‏
مساج يستخرج من جسدي كل عناء الأيام الماضية و وعثاء السفر و كآبة المنظر و بعضاً من نصَب الحياة...‏
‏.......و هكذا يا أحبة نمتُ....نمت متوسداً صبوتي....و محتقباً مشاعري الحبيسة. ‏
كان نوما عميقا..نوماً سافرت فيه في سياحة مبهمة ...سياحة غائمة الملامح، سياحة مبهمة التفاصيل،...‏
جولة هيولية ...طفت فيها عبر الاثير و الاسفيرر....‏
‏..........رأيت فيها بحاراً و أشجاراً و ركبت فيها مراكبَ و عبرت بها مياهاً كثيرة..‏
لكنه باختصار كان حلما مريحا، و إن لم أتبيّن تفاصيله و لم أشغل نفسي بتأويله..‏
و لم أكن ممن هم للرؤيا يعبُرون...و لا بتأويل الأحلام عليم.‏
استيقظتُ و احساس باسترخاء و خدر لذيذ يغشيان كل جسدي.... و كياني.....‏

Post: #57
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-08-2017, 07:35 AM
Parent: #56

استيقظتُ و احساس باسترخاء و خدر لذيذ يغشى جسمي و كياني.....‏
‏.و شوق للحاق بما تبقى لي من ساعات للتجوال و السياحة...‏
و هكذا نزلت إلى كافتيريا الفندق...‏
‏- صباح الخير
‏- صباح النور
جلست، ثم طلبت قهوة تركية... ضحكات أنثوية صافية تنبعث من الطاولة الكائنة في ركن الكافتريا..
.....تجلس خمسة صبيات في عمر ‏الزهور...رشيقات القد ، مصففات الشعور، لامعات، أنيقات...ما شاء الله...‏
.......كنّ يجلسن قرب بعضهن و هن يتحلقن حول الطاولة...‏
بدأت اتابع حركاتهن و سكناتهن و قد أبهجني منظرهن و هن يتبادلن الحديث ببراءة و ود ...

كن منشغلات بالحديث و كل براءة الدنيا تحلق حول تلك الطاولة و هن يضحكن..‏و يتفرجن على صور في جوال إحداهن..‏
أحسست أنهن بلا كدر و لا مشاغل و لا حتى إحساس بالعالم الصاخب من حولهن......
..جلست لدقائق أنشغل بمرآهن، مرآهن الذي أدخل الراحة ‏في قلبي ...
كنت و أنا ارقبهن كأني ارقب خفية سرب من طيور أليفة بديعة تلقط الحب و أنا أخشى أن يشعرن بوجودي فيطرن في الفضاء..‏مُخوّفات.

نسيت قهوتي (حتى برد الشراب في حافة الكأس) و أنا اتابع هذه الطيور الأليفة....
لما طالت متابعتي لهن اكتفيت بالدعاء لهن من كل قلبي .....
دعاء لهن بالوئام و بالسلام و بأن يظللن ‏هكذا هانئات النفس، خليات القلب من كدر الدنيا و مشاغلها...‏
ثم نهضت لأذهب...
..... و هكذا ...خرجت...‏

Post: #58
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-08-2017, 08:01 AM
Parent: #57

نسيت قهوتي (حتى برد الشراب في حافة الكأس) و أنا اتابع هذه الطيور الأليفة....
...........دعوت لهن من كل قلبي بالوئام و بأن يظللن ‏هكذا هانئات النفس، خليات القلب من كدر الدنيا و مشاغلها...‏
ثم خرجت...‏
‏-إلى أين؟ ‏
‏- لا أدري..المهم لابد من أن أخرج..‏
‏ قادتني خطاي للشارع الخلفي من الفندق....‏
كان الشارع مزدحم ( كأني في السوق العربي)......‏
‏..........زحمة من الشباب ( معظمهن من الفتيان) و هم يجلسون أمام عدة محلات....‏
‏.....امامي مطاعم ومكتبات و محلات لبيع الهواتف..و كافتريات شعبية..و صوالين لتصفيف الشعر...‏
‏- صوالين؟
‏ - آه...الحمد لله احتاج لأن أحلق شعري( أقصد ما تبقى منه)...‏
‏- .......في الحقيقة محتاج أعمل (قطعية بس)، قطعية أنيقة تبرز ما خفي من وسامة .....‏
و لكنها وسامة في المنظر الخلفي للرأس( ما بطال)...‏
‏- كيف يا ربي صالون الحلاقة عندهم؟
‏- هل مثل ما عندنا؟
‏- أكييد..لأن معظم الصوالين عندنا باتت تذخر بالشباب الأثيوبي..‏
نظرت يمنة و يسرة ..ثم قررت الدخول في أحد الصوالين..‏

Post: #59
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-08-2017, 08:33 AM
Parent: #58

‏- كيف يا ربي صالون الحلاقة عندهم؟
‏- هل مثل ما عندنا؟
‏- أكييد..لأن معظم الصوالين عندنا باتت تذخر بالشباب الأثيوبي..‏
نظرت يمنة و يسرة ..ثم قررت الدخول في أحد الصوالين..‏
انتصب شاب في العشرين مرحبا بقدومي...‏
‏- الله؟؟ ما هذا؟ بنت في صالون رجالي؟ ماذا تفعل؟
‏- لربما زائرة أو صديقة ذلك الشاب أو قريبته...(إن البعض الظن إثم...)‏
‏- الناس ديل طريقتهم مختلفة مننا ....الا تفهم؟؟؟
نظرت إليها( غصبا عني والله لأنه أعجبني شعرها من أول نظرة....كانت التسريحة آفرو...)‏
نظرت و اطلت قليلاً...و الله قليلاً ليس إلا بسبب خجلي.... و كنت أتمنى أن تطول....‏
حاولت التفاهم بالانجليزي و بالوصف و الإشارة ...و اخيرا طلبت مني الشابة أن أجلس....يا حظي..أقصد يا ويلي...‏
‏- ااترك نفسي لشابة لتخلل شعري و تعبث بمشاعري(القاعدة على الهبشة؟؟)..‏
‏- .....دي مصيبة شنو دي؟؟ ‏
‏- نحن نهرب من دي نقع في دي؟؟
المهم جلست في المقعد و مزيج من مشاعر، و توقعات، و توجسات، و أمانٍ خجولة تنتابني ...‏
‏.....و دعوات مترددة، و أنفاس واجفة كلها تعبث بي أنا المسكين..و انتظرت..‏
لبستْ الأنيقة الابرول و تقدمت للضحية الساكنة....‏
أول خطوة...... رشة ماء بااردة رشتها لترطيب الشعر، ( فرطّبت الأجواء خارجيا و داخلياً)..
‏...رذاذ الماء المفاجئ جعلني أقفز....‏
كانت أول لمسة لشعري قد حملتني لتدخلني في دهليز لانهائي... خافت الاضواء .....‏
‏..........احسست بأني استلقي في اريكة في بستان مخضر...أما الباقي فلا أتذكر منه شيئاً..‏
و كنت استفيق مرة فمرة عندما تمسك برأسي لتلفته يمنة أو يسرة..‏
‏......و هكذا و أنا بين آفاقة و استفاقة (كما يقول الشاعر أمل دنقل) انقّل راسي و خاطري..‏
لم استفق إلا و صوت (السشوار )الكهربائي العالي( كأنه عزول خبيث)... يوقظني بكل فظاظة الدنيا...‏
نهضت في تراخي....‏
نفضت ملابسي و خدري اللذيذ ‏
‏ و أعطيتها 15 بر كما طلبت.....‏
و أنا اودعها في سري ...... خرجت متكاسلاً ..في هدوء..و هاتف يهتف بي أن أرجع...‏
خرجت ...و كنت أتمنى أن لا أخرج... ‏


‏ ‏

Post: #60
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-08-2017, 01:14 PM
Parent: #59

فوق

Post: #61
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-08-2017, 10:33 PM
Parent: #60

الشكر الجزيل لمن اتصل على تلفوني الخاص و الإيميل..زز
‏...... و للذين لم يبخلوا بالتعبير عن مشاعرهم و احاسيسهم...و هم يتابعون ما أكتب....‏
أقول لهولاء و أولئك:
حقيقة إن مشاعركم هي المرآة التي تعكس لي خطواتي في الطريق و هي التي ترشدني للسير في السبيل...‏
و أثمن كذلك عالياً من اتصل لرفع روحي المعنوية و تقديم النصح والاستشارات....‏

لكم و لهم الشكر الجزيل

Post: #62
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد البشرى الخضر
Date: 10-09-2017, 05:06 AM
Parent: #61

سلامات ا محمد عبدالله
أحييك على السرد الممتع شوّقتنا لمتابعة بوست الزيارة "الخاطفة" الجاية إن شاء الله

Post: #63
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-09-2017, 07:37 AM
Parent: #62

الأخ محمد البشرى
شكرا على الزيارة الصباحية المفاجئة و المدهشة..‏
شكرا على الكلمات الكريمة..و نتمنى أن نكون عند حسن الظن دائماً..‏
لك الود كله

Post: #64
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-09-2017, 07:49 AM
Parent: #63

بعد خروجي من صالون الحلاقةرجعت لقواعدي (للفندق) سالماً و منتشياً....‏
أحس بأنني صرت خفيفاً ( الله يكفينا شر خفة العقل...خفة الوزن هينة)...‏
‏.....جلست في صالة الاستقبال...‏
‏- كوب من القهوة التركية اعتقد سيعدل المزاج أكثر...‏
إذن من الافضل أن أنتقل لكافتيريا الفندق فهي أكثر هدوء...‏
ذهبت....خلف كاونتر طلبات الزبائن وجدت صاحبة الفندق منهمكة..‏
‏... كانت تقوم بنفسه بالتنظيف و إعادة ترتيب المحل..حيث أن الكافتيريا تم افتتاحها قريباً..‏
‏- صباح الخييير ..........قالت بلكنة اثيوبية عذبة و ابتسامةشبه جادة ترتسم على الوجه الباسم ‏طبيعة.‏
‏- تفضل ... قالتها بشيء من المهنية ‏
‏- قهوة و الا شاي؟
‏- قهوة
‏- بس خمسة دقائق
بعد حوالي خمسة دقائق أحضرت القهوة بنفسها .....‏
ثم احضرت لنفسها طبق من البيض المقلي و جلست في المقعد المقابل...‏
‏- أنا كنت في السودان زماان؟
‏- الله؟ حتى أنتي؟ البلد كلها اظنها مشت السودان!‏
‏- كان ذلك خلال الحرب مع اريتريا ..كنت في القضارف و كسلا ...ثم الخرطوم
‏- القضارف ليست جميلة...لكن الخرطوم جميلة( حليل جمال الخرطوم)‏
‏- يا ربي دي وجهة نظرها فعلا ...و الا كسير تلج؟

بعد ذلك دخلتْ في فاصل من مقارنات بين الزبائن السودانيين و السعوديين و الكوايتة..‏
‏...وطبعا نحن الفائزون(السودانيين أجدع ناس) ...‏
المقارنة لم تكن بناء على الوضع المالي للزبون و لكن للسلوك المريح التصرفات المهذبة...‏
‏- الزبون السوداني...ما في مشكلة ..ما في صراخ ( طبعا مع تقليد الزبون)..‏
أنهيت الونسة باسلوب دبلوماسي ........لأنني كنت أنوي الذهاب لسوق ميركاتو...‏

Post: #65
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-09-2017, 08:20 AM
Parent: #64

أنهيت الونسة مع صاحبة الفندق باسلوب دبلوماسي ....‏‏...
.........لأنني كنت أنوي الذهاب لسوق ميركاتو.......
و هي أصلا ونسة عابرة و بالنسبة لها ونسة مهنية ‏تقع ضمن بناء علاقات مع الزبائن..
‏أخبرتها بأنني أود الذهاب لسوق ميركاتو ...‏
سألتني هل أود أن أذهب بالمواصلات العامة أم الخاصة؟‏
- كم سعر المواصلات العامة( حافلات) و كم الخاصة؟‏
- التاكسي بين 150 إلى 200 بر( جنيه تقريبا)
‏‏- المواصلات العامة(الحافلات) تركب مرتين...السعر 3 بر
‏- اوكي شكراً..باي ‏‏
- انتظر ..وين ماشي؟
‏استغربت....
‏‏- ليه؟ ماشي سوق ميركاتو
‏- عااارفة...بس لازم تعمل حسابك!‏‏
- انت غريب...في حرامية كتييير
‏- فلوسك لازم تكون داخل البدلة ...في الجيب الخلفي...( طبعا أنا عااارف عارف...ده نفس النظام عندنا)‏
الحرامية قبيلة واحدة في كل أنحاء العالم
( الناس برضه هم ...هم...‏‏.....و لكن مرات وهم الهوية الوطنية و الشوفينية .....
........و هي السذاجة التي تزيّن لنا التفوق( كأننا الجنس الآري)..‏

Post: #66
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: ود الباوقة
Date: 10-09-2017, 08:34 AM
Parent: #65

ما يحتاج

يا سلام

وشكرا

Post: #67
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-09-2017, 02:29 PM
Parent: #66

الأخ ود الباوقة

تحياتي يا رجل
شرفت و ألف شكر على دخولك ‏
يأيها الرجل المهذب الودود
و دمت يا أخي الفاضل ‏

Post: #68
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-10-2017, 06:46 PM
Parent: #67

سوق ميركاتو و ما ادراك ما ميركاتو
الاسم يحمل في نطق كلماته تنغيم محبب يغري بترداده كما يحيلك لأن تتخيل أفكاراً ‏و معانٍ مبهمة و لكنها في كل الأحوال جميلة..قادتني هذه الأفكار و التخيلات لأن ‏أفكر في زيارة ميركاتو ..و طبعا قبلها في معرفة بعض المعلومات عنه.. و طبعا ‏لجأت في ذلك لىغوغل..و اختصر هذه المعلومات فيما يلي: ‏
ميركاتو تعني (السوق) باللغة اليطالية.وهو..سوق حيوي تم تأسيسه إبان الغزو ‏الإيطالي للبلاد ويقع في قلب العاصمة أديس أبابا، وهو من أكبر الأسواق الأفريقية ‏الحالية وتغطي بضائعه إثيوبيا وعددا من الدول المجاورة كجيبوتي والصومال‎.
ويقع السوق، الذي يحمل تسمية إيطالية، على مساحة كبيرة في وسط أديس أبابا ‏القديمة ويعد مدينة قائمة بذاتها ويضم مناطق وأحياء سكنية ومرافق متعددة منها ‏مواقف للحافلات‎..
بضاعة ميركاتو متنوعة، سواء أكانت جديدة أم مستعملة و منها بضائع مستوردة من ‏مختلف دول العالم تشمل الأجهزة إلكترونية والسيارات والأغذية وغيرها، ويدخل ‏السوق بضائع بملايين الدولارات يتم توزيعها يوميا على كافة المدن والولايات ‏والمناطق المجاورة للبلاد‎.
ويضم السوق بين جنباته مقار العديد من الشركات إلى جانب 50 فرعا للبنوك ‏الإثيوبية والمراكز الدينية وأهمها مسجد الأنور العتيق أكبر مساجد البلاد ويحتوي ‏على العديد من المكتبات والمعاهد، إضافة لمسجد النور ومدارس أبادر الأساسية ‏والأولية الابتدائية والجالية اليمنية وأبوبكر الصديق لتحفيظ القرآن ومكتبتي الأقصى ‏الدينية والنجاشي ومركز الهدي الإسلامي‎..
ويفتح ميركاتو أبوابه طوال الأسبوع حتى في الأعياد، وبه كل ما يحتاجه الشخص ‏والتاجر من مستلزمات جديدة ومستعملة وعلى قدر أموالك تجد ما جئت تبحث عنه ‏في السوق الذي يشكل مصدر رزق للعديد من العمال وفيه تجد الفقير والغني ‏والباعة المتجولين ورجال الأعمال أيضا‎.
وتوجد به أسواق للأشياء المستعملة كالأواني والأثاث والخردة وكل شيء لا يخطر ‏لك على بال تجده في ميركاتو، إلى جانب مواقع بيع الأطعمة للفئات الفقيرة بأقل ‏الأثمان، من طرائف ميركاتو كذلك بيع الأطعمة بأقل كمية قد تتخيلها كالبيع بقبضة ‏اليد، وهنالك مرشدون للمشتري للمواقع ويتلقى أجرا مقابل ذلك، وتجد من يقوم ‏بتوصيلك لموقع محدد داخل السوق نظرا لكبر مساحته وازدحامه ويطالبك بأجر ‏مقابل الوصف.‏

Post: #69
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-10-2017, 07:03 PM
Parent: #68

قررت الذهاب للسوق الذي يبعد حوالي 35 كيلو من الفندق بالتجزئة بركوب ‏حافلة على مرتين...
و كنت اتحاشى أن أظهر بمظهر الغريب ...بالرغم من أن ‏البعض كان ينظر لي طويلا ..
.لربما لاحظ فعلا أني غريب أو لسابق عهده ‏بالسودان و السودانيين ...يعني يكون عرفني (بالدم) زي ما بيقولوا..‏
طبعا حكاية (عرفته بالدم) دي كتيرة عندنا..و فعلا حقيقة..يعني مثلا ولدي لا ‏يشبهني بتاتا و لكن واحد من أقربائي ينظر ليه و يقول
لي : تعرف عرفته ولدك مما شفته ‏مع أولاد ناس فلان ..بالدم بس.‏
المنظر الغريب الذي ادهشني في موقف الحافلات أنني رأيت صفا طويلا من ‏البشر...
يكاد يقرب من 50 شخص يقفون صفا ..ذكرني بصف السينما و صف ‏تذاكر الكورة...
استغربت و تابعت الصف.. وجدتهم يدخلون واحد تلو الآخر ‏لحافلة وحيدة دون أي خلال بالنظام أو أي تجاوز...‏
و أثناء ما أنا أنظر لهذا الصف على بعد أمتار مني و أنا مندهش ..
و كنت ‏أنتظر الحافلة التي تقلني لميركاتو..ذا بي أجد نفسي انا ضمن صف جديد و هو ‏يتكون من جديد و أنا داخله في انتظار حافلة أخرى..‏
يعني منتهى النظام و احترام الآخر ..رغم الأزمة المؤقتة في المركبات....
هنا .أرفع ‏القبعات لهم و الله..
درس لنا في النظام و الانتظام نحن الذين فارقنا الدرب من ‏زمان....
.و لكن أدينا الفصاحة و طولة اللسان و الفلهمة الفارغة و نظن أنفسنا ‏شعب الله المختار..‏

Post: #70
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-10-2017, 08:01 PM
Parent: #69

وصلت السوق و لكن للاسف لم يكن المزاج رائقاً. ...‏
كان المطر يهطل مدراراً...‏
‏....و طبعا لم اتعود ....بل لم استعد لحمل أو حتى شراء مظلة...‏
‏.....المشوار طويل بحق....اكثر من نصف ساعة و نحن نشق شوارع اديس ‏ابابا... ثم و صلنا السوق أخيراً ..‏
‏.......السوق يشبه السوق الشعبي في امدرمان في منطقة الترحيلات( مع الفارق ‏الكبير في سع السوق)‏
السوق متسع بدرجة كبيرة و متعدد الأقسام.,....‏
‏ و يبدو كل منطقة مخصصة لبيع و عرض بضائع معينة...‏
الشاحنات مصطفة على طول شوارع السوق و هي مشحونة او تُشحن بالبضائع....‏
‏- أين أشتري العسل؟
التفاهم صعب ...القليل في السوق يعرف الانجليزية.....‏
فضلت استخدام كلمة (مارر) بمعنى عسل ..لا أدري بالتقرية أم بالأمهرية..و لكنها ‏أفضل من استخدام كلمة عسل أو ‏HONEY‏....‏
و بدأ الوصف للمكان ..و لكن أيضا اللغة عائق هنا في السوق....‏
‏.يبدو أن أغلب الباعة و العمال لا يجيدون غير لغتهم..عكس الحال في وسط ‏المدينة..‏

Post: #71
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-10-2017, 08:15 PM
Parent: #70

كان منظري غريبا حقا بالنسبة لهم..و أنا أمر في شواره السوق ....‏
كنت ارتدي بدلة قيافة( مافي غيرها) لزوم البرد و كده.....‏
و لكن منظرها غريب لأن معظم الزوار أو الموجودين في السوق ما كانو ‏‏(قاشرين)....‏
كثير من الشباب يجلسون أمام البرندات و المحلات ...يبدو أنهم في انتظار الزبائن ‏للتحميل أو المساعدة في حمل البضائع أو من الذين يصطادون الزبائن خاصة من ‏البعض الذين تبدو عليهم الحاجة أو يبدو عليهم الفقر...يبدو ذلك من الملابس و ‏الأعين الجائلة التي تبحث عن الزبائن ..حيث بعضهم عمال و حمالين و سماسرة و ‏فعلة..‏
صادفت كثير من الاوربيين..و الصوماليين..السوق يصدر لى الصومال و دول ‏الجوار الأفريقي..‏
بعد تعب وصلت الى منطقة جامع النور أو الانوار المشهور..... حيث الحي الذي ‏يكثر فيه المسلمون.....‏
‏....في ذلك السوق وجدت ضالتي.... العسل...‏
اشارو لي الي دكان طرفي..‏
رجل عجوز بلحية يتحدث عربية اكثر وضوحا....كان هو صاحب المحل
‏- مارر(عسل)؟
‏- ايوة
قادني لداخل المحل.....‏
المحل كبير و مكدس بالتوابل و البضائع... ‏
‏..ناولني اعطاني برطمان بلاستيكي كبير ...‏
‏- كم ؟
‏-160 بر (160 ألف جنيه) للكيلو
الغريبة في المول القريب من الفندق ب 216....‏
و أمس أحضر موظف الاستقبال برطمان عسل للسوداني الذي سيسافر اليوم ‏للسعودية الكيلو ..
... حسب قوله البرطمان سعة كيلو ب 450 بر..( لربما خدعه الرجل..بل أكيد)‏
لكن يبدو أن العسل الذي اشتريته أنا هو الأجود...‏
اشتريت 4 برطمان( 4 كيلو) لزوم الاستخدام و هدايا.‏

Post: #72
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-10-2017, 08:42 PM
Parent: #71

أولا أود التنويه لموضوع هام...و أتوقف قليلا عن سرد تفاصيل الجولة في السوق....‏
و يجب أن أنوه كذلك أن ما أكتبه ليس فقط سرد بقصد التسلية فقط و إن كانت التسلية موجودة و مرغوبة و مطلوبة..
و ‏لكن هناك جوانب أخرى يتضمنها موضوعي و هو إلقاء الضوء على حياة الشعوب من حولنا
و فهم الروابط و العلاقات ‏الغنسانية و البشرية..و لتدعيم مفهوم جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا...و لاحترام الآخرين و احترام ثقافاتهم...‏
و بما أن الحديث عن اثيوبيا و عن السوق و عن الاقتصاد ............
و قبل أن أغادر هذه المساحة أود أن أعرض موضوعا له ‏علاقة بالعلاقات بين اثيوبيا و السودان..
كنت قبل دقائق أبحث عن صادرات السودان لاثيوبيا..و لكن بدلا من عثوري عما ‏أبحث عنه وجدت موضوعا هاما...
..........زو هو مكانية استفادة السودان من الفرصة التي اتاحتها له الظروف بأن يكون منفذ ‏بحري لصادرات و واردات اثيوبيا..
و هو الأمر الذي لم تأخذه حكومتنا حتى الآن محمل الجد...حسب ما سمعت..‏
و فيما يلي وجدت خطاب أرسله أحد أـصحاب الشركات السودانيين أرسله للهندي عزالدين في عموده و قرأته .....
.و أردت ‏بالتالي أن أشرككم فيما سرده من حقائق..‏

Post: #73
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-10-2017, 08:51 PM
Parent: #72

أثيوبيا وميناء “بورتسودان”.. بقلم الهندي عزالدين


أغسطس 30, 2017‏


السودان اليوم‎:‎
الأخ/ “الهندي عزالدين‎”
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته‎
وبعد‎
أشير إلى تعليقك بخصوص زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي وعدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بخصوص استعمال ميناء ‏بورتسودان وأود أن أفيد بالآتي‎:-
‎1 – ‎أولاً صادرات السمسم الأثيوبي‎:
منذ ما يقارب سبع سنوات تقوم دولة أثيوبيا بتصدير حوالي (180,000) طن من السمسم عن طريق ميناء بورتسودان ‏ونستفيد الآتي‎:
‎1) ‎العمالة في القضارف للشحن من الشاحنات الأثيوبية إلى الشاحنات السودانية‎.
‎2) ‎الشاحنات السودانية من القضارف لبورتسودان‎.
‎3) ‎المخلص / الجمارك‎.
‎4) ‎عند وصول البضاعة لبورتسودان تقوم العمالة بإنزال البضاعة وتستيفها بالحاويات‎.
‎5) ‎المخلصون – الموانئ – الوكيل الملاحي… الخ‎.
أما الآن فقد فقدنا كل هذا ويتم شحن هذه البضاعة عن طريق ميناء جيبوتي للأسباب الآتية‎:-
‎1) ‎لم يتم إنشاء الكبري بين الحمرة/ القضارف حتى يومنا هذا وغمرت مياه سد ستيت الطريق، مما أدى لإعاقة حركة ‏الشاحنات من وإلى القضارف، وقد علمنا أخيراً بأن سلطات الكباري أعدت الدراسة ولكن وزارة المالية ليست لديها ‏ميزانية لإتمام المشروع في الوقت الحاضر‎.
‎2) ‎ارتفاع قيمة الترحيل للطن من القضارف لبورتسودان بما يعادل (75%) مما كان عليه بعد قرار وزير النقل ‏بخصوص حمولات الشاحنات… الخ‎.
‎3) ‎أحد المستثمرين السودانيين قام بجلب بنطون لتسهيل عبور الشاحنات وطلب دفع (12,50) جنيه للطن، وهذا انعكس ‏على التكلفة‎.
‎2- ‎ثانياً بخصوص الواردات‎:
خلال العامين الماضيين تم تفريغ حمولة عدد (4) بواخر سماد، بواقع كل باخرة ‏‎(50,000) ‎طن، ولكن أيضاً هنالك ‏بعض المشاكل التي يجب أن تحل لضمان وصول مثل هذه الشحنات عن طريق ميناء بورتسودان‎.
‎1) ‎أولى المشاكل تأتي من وزارة التجارة التي تصر على إصدار أورنيك‎ (T) ‎بعد تقديم عقد النقل موضحاً جملة ‏النولون…الخ، موثقة من السفارة السودانية، وإلا لن يتم إصدار‎
هذا الأورنيك، وبالتالي لا تقوم سلطات الجمارك بالإفراج عن الشحنة ويتكبد الجانب الأثيوبي غرامات انتظار الباخرة ‏خارج الميناء لمدة طويلة، علماً بأن هذه البضاعة‎ (TRANSIT)‎، وليست عليها رسوماً جمركية وتنقل على شاحنات ‏أثيوبية‎.
‎2) ‎سلطات الجمارك لا تسمح بدخول العربات الأثيوبية كلها، بل على حسب توجيهات وزارة النقل، ولنقل (50,000) ‏طن يسمح لها بعدد (200) شاحنة فقط، وحمولة كل شاحنة (40) طناً، ويتم التصديق الكلي للعربات بعد تدخل سلطات ‏عليا كما حدث بالنسبة للشحنة‎
الأخيرة‎.
‎3) ‎الضرائب تصر على دفع (2,50%) من قيمة نولون الترحيل كضريبة أرباح على‎
الشاحنات الأثيوبية، علماً بأن هذه الضريبة تطبق على الشاحنات السودانية وليس على‎
الشاحنات الأثيوبية العابرة، وتم حسم هذا الجدل بعد مضي أسبوع من وصول الباخرة بعد تدخل من وزارة المالية ‏والسفارة الأثيوبية‎.
وبرغم المشاكل والمعوقات أعلاه، أود أن أقيد بعض التفاصيل المشرقة بعيداً عن دواوين الروتين الحكومي الذي يعيق ‏تدفق البضائع الأثيوبية وهي‎:-
‎1) ‎اتحاد وكلاء البواخر قاموا بتخفيض استحقاقاتهم بمعدل (50‏‎%).
‎2) ‎عمال الشحن والتفريغ خارج البواخر أيضاً قاموا بتخفيض (50%) من أجورهم المطبقة على الواردات السودانية‎.
‎3) ‎سلطات الجمارك قامت بتطبيق رسوم اسمية للطباعة… الخ‎.
عليه مما سبق أعلاه الأخ “الهندي” يتضح لك أن كل ما تقوم به الدولة من اتفاقيات تكون هنالك جهات حكومية تعيق ‏تنفيذها – بجهلها بالقوانين واللوائح المتعلقة بصادرات‎
وواردات الترانزيت التي يتم تطبيقها بالدول الأخرى كدولة جيبوتي مثلاً التي ليس لديها أي مصدر دخل خلاف ما يأتيها ‏من البضائع العابرة كما وضحت أعلاه، وعليه نتمنى تسهيل كل المشاكل والمعوقات لانسياب عملية مرور البضائع ‏العابرة وإلا فسوف نفقد تدفق هذه البضائع عن طريق ميناء بورتسودان، لأن لديهم منافذ أخرى تنافسنا ويمكنهم العمل ‏خلالها، ووزارة التجارة أول المعيقين في ذلك، وعلى استعداد لتوضيح ما يلزم إذا رأيتم ذلك‎.
وهذا ما لزم إفادته‎
الجزولي محمد الجزولي‎
شركة المرفأ‎
وكلاء شركة ترانزيت الأثيوبية



Post: #74
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-10-2017, 09:25 PM
Parent: #73

نواصل ما انقطع من جولة في سوق ميركاتو..........
.........زامر ببعض أجزاء السوق..و لكن بصعوبة تقتضي مزيدا من ‏العزم......
الصعوبة بسبب تأثير الأمطار في شوارع السوق المكتظة...و اضطرار المارة للسير داخل البرندات ‏العالية....ز
........يتكدس بعض الشباب الذين تبدو على ملامحهم الحاجة حول بائعي الطعام..و الشاي..و القهوة طبعا..‏
اواصل السير و الفرجة دون هدى..و لكني فجأة أتذكر تلك التي طلبت مني الفستان الاثيوبي التقليدي..‏
فقد وقعت عيناي على محلات تعرض الفساتين أوالزي الاثيوبي التقليدي و الذي عرفت مؤخرا أنه زي طقوسي....
أي زي يتم ‏ارتداؤه للمناسبات الدينية (و ربما الوطنية)...و سعره عادة غاليا ..‏
كنت قد سألت عنه في بعض محلات وسط اديس فعرفت أن سعره حوالي 40 دولار ...‏
دخلت أحد المحلات.‏
‏- سلامو
‏-سلامو
وجدتها تتكلم اللغة العربية الفصيحة..‏
من أين تعلمتي اللغة العربية؟
‏- والدتي يمنية
‏- سبحان الله قلتها في سري
‏ أعرف أن اليمنيين تزوجوا كثيرا من الاثيوبيات و الاريتريات..‏

‏- كم سعر هذا الفستان؟
‏- 700 بر( وجدت مثله ب 900 في وسط العاصمة.‏
‏- 400 بر مناسب؟( أسلوب في المفاصلة تعلمته من الشراء في دمشق و حلب، و من ثم صار ديدني)‏
‏- لا لا ‏
ثم بعد دقيقة قالت:‏
‏- 650 بر(650 ألف جنيه)‏
‏- لا هذا كثير 500 بر
‏- طيب..انتظر أستشير أخي( كان يجلس في كرسي بالخارج)‏
رجعت بعد دقيقتين:‏
‏-اوكي 500 بر
اشتريت الفستان و أنا في منتهى السرور..و خرجت من المحل...‏

بعد هذه الجولة لابد من العودة للفندق فالساعة قاربت الثانية ظهراُ....‏
‏- هل أعود بالحافلة أم تاكسي؟
الفرق كبير بينهما في السعر..و لكنني مرهق و معي مشتريات..‏
اقف قرب أحد التاكسي: ‏
‏- أود الذهاب قرب ادنا مول
‏- 200 بر
‏- لأ 100‏
‏- لا لا ..زنهائي 150 بر

أخيرا اتفقت مع آخر ب 130 بر....‏
في الطريق استمتعت بركوبي في التاكسي .....
.على طول الطريق الأشجار الباسقة و الزهور و المباني النظيفة...(أسفي ‏على بلدي)‏
رغم البساطة في المظهر في الشارع العام لكنك تحس بالتهذيب في التعامل و بالنظام و النظافة و الانضباط
و (الجمال ‏الذي يسير على ساقين)...‏




Post: #75
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-11-2017, 05:08 AM
Parent: #74

بعد نومة طوييلة و مريحة من وصب الحوامة النهارية...‏
‏...و من صخب سوق ميركاتو..‏
الساعة الآن حوالي الخامسة و النصف...‏
نسيت أن أقول تعرفت على شاب سوداني في بهو الفندق أمس.. ‏
و عند خروجي إلى غرفة الاستقبال وجدته جالساً. ‏
ابتسمت له ....‏
قلت في نفسي ...فرصة جيدة ....فكرت أن اتجاذب معه الحديث.....‏
‏......خاصة انه خبرة في أديس فستكون بالنسبة لي دروس مجانية...‏
سلمت و جلست في مقعد مقابل..لكن ..‏
كان بقربه فتاة جميلة...أكيد من شكلها اثيوبية....جمييلة..‏
كنت أظن أنها منتظرة مثلنا في الاستقبال..‏
و لكني بعد لحظات أدركت أنها مرافقة لصاحبي السوداني..‏
‏....لذا انسحبت انسحاب واعي....‏
‏....و احترمت رفقتهما و احترمت خصوصيتهما ....غصب عني
‏..و نهضت...‏
سأخرج...‏

Post: #76
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-11-2017, 05:46 AM
Parent: #75

خرجت لأتجول في الأنحاء...‏
دخلت مول متوسط...الأسعار غالية مقارنة بالسودان.. البضائع ممتنوعة..‏
ذهبت بشارع آخر...
مجموعة من الشبان و الشابات كل ممسك بخصر الآخر و يسرقون خطى منمقة ... في ‏خطوات أكثر من بطيئة و إيقاع شبه مموسق ...
و كعوب عالية و رائحة العطر تزاحم ‏أنفي...
مثل هذا المنظر غريب ..لم أشاهد مثل هذه المشية و الرومانسيات و التسكع بين ‏الجنسين في الشارع الاديسي..‏
بعد خطوات التفت يميني لأجد اضواء في شكل قوس أعلى بوابة قوسية مضيئة بأضواء حمرء مكتوب عليها..نادي ليلي..
عرفت حينها مقصد هؤلاء الشباب.....
نفسي أعرف ما يدور بالداخل...آه يا النفس الأمارة بالشمارت و الفضول...
- و الله الشمارت و الفضول ديل يودوك في داهية...
و سرقت الخطا بعيداً...
قادتني خطاي و انا اتسكع في هدوء و استمتاع في الشارع الرئيسي الجانبي..‏
رأيت كافتيريا باهرة الأضواء..
.فقلت في نفسي لأدخل و اتناول فنجان قهوة أو شاي ‏‏..
.و لاستريح..‏

Post: #77
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-11-2017, 06:25 PM
Parent: #76

UP

Post: #78
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-11-2017, 07:14 PM
Parent: #77

دخلت الكافتيريا

جلست و أنا اجيل النظر في الكافتيريا ..... احاول أن أختار موقع مناسب للجلوس...‏
أقصد مكان مناسب استطيع من خلاله التعرف على تفاصيل الحياة في تلك البلاد..‏
جلست ..نظرت يمنة و يسرة.....‏
الكافتيريا مصممة على الطراز اليطالي..هذه ثالث كافتيريا بنفس التصميم....ماكينات الشاي ‏و القهوة ذات الطابع الإيطالي ..>>>فترينة العرض...الكيك و السندوتشات..‏
جاءتني الجرسونة....طلبت منها المنيو...ليس لكي اختار فأنا مقرر أصلاً أن أشرب شاي أو قهوة ‏‏..
.......و لكني طلبت المنيو لكي أتعرف على محتويات قائمة الطلبات التي يتم تقديمها في الكافتيريا و لكي ‏أعرف الأسعار( أهم شيء) لكي أقارن.. ‏
‏.هذه عائلة صغيرة مكونة من الأم و الأب و طفلين...جاءت لهم النادلة بايسكريم..السعر ‏غالي...حوالي 30 ألف للايسكريم....‏
و في خارج الكافتيريا ...بضع مقاعد مواجهة للشارع......
.........يجلس في طاولة مجموعة من ‏العرب ..يبدو عليهم أنهم فلسطينيين ( معناها يعملون في البزنس في هذه البلاد...‏
و في طاولة أخرى جلسة رومانسية هادئة تجمع شاب و شابة في منتهى الجمال و كان ‏كيوبيد يحلق حول طاولتهما...ي
كيوبيد من المؤكد له مقعد و مكان في تلك الطاولة حيث الكلام بالنظرات و بالدلال في العيون ‏و الهمسات.....

Post: #79
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-11-2017, 09:29 PM
Parent: #78

الكافتيريات هنا تغلق في حوالي الثامنة و النصف أو التاسعة... أعتقد التوقيت ده توقيت ‏مبكر ...ما متوقع منك يا أديس ..هههههه
و لكن ما في مشكلة.......‏
ما في مشكلة لمن يريد السهر فهناك مطاعم تستمر خدماتها حتى الحادية عشر تقريبا..‏
‏.....و كذلك هناك النوادي الليلية و الحفلات في بعض الفنادق...‏
‏......حسب ما سمعت و قرأت..‏
نواصل:‏
‏..جاءتني النادلة.... ابتسامة جادة ..و تأهُب لتقديم الخدمة
‏.. طبعا جميع العاملين في كل محلات الخدمة من كافتيريات و مطاعم من ‏الفتيات...حتى الكاشير..‏
و هنا أجد نفسي اتوقف لأقول ان صورة المرأة أو الفتاة الاثيوبية صورة ناصعة....‏
‏.....فالجدية هي السمة البارزة لهن جميعا تقريبا.....‏
لم ارى في الشارع أو المحلات أي مظهر من مظاهر التهتك أو المياصة أو التدلل من ‏المرأة أو الفتاة الاثيوبية.....‏
قرأت المينو...طلبت شاي...(السعر 10 بر أي 10 ألف سوداني)..‏
القهوة 15 بِر..‏
‏....و برغم مسحة الجمال الغالبة و برغم التأنق البادي في أزياءهن حتى التي يمكن أن ‏نعتبرها (عندنا) زي فاضح أو شبه فاضح، فهناك لا يلفت النظر ‏
و رغم وجود المرأة المكثف في كل المواقع و في الشارع بشكل عام...... ‏
لكني لم ار في السلوك و لا حتى في العيون أو النظرات من الرجال الذكور أي مما يدل ‏على المتابعة اللصيقة (التي نعرفها) ......أو الالتفاتات (البايخة) ......‏
أو أي مما يدل على المضايقات أو ( المشاغلات) أو ‏
بشكل عام عدم الاحترام .....دعك من محاولات التحرش و المتابعات التي تنتهك ‏الخصوصية..‏
جلست حوالي ربع ساعة .. بعد أن لاحظت أن الزبائن قد خفت حركتهم و أن الكافتيريا ‏تتأهب للإغلاق..‏
نهضت و أناأحس بالارتياح و أحس بالتقدير لهذه البلاد .....‏
أحس بالتقدير و الاحترام للمرأة الاثيوبية على وجه الخصوص...‏
المرأة الجادة ..الأنيقة ..الكادحة..( و كأنني أُكفِر بذلك عن أفكار مسبقة و وجهات نظر مسبقة ‏هي في معظمها خاطئة و سالبة)‏
ليس لدي ما أحييهن به إلا أن أرفع القبعة لها....للمرأة الاثيوبية و الفتاة الاثيوبية..‏

رجعت للفندق...تبقى لي نهار غد.....‏
و في المساء سوف أتوجه للمطار للعودة للدوحة..‏
إن شاء الله سأذهب غدا للمطعم البيتي ...‏
صباح غد البرنامج هو فقط الذهاب إلى المطعم الذي يقيمه السوداني
‏ في بيته و الذي حدثني عنه الشاب المغترب القادم من السعودية..‏
فإلى صباح الغد...‏

Post: #80
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: ود الباوقة
Date: 10-11-2017, 10:06 PM
Parent: #79

سياحة جميلة جدا

ومنتهى الروعة سردا وتفاصيل

شكرا اخي محمد

كأننا رافقناك في هذه الرحلة الميمونة

الصادقة السرد

لك الود


Post: #81
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: اسامه العريفي
Date: 10-12-2017, 08:39 AM
Parent: #80

متعك الله بالصحة والعافية اخونا محمد
شرح كامل وممتع
نامل ان تطلب من الرئيس رفع
البوست الي الربع القادم

تحياتي

Post: #82
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-12-2017, 12:09 PM
Parent: #81

الأخ الجميل ود الباوقة:‏
شكرا على شعورك النبيل:‏
‏(سياحة جميلة جدا‎

ومنتهى الروعة سردا وتفاصيل‎

شكرا اخي محمد‎

كأننا رافقناك في هذه الرحلة الميمونة‎

الصادقة السرد‎.‎‏.....لك الود)‏
‏----------------------------------------------------------‏
خلاص حاجزين ليك مقعد قدام في الرحلة القادمة
تسلم يا ذوق

‏***************************************************‏
الأخ اسامة العريفي:مة على رفع المعنويات
شكرا يا أخ أسامة على رفع المعنويات بكلماتك اللطيفة دي:‏
‏(متعك الله بالصحة والعافية اخونا محمد‎
شرح كامل وممتع ‏‎
نامل ان تطلب من الرئيس رفع‎
البوست الي الربع القادم)‏
‏---------------------------------------------------‏
فعلا بعداقتراحك قدمت اقتراح لبكري لنقل البوست ..‏

فالف شكر
مع خالص الود و الاحترام
‏ ‏

Post: #83
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-13-2017, 08:40 AM
Parent: #82

قبل أن أتحدث عن المعلومات الوفيرة التي تجمعت لدي من زيارتي للسوداني صاحب المطعم .....
و هي معلومات بعضها ‏غريب و بعضها مثير ..إذ أن بعضها يتعلق باللجوء و اللاجئين السودانيين ‏
و بعضها عن الاستثمار في اثيوبيا و بعضها عن الزواج من الاثيوبيات و قصص أخرى..‏
قبل أن أتحدث عن ذلك كخاتمة رأيت أن استعرض بعض المعلومات العامة التي حصلت عليها من خلال بعض المقابلات أو ‏القراءات السابقة..‏
و بالتالي رأيت أن اشارك القراء ببعض من هذه المعلومات..
و بالطبع ارحب بالمشاركات لمن يود بأن يصحح لي بعض ‏المعلومات أو يضيف إليها أو يعلق عليها أو يخالفها.......
.........ففي النهاية القصد هو إثراء الخبرات و المعرفة من خلال المعلومة ‏الصحيحة ...‏

Post: #84
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: Hassan Farah
Date: 10-13-2017, 07:20 PM
Parent: #83

و بعضها عن الزواج من الاثيوبيات و قصص أخرى
------------------------------------------------------------------------------
ود عبدالله الحسين لك من الشكر جزيله
نأمل ان تكمل جميلك وتحكى لينا عن الزواج عند الاثيوبيين... صاحبك السودانى ما ساقك لحفلة عرس اثيوبية؟ زى دى مثلا؟


او زى دى

Post: #85
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-13-2017, 09:39 PM
Parent: #84

الأخ حسن فرح
ياخي ادهشتنا بفيديوهاتك الباهرة...‏
بس الدور الجاي إنت معاي الحجل بالرجل...بس جهز حالك.‏
صاحبي خلاص خليتو من هسه..‏

شكرا على الفيديوهات الرائعة و المشاركات الظريفة ....‏
‏.... و اعترف إنه ده هو ما ينقص هذا البوست
و بالله خليك معانا طوالي
أكرر شكري و تقديري

Post: #86
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-14-2017, 06:34 AM
Parent: #85

قابلت في زيارتي الأولى في الفندق الذي أنزل به، أحداً من ظننته أنه من مواطني جنوب السودان ‏
من قبيلة النوير بالتحديد .استنتجت ذلك من خلال الخطوط العرضية التي في الجبهة..‏
كان يجلس في الفندق و يتحدث مع موظف الاستقبال....‏
و كان يتحدث معه بحدى اللهجات الاثيوبية..‏
قلت في نفسي:هذه فرصة لكي استفسر عن بعض المعلومات عن أديس و اثيوبيا من زائر مثلي..‏
فسلمت عليه..‏
و سألته و أنا احاول كسر الحاجز بيننا ..‏
‏- كم سنة ليك في أديس ؟؟ و كيف تعلمت لغتهم؟ و ..‏
فاجابني ضاحكا:‏
‏- أنا اثيوبي..‏
استغربت لثواني ....ثم تذكرت أنني سبق أن قرأت من قبل أن قبيلتي الدينكا و النوير موجودتان في السودان و اثيوبيا كامتداد ‏قبلي طبيعي ...يتحركون
فيه عبر الحدود دون اكتراث بالحدود السياسية....‏

اللهم زدنا علماً و علمنا ما يفيدنا

Post: #87
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-14-2017, 10:11 PM
Parent: #86

زيارة إلى المطعم السوداني في أديس:‏

استيقظت مبكرا ...فاليوم هو آخر يوم لي في أديس ابابا ...‏
‏ سأذهب للمطار في حوالي الساعة السابعة مساء..‏
‏- يااها ......البرنامج مزدحم للآخر...‏
و لكن أهم جزء في البرنامج هو الذهاب للمطعم السوداني و مقابلة صاحب المطعم..‏

سأذهب لتناول الغداء في ذلك المطعم >>>>>
...........بالرغم من أنني لا أرغب في تناول وجبة شعبية سودانية..لأني عائد للتو من ‏السودان..‏
و لكن لابد من طلب وجبة في المطعم ...‏
لابد من طلب وجبة من أي نوع كان...فذلك المبرر الوحيد لفضولي و استفساراتي ..‏
‏....كما أن ذلك سيكون بمثابة مدخل للحديث مع صاحب المطعم أو الزبائن....و لكن....‏
‏- و لكن.....هل يا ترى سيتجاوب معي صاحب المطعم ؟
‏- أم أنه سيبضرب باستفسارتي و فضولي عرض الحائط؟
‏- هل سيتفادى أسئلتي بطريقة فظة أم بطريقة دبلوماسية؟؟
‏- هل سيتكرم بإطلاعي على كل المعلومات المتعلقة بالبزنس؟
‏- ....و على وجه الخصوص البزنس المطعم بالمطاعم و الكافتيريات؟
‏- أم أنه سوف (يتغاتت علي)؟
‏- يا ترى من أين هو في السودان؟
‏- و كيف اهتدى لمثل هذا النوع من الاستثمار؟
‏- هل هو غني؟
‏- و قبل كل ذلك هل راضي عن هذا الاستثمار؟
‏- من هم زبائنه؟ سودانيون فقط أم جنسيات أخرى؟
‏- إلى أي حد يتقبل المجتمع الاثيوبي وجود اجانب بينه؟
‏- ما هي وجهة نظره عن المجتمع الاثيوبي و الشعب الاثيوبي؟
أسئلة عديدة تدور في ذهني قبل أن أزور المطعم السوداني...‏

Post: #88
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-14-2017, 10:31 PM
Parent: #87

لا يزال الوقت مبكرا..حوالي الثامنة و النصف صباحا..و لكنه القلق...‏
أريد الذهاب للمول القريب لشراء بن حبشي..كهدية للأصدقاء....‏
‏.بالرغم من أن سعره عادي و لا يقل عن سعره في السودان أو الدوحة....و لكن ماذا أشتري كهدية غيره؟ ثم إن غلاف ‏العبوة جميل و لافت للنظر و مزوّق بشكل أنيق..يعني باختصار يدعوك لشراؤه...‏
تناولت طعام الإفطار و تناولت كوب من لقهوة التركية..بمزااااج و رايق كمان....‏
المطر بدأ يهطل منذ نصف ساعة في الخارج..و السماء حبلى بالغيوم..‏
و السحب الداكنة تجعل الجو رومانسي و خيالي..‏
بعد أن أنتهي من تناول الإفطار سأذهب للمول لشراء البن...‏
جلست ...جاءت صاحبة المطعم بابتسامتها الشا]قة و هي تحمل طبقا واسعا من البتزا ..اعدته في الداخل لنفسها و ‏بناتها..‏
أصرت على أن أتذوق جزء منه...ظريفة هذه السيدةو و ودودة...‏
تناولت قطعة..‏
‏- اوووو ..لذيذة
‏- ترغب في المزيد؟
‏- لا لا لقد تناولت فطوري للتو..‏
‏ في هذه الأثناء كان هطل المطر يشتد...و بدأ القلق يساورني...‏
‏-اما لهذه الأمطار من وقوف؟
‏-المرة السابقة تسببت الأمطار في إلغاء برامجي للتجول في المدينة.. و هذا ما كنت اخشاه اليوم..‏
برنامج زيارة المطعم السوداني يمثل أهم جزء في البرنامج..
الله يستر !

Post: #89
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-15-2017, 08:37 AM
Parent: #88

الساعة الآن العاشرة صباحا.....السماء تعلن عن هدنة مؤقتة...‏
الأمطار هنا كما شاهدتها و سمعتها في هذا اليوم ..صامتة ...‏
إذن من الأفضل أن أذهب للمطعم السوداني...الآن ....‏
‏....و لا داعي لكي انتظر للظهر ...فالطقس غير مضمون...‏
لست متأكداً من الوصف مية في المية و لكن سأصل...‏
‏.....فالمكان قريب من الفندق......فلا ضير من أن أضيع في تلك الشوارع المسفلتة .....‏
‏.و حتى السيارات تسير متمهلة في رشاقة في الطريق ...بل و تتوقف للمارة لكي يعبرون( أسفي)..‏
لا بأس سأتسكع قليلا لكي اطالع بعض مظاهر الحياة في الشارع الاثيوبي..‏
‏ استرعى انتباهي على طول الطريق وجود متاجر صغيرة و أنيقة (‏small is beautiful)‎‏)...‏
هي متاجر لبيع الملابس الجاهزة المُخَاطة محلياً أي داخل المحل نفسه.....‏
‏.....ملابس أنيقة...بائعات رشيقات أنيقات..فتيات رائعات... ..‏
شابات يفتحن النفس المسدودة بسمتِهِنّ الجميل و جديتهن البادية في الوجوه.....‏
‏......ما هذا الجمال المنثور على طول الطريق؟‏

أصل لزاوية الشارع (حسب الوصف) ادلف إلى شارع جانبي... ..‏
‏.ادهشتني المباني بمعمارها الباذخ و اناقتها البادية.... ابتداء من البناء الداخلي الشاهق الذي يطل من بين الأسوار....‏
‏....و انتهاء بالسور المبني من الحجر ..و الأبواب العريضة المنكبين الزاهية المنظر...‏
‏....و كذلك الشارع المسفلت.......كل هذا في شارع جانبي؟ نعم ...نعم ...نعم رغم أنفك..‏
بعد حوالي عشر دقائق أعثر على المنزل..‏


Post: #90
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-15-2017, 10:12 AM
Parent: #89

أحاول النقر على الباب....الباب موارب...‏
لا أثر يدل على وجود مطعم من الخارج...منزل عادي...‏
لا زبائن...لا زحمة...لا رائحة أطعمة و لا أي شيء..‏

إذن هو منزل عادي..‏
انظر من فتحة الباب..زأرى شخصا جالسا ينظف شيئا ما...‏
ذلك الشخص يشير إلي بالدخول فأفتح الباب على استحياء ...‏
يا الله!‏
منظر المنزل الأرضي اثار إعجابي من أول نظرة ....‏
حديقة امامية صغيرة ناضرة رومانسية و أنيقة....‏
‏ و غرف متوزعة في فسحة المنزل ...بناء على الطراز الانجليزي....‏
يشبه منازل سكن اساتذة جامعة الخرطوم في السابق ( و التي تم تحويل معظمها إلى.....ما في داعي)...‏
دون استئذان استخرج كاميرا الموبايل و أصور مدخل المنزل...‏
الجو الغائم و رذاذ المطر يضفي على المكان و الزمان احساس رايق و جميل...‏
احساس تنسى فيه الهموم و المشاغل..‏
لا أحد إلا فتاة في التاسعة عشر تجلس مام أحد الغرف..غرف المطعم...‏
رائحة البن تجوس في الأنحاء و الفتاة الشابة تبتسم مرحبة...‏
‏- أين متوكل (اسم صاحب المطعم كما أخبرني الشاب المغترب )‏
‏- بالداخل..‏
و ادخل بهدوء و حذر لداخل الغرفة التي تكون المطعم

Post: #91
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-15-2017, 12:46 PM

وجدت شخص يعرف متوكل صاحب المطعم جيدا.. الغريبة هذا الشخص حضر معنا بالطائرة ..يرتدي جلباب و طاقية و ‏يحمل كيس به بعض ملابس فقط...
طويل القامة قمحي اللون...لم يعجبني مظهره و طريقة تعليقاته و نحن في طابور ‏التأشيرة في مطار أديس...
رغم أن ملابس نظيفة لكن شعرت بأنه(شماشي شوية)..عمره بين 45-50 عاما..‏
في المطار كان يتحدث مع موظفة الجوازات بالاثيوبية..عرفت أنه مألوف لدى تلك البلاد...‏
حقيقة لم ارتح لتلك الشخصية...فقط مجرد انطبع ..سبيحان الله..‏
لما دخلت في الغرفة داخل المطعم(المطعم عبارة عن 3 غرف)..وجدت ذلك البلحمه و دمه..‏
سألته عن متوكل: ‏
‏- طلع لكن بيرجع
بعد قليل كنت أسأله أسئلة( شمارات) يعني:‏
‏- هل تأتي كثيرا لاثيوبيا
و كان هو يجاوب على قدر السؤال و هو يشغل نفسه بالكتابة في الجوال..‏
سألته عن متوكل هذا ..صاحب المطعم ماذا هو و متى جاء و أين كان في السودان..‏
فقل:‏
‏-أظنه كان معلم في السودان
‏- و كذلك كان في ألمانيا
استمريت في برودي لكي أكسر حدة الانتظار خاصة أنه ليس هناك شخص غيرنا نحن الاثنين..‏
بعد قليل طلبت قهوة و كان هو قد طلب (بامية مفروكة)..‏
نفس الفتاة التي كانت تعمل القهوة هي من ذهبت و أحضرت الطلبات..>>>
.الفتاة تذكرني بفتيات الثانوي..لونها ‏أصفر...جميلة...شعرها ناعم لكنه قصير...‏
استغربت في نفسي كيف يكون مثل ذلك الجمال هائما في مثل ذلك المكان ...ضائعا بين زبائن مختلفي المشارب و النوايا ‏و الطوايا...‏
‏-كم طلب البامية ‏
‏احابني:
‏-100 بر أي حوالي 100 ألف جنيه ..طبعا اندهشت لغلاء السعر..‏





Post: #92
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: Abureesh
Date: 10-15-2017, 02:56 PM
Parent: #91

"و لا ضير لو كتبتها بالعربي..لأنه تنبيه مهم.."

الاخ محمد
سلام...
الكتابة الانجليزى كان سببها بعدى عن كمبيوتر والكتابة بالتلفون حيث كنت خارجا.. الان فقط قرات تعليقك وياريت لو كنت احسنت الظن باخيك وترجمتها.. والنصيحة كانت ان لا تاخذ تاكسى من خارج الصف أبدا فى اى مطار فى العالم.. فهؤلاء فيهم الغير مرخص وفيهم المستهبل بل فيهم المجرم.

تحياتى

Post: #93
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-15-2017, 09:08 PM
Parent: #92

الأخ العزيز أبو الريش
مساء الخير
هذه كانت رسالتك الكريمة:‏
‏( ‏Happy end
never take taxi from outside the line again.. very risky
some of them have no insurance or even registered)‎
طبعا أحسنت الظن بنصيحتك و شكرتك عليها : و فيما يلي نص ردي ‏‎:
‏(شكرا الأخ أبو الريش للنصيحة الغالية‎
شكرا لبعد النظر و مراعاة شعور الآخرين‎..
و لا ضير لو كتبتها بالعربي..لأنه تنبيه مهم ‏‎.‎‏..) ‏
بس انت ما طلبت مني اترجمها للعربي...‏
فعذرا لسوء الفهم و حسن الظن متوفر...‏
لك الشكر كله و المودة و الاحترام ‏

Post: #94
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-16-2017, 09:33 AM
Parent: #93

المطر في الخارج لا زال يهطل في شكل دش( شاوَر shower‏ )رذاذي ..بينما أنا ألوذ في داخل غرفة المطعم ...
الوذ مكتفياً بالنظر من ‏خلال الباب و النافذة تارة، و بأكواب الشاي و القهوة اللذيذة تارات أخرى،.ب
ينما أنا أقطع الوقت منتظرا (متوكل) صاحب المطعم...

لا ضير من جولة في أنحاء المنزل...لو كان ذلك مسموحا فللبيوت حرمتها....زبالرغم من أنه مكان عام إلى حدٍ ما....
قمت بجولة خفيفة ‏في أنحاء المنزل بمرافقة السوداني /التاجر الذي وجدته و الذي هو صديق دائم فيما يبدو للثلاثي... للمنزل و لمتوكل و لأديس..
هناك ‏غرف خلفية ثلاثة للإيجار(500 بر في اليوم /نصف مليون سوداني) و هي أفضل من الفندق في رأي...
أفضل لأنها أوسع من غرف الفندق إذ تحتوي على صالة ‏استقبال بالإضافة لأثاث مكتمل..و فوق كل ذلك توجد في محيط بيئة سودانية دافئة و كاملة الدسم...
أعود لمقعدي..و بينما أنا جالس ‏فجأة يدخل شخصين...سودانيين طبعا...
الشخصان يجلسان و يطلبات وجبة افطار..‏..كانا منهمكان في الحديث اتابع حديثهما..‏
يبدو أنهما تعارفا للتو...‏يجلسان و يكملان تناول إفطارهما.. ثم يتجاذبا أطراف الحديث.....
بدا و كأنهما يتعارفان من جديد..‏احدهما يعمل في دبي....
و بعد دقائق اتضح لهما أنهما تقابلا هناك...‏يتوادعان..يذهب أحدهما و يبقى الآخر....
هذا الأخير يذهب ليغسل يديه ثم يعود ليجلس متكاسلا...
أصبحنا الآن وحيدين..أنا و هو...
كان يقف و كأنه لا يريد استعجال الخروج...
- لماذا لا أكسر حاجز التعارف و الصمت بيننا؟خاصة أنه يبدو ودودا؟
-كيف الحال؟
رد علي بابتسامة ودودة حتى بانت أسنانه البيضاء .
-انت مقيم في أديس؟
- أنا قصتي طويلة
قلت في نفسي:
- ممتاز فأنا أحب سماع القصص المثيرة

Post: #95
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: Hassan Farah
Date: 10-16-2017, 10:25 AM
Parent: #94

ود عبدالله الحسين مشتاقين و متابعين مغامراتك فى اديس

(shoer)...خطأ مطبعى.... اظنك تقصد shower...
shoer: a person who shoes horses
العامل الذى يركب الحدوة للخيل

Post: #96
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-16-2017, 12:55 PM
Parent: #95

الأخ حسن فرح
شكرا يا صديق على المتابعة ...و التصحيح كمان( شكلك كنت مدرس انجليزي ..هههههه)
فعلا كنت قاصد شاوَرshower ..لكن العجلة ( المن الشيطان) و الكتابة في المكتب ما مكنتني اراجع....
.لكن ما مشكلة ....طالما انت موجود .... ما بتقصر...., .
و زي ما بيقول زيدان في الاغنية:اغلطوا انتو يا احباب...نجيكم نحن بالأعذار
تسلم يا صديق
و لك المود و الحب كله....يا ذوق

Post: #97
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: mohmed khalail
Date: 10-16-2017, 08:34 PM
Parent: #96

الاخ محمد عبد الله
تحية وتقدير..
لم ارد التداخل من اول الخيط للاستمتاع اكثر بالسرد ..ومنعا للتشويش (وجه باسم)
هذا البوست من اجمل ما قرات في الاونه الاخيرة..فشكرا ياخ..
النبي كما ختفت زيارة تانية اطول واعمق..

Post: #98
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-17-2017, 06:07 AM
Parent: #97

‏الأخ محمد خليل
شكرا لمتابعتك و لمدك ظلال المحبة و الود
و نتمنى أن نكون كما تودّ
______________________________________________
(الاخ محمد عبد الله ‏‎
تحية وتقدير‎..
لم ارد التداخل من اول الخيط للاستمتاع اكثر بالسرد ..ومنعا للتشويش ‏‏(وجه باسم)‏‎
هذا البوست من اجمل ما قرات في الاونه الاخيرة..فشكرا ياخ‎..
النبي كما ختفت زيارة تانية اطول واعمق‎..‎‏)‏


Post: #99
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-17-2017, 06:22 AM
Parent: #98

اعتذر للتكرار لدواعي التصحيح و التعديل و الحذف و الإضافة:

المطر في الخارج لا زال يهطل في شكل دش( شاوَر shower‏ )رذاذي ..بينما أنا ألوذ في داخل غرفة المطعم ...
الوذ مكتفياً بالنظر من ‏خلال الباب و النافذة تارة، و بأكواب الشاي و القهوة اللذيذة تارات أخرى،.ب
ينما أنا أقطع الوقت منتظرا (متوكل) صاحب المطعم...

لا ضير من جولة في أنحاء المنزل...لو كان ذلك مسموحا فللبيوت حرمتها....زبالرغم من أنه مكان عام إلى حدٍ ما....
قمت بجولة خفيفة ‏في أنحاء المنزل بمرافقة السوداني /التاجر الذي وجدته و الذي هو صديق دائم فيما يبدو للثلاثي... للمنزل و لمتوكل و لأديس..
هناك ‏غرف خلفية ثلاثة للإيجار(500 بر في اليوم /نصف مليون سوداني) و هي أفضل من الفندق في رأي...
أفضل لأنها أوسع من غرف الفندق إذ تحتوي على صالة ‏استقبال بالإضافة لأثاث مكتمل..و فوق كل ذلك توجد في محيط بيئة سودانية دافئة و كاملة الدسم...
أعود لمقعدي..و بينما أنا جالس ‏فجأة يدخل شخصين...سودانيين طبعا...
الشخصان يجلسان و يطلبات وجبة افطار..‏..كانا منهمكان في الحديث اتابع حديثهما..‏
يبدو أنهما تعارفا للتو...‏يجلسان و يكملان تناول إفطارهما.. ثم يتجاذبا أطراف الحديث.....
بدا و كأنهما يتعارفان من جديد..‏احدهما يعمل في دبي....
و بعد دقائق اتضح لهما أنهما تقابلا هناك...‏يتوادعان..يذهب أحدهما و يبقى الآخر....
هذا الأخير يذهب ليغسل يديه ثم يعود ليجلس متكاسلا...
أصبحنا الآن وحيدين..أنا و هو...
كان يقف و كأنه لا يريد استعجال الخروج...
- لماذا لا أكسر حاجز التعارف و الصمت بيننا؟خاصة أنه يبدو ودودا؟
-كيف الحال؟
رد علي بابتسامة ودودة حتى بانت أسنانه البيضاء .
-انت مقيم في أديس؟
- أنا قصتي طويلة
قلت في نفسي:
- ممتاز فأنا أحب سماع القصص المثيرة

Post: #100
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-17-2017, 08:41 AM
Parent: #99

نحيف الجسم، يبدو كمن تعود على السير مسافات طويلة تحت الشمس و الهواء الطلق ...‏
‏....ليس أنا من يقول و لكن هكذا تقول ملامحه و سحنته و ملابسه (الكاجيوال) ‏
و هكذا تقول وقفته التي لا تمت للتأنّق المديني بصلة.‏
في حوالي منتصف الأربعين أو يقارب الخمسين كما يبدو .....‏
‏....يلوح الصدق في ملامح و في عيونه التي تبحث عن ملاذ..‏
‏- نعم أنا مقيم في أديس ابابا
‏- منذ كم من الزمن؟
‏- حوالي 6 شهور..‏
‏-؟؟؟
‏- في الحقيقة أنا دخلت كلاجئ؟
‏-لاجئ؟ غريبة؟ و هل هناك لاجئون سودانيون؟
ضحك ضحكة كبيرة ..أخجلتني حتى بان جهلي و سذاجتي السياسية و التي فضحها سؤالي الأكثر عفوية و سذاجة..‏
‏- نعم لاجئون بالآلاف في شرق السودان.‏
نتابع

Post: #101
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-17-2017, 09:13 AM
Parent: #100

‏-لاجئ؟ غريبة؟ و هل هناك لاجئون سودانيون؟
ضحك ضحكة كبيرة ..أخجلتني حتى بان جهلي و سذاجتي السياسية و التي فضحها سؤالي الأكثر عفوية و سذاجة..‏
‏- نعم لاجئون بالآلاف في شرق السودان.‏
‏- سودانيون؟
‏- نعم..معظمهم من النيل الأزرق و قليل منهم من الشرق و نادرا من وسط السودان.‏
‏- و أنت ؟
‏- أنا من هؤلاء النادرون...من الوسط أو الشمال كما يطلقون عليه..‏
و هنا قرر أن يجلس ليملأ لي الفجوات المعرفية و المعلوماتية التي رآها في اسفساراتي..‏
فقلت في نفسي:‏
‏- هل استفساراتي ساذجة لهذه الدرجة؟؟ ‏
‏- هل اسئلتي ساذجة لدرجة يديني دروس خصوصية...أو درس عصر؟
‏- انتظر و أصمت يا أبوحميد انت أصلا قلت طالع لجني الخبرات و المعارف..‏
‏- إنت حتتعلم لمتين؟ ‏
‏- مش كفاية القراية القريتها؟ و السياحة و السفر السافرته ...و الناس القابلتهم؟
‏- مش سمعت: تعلموا العلم من المهد إلى اللحد...؟
‏- آه صحيح
و هكذا استكنت في مكاني و جلست وكلي آذان و أنا استمع لهذا الرجل الذي لا أعرفه..‏
الرجل الذي لا أدري هل ما يحدثني به حقيقة أم غير ذلك؟
‏- و أنت أصلا هل لديك البديل؟ ‏
‏- تشبه بالحكماء على الأقل ...و خذ الحكمة من أي مصدر تجده..‏




Post: #102
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-17-2017, 09:22 AM
Parent: #101

و هنا طافت بخيالي قصص اللاجئين في شرق السودان....‏
‏..... ليس قصص اللاجئين السودانيين بل الاثيوبيين و الاريتريين و الصوماليين..‏
توقفت غير قليل مستعرضا في ذهني معاناتهم التي وثقها و ابرزها حجي جابر الكاتب الاريتري..‏
‏..... في روايتيه الموسومتين( سمراويت)... و (مرسى فاطمة)..‏
و التي صوّر فيها على وجه الخصوص ما يتعرضون له في الجانب السوداني من قبل الشرطة السودانية....‏
‏.و سرحت دقائق مع تلك الصور الكالحة. تلك المعاناة التي جعلتني أكتبها في مقال بعنوان:‏
‏(الله يلعنكم يا أحباش)..‏

و لكني الآن أنا ها هنا أمام التجربة و لكن من الجانب الآخر...‏

Post: #103
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-17-2017, 10:11 AM
Parent: #102

انتبه فجأة لاستمع لمحدثي و هو يواصل:‏
شيء هناك في ملامحه يل لا على الضياع و لكنه على الاندياح في فضاء العالم..‏
‏- كم مكثت في المعسكر؟
‏- 9 شهور
‏- ...و في أديس ابابا؟
‏-3 شهور
‏- كيف كانت الحياة في المعسكرات..؟
‏-عادية..ليست هناك مشاكل..‏
‏-؟؟؟
‏- يعطوننا التموين الشخصي مثل الدقيق و السكر و الشاي و ما إلى ذلك و نحن نطبخ بأنفسنا..‏
‏-؟؟؟ ثم بعد ذلك؟
‏- بعد ذلك سمحوا لنا بالدخول للعيش في اديس كلاجئين ..ببطاقة لاجيء
‏- ..على أساس؟؟‏
‏-على أساس نقدم للهجرة إلى كندا..مثلا
‏- الفرصة كبيرة؟
‏- نعم كبيرة جدا من هنا
‏-؟؟؟
‏- الحياة في أديس و الفرصة للحصول على اللجوء هنا أفضل.‏
‏- أفضل من القاهرة مثلا؟
‏- بكثيييير.( قالها بتأكيد كبيير)‏


Post: #104
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-17-2017, 10:17 AM
Parent: #103

‏- هل يعطوكم فلوس و أنتم هنا في أديس
‏- نعم بما يكفي
‏-؟؟
‏- كذلك يسمحون لك و أنت كلاجيء أن تقوم بعمل بزنس صغير..‏
‏- مثل؟
‏- مثل محل صغير لبيع القهوة أو مكان صغير لبيع أي شيء..‏
‏- ؟
‏- مثلا تأجر من يبيع القهوة ..مثل هذه البنت
‏( البنت ذات التسع عشر ربيع ذات الجمال البادي في الملامح و السمت البريء...القروية كما عرفت لاحقا)‏
كان بين الفينة و الفينة ينظر إليها...
هي نظرة تحمل كل معاني الاحتياج للاستقرار الروحي و العاطفي..و غيرذلك)‏

Post: #105
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-17-2017, 10:21 AM
Parent: #104

‏- و الآن هل عملت مثل هذا البزنس؟
‏- لا ..ليس بعد
‏- و لكني سأعمله قريبا..‏
‏- و كيف تعيش؟
‏- أسكن في غرفة مستأجرة لدى( صديقة اثيوبية)...و
و أهتف في داخلي :عاشت الصداقة...بين الشعوب.‏
‏-؟؟
‏- هي من ستقوم بمساعدتي بعمل البزنس
‏- شراكة؟
‏- نعم شراكة..‏
‏-الا تخاف من مثل هذه الشراكات؟
‏- لا...‏
ثم يواصل:‏
‏- و لكن عامة الشراكات غير مضمونة

Post: #122
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-04-2018, 07:57 AM
Parent: #100

بعد توقّف دام مدة من الزمن تحملني رياح الذكريات للهضبة مرة أخرى.

تحملني رياح الذكرى لأواصل الحكي عن تلك الأيام الثلاثة التي زوّدتني بمعلومات تعادل خبرة شهور .

.. و زودتني بنزوع نحو تلك البلاد و هوى سيبقى سنين لإنسانه الودود و لدماثته و جديته و لحفاظه و اعتزازه بتاريخه المجيد..

أتمنى أن تكونوا متذكرين ما كنت اتحدث عنه...

...و لو ناسين حافكّركم...ما مشكلة ..حأقول ...حأقول..

Post: #119
Title: Re: زيارة أخرى خاطفة إلى اديس ابابا ‏
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 10-30-2017, 11:45 AM
Parent: #7

أستاذي الجليل سلامات،،،،
مستمتعين بشغف المتابعة لسردكم
البديع عن (أثيوبيا أخت بلادي يا حبيبة).
بس حتت مطارنا التعيس دي يا خي يا ريت
لو كان فطيتا ساي. عاملة كدا متل القوبة في
نص الشعر السبيبي. جانب من تلك البهدلة
كان تطرقنا له في بوستنا بالآراء الحرة
بعنوان"شعب سحلفائي الخطاوي ،
فولاذي المشاعر"
مودتي الخالصة,,,

Post: #106
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد مجيدو
Date: 10-17-2017, 11:00 AM
Parent: #1

استاذ / محمد ....
متعك الله بالصحة والعافية ,,

يا سلام ,,, سرد جميل وممتع ,, وعشنا معك الرحلة لحظة بلحظة ...
انا سبق لي زيارة اديس في السنوات الماضية .. وكانت رحلة في الذاكرة ..
وبالصدفة قابلت احد الاصدقاء المقيمين باديس
( اللواء احمد البدوي ) الله يطراه بالخير الذي اكرم ضايفتنا ايما كرم ..
وكان البرنامج ثلاثة ايام فقط والعودة للخرطوم ..
الا ان اصرار الصديق والاجواء الخريفية الممتعة جعلتني امكث بها شهر كامل ..
وبفضل صديقنا هذا استخرجت الجواز الاثيوبي بكل سهولة وعدم تعقيد ..
وسافرت به عدة دول .. والان هو منتهي الصلاحية .. وخاتيهو لعووزة زي ما بقولو ..
كان من المفترض والمخطط ان اعمل بزنس في اديس واقيم بها مع الاسرة بشكل نهائي ..
الا ان ارادة المولى عز وجل .. شات دون ذلك ... وقدر الله ما شاء فعل ..

تحياتي لك ..

عااالم بطاالــــــــــــــــــــة ,,



Post: #107
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد نور عودو
Date: 10-17-2017, 12:23 PM
Parent: #106

سلام نو
الاخ الفاضل
محمد عبدالله الحسين
كنت في أديس في وقت زيارتك لكن ما اتلاقينا متابع البوست من البداية ومنتظر لغاية ما تنتهي من هذا السرد الجميل وأضيف ملاحظتي عن أديس وواصل ومتابعين.
مساكمقي قريبي مجيدو
انت تقصد الإقامة الإثيوبية ولا الجواز الإثيوبي؟
لو تقصد الجواز الإثيوبي هل الحصول علي الجواز الإثيوبي ساهل .
تحياتي ودمتم بخير

Post: #108
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد مجيدو
Date: 10-17-2017, 02:07 PM
Parent: #107

حبيبنا .. ابو حميد ..

اقصد الجواز الاثيوبي ..
غايتو انا ما واجهتني صعوبة
وطبعا الواسطة بتلعب دور كبير ..

تدفع كم واطلع ليك واحد؟؟؟.... هههههههه

عاالم بطاالــــــــــــــــــة ,,,


Post: #109
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد نور عودو
Date: 10-17-2017, 04:11 PM
Parent: #108

شكرا مجيدو للتوضيح
المرة الجاية قبل ما اسافر بديك خبر ان شاءالله قريبك قاعد في اديس
مودتي

Post: #110
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-17-2017, 09:44 PM
Parent: #109

أهلا بالحبيب محمد مجيدو
شكرا على المتابعة و شرفتنا بطلتك البهية
‏(‏‎ ‎يا سلام ,,, سرد جميل وممتع ,, وعشنا معك الرحلة لحظة بلحظة‎ ...‎‏) ‏
‏-----------------------------------------------‏

‏( انا سبق لي زيارة اديس في السنوات الماضية .. وكانت رحلة في الذاكرة‎ ..
وبالصدفة قابلت احد الاصدقاء المقيمين باديس ‏‎
‎( ‎اللواء احمد البدوي ) الله يطراه بالخير الذي اكرم ضايفتنا ايما كرم‎ ..
وكان البرنامج ثلاثة ايام فقط والعودة للخرطوم‎ ..
الا ان اصرار الصديق والاجواء الخريفية الممتعة جعلتني امكث بها شهر كامل‎ ‎‎..‎‏)‏
‏------------------------------------------------‏
برنامج شهر مرة واحدة... يا مفتري؟
ما عندنا حظ ...ما رافقنا في رحلتك ‏الجميلة دي....‏
المهم نحن في انتظار سرد لذكريات الرحلة دي..و ما تفُطْ حاجة...‏

‏ و الله اسعدتنا بدخولك الظريف يا مجيدو... و بي لافتتك الظريفة :(عااالم ‏بطاالــــــــــــــــــــة‎ ,,,,,‎‏)‏

Post: #111
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-17-2017, 09:54 PM
Parent: #110

الأخ محمد نور
أهلا و ألف مرحب يا أبو حميد ‏
‏(....كنت في أديس في وقت زيارتك لكن ما اتلاقينا متابع البوست من البداية ‏ومنتظر لغاية ما تنتهي من هذا السرد الجميل
وأضيف ملاحظتي عن أديس ‏وواصل ومتابعين‎.‎‏)‏
-----------------------------------------------------
ما عندنا حظ ما لاقيناك...ايه رأيك المرة الجاية ننسق سواء؟
في انتظار ملاحظتك ...في أي وقت..‏
تسلم يا صديق

Post: #112
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: احمد الشيخ
Date: 10-18-2017, 09:05 AM
Parent: #111

والله يا استاذ محمد ذكرتنا بنكتة العرضحالجي الجاه الزول عشان يكتب عريضة لمشكلة عنده
والعرضحالجية مشهورين بالصياغة القانونية والأدبية الممتازة
فلما قراها الزول قعد يبكي
العرضحالجي قال ليه بتبكي مالك؟
قال ليه والله ما قايل روحي مظلوم قدر كدا
هههه
هسي انا بعتبر نفسي خبير اديس وبمشيها كل سنة
لكن لما قريت مداخلاتك قلت في نفسي والله ما قايل اديس سمحة قدر دا
هههه
تابع متعك الله بالصحة والعافية

Post: #113
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-18-2017, 09:25 AM
Parent: #112

أخونا ود الشيخ كيفك يا الحبيب
طالت غيبتك و افتقدنا طلتك..‏
يا خوي إنت محتاج تعيد السنة...هههه.‏
‏ يعني لازم تعيد زياراتك دي كلها و تشوفها من جديد بعيون ‏منفجلة ...بس مش عيون زايغة..ههههه
شكلك ما كنت مركز في تلك الزيارات .أو كنت مركِّز في مناطق ‏معينة ...اها أنا أعمل شنو طيب؟

Post: #114
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: احمد الشيخ
Date: 10-18-2017, 09:34 AM
Parent: #113

هههههه والله ما عندي مانع اعيد زياراتي لكن بعيونك دي ما شاء الله تبارك الله
هسي انا واعد نفسي بمشية قريب نهاية السنة او بداية السنة الجديدة
لكن ان شاء الله حامشيها بعيونك
تحياتي لك يا حبيب

Post: #115
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-19-2017, 06:36 PM
Parent: #114

أخيرا ...
تمت أرشفة الموضوع

مشكووور أخونا أبوبكر

Post: #116
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-19-2017, 10:03 PM
Parent: #115

الأخ أحمد الشيخ
كيفك يا خوي بعد الأرشفة؟
‏ ‏
‏(........ والله ما عندي مانع اعيد زياراتي لكن بعيونك دي ما شاء الله تبارك الله‎
هسي انا واعد نفسي بمشية قريب نهاية السنة او بداية السنة الجديدة‎
لكن ان شاء الله حامشيها بعيونك‎
تحياتي لك يا حبيب)‏
‏-------------------------------------------------------‏
خلاص اتفقنا ...خلاص جاهز

Post: #117
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-26-2017, 05:57 AM
Parent: #116

الإخوة المتابعون
حبسني حابس طيلة أكثر من أسبوع....من بين هذا الحابس ...الأرشفة... ثم بعد ذلك تداخل الموضوعات و عدم صفاء ‏الذهن و المزاج للبدء من جديد في الكتابة في الموضوع...‏
و كنت أدور و أدور حتى الموضوع حتى أجد ما يدفعني للاستمرار بعد أن كان مزاجي رائق للكتابة فيه...‏
و اليوم ...في هذه الساعة الصباحية في جو ما قبل مقدم الشتاء..و أنا أجلس على المكتب و أفتح الكمبيوتر و أبدأ البحث في ‏الصحف الصباحية و كوب القهوة أمامي ...
...و أنا أرتشف القهوة بلذة و انتشاء...غذ أجد موضوعا كتب بلغة رائعة تشبه ورد ‏الربيع و ألوانه الزاهية لغة يفوح منها عطر الكتابة الراقية ....‏
موضوع عن اثيوبيا كتبه عضو سابق اسمه أحمد طه بعنوان(أوراق اثيوبية) عام 2006...
في الحقيقة انتشيت بكتابته ‏التي تجمع بين اللغة الباذخة و المعلومة المفيدة و نفحات الحب المسبّب الذي يضوع من ثنايا الكتابة..‏
لا أطيل عليكم..‏
سأترككم تحكمون على روعة الموضوع بأنفسكم.‏

Post: #118
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-26-2017, 05:59 AM
Parent: #117

أوراق أثيوبية: أحمد طه
المنبر العام 2006
مسكرم.. الشهر الثالث عشر

درجت هيئة السياحة الأثيوبية على نشر الصور السياحية التي تبرز الجمال الأثيوبي من خلال الطبيعة الخلابة وملامح سكان الهضبة التي تمتاز بجمال فريد، تغطي صور الهيئة روعة الطبيعة التي خص بها الله هذه المنطقة و التي عزل سكانها أنفسهم ملتحفين جمالها، كما حباها بمياه غزيرة حتى صارت أكبر مستودع للمياه في العالم، تبرز البوسترات الجمال الأثيوبي الذي تضيف إليه الأزياء الشعبية ألقاً وروعة، وتعليق واحد يتكرر في جميع البوسترات (thirteen month's of sun shine) (ثلاثة عشر شهراً تكسوها الشمس بإشراقها)، والشمس هناك تشتاق إلى الهضبة في فصل الخريف و(تلاوي) السحب لتطل من خلفها وكثيراً ما يهطل المطر والشمس مطلة على حبات الرذاذ، و(الشبورة)، تتجمع السحب فجأة وتسح بلا مقدمات مما جعل الناس هناك يحرصون على حمل (الشمسية) حتى صارت مكملة للزي الأثيوبي الناصع البياض المنسوج بالنول تغزله أصابع نساج (شماني) ماهر تجعل من فتلات قطن (الأكالا) الذي ينمو بوفرة في الهضبة تجسيداً حياً لشعار نلبس مما نصنع، وهم حقيقة يأكلون مما يزرعون.
الأثيوبيون هم الشعب الوحيد في العالم الذي يحوي تقويمهم السنوي على شهر اضافي للشهور الاثني عشر التي عرفت بها التقاويم الأخرى، وهو عبارة عن ما تبقى من أيام الأشهر التي لا يتعدى الواحد منها الثلاثين يوماً وقد تقل أحياناً، يسمون هذا الشهر الفالت (مسكرم)، وأيامه القليلة من أكثر الأيام التي يفرحون فيها يحتفلون فيها احتفاءً بـ(مسكرم)، الذي عادة ما يكون في الثلث الأول من سبتمبر.
يشهد سبتمبر نهايات الخريف في الهضبة حيث تتجمع الأمطار في المساحات المنخفضة وسط الأحجار والمستنقعات الجبلية وتنتشر الأزهار البرية وأشهرها زهرة الأدي (adday ababa) وهي زهرة شبه مقدسة وواحدة من أشهر لوحات الفنان الأثيوبي العملاق (تكلاي أفورقي) الذي رسم الجدارية الضخمة في قاعة منظمة الوحدة الأفريقية بأديس أبابا، والجدارية العملاقة التي تزين قاعة مجلس الأمن في مبنى المنظمة الدولية في نيويورك.
ينتشي السكان هناك في هذا الموسم ويتجمعون حول البرك التي تتجمع فيها مياه الأمطار بين الصخور يستحمون، ويمرحون في الماء، ويزيد القمر اللوحة بهاءً فيذهبون إلى قراهم ليواصلوا الرقص والغناء على انغام الماسكنو (الربابة) وايقاعات الطبول (الكبرو) ويعودون للاستحمام مرة أخرى قبل شروق الشمس، ويستمر هذا التقليد طيلة الاسبوع الذي يسبق الاحتفال بالسنة الجديدة التي تعقب مسكرم حيث يهل عليهم عام جديد بأشهره الثلاثة عشر.
ويحرص الأثيوبيون في مهاجرهم في كل أنحاء العالم على العودة للوطن للاحتفال بمقدم العام الجديد بين أهلهم وأصدقائهم ينعمون بطعم الوطن الذي لا يماثله أي مكان في العالم بمذاقه ورائحته وحميميته التي جعلت من سكان الهضبة شعبا متميزا، متحضرا، ودودا، ذا ثقافة عريقة وتاريخ مجيد.
احتفل الأثيوبيون الاثنين الماضي الموافق 11 سبتمبر بمقدم العام الجديد الذي يصادف هذه المرة ذكرى أبراج نيويورك والتي لن يهتم بأمرها تسعون في المائة من السكان هناك لأنهم لم يسمعوا بها وهم يفلحون مدرجاتهم ويرعون أنعامهم ويؤدون شعائرهم الدينية.
فهم ينتظرون هذا اليوم عاماً كاملاً ليعبقوا صباحات أطفالهم بكلمة انكتاتش (inkotatush) وهي كلمة من قاموس لغة (الجئز) التي هي أصل كل اللغات في الهضبة والتي كادت أن تندثر لولا حرص الكنيسة عليها حيث ينشدون بها (المزامير) والطقوس الكنسية، و(انكتاتش) كلمة ليس لها مرادف في اللغة العربية ولكنها أقرب إلى كلمة (الشعقيبة) في الثقافة الشعبية في السودان، والشعقيبة كلمة ترميها النسوة خلال تجمعهن لمشاط العروس أو دق الريحة في وجه الرجال الذين تجئ بهم الظروف لمكان هذا الطقس مما يلزم الرجل (المشعوق) بدفع مبلغ من المال لدخوله في هذه الورطة، وعلى الرغم من اجتهادي هي غير ذلك. في صباح العيد يلبس الأطفال جديد الثياب ويلبس الكبار الأزياء الشعبية، ترتدي النساء (الزوريا) وهي الفستان الأبيض المزركش المصنوع باليد ويضعن على رؤوسهن (الناتالا) التي تحمل نفس نقوش الثوب، ويرتدي الرجل (القابي) وهو الزي الشعبي الأبيض ملتفحاً ثوبه المكمل للزي والملائم لطقس الهضبة البارد، وكلها ثياب مغزولة بالنول.
يحرص الأطفال في صباح يوم العيد على جمع الزهور البرية خاصة زهرة (الأدي) بلونها الأصفر الزاهي، ويتجول الأطفال في مجموعات صغيرة يطرقون الأبواب ويقدمون الأزهار مصحوبة بكلمة (انكتاتش) فيجنون مقابل ذلك الهدايا والنزور التي تتراوح بين (البر) العملة الأثيوبية، والحلوى وقد تصل الهدايا العينية من المقتدرين إلى الأبقار والماعز.
أما المناطق التي لا تنبت فيها زهرة الأدي فيرسمها الأطفال في أوراق ويقدمونها بدلاً عن الزهرة، فتحل محلها.
لا تخرج العاصمة أديس أببا (الزهرة الجديدة) عن تقليد الريف بزهوره وغنائه وطبوله، ويزدحم مطار (بولي) بالقادمين من أطراف الدنيا ويتسابق القادرون على حجز تذاكر الحفل الذي يقام سنوياً في (شيراتون) اديس أببا تحت رعاية صاحبه (العمودي) السعودي الجنسية ذي الأصول الأثيوبية، هذا الحفل هو أهم ملامح الليلة التي تسبق الاحتفال ويحييه كبار النجوم من الطيور المهاجرة على رأسهم استير وأفريم وتلاهون، ويغني في الفنادق الأخرى (محمود) والآخرون.
عند الثانية عشرة من منتصف الليل يتابع سكان العاصمة الألعاب النارية التي تضئ سماء الزهرة الجديدة وتستمر زهاء الساعة ليعودوا بعدها ليواصلوا احتفالاتهم في حاناتهم الشعبية ومنازلهم حتى صباح اليوم التالي، على نغمات الكبرو والماسكنو والغناء الشعبي والحكواتي على نغم الربابة ورائحة الشواء والطج المصنوع من أفضل أنواع العسل في العالم الذي تشتهر به الهضبة.
(( قدم الامبراطور اقداح الطج لضيوفه من الرؤساء الأفارقة في اجتماعهم التأسيسي بأديس أبابا عام 1962 تعبيراً عن خصوصية الضيافة التي يقدمها الطج والأنجيرا، ومن الشواء الزلزل والكالامارا)).
تتواصل الاحتفالات في صباح اليوم التالي الذي يصادف أول أيام العام الجديد في أرض المعارض وساحات الأحياء والبيوت.
(الأزمري) المغني المتجول أو (التربادور) الأثيوبي هو سيد الاحتفالات يغني ويحكي ويقدم مسرحه الارتجالي تصاحبه آلته الأثيرة (الماسكنو) المشابهة لآلة (أم كيكي) ذات الوتر الواحد.
بعد رحيل العملاق جمال محمد أحمد تيتمت الثقافة الأثيوبية المكتوبة بالعربية وانقطعت عن قرائها، عفواً استاذي الرطان البليغ.. جمال.
عدت من هناك مساء امس الأربعاء لاواصل معكم معالم عيد رأس السنة الأثيوبية في الزهرة الجديدة اديس ابابا.ٍ
===============
مقطع أول
أديس أببا
يازهرتي الجديدة (1)
ويا مطلع القصيدة
هنا الحسنُ قد جاءَ مختالاً.. وئيدا
يمنح العمرَ المزيدا
وتنادي (سليمانُ) يدعو بلقيسَ إليه
فامتدت على الهضبةِ مزاميرُ داؤودَ (2)
ومن الأناشيدِ.. نشيدا (3)
أديس أببا
أمهرية العينينِ.. والقدِ.. وجيدٍ
من رأى غير الأمهرية جيدا
يا بنت (شاوا).. (4)
قد جاءني الحب.. ترآى لي
فرمتُ.. المزيدا
(أبَّاي) (5)
من الجنةِ دفقٌ روانا
فتنامى الحبُ في وجداننا.. ألقاً.. وعيدا
من له للزهر عيدٌ؟
ومن له شهَرُ أضاف الشمسَ للعامِ
تقويماً جديداً
هي أرضُ بلقيس (6)
وصحوةُ الحبُ على الربا
متناغماً.. ترديدا
الآن جئتك أنشد لحظةً
هي قلبي المشبوب بالحب إليك
يهفو إليها.. وحيداً
يا بنت (أكسوم) (7) .. و(تانا)
(عيزانا) (.. أتانا
أضرم النيران في قلبي
فمددت الكف جئتك صافحاً
وكتبت إليك مدّاحاً.. مريدا
==============
(1) الزهرة الجديدة.
(2) المزامير في الكتاب المقدس.
(3) نشيد الإنشاد.
(4) الاقليم الذي تقع فيه العاصمة.
(5) النيل الأزرق.
(6) الامبراطورة ماكيدا والدة منليك الأول.
(7) عاصمة مملكة أكسوم القديمة.
( الامبراطور عيزانا الذي أضرم النيران في عاصمة مروي القديمة.

Post: #120
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: Hassan Farah
Date: 10-30-2017, 03:50 PM
Parent: #118

ود عبدالله الحسين مساك الله بالخير
ياخى سردك المشوق دا تنقصه نقرات اثيوبية موسيقية حتى تكتمل الصورة الرائعة
دعنى اضيف هذه الاغنية من تراث التجرينيا

Post: #121
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 11-01-2017, 09:03 AM
Parent: #120

الأخ حسن فرح ‏
أزيك يا حب( مقتبسة من مفردات بت عمسيب الرايعة) -بس ما عارف استعمالا مع الرجال كيف؟ يا زول ما فرقت.‏
بعدين معقولة ياخ تمقلبني المقلب ده كله؟
أنا كنت فاكراك رباطابي ..لقيتك إنت تيجراينجا قِح ؟؟ههههه

شكرا على الفبيديوهات النضيفة دي...‏
بعدين خليتني أحس إنه ما مشيت أديس... شكله حدي ضواحي كسلا بس...الله يسامحك‏
تسلم يا ظريف
بعدين زحمة الموضوعات خلتني أتأخر في التعليق...‏

Post: #123
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-04-2018, 08:34 AM
Parent: #121


شوفوا الشلاقة كتبت الكلام التحت و بدل انزلوا هنا اتاري نزلتو في مكان تاني المعذرة يا حبايب:

بعد توقّف دام مدة من الزمن تحملني رياح الذكريات للهضبة مرة أخرى.

تحملني رياح الذكرى لأواصل الحكي عن تلك الأيام الثلاثة التي زوّدتني بمعلومات تعادل خبرة شهور .

.. و زودتني بنزوع نحو تلك البلاد و هوى سيبقى سنين لإنسانه الودود و لدماثته و جديته و لحفاظه و اعتزازه بتاريخه المجيد..

أتمنى أن تكونوا متذكرين ما كنت اتحدث عنه...

...و لو ناسين حافكّركم...ما مشكلة ..حأقول ..يعني .حأقول..

Post: #124
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-04-2018, 08:43 AM
Parent: #123


أفتكر شوية إنعاش للذاكرة لا يضر....

بعض مقتطفات سابقة:

قادتني خطاي للشارع الخلفي من الفندق....‏
كان الشارع مزدحم ( كأني في السوق العربي)......‏
‏..........زحمة من الشباب ( معظمهن من الفتيان) و هم يجلسون أمام عدة محلات....‏
‏.....امامي مطاعم ومكتبات و محلات لبيع الهواتف..و كافتريات شعبية..و صوالين لتصفيف الشعر...‏
‏- صوالين؟
‏ - آه...الحمد لله احتاج لأن أحلق شعري( أقصد ما تبقى منه)...‏
‏- .......في الحقيقة محتاج أعمل (قطعية بس)، قطعية أنيقة تبرز ما خفي من وسامة .....‏
و لكنها وسامة في المنظر الخلفي للرأس( ما بطال)...‏
‏- كيف يا ربي صالون الحلاقة عندهم؟
‏- هل مثل ما عندنا؟
‏- أكييد..لأن معظم الصوالين عندنا باتت تذخر بالشباب الأثيوبي..‏
نظرت يمنة و يسرة ..ثم قررت الدخول في أحد الصوالين..‏
انتصب شاب في العشرين مرحبا بقدومي...‏
‏- الله؟؟ ما هذا؟ بنت في صالون رجالي؟ ماذا تفعل؟
‏- لربما زائرة أو صديقة ذلك الشاب أو قريبته...(إن البعض الظن إثم...)‏
‏- الناس ديل طريقتهم مختلفة مننا ....الا تفهم؟؟؟
نظرت إليها( غصبا عني والله لأنه أعجبني شعرها لأول وهلة....كانت التسريحة آفرو...)‏
نظرت و اطلت قليلاً...و الله قليلاً ليس إلا بسبب خجلي.... و كنت أتمنى أن تطول....‏
حاولت التفاهم بالانجليزي و بالوصف و الإشارة ...و اخيرا طلبت مني الشابة أن أجلس....يا حظي..أقصد يا ويلي...‏
‏- ااترك نفسي لشابة لتخلل شعري و تعبث بمشاعري(القاعدة على الهبشة؟؟)..‏

‏- .....دي مصيبة شنو دي؟؟ ‏

‏- نحن نهرب من دي نقع في دي؟؟

المهم جلست في المقعد و مزيج من مشاعر و توقعات و توجسات و أماني خجولة و دعوات مترددة و أنفاس واجفة كلها ‏تعبث بي أنا المسكين..و انتظرت..‏

لبستْ الأنيقة الابرول و تقدمت للضحية الساكنة....‏

أول خطوة رشة ماء بااردة لترطيب الشعر( فرطّبت الأجواء خارجيا و داخلياً)...كان أول لمسة للشعر قد أدخلني في ‏دهليز طويل خافت الاضواء ..

...احسست بأني استلقي في اريكة في بستان مخضر...أما الباقي فلا أتذكر منه شيئاً..‏

كنت استفيق مرة فمرة عندما تمسك برأسي لتلفته يمنة أو يسرة..و هكذا بين آفاقة و استفاقة (كما يقول الشاعر أمل دنقل)‏

لم استفق إلا و صوت السشوار العتالي يوقظني بكل فظاظة الدنيا...‏

نهضت و أعطيتها 15 بر كما طلبت..و خرجت..و كنت أتمنى أن لا أخرج‏


Post: #126
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-04-2018, 08:53 AM
Parent: #124


مقتطف(2)

المطر في الخارج لا زال يهطل في شكل دش/ شاور ‏SHOER‏ رذاذي ..و أنا ألوذ في داخل غرفة المطعم ببالإنشغال بالنظر من ‏خلال الباب و النافذة تارة و بأكواب الشاي و القهوة اللذيذة...

....بينما أنا انتظر (متوكل) صاحب المطعم...و في جولة خفيفة ‏في محتويات المنزل بمرافقة السوداني /التاجر الذي وجدته و الذي هو صديق دائم للمنزل و لمتوكل و لأديس..

هناك ‏غرف خلفية ثلاثة للإيجار(500 بر في اليوم /نصف مليون سوداني) و هي أفضل من الفندق...لأنها تحتوي على صالة ‏استقبال بالإضافة لأثاث مكتمل..و بيئة سودانية دافئة و كاملة الدسم....‏

فجأة يدخل شخصين...سودانيين طبعا...‏

‏..يطلبات وجبة افطار..‏

اتابع حديثهما..‏

يبدو أنهما تعارفا للتو...‏

يجلسان و يكملان تناول إفطارهما.. ثم يتجاذبا أطراف الحديث..بدا و كأنهما يتعارفان من جديد..‏

احدهما يعمل في دبي.... و بعد دقائق اتضح لهما أنهما تقابلا هناك...‏

يتوداعان..و يبقى أحدهما.. يغسل يديه ثم يجلس متكاسلا...‏

و هنا تحين لي الفرصة

نحيف الجسم، يبدو كمن تعود على السير مسافات طويلة تحت الشمس و الهواء الطلق ...‏

‏....ليس أنا من يقول و لكن هكذا تقول ملامحه و سحنته و ملابسه (الكاجيوال) ‏

و هكذا تقول وقفته التي لا تمت للتأنّق المديني بصلة.‏

في حوالي منتصف الأربعين أو يقارب الخمسين كما يبدو .....‏

‏....يلوح الصدق في ملامح و في عيونه التي تبحث عن ملاذ..‏

‏- نعم أنا مقيم في أديس ابابا

‏- منذ كم من الزمن؟

‏- حوالي 6 شهور..‏
‏-؟؟؟
‏- في الحقيقة أنا دخلت كلاجئ؟

‏-لاجئ؟ غريبة؟ و هل هناك لاجئون سودانيون؟

ضحك ضحكة كبيرة ..أخجلتني حتى بان جهلي و سذاجتي السياسية و التي فضحها سؤالي الأكثر عفوية و سذاجة..‏

‏- نعم لاجئون بالآلاف في شرق السودان

Post: #125
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد جمعه الخير
Date: 01-04-2018, 08:50 AM
Parent: #123

ذهبت الي اثيوبيا مرتين الاولي مع اصدقائي والثانية مع زوجتي
وهذه المرة الثالثة عبر حروفك وكل رحلة امتع من الثانية
سلم يراعك ومتابع بشغف .
عاشق ادب الرحلات .

Post: #127
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-05-2018, 07:17 AM
Parent: #125


‏- معقولة؟

‏- تبقّى لي يوم واحد فقط في بلاد الحضارة الموغلة في التاريخ؟

‏- هل سافارق بعد ساعات هذه الوجوه الناعمة؟

‏ هذا التعامل الهاديء؟

متابعة عزم الشباب و هو يطرق أرضية الاسفلت في خفة رشاقة؟ ‏

و هل من عودة أخرى قريبة لتكتمل لدي الصورة عن اثيوبيا؟ ‏

‏- و ماذا رأيت أنت أيها الساذج في ثوب المثقف أيها المتسكع في ثوب سائح؟


- ‏no comment

- المثقفون يا صاحبي يزورون المتاحف و المناطق الأثرية و المواقع التاريخية..و أنت؟

- ‏no comment
********************************************************
الأخ محمد جمعة ‏
جمعتك مباركة
و شكرا على متابعتك و كلماتك الرقيقة العميقة ‏:

‏(ذهبت الي اثيوبيا مرتين الاولي مع اصدقائي والثانية مع زوجتي ‏‎

وهذه المرة الثالثة عبر حروفك وكل رحلة امتع من الثانية ‏‎

سلم يراعك ومتابع بشغف‎ .

يا عاشق أدب الرحلات…لك ودّي
عاشق ادب الرحلات‎ .‎‏)‏



Post: #128
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-05-2018, 07:50 AM
Parent: #127

‏- المثقفون يزورون المتاحف و المناطق الأثرية و المواقع التاريخية..و أنت؟

‏- ‏no comment
‏- انت تزور المطاعم و الفنادق و المولات و الأسواق؟

‏- ما الذي يجمعك مع السواح الحقيقيـن؟ ‏

السواح الحقيقيون …..حقيبة في الظهر و سروال الجينز(الشيين داك) و في الأقدام.. ‏‏(التموت تخّليه)…..اكان عجبك كمان.‏

‏- خلاص …خلاص( أخجلت تكبّرنا) …سأزور بقية المناطق لو كان في العمر فسحة و ‏في الزمن و في الميزانية..‏

‏-؟
‏- سأزور المناطق الحدودية مع السودان لارى التشابه الحدودي في الملامح و السلوك.‏

‏- سأزور بحر دار التي ..(قدّانا بها السودانيين.. ما مشيت بحر دار)؟ ‏

‏- سازور الإقليم الشمالي مقر مملكة اكسوم ..اكسوم التي دمرت حضارتنا يوما ما..‏

‏- سأزور المتمة التي لجأ إليها المك نمر..لأطمئن على مرقدته و لأتقصى ماذا حدث ‏لنسل الجعليين المرافقين له..‏

‏- سأزور مناطق الجبرتة لأن لهم وجود كبير تاريخي في السودان و مصر و حتى ‏الشام.‏

‏- و الأهم من ذلك لابد من زيارة ضريح النجاشي و مطالعة الموقع الذي قد يكون دخل ‏منه الصحابة لافريقيا في اختراق ديني كبير..‏


Post: #129
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-05-2018, 10:56 AM
Parent: #128

قبل أن أسافر لى أديس ابابا كنت قد اطلعت على بعض المعلومات العامة و على المحاذير التي يجب على الزائر أن يلقي لها ‏بالاً .

من بين التقارير المكتوبة عن أديس ابابا أو اثيوبيا لا أذكر بالضبط محاذير أمنية تتعلق بالنهب و السرقة و أخرى بالمومسات...

حيث ذكر بعض المعلقين الذين يكتبون للصحف عن زيارتهم لاثيوبيا عن ارتفاع نسب البِغاء فيها..

و الجدير بالذكر أن تلك التقارير قد تكون مبالغ فيها او تتضمن بعض الأغراض ..بالتالي فهي ‏ليست دقيقة و لا يُعول عليها كثيرا و لكنها تعطي فكرة لمن يريد أن يأخذ بها..

و قد القت مثل تلك التقرير باللوم في ارتفاع تلك ‏النسب على الفقر من جهة و لهجرة النساء و الفتيات من الريف باعداد كبيرة بسبب الفقر من جهة أخرى.‏

بالطبع للزائر المتعجّل و غير ( الكوّاس) أو (الشمام) قد لا يجد أن مثل تلك التقارير صادقة و بالتالي و بالتالي قد يعتبر تلك النسب مبالغ فيها..

لأنه ‏لن يرى في الشارع العام ما يؤكد ذلك..و لكن قد تكون هذه الظاهرة حقيقية في الفنادق الفخمة..

..........زأما في الشارع العام و المحلات ‏العامة فلن تجد أي مظاهر من مظاهر بنات الهوى…...أيضا بنات الليل قد يوجدن كما ذكر التقرير في

نواصي الشوارع ‏المظلمة بانتظار صيد الزبائن الليليين..

لكن بصراحة و حقيقة يجب أن تُقال فإن اللبس الانيق و المحزق لدى معظم الفتيات في اغلب الاحيان بالاضافة للاجسام الرشيقة او ‏ذات الإنحناء الخطرة

يجعل رقيق القلب يشهق حتى يكاد أن يشرق و يشرب من النظرات (ابتداء من النظرة الأولى و حتى‏الثالثة و الخامسة ...دون أن يروى.َ.‏

تذكرت كل ذلك و أنا استعيد كلمات ذلك السوداني المقيم في اثيوبيا و المتزوج من اثيوبية… حيث عرج ذلك الأخ للحديث معي ‏حول موضوعات

قريبة من تلك التي ذكرتها..‏ساروي لكم ما قال و رد فعلي و وجهة نظري و تقييمي لما قال ....و أشياء أخرى .‏

Post: #130
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-05-2018, 11:26 AM
Parent: #129

هناك حقيقة لا بد أن تقال هناك نظرة تنميطية للأسف هي ليست صادقة كما نظن و في نفس الوقت ظالمة…‏

فقد كانت بيوت الدعارة العامة المنتشرة في العاصمة و أظن بعض مدن السودان يعمرها كثير من فتيات الجارة الشقيقة ‏اللآئي هاجرن بسبب الحاجة و الفقر.

فكانت أقدم المهن هي أسهلها بالنسبة لمن لا يملك المال و المؤهلات و الامان و ‏الامن الاجتماعي خاصة بالنسبة للمرأة الغريبة بل و الأجنبية في البلد الغريب و الأجنبي بالنسبة لها…‏و لا تغيب عن بالنا قصيدة(ا دبايوا) التي كتبها شاعرنا صلاح أحمد ابراهيم يصوّر كيف تنزلق الأرجل للرذيلة بسب الفقر أو الهجرة و(الطائفية):
إبنته شريفة


مُذْ هربت بعارها


من كنف الشريفة


وأخرست جفجفة القطار


صوت السيد الصغير


والخليفة


جاءت إلى المدينة القاسية


المخيفة


تقدّم التفاح للرجال


لكل من جاء من الرجال


رائعة .. رائعة ـ يقول لي صديق


يا خصرها ، يا عودها الفارع ،


يا لثغتها الظريفة


يا نهدها استقل ، كاد أن


يُطل من ثيابها الرّهيفة


وهي تضوع بالشذا ، تموع


كالقطيفة


تموء بالحروف


مثل قطة أليفة


يا سمسم القدارف


تقدّم البيرة واللفائف


والطشت والإبريق


ترفع أو تخفّض المذياع


حتى إذا أنهكها الإمتاع


وأطفأت مصباحها


بعد انتصاف الليل


مر على خيالها أوشيك


وشعره الوديك


كأنه شجرة الزقوم


وصوت أونور اخضرار


مضرب الخيام بعد السيل


وهو يمد صوته الجميل :


و هكذا بسبب الهجرة و الغربة و الفقرة الثالوث الخطير كان ا من طريق أمامهن إلا أن يعرضن ما يملكن....و يبعن بسعر بخس ما يملكن ....

......و هكذا تغوص ارجلهن في هذه المهنة المهينة للكرامة و الجسد و ‏الإنسانية…‏

فالتقطت اعيننا نحن تلك المظاهر و فهمنا و أدركنا الحال و المآل و لم ندرك الأسباب و الدوافع لتلك الظاهرة…

و لكن استقرّت في أذهاننا صورة بائسة و تعيسة…صورة تصورهنّ و كأنهن خُلِقْنَ لهذه المهنة …و بالتالي تعمَمت النظرة لكل بنات الجارة …

......و ‏ظلت تلك الصورة الخاطئة تنتقل عبرالسنين و عبلر الأجيال كما هي...(و إن بهتت قليلا)..

..... و لكن وقر في النفس جانب كبير منها…و قد يكون في وفد موجات ‏جديدة من الفتيات الفقيرات و مسلوبات الإرادة تجديد لتلك الصورة البئيسة على نحو ما ..‏
هذا ليس تبرير و لكنه محاولة لتعديل الصورة لتنسجم مع الإطار…‏

Post: #131
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-05-2018, 12:11 PM
Parent: #130

‏ كنا نمشي أنا و ذاك الأخ السوداني الذي تعرفت عليه في اديس ابابا..كنا نسير مستغلين توقّف رذاذ المطر المشاكس..

و أنا الآن أذكر أنا هذه المقابلة أو جزء من الحديث الذي ‏أدلى به الأخ… و لنسميه (س)،بمناسبة الصورة النمطية التي تأبى أن تنمحي…

أو قد تكون انمحت و لكن يتم اخراجها و ‏عرضها لزوم التظارف و سكب بعض النكهة على الحديث و الونسة... و إن كان ذلك على حساب آخرين…‏

كنا نمشي في في أحد الشوارع الداخلية للحي الراقي في أديس( بالطبع شارع مسفلت و نظيف للغاية رغم إنه جانبي)…‏

كنت أسأله عن أسعار الإيجارات لتلك الفيلل الأنيقة الضخمة فقال لي ب 30 ألف بر في الشهر حوالي 25 مليون ‏سوداني……‏

و فجأة مرت أمامنا سيارة صغيرة أنيقة تقودها فتاة..أقصد شابة صغيرة…اثيوبية…في منتهى الاناقة و الرشاقة و ‏الجمال…

توقفت بجانبنا لتسلم عليه ..على رفيقي ...تحدث معها و تجاذبا اطراف الحديث برهة و أنا اطالع ،و معي النفس الأمارة بمتابع ‏تفاصيل الجمال ....

....ملامح الشابة الأنيقة في فضول..فضول من لمن يود أن يعرف كل التفاصيل(في يوم واحد) ....

.......تبادلا الضحك و الابتسام ‏و بعض الكلام في جدية و احترام ثم انطلقت بسيارتها…

و أنا يقتلني الإعجاب و الشمار…متين تبتعد عشان أسأله…‏

Post: #132
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-05-2018, 12:45 PM
Parent: #131

بعد أن تحركت السيارة بثواني:‏
أنا: دي اثيوبية( طبعا ظاااهرة إنها ..و لكن نظام فتح الخشم)‏
‏- ايوة ..اثيوبية و كان متزوجة سوداني؟
‏( و الله بخته..قيافة شديد) ده في سري
ثم واصل:‏
‏- لكنه فات خلّاها
‏- معقول؟ (بالسماحة ودي و الاناقة دي كلها؟)‏
‏-‏
ثم يواصل:‏
‏- ضرب قروشها و زاغ
‏-؟؟؟عندها قروش هي ؟ مروقة؟
‏- شفت الفيلل الثلاثة ديل هي مأجراهم
‏- بالله ؟ ما شاء الله
‏- تعرف السودانيين عندهم الحركة دي…الواحد يتزوج البت و بعد سنة يزوغ يخليها..‏
‏- ؟؟؟؟

كسرة بيني و بينكم: غريبة هذه العلاقات بين الشعبين…‏

لكن برضه أتذكر كم قصة تزوج سوداني بأجنبية ثم زاغ ..اوروبية..هندية…روسية…مصرية…‏

مشينا خطوات ثم طلبت منه الرجوع ( نظام المُقَدّم ما مُوصّل)…‏

لكن برضه وقفنا شوية :‏
أنا- فيه سودانيين كتار بيتزوجوا من هنا؟
‏- كتاااار جدا
تعرف…‏
‏( و هنا دخل في المنطقة المحظورة…الخطوط الحمراء)‏
‏- تعرف(واصل) …الحبشيات بيحبوا السودانيين…(يقصد بيحبوا الرجال السودانيين)

‏-؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

‏- ليه؟؟( على نظام قول انت! بتاعة عادل إمام)‏

‏- الاثيوبيات بيقولوا السودانيين- آسف للعبارة ..بيمتازوا بكبر(…..)‏
- لااا حولاااا ده شنو؟؟؟
‏- تاني برضه تنميط؟ و كمان غبي و بليد و غير منطقي ؟…‏

و الله شعرت بنوع من الغباء و الهبالة و السأم …‏

- ياخي معقولة تفكير (ناسنا) بيصل للدرجة دي من البساطة ..‏

الغريبة كان رفيقي يقول لي تلك العبارة مؤمنا و موقنا بها و هو الرجل الجامعي و المتزوج من هناك…‏

آسف جدا .........و لنطوي تلك الصفحة..‏و إن تلقي بعض الضوء على سوء الفهم من هنا و احتمال من هناك ..رغم التقارب و التعايش..‏

و افترقنا و في عيني المنى و في عقلي الدهشة..

Post: #133
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-06-2018, 08:56 AM
Parent: #132

........و في القلب حسرة!
-ندمان لأنك التقيت به؟
- لا أدري
-؟؟؟
- بالجد لا أدري

ودّعت صديقي الجديد(الذي اقابله لأول مرة) و في النفس نقطة رمادية حائرة أمام صورته..و تلاشى من امامي البروفايل الذي كنت ‏قد رسمته له قبل أن الاقيه…

.....,.,,.,.كان البروفايل الذي حذفته يتضمن صورة رجل جنتلمان،مثقف،كوزموبيلتاني، فاهم، مطّلع. ‏المهم بروفايل ناصع..‏و بدلا من ذلك انزلت ذلك البروفايل المُتخيّل.

و وضعت بدلا منه بروفايل آخر..لرجل عادي بسيط يرتدي ربطة عنق و ‏بلدة قيافة و علامة استفهام أمام الذهن،العقل،المخ…‏

- معقولة؟؟؟؟؟

كيف لرجل بتاع بزنس عابر للحدود و للقوميات و الإثنيات و يعيش في مدينة متعددة الاثنيات و الجنسيات. مدينة مفتوحة ‏،ليبرالية، و لا يزال عقله و روحه تتسكعان

في أفكار ساذجة عفا عليها الزمان و مرور العمر و تبدّل المكان و الزمان...اصحي يا بريش!

أفكار لم تتعدى للأسف تفكير صبي مراهق، نشأ في بيئة مغلقة تعشش فيها ‏الأفكار المسطحة المغلوطة عن الجنس و التنميط الساذج و المعمم …يا إلهي!

الهذي الدرجة هناك اناس يتدثرون بلباس ‏العلم و الثقافة و هم يحملون في اذهانهم أفكار القرون الوسطى؟

غادرته محتارا و ساهماً و أنا اسوق اقدامي سوقا لأعود للفندق و عقلي مهموم بترتيب حاجياتي و أغراضي و حقائبي للانطلاق للمطار بعد ‏ساعات…‏

نهاية غير حلوة اطلاقا..نهاية لا تصلح لأن تكون خاتمة للقاءاتي في تلك البلدة.‏..و لكن ماذا أفعل؟

Post: #134
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-06-2018, 12:20 PM
Parent: #133


فوق عشان خلاص قرّبنا نختم الرحلة.....الكلام ده لغير المتابعين

و نتأسف لإزعاج المتابعين..

و شكرا

Post: #135
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: Hassan Farah
Date: 01-07-2018, 04:26 PM
Parent: #134

فوق عشان خلاص قرّبنا نختم الرحلة...
---------------------------------------------------
صاحبى محمد عبد الله الحسين سلام مبجل
قلت اخفف عليك بعد الزنقة دى
هاك اخدلك عرضة مع الجماعة ديل
هدا بلدى يا مولاطو غناء ابراهيم

Post: #136
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-08-2018, 05:35 AM
Parent: #135

حبيبنا ود فرح

دائما تفرحنا بهذه الألحان العذبة و الرقصات الرشيقة ‏

ياخ دائما تنثر الزهور في حقل محاصيلنا الجاف

ان شاء الله يوم شكرك ما يجي

اتاري الجماعة ديل ناس عرضة فاتوا فيها الجعليين......‏

‏........... و كمان مقدمة الأغنية (الرمية) كأنها أغنية سودانية لولا الكلمات...‏

أما الملامح فهي سودانية أصلا...ما دايرة كلام

تعرف نحن تنقصنا من المعرفة الكثير لكي نقارن مع ما حولنا...‏

Post: #137
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-08-2018, 06:17 AM
Parent: #136

الأخ الحبيب حسن فرح

شكرا يا ود فرح الله يفرّحك يا رب

بالمناسبة: الفيديوهين اللي نزلتهم في البوست قبل شهر... بتاعين احتفال الزواج الاثيوبي... كل الأسرة اتفرجت عليه...و ‏عدة مرات كمان ..حاجة جميلة بجد.‏

الملاحظ الناس ديل بيصروا يحتفظوا بتراثهم و يتمسكوا به ...‏طقوس الزواج..عمل القهوة...

عكسنا نحن بنشوف إنه التراث تخلف و بنتملص منه و نخجل منهو ممكن بسهولة نتماهى و نشيل حق غيرنا ...غريبين ‏نحن و الا شنو؟

‏( النقطة دي افتكر عايزة دراسة...أظن ذلك

كسرة: تعرف كان تبقى من الرحلة لملمة العفش و و وداع اصطاف الفندق الظريف ... الذهاب للمطار ...‏

لكن أمس اتصال من رجل سوداني ترافقنا حوالي ثلاثة ساعات داخل المطار قبل السفر جعلني أؤجّل الختمة شوية.

‏ لأنه الرجل أذهلني هذا خلال هذه السويعات بمعلومات غريبة ..بعضها للنشر ...و بعضها لا يمكن نشره إلا بالحبر ‏السري.....‏.و بالمناسبة هو رجل أعمال..‏

Post: #138
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-08-2018, 06:31 AM
Parent: #137

أيها الرجل ...أقصد الشاب( في هو...الاربعينات لا أدري مبتداها أم وسطها) !‏
من أين ظهرت أمامي فجأة
أي أقدار رمت بك في طريقي؟
أيها الرجل الطويل ذو الطول الفارع من أنت؟

و أنت تجر وراءك حقيبة السفر في المطار في ثقة

أيها الشاب تبدو و أنت بقامتك الفارعة شبيه بلاعبي كرة السلة ...

,,....تبدو فعلا كأنك لاعب كرة سلة في طريقه للسفر للمشاركة في مباراة و أنت ضامن الفوز ‏فيها......‏

‏- هل هو سوداني...؟ احتمال!‏

‏- هل هو اثيوبي؟ احتمال!‏

‏- أم هو لا هذا و لا ذاك؟

‏- ؟؟؟؟؟؟؟؟

يمشي أمامي في طابور التأشيرة في مطار أديس...كان متمهلاً لدرجة اثارت حنقي..و تململي.
.‏
لكن من يصدق بعد ذلك سنكون أصدقاء ودودين لمدة ثلاثة ساعات..؟

من كان يصدق أن ترمي في أذني بكل تلك الأسرار؟

تحية لك و لذكرى ذلك اللقاء

Post: #139
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-08-2018, 07:20 AM
Parent: #138

في الفندق الدافيء أنزّل الحقيبة البنية الكبيرة في حزم من أعلى الخزانة في الفندق..

.داعي العمل يناديك يا رجل.... دوام ‏العمل بعد غد....نسيت؟

‏- كيف أنسى حبل العبودية المعقود في العنفق و في النفس؟

‏- إذن استعد! هيا للسفر القسري...هيا للغربة البغيضة ..هيا لأيام العمر الضائعة...‏

الساعة الآن الخامسة... و الإقلاع الساعة العاشرة...ساعتان و تتحرك للمطار...كن جاهزا !ً.‏

قلق مال قبل السفر يملأ الجوانح ...‏

ايه رايك تنزل الطابق السفلي لتحتسي فنجان قهوة بمزاج...‏

و بالمرة كمان تمتع نظراتك ملقيا نظرات الوداع على السابلة و حركة المرور و منظر الكادحين و الكادحات و

الأنيقات ‏الباهرات شكلا و مظهرا ....أما الجوهر أدرى به عالم الغيب و الشهادة.‏

‏- شكلك ما عندك نية تسافر؟

‏- فعلاً و الله بالجد...لكن عرفت كيف؟؟؟ ‏


فنجان القهوة أمامي و في اليد الكاميرا لتوثّق الزيارة و لمشاركة روعتها الأصدقاء و الأهل...‏

ثم فجأة انتبهت للرذاذ الغيمي أو الغيم الرذاذي على الباب الزجاجي...هطلُ مرة أخرى؟

اهذه البلدة لا تمل الهطل؟ غريب أمرك يا أرض النجاشي.‏

طيب و كيف الذهاب للمطار غذا ما زاد هطل المطر؟؟

Post: #140
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-08-2018, 07:50 AM
Parent: #139


صالة المطار غير مزدحمة كما كنت أتوقع....

السنة الماضية في نفس التوقيت تقريبا كانت الصالة مزدحمة بالبشر و خاصة ‏الفتيات..فتيات اثيوبيا السمراوات التي تقايض بها اثيوبيا العملات الحرة..

.......شابات في عمر الزهور و عمر البراعم التي لم ‏تتفتح للحياة بعد يذهبن لما وراء الحدود في رحلة مجهولة الأمد.....

....يقفن في طوابير طويلة..من المؤكد أنهن تركن وراءهن ‏الأهل و العشيرة بعد سكب الدموع و العبرات و بعد خنقن في دواخلهن الاستمتاع بالأحضان الأسرية الدافئة ..

تركن ‏الوالدين و الاخوة و الاخوات و رفيقات الطفولة و صديقات الصبا .. التحية لكُنّ و أنت تتقافزن من مطار لمطار و عبر ‏الحدود لتجلبن اللقمة لأسركن و ابناءكن..

ضيق العيش مؤلم يا بناتي و يا أخواتي..

حفظكن الله و أرجعكن سالمات ‏غانمات...فألم الغربة و موت الغربة أقسى شيء.‏

Post: #141
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-08-2018, 08:05 AM
Parent: #140


ايتها الفتيات كيف واتتكن الجرأة و قوة القلب لتغادرن الأحباب و الأصحاب في أمسية كهذه؟

أنا أعرف كيف يكون وجع الوداع و كيف تطعن نظرة الوداع في القلب و اعرف ألف دمعة و دمعة تكون قد سّكِبت قبل ‏أيام من السفر..

و أن أكوام من الذكريات تجمعت في ليلة واحدة..ليلة ما قبل السفر....تجمعت كل ذكريات الحب و ذكريات ‏الدفء وسط الأسرة ذكريات الحياة اليومية بكل أفراحهها و منغصاتها..

...........ذكريات الحب الأخوي و الارتباط الوثيق..

‏اعرف كم من الذكرى و الود ستحمله كل واحدة منكن و أعرف كذلك أنه منذ الآن ستعمل الآلات الحاسبة لا لتحسب ‏النقود و العملات الحرة التي ستتجمع بالكاد من عرق الجبين ..

............و لكن الآلات الحاسبة لتحسب الثواني و الدقائق حتى موعد ‏العودة المؤقتة....‏

حينها...حين العودة القصيرة التي لا تكاد تروي الأشواق و الحنين سيكون البشر و الإتلاق الترحاب و الأحضان و الدموع و الفرح الذي سينسكب على الدار و الجيران...‏

لكُنّ الله يا أخواتي و حبيباتي

أتمى لكم رحلة موفقة و اغترابا حنونا لا تتعرضن فيه لظلم و لا تحرش و افتئات

اتمنى لكن جميعا عودا حميدا مستطاب

حفظكن الله يا بناتي و يا اخواتي و خالاتي

Post: #142
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-08-2018, 06:05 PM
Parent: #141

فوق

Post: #143
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-09-2018, 06:08 AM
Parent: #142

طيّب الله ثراك يا شاعرنا المجيد و أنت تهتف:

والبرق لي .. والرعد والسحب الخطاطيف الطوال

تروى هجير النار تحت أضالعي الحرّى

وتلحف في السؤال

كيف ارتحالك في العشيِّ

بلا حقائب أو لحاف ؟

نعم يا مصطفى سند الآن نتذكرك و نحن نردد أبياتك المضيئة و هذه الرعود و السحب الخطاطيف الطوال تزحم الأفق و السماء في تلك اللحظات..


هلّا و نحن على اعتاب العشيّ ... نرتب الحقائب و النفوس للرحيل..

ثم نواصل التداعي الجميل:

سكن السحاب ومرّ طيفك من جديد

نثرته كفّ البرق حين تلاحق الإيماض

وانعتقت شرارات الرعود

أرخى وأزهر ثم طار زنابق كالفجر لامعة الخدود

ياابن سند نحن نستعد للرحيل و لكن هيهات و قد غمرت الأمطار بسيولها المنبهلة الشوارع و سدّت الطرق.....

كأننا في عام المطر الشهير الذي كشف عريّ عاصمتنما في الثمانينات ..

.فيا والي أديس النجدة... فقط نود أن نجتاز مسافة سبعة كيلومترات هي المسافة إلى الطريق و سنترك وراءنا أديس و سندعو لها و لساكنيها....و ليأتي الغوث و الرحمة من بعدنا!

توكّلت على اللم و طلبت من موظف الاستقبال ذاك الاريتري المختفي في ثوب اثيوبي( لدواعي أمنية) أن يطلب لنا عربة أجرة..

Post: #144
Title: Re: زيارة خاطفة أخرى إلى اديس ابابا:
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 01-09-2018, 06:38 AM
Parent: #143

تعارف سريع و عابر تم بين مواطنين سودانيَين..‏

هكذا ظننته...مرد لقاء سودانيَين...بكل بساطته و اريحيته و نقائه ...‏

و هكذا خلال الربع الساعة الأولى كانت كل المعلومات التي تخصنا نحن الاثنين متاحة... ‏

بصراحة حتى المعلومات التي تخص الآخرين (بمستوى ماكرو يعني).‏

‏- أول زيارة لاثيوبيا؟

‏- لأديس ابتاب نعم..لكن ليست هذه أول مرة أزور اثيوبيا

‏- ؟؟؟؟؟

‏- زرت بحر دار لكن بالسيارة عبر الحدود

‏- هذه زيارة سياحية؟

‏- لا

‏- ؟؟؟

‏(صمت)

ثم لزمت الصمت..الصمت المريب على غير عادتي أنا الثرثار...بتاع الشمارات... الشليق...‏

صمتُّ غصبا عني أنا الذي يود أن يكسر كل الحوائط في لحظة الذي يود أن يعبر كل البحار بين الآخرين في دقائق..‏

‏- لماذا نقيم الحواجز بيننا ؟؟ عدم ثقة أم خوف من الآخرين؟

‏- لربما نوع من التحفظ المحمود ...و أيضا لدواعي أمنية...مش إمكن يطلع...إبن كلب؟‏

‏-خلاص خلي الدقائق القادمة هي التي تحدد مسار العلاقة الوليدة... و قد كان..‏