مستشفى ابنعوف للاطفال من كان يملك الحقيقة أو بعضها فبه نستنير؟

مستشفى ابنعوف للاطفال من كان يملك الحقيقة أو بعضها فبه نستنير؟


10-19-2017, 06:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1508389450&rn=1


Post: #1
Title: مستشفى ابنعوف للاطفال من كان يملك الحقيقة أو بعضها فبه نستنير؟
Author: Ali Alkanzi
Date: 10-19-2017, 06:04 AM
Parent: #0

05:04 AM October, 19 2017

سودانيز اون لاين
Ali Alkanzi-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

جاءني المقال التالي من الاخ حافظ قاسم عبر بريدي الالكتروني:

هكذا كانت نهاية د.جعفر بن عوف ومستشفاه

كتب الدكتور عمار عباس اختصاصي الأطفال ..!

لماذا يحاربونه ؟..
تخرج البروفيسر جعفر بن عوف في منتصف القرن الماضي من جامعة الخرطوم ،
ثم سافر للتخصص في الطب الباطني و طب الأطفال علي نفقته الشخصية للمملكة المتحدة
التي عمل بها بعد التخصص فترة
ثم آثر العودة الي السودان للعمل في مستشفي الخرطوم في العام 1973 م ،
قبل أن يقرر – مع آخرين – بناء مستشفي تخصصي للأطفال تابع لمستشفي الخرطوم ،
فبدأت جهوده في جمع التبرعات له
ثم أنشاه كأول مستشفي للأطفال في العام 1979 م ،
حيث إستغل علاقاته الشخصية في طلب الدعم من
السفراء الأوربيين
و العرب
و غيرهم.
و في العام 1989 بدأ ابن عوف في تشييد مبني آخر بعد حصوله علي دعم سخي من الأميرة الإنجليزية "آن"
إبنة الملكة أليزابث.
حيث تبرعت بمعظم مواد البناء
كما تبرع بالأرض رجل أعمال سوداني
لينتهي العمل بها -
دون أي مشاركة حكومية تذكر
- في العام 2002م و يطلق عليها أسمه ،
كما إستطاع البروف إقناع الأمم المتحدة
بتجهيز شبكة إتصالات الداخلية للمستشفي.
لكن في العام 2004 م تمت إزاحة البروف من إدارة المتستشفي
رغبة في تقليل عبء سياسة علاج الأطفال المجاني
التي كان يصر عليها ابن عوف و لا يقبل فيها المساومة ،

ودفع الثمن غاليا عندما تم القيام ببيع كثير من أجهزة المستشفي المتبرع بها
كبيع ستين حضانة من حضانات حديثي الولادة
في يوم واحد بدعوي التخلص من الفائض
في عهد مدير المستشفي أ.د. يونس عبد الرحمن إسحاق
الذي أوكل إليه تقليل ميزانية المستشفي
الذي نظرت اليه الحكومة كورطة كبري لا بد من التخلص منها.

ثم أتي الوزير مأمون حميدة للمرة الثانية
ب أ.د. يونس ليكمل ما قصر فيه
أولا من إغلاق حوادث المستشفي نهائيا
و إخراج البروف الحاصل علي وسام رئاسة الجمهورية
تحت تهديد السلاح ،
كما حاول إعادة تسميتها ب"مستشفي الأطفال المرجعي"
بدلا من الإسم الذي حفر في ذاكرة الملايين من السودانيين أطفالا و أمهات إستفدوا من خدماته المجانية ، أطباء و ممرضين تدربوا فيه كأكبر مركز علاجي
و تدريبي في أفريقيا جنوب الصحراء
لينجح في إغلاق حوادث المستشفي
التي كانت تستقبل 800 الي 1000 طفل يوميا
في المتوسط من شتي أنحاء السودان ،
الي مستشفي مرجعي يستقبل 5-10 حالات يوميا كحد أقصي.

إرتبطت حياتي – كسائر أبناء جيلي من الأطباء
و أطباء الأطفال
– بهذا الإسم بشكل كبير ،
فقد رأيت المستشفي بمبناه الذي أنشيء في أواخر السبعينات ،
فكنا طلابا نتدرب في الغرف الضيقة التي تحاكي منازل الفقراء لكنها
تمتلئ بالحنان و الرعاية للأطفال المرضي
و التدريب الجيد لصغار الأطباء و الطلاب.
ثم عدت إليه بعد سنوات متدربا في فترة الإمتياز
فإذا المبني القديم صار مهجورا
و دعينا الي قصر تعلو طوابقه علي الفناء القديم ،
تملأه الصور
و الألعاب
و غذاء الأطفال الشهي الذي يغبطهم عليه الكبار و الأصحاء. لم تكن الأسرة تتكلف شيئا
سوي قيمة إيصال إبنها الي البروف ابن عوف
و صرحه المشيد ، فيلقي الطفل عناية مجانية
حتي يعود سالما الي بيته.
ثم عملت فيه سنوات التخصص
فإذا بي أشاهده ينوء تحت ثقل زحام الأطفال
الذين تمتليء بهم غرفة الطواريء
ويسقط الأطباء بينهم من إعياء العمل المتواصل ،
فقد زاد الإقبال عليه من سوء ما حوله من المستشفيات و المراكز.
و بدلا من أن يقوم حميدة و يونس
من بناء صروحهما الخاصة لصرف الناس
عن صرح ابن عوف.
إلا أنهما وجدا أجدي الطرق و أقصرها
هو هدم ذاك الصرح.
شهدناهم و هم يحاولون طرده من قلعته الحصينة ،
يجردونه من سلطاته و يحرمونه من حقوقه.
و كأنهم راوا في الإنتقام من الأطفال والأطباء
إنتقاما من ابن عوف لحبهم له و ثنائهم عليهم.
و ما زالوا به حتي أغلقوا مبني الطواريء
. و إمعانا في بعث اليأس في قلوب مجتمع الأطفال
بنوا حائطا علي بابه
لتتكسر عليه آمال من تحدثهم أنفسهم بالوقوف مع البروف الذي وقف معترضا و معه قليلون
تحيط بهم الشرطة من كل جانب.
و وقف الضابط بجنوده يأمره بالمغادرة
و إلا حدث ما لا يحمد عقباه.
و لعله - و أعوانه من مكافحي الشغب
- ممن جاءت بهم أمهاتهم وهم أطفال
الي مستشفي ابن عوف
في صورته الأولي
أو في حالته الثانية
فصحت أجسامهم عندها
يوم لم يكن في البلاد بطولها مبني للأطفال
سوي ما بناه ابن عوف
أو أخصائي إلا من دربه ابن عوف
أو طبيب سوي من علمه ابن عوف.
والآن قد كبروا ليطردوه أو يهددوه.
عملت مع البروف كنائب للأخصائي و أنا في آخر أيامي كمتدرب. فإذا هو كشيخ المشايخ
يعطيك خلاصة الخبرة التي لا تجدها عند غيره ،
و عصارة الحكمة التي لا مثيل لها عند سواه.
و عنه تأخذ الإجازة الحقيقية
لتكون أخصائيا
ثم يبصم مجلس التخصصات
علي ما قال البروف دون معارضة.

ثم عملت في إحدي ولايات السودان
و قد أصبحت مستشفي مرجعي لعلاج الأطفال
كما أرادها حميدة.
لإستقبال الحالات الصعبة و المحولة .
و بدأت أرسل إليها الحالات الصعبة التي أرادوها.
فإذا المستشفي الذي ملأه صاحبه بمئات الأسرة ،
لا يقبل إلا عشرة مرضي في اليوم الواحد.
و يموت الطفل في عربة الإسعاف
التي جاء بها أو في المستشفي الأدني
الذي يرسل إليه لنفاد الفرص العشر
التي يتنافس عليه أطفال السودان كلهم
للفوز بوسادة في المستشفي المرجعي.
هذا ما بشرنا به يونس ،
و ما أوصلنا إليه حميدة.
هذا هو الصرح الكبير الذي صيروه قلعة حصينة
تمتنع دون مرضاها ،
و يدفن الأطفال علي أسوارها
و تفيض أرواحهم دون الحصول علي سرير فيها.
فلا هو مستشفي سيء و لا جيد.
بل مبني خال و قصر معطل و باب مغلق بالأسمنت.

اليوم ، يتذكر أطباء الأطفال مواجعهم
و آلامهم فلا يجدوا مصيبة حلت بالبلاد
أكبر من الإغلاق شبه الكامل لمستشفي الدكتور جعفر بن عوف ، و
هو المكان الذي تدرب فيه كل أخصائيي الأطفال السودانيين العاملين داخل السودان و خارجه
خلال نصف قرن من الزمان
، حين حقق البروف رؤيته بإنشاء أول مستشفي للأطفال في السودان.
و رغم إغلاق بوابة المستشفي بالأسمنت المسلح
محاولة لإنهاء أماني كل المختصين بصحة الطفولة ،
تتجدد الآمال بعودة الصرح الذي جسد أحلام الأطباء في تقديم خدمة مهنية نظيفة و مجانية لأطفال السودان
الذين أرهقتهم أمراض الحروب و سوء التغذية ،
و يتطلع أطباء الأطفال الي اللحظة التي ينهدم فيها الحائط الأسمنتي الذي بني علي بوابة المستشفي
إيذانا بعودتها لأصحابها
و إنهاء حقبة طويلة من العداء للأطفال و الفقراء
بدأها الإنقاذيون عبر يونس و حميدة
و غيرهما ممن خبروا الدمار و التخريب
و لم يعرفوا شيئا أبدا عن البناء و التعمير.
و سبب هذه الأماني هو حراك الأطباء الأخير
الذي يمثل مقدمة مهمة لأخذ المبادرة بواسطة الأطباء
و خسارة التجار و المستثمرين ،
كما وعودة المستشفي لأصحابه الذين قاتلوا من أجل بنائه
كما قاتلوا من أجل إعادته للغرض الذي بني من أجله
تساندهم قلوب الأطفال و دعوات الأمهات و جهود المخلصين ، الأمر الذي ربما لن يتم في ظل بقاء نظام الحكم الحالي
الذي وجد بغيته و متعته
في عداء البروف و مستشفاه الحلم.

Walid