2 مأسورٌ في جَفنِ هواكِ وأراني أبداً بِجِناحِينِ كما الطّائِرِ.
3 لا مناص الشّارِعُ سيكسبُ في جولتِنَا الأخِيرةُ لإِثباتِ حقِّهِ في التّدحرُجِ على الضّوءِ والماءِ.
4 لا أرى الشّارِعَ اللّيلةَ ترى أين يختبِئُ؟
5 قَصِيدةٌ هارِبةٌ ---------- والضّبابُ يترامَى بين اﻷصابِعِ والرُّوحِ تسلّلتْ من شَطِ أخيلتِي البعِيدةِ قصِيدةٌ أين يدُهَا التي هدهدتْ شغبِي وعيناهَا وهُمَا تُروِضانَ غضبِي وخصرُهَا وهو يُخثِّرُ نزقِي بل أين أرِيجُهَا وهو يحثُو الأشجانَ على نبضِي.......... ................. .......... ........................... أين قصِيدتِي؟
6 مغمُورٌ الآن في ماءِ الأسَى الآسِنِ تُدغدِغُنِي حِيتانُ الأشجانِ بِحراشِفِهَا وبِقلبِي المكشُوفِ يتلاعبُ اِنهِمارُ الظُّلُماتِ..
7 أُغنِيّةُ الرّعشةِ ------- الضّحِكُ المُجرّحُ على عينِيهِ فتِيلُ اللّيلِ، وزاوِيةُ النّايِ، وأُغنِيّةُ النّومِ. يشُدُّ بِيسرٍ بردَ اللّيلةِ لِيُواري جُوعَ القلبِ عن الأبوابِ ويبدأُ في سَردِ الحُلْمِ النّاشِبِ: ما ثمِلَ العُشاقُ بِشبقِ الرّعشاتِ بِقُبلِ الشّغفِ إلا وارتجَ فِراشِي بِنبِيذِ الشّوقِ شملتنِي الأيامُ.
8 والذي فُرشاتُهُ الخيالُ سيحتشِدُ الضّوءُ بِأصابِعِهِ لِيرُصّهُ على أجنِحةِ الغيمِ أنجُمُ مُسافِرةً لِلاِنعِتاقِ
9 كُنّا عند البابِ نفسِهِ حين أطرقَ الشّجرُ وأنصرفَ.
10 مرايا مرايا مرايا لا ترانِي أو أراهَا، إن غشِيتَهَا لِقراءةِ بعضَ الزُّوايَا، أو عبرتَ قُربهَا، حتى وجهِ الماءِ سيهُزُّهُ الموجُ. مرايا مرايا مرايا مر ا ي ا
11 غِبتُ فزارتكَ عاصِفةٌ من غِيابٍ أوجدُكَ.
12 لا نارٌ تبلُغُ قِمّةَ جُبِّ الحُبِّ خلا حنِينِينَا.
13 في أحدِ جُيُوبِ بِنطالِكَ ثمّةَ ورقةٌ مطوِيّةٌ بِعِنايةٍ لا تفتحُهَا أبداً!
26 اتلفّتُ في وجلٍ صوبَ غِناءٍ يضرِمُ في الرُّوحِ الشّجنَ كُلِّي في الجِهةِ الأُخرَى من قلقِ القلبِ أُرتِّبُ لِليلِ نوافِذَ من أصواتِ الوردِ وإن اللّحظةَ أزفتْ كي يُزهِرُ هذا الشّجنُ نبِيذاً أو كوثرَ.
27 سُقُوطٌ ما... ------- 1) لقد سقطَ في الحُفرةِ طِيلةَ الأيّامِ الماضِيةِ ظلّ يراهَا بِعينِيهِ ويعرِفُ أنّهَا بِاِنتِظارِهِ متى تعِبَ من الدّورانِ حولهَا فإنّهُ سيسقُطُ إلى قعرِهَا طائِعاً كان عليهِ أن يُحاوِلَ مرةً أُخرَى فمن المُحتملِ أن تكُونَ تلكَ هي المُحاولةُ النّاجِحةُ في أحدِ النّهاراتِ التي حملتْ الشّمسُ عتادَهَا كُلُّهُ وتبرّجتْ فوقَ الرّؤُوسِ سقطَ.. 2) مهما اِتّسعتْ حِيلةُ هذه المرأةَ فإن اِنتِباهَهَا الزّائِدُ لأثرِ جمالِهَا المُدمِّرُ كان سيقُودُهَا حتماً إلى السُّقُوطِ أكثرَ من قلبٍ كُنتَ تراهَا أنتَ كقلمٍ معزُولٍ تمشِي بِحبرِكَ على القراطِيسِ تُدوِّنُ حالَهَا المحصُورِ في الأثرِ لهذا خُلقِتُ واِنتصبتُ غيرَ آبِهٍ لِدقّاتِ قلبِكِ الُأنبُوبِيِّ كُلّمَا رأيتُهَا أنّهُ رجُلٌ حدِيدِيُّ الملامِحِ يحتفِظُ بقسماتِهِ بِشكلٍ واحِدٍ لا يتغيّرُ مُتعاطِياً بِهِ مع أحاسِيسِهِ الشّتّى تأتِي أحادِيثُهُ كأنها مكتُوبةٌ على ورقةٍ ويقرأهَا كُلّهَا بِحِيادٍ عجِيبٍ لم تفلح على الإِطلاقِ في معرفةِ الأثرِ عليهِ فسقطتْ.. 3) وقعتْ على زاويةٍ غافلتَهَا سدّدتُ نزفَهَا لِعِطرٍ يُغرِقُنِي في قِنِّينةِ النّزقِ. اِمرأةٌ تُربِكُ الدّمَ تُحوِّلُ الشّواطِئَ في قلبِي لِموجٍ عاصِفٍ فأتُوهُ في أتونِهِ أصنعُ من حانةِ قلبِي زوارِقَ تتحطّمُ على الورقِ.
28 أجمعُ من الشّارِعِ اِتِّجاهاتِي وأدُسُهَا بِيدِ الشّجنِ عسى أن يصُبَّ على نبضِي زيتَ الغُرُوبِ.
29 كتبنا فما جدوَى الكِتابةِ إن لم تُخرِجْ يدَهَا لِتنتشِلَ رُوحاً من السُّقُوطِ في الشُّوكِ. كتبنا فما ابتسمتْ حُرُوفٌ بِوجهٍ مقرُورٍ أو تكومتْ أعلاهُ كغِطاءٍ. كتبنا وهل لِلكِتابةِ من ساقٍ فتمشِي على حقلِ ألغامٍ وتحوُّلُهُ لِزهرٍ؟ كتبنا الخارِجُ حرُّ رُوحٍ، والقابِعُ في القلبِ قُروحٌ، والقادِمُ من كُلِّ حدبٍ وصوبٍ أسىً. كتبنا يا (رِيم اللواتي) فما أجابتْ إلا الحربُ.. ف ك ت م ن أ
30 قالَ: ها أنا أنزعُكِ قِطعةً قِطعةً من ذاكِرتِي ولا يسألنَ أحدٌ عمّا بقِي من أسلاكٍ تتّصِلُ بِالقلبِ.
31 قالتْ: جفتْ حياتُكُمْ، فأنزلتَ شارِعِي المطوِيِّ إِليَّ. فلم أقُلْ شيئاً. قالتْ: تحوّلتُمْ جمِيعاً لِطُيُورٍ جارِحةٍ، أتعبنِي زيفَكُمْ، تتكلّمُونَ كالعصافِيرِ، وتطعنُونَ من الوراءِ حتى ظِلالِكُمْ. فلم أقُلْ شيئاً. قالت: بِغِيابِي المُحتّمِ عن المشهدِ ستُطمّرُونَ سرِيعاً وُجُوهكُمْ في الأوحالِ أكثرَ، ويأتِي سُوءُ الخِتامِ في رمشةِ خفقٍ. فلم أقُلْ شيئاً اِنصرفتُ وراءَ ظِلِّي أتبعُهُ حتى دلفنَا الظّلامَ.
32 الكارِثةُ ---- الكارِثةُ على نافذِتِكَ في حِرصِهَا على الاِنتِظارِ إبراقٌ لِقلبِكَ أن يتهيّأَ. لن تُعوِّلَ على هَرمٍ قد يُلحِقُ بِهَا أو داءٌ يُسقِطُهَا لا تقُلْ: رُبّمَا حنّ قلبُهَا. الكارِثةُ أن تغفِلَ عن النّافِذةِ تُواربُهَا لِمُؤامراتِ الطّيرِ والضّوءِ والهواءِ الألِيفِ... الكارِثةُ تقوقُعُكَ وراءَ البابِ ونِسيانُ النّافِذةِ.
33 الحياةُ الوفِيرةُ ----- أنا حيٌّ حبِيبتِي فأصابِعِي بِاِتِّجاهاتِهَا جمِيعاً ساعِيةً نحو الأزمِنةِ الهارِبةِ في السُّطُورِ. والزّهرُ النّضاحُ الذي ربّيتُهُ مُذْ كُنتُ شاطِئاً راكِضاً بِعينِي أُنثاي فكبُرَ وأضحَى أرِيجاً ثرثاراً في أورِدتِهَا. ولِلتأكُدِ أكثرُ فقد خرجتُ جافَ الحوافِ والجوفِ من حُلمٍ وافِرِ الرّعدُ والمطرُ. وأيضاً تشتّتَ بعضُ دمِي قُدّامِي حين أردتْ رُصاصةُ البُؤُسِ فُؤادٌ بِلادِي وأيضاً وأيضاً.... ها أنا حيٌّ حبِيبتِي أمشِي في جُثثِي.
34 شجرٌ كثِيرٌ يركُضُ في فمِي فيما يدِي بعثرتِ المساراتِ ساقتْ النّهرَ إلى حيثُ أذكُرُكِ يتأوّهُ مِعطفُ اللّيلِ تأخُذُنِي ألسِنةُ اللّهبُ.
35 شغلنِي شُغلٌ كُنتُ أشغلُهُ فاِشتغلتْ بِشاغِلٍ أُشاغِلَهُ من مرّ على حُطامٍ أحذرُهُ شتّتَ بِالقلبِ جُلَّ جرائِرَهُ
36 أن تمشِي على قدميكَ في الشَّارِعِ يعنِي أن تمنحَهُ ثِقلَكَ كُلِّهِ وظِلِّكَ وهو لن تخفَى عليهِ اِبتِسامتَكَ ال(بلهـ)اءَ.
37 قال: ستحتاجِينَ إليّ لِبسطِ الخرِيطةِ على النّافِذةِ حتى تُحلِّقِينَ إلى الجِهةِ المُعيّنةِ فيهَا ولن أتبعُكِ.
41 اِشتكَى لِلعصافِيرِ من سِنارةِ الوقتِ التي غمزتْ جسدَهُ ونسِيتْ رُوحُهُ طِفلةً.
42 لماذا خرجتْ عليهُمْ من أدمُعِكَ الجهِيرةِ.. مُعبّأٌ بِالاغتِباطِ؟ أتحسبُ أنّ الرِّياح ستأخُذُ حدِيثَ اِعتِلائِكَ شمسَ الشُّجُونِ وأنتَ تشِفُّ عن حذرٍ إهابُهُ النّدمُ؟
43 إلى ميسون النجومي وأحمد النشادر ذات صورة لقراءة وإنصات متأمل وإلى مأمون التلب برضك... ---------- و تقرأونَ و تقرأونَ وتقرأونَ تنصُّتُ الأذهانُ والـأرواحُ والعُيُونُ وترقُصُ المُوسِيقى بِكُلِّ حرفٍ ترقُصُ المدائِنُ الشّبابِيكُ والمآذِنُ الكنائِسُ واللُّحُونُ... فسلامٌ على كُلِّ مُقرئٍ لِلشِّعرِ يُقيّدُهُ بِالحرفِ فيُفلِتُ من صوتِهِ إلى براحاتٍ أكثرَ من الظُّنُونِ . . .
44 أنا لا ألهُو بينَ حُرُوفِي أتقافزُ كنِسناسٍ مخموشِ الوحشةُ ضالاً عن براريّهِ أنا منسِيٌّ على حافةِ أُغنِيّةٍ حالما تبدأُ في النُّهُوضِ من دِمنِهَا حتى يهرُبُ النّاسُ عن حواسِهم ويلجأونَ إلى الاِختِباءِ بين صخبِهِمْ وأفكارِهِمْ الميّتةَ قد أسقطُ عن حافةِ هذه اﻷُغنيّةِ بِقارِبِ أحدَ الهارِبِينَ تماماً حتى يشخُبُ يتقعّرُ وينطفِئُ دُفعةً واحِدةً...
45 اِشتكَى لِلعصافِيرِ من سِنارةِ الوقتُ التي غمزتْ جسدَهُ ونسِيتْ رُوحُهُ طِفلةٌ.
46 أنتصِرُ أخِيراً على فيالِقِ القلقِ وأنامُ تحرُثُنِي يقظةُ الكوابِيسِ.
47 كأن البيتُ حين زُرتنَا مشى إلى الشّارِعِ وأكملَ حتى بلغَ ملعباً وأتى إلى قلبِي بِنشوةِ الفائِزِينَ ثم عرّجَ على حانةٍ سيُقِيمُونَهَا بعدَ عِشرِينَ عامٍ وجاءَ بِالثُّمالةِ كُلِّهَا وحِينَ مرّ على بنكٍ بِنهايةِ الدّوامِ، خطفَ لِعينِي فرحةَ رجُلٍ اِستلمَ لأولِ وأخرِ مرّةً مبلغَ شِيكٍ مسرُوقٌ بِمبلغٍ خُرافِيٍّ... اللّحظةُ كأنِي دخلتُ على حُلمِ رُبّانِ سفِينةٍ أنقذُهَا من النّجاةِ ومُحاوراتُ الشّاطِئِ ثانِيةً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة