عبود امسيميير (قصة قصيرة)

عبود امسيميير (قصة قصيرة)


10-02-2017, 03:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1506911583&rn=1


Post: #1
Title: عبود امسيميير (قصة قصيرة)
Author: Elsanosi Badr
Date: 10-02-2017, 03:33 AM
Parent: #0

02:33 AM October, 02 2017

سودانيز اون لاين
Elsanosi Badr- عدة اماكن ونطمح في الفردوس
مكتبتى
رابط مختصر

بدأت قصتنا مع اولئك الكهنة بعد بضعة شهور من ولادة (ام ضيفان) شقيقة عبود، ام ضيفان كانت تعاني من داء غريب وهو انها تنتفخ بالليل كما البالون وتعود كما هي اناء النهار وثمة امر غريب اخر حدث لها ، اذ انها لا تستطيع المشي كما الاطفال الذين في مثل سنها. فبعد مضي عدة سنوات من حضور الفقير مطر وهو في طريقه الي ديار النوبة في دنقلا العرضي قادما من بلاد التكرور، جاء رجال يرتادون جلاليب سود مزدانة ومطرزة بالسكسك والكجيك. ابتاع الرجال جملا عجوز من (مادري) ودجاجتين وحملا صغيرا ناصع البياض، دفع الرجال قيمة المتاع قطعا من الفضة والنقود.
عبود كان يكبر الاطفال ببضعة سنين واطلق عليه الرعاة البدو لقب (امسيمير) في وقت مضي ولا يعرف احدنا الاسباب!، ذكر لي امحيميد انه قد يكون تصغير للمسمار حيث يذكر ان عبود له (قطية) من اثر الحلاقة كما يفعل البدو باطفالهم بترك شعر المنتصف يتدلي ويحلقون البقية.
لا اذكر متي غادر عبود امسيمير الديار ، ولكني اذكر ان والدته اوقدت نارا اجتمع عندها نسوة البادية وهي تنتحب وتقول شعرا حزينا. قيل لنا ان عبود ذهب الي الخرطوم، وان ذلك المكان به خلق كثير ويجتمع فيه اشرار الناس. كان الامر اشبه بالاساطير التي تحكيها والدتي. يقول الطاهر ان ابن اخيه حيماد ذهب الي تلك الاصقاع ودهسته سيارة وهرب سائقها ولم يكترث الاخرون، وقيل ان امرأة تعمل موظفة في احدي بنوك تلك النواحي احبت رجلا من البدو وسحرته ولم يعد يتذكر امه وابيه، كانت تلك الليلة طويلة ونحن نسمع تلك الأعاجيب وهي اكبر مما يمكننا تخيّله حتّى لو كان في نطاق الحكايات التي ترددها جدتي امهاني لتخويف الصغار.اعتاد الرجال ان يذهبوا الي ديار الفزان ويجلبون الخيم والمشمعات وبعض الروائح الفرنسية والمحلب والصندل، لكن الامر اشبه بالانتحار عندما يتطرق احدهم الي الخرطوم، وكأن تلك الديار تتلبسها روح الشيطان والفقر!، وذكر بعضهم ان لصا سرق امرأة كل ما تملك وهرب بعيدا لا يلوي علي شئ وان رجلا عجوز شق احدهم جيبه بالة حادة ولكنه لم يكتفي بذلك فقام بجرح الرجل علي وركه وتركه يغوص في بركة دمائة ومات العجوز والناس من حوله جيئة وذهابا. اذكر ان عثمان شقيق امحيميد قد اتاه سلطان الخوف اثناء النوم وتبول علي فراشه من اثر تلك الحكاوي المفزعة.
عاد الرجال او الكهنة بعد اسبوع، وعند طريقهم الي بيت امديخير لشراء (عنزة) رقطاء لمح احدهم ام ضيفان وهي تتوكأ علي (حنفة) ملوية صنعها يوسف الحريز من شجرة رتم كانت مغروسة علي طرف البادية، تحدث الكاهن الي احد الرجال بلغة عربية مكسرة وفيها الكثير من اللحن، لا اذكر ما قاله الرجل ولكني اذكر ان الطويح شقيق عبود الصغير اصطدم بالكاهن اثناء السباق والجري خلف الحريز، وصف الطويح بان للكاهن رائحة نفاذه تنبعث من جلبابه ونها مثيرة للاشمئزاز، علمنا فيما بعد ان الكاهن قال للرجل انه يستطيع ان يعالج ام ضيفان بعد ان يدفع والدها جمل عنافي وقعود لصديقه، وان يبحث عن ديك ابيض وقطة سوداء تعيش علي سفح جبل العوينات، كان الامر مشوقا وجذابا لطالما احببت تلك الصغيرة ام ضيفان وكم هو جميلا ان يعود عبود ويستطيع معانقة ام ضيفان من جديد. لم اعد اري الكهنة مرة اخري، في تلك البادية اذا ارتحلنا مع والدي الي ارض فاس حيث جاء رجال واخذونا علي عجل وقيل ان صديقا لوالدي وهو من الرجال الصالحين يحتضر فامر ابناءه ان يحضر وصيته والدي، مكثنا عدة شهور او سنة في تلك الديار ثم عدنا الي البادية.
حل وقت لم يعد لي اصدقاء في البادية وكنت اتطلع بشغف عودة عبود، ادعي رجلا من البوادي القريبة من وادي العطاش انه سمع عن عبود اخبارا سارة ، وعند الفجر رايت ام عبود تشد الرحال هي وابنها منصور الي تلك البادية، وعند وصولها علمنا انها لم تلتقي بذلك التاجر ولكنها كانت فرحة بتلك الاخبار.
وعند شروق يوم جميل بعد بضعة سنين جاءت ام ضيفان وهي تتوكأ علي عكازتها الي خيمة ابي ، لام ضيفان وجه اشبه بالقمر ولها عينان واسعتان تحملان كل جمال الدنيا وشعر ناعم كثيف يغطي تلك العينين الجميلتين جاءت وارتمت علي احضان ابي وهي تنظر الي فرح وتقول عبوي خيي حل، لم اسمع بقية الجمله وانا اركض الي طرف البادية، قابلني عبود وهو يستل مسواك ومعجونا من جيب شنطته السوداء، درت حول عبود الذي لم يعد عبود امسيميير واخذت انظر اليه وبدأ رجلا كاملا له شارب صغير ويرتدي بنطالا وقميصا نظيفا.
كنت والطويح نشعر بخيبة امل عندما علمنا ان عبود لم يعد يجلس بالبادية كثيرا وقد بدأ اكثر تحضرا ويذهب كثيرا الي الاسواق الاسبوعية وكان يحمل معه شنطه علي ظهره ويكتب علي قرطاس ملاحظاته وكان كثيرا ما يذهب الي بعض الاودية ويحمل بعض الصخور ويجري عليها بعض التجارب. يقول ابي ان عبود لن يمكث في البادية كثيرا ، وعند المساء يجتمع الرجال والنساء يتسامرون ويشربون الشاي الاخضر مع المنون جاء عبود وبدأ اكثر صمتا ، وقال لي ابي ان لعبود صمت العلماء وكانت هذه العبارات وأمثالها هي الوصف الأكثر تفصيلاً لحياة عبود في المستقبل.

Post: #2
Title: Re: عبود امسيميير (قصة قصيرة)
Author: Elsanosi Badr
Date: 10-02-2017, 03:46 AM

انتهت

بسمارك ، الاول من اكتوبر ٢٠١٧

Post: #3
Title: Re: عبود امسيميير (قصة قصيرة)
Author: Elsanosi Badr
Date: 10-02-2017, 11:58 AM
Parent: #2

+++

Post: #4
Title: Re: عبود امسيميير (قصة قصيرة)
Author: Elsanosi Badr
Date: 10-02-2017, 11:19 PM
Parent: #3

+++
لحين ميسرة

Post: #5
Title: Re: عبود امسيميير (قصة قصيرة)
Author: Elsanosi Badr
Date: 10-04-2017, 11:41 PM
Parent: #4

قيل ان احد الهمباته العتاة في لحظات الاحتضار طلب المصحف الشريف مسكو حضنو وقال :-
يا من انبت الزرع المخدّر فرعو ..
يا من بدل الدم باللبن فى ضرعو ..
يا رازق الخلوق حتى المخالفين شرعو ..
اسقى عرق شجر تى الديمة يابس فرعو..