قراءة حول انفصال اقليم دارفور ومآلاته،،

05:07 PM September, 22 2017

سودانيز اون لاين
النعيم موسى-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

===========================

كثر الحديث مؤخراً عن إمكانية انفصال اقليم دارفور عن السودان بكل جماله وروعته وأشكاله وانواله وسحناته، وساق اصحاب هذه الفكره الكثير من الشواهد التي تدعم رؤيتهم ونزعتهم الانفصالية. وفِي الواقع دارفور تملك مقومات الدولة من ناحية التاريخ والجغرافيا والثروات والإنسان، فدارفور كانت دولة مستقلة حتى العام 1916 موقعها الجغرافي متميز بثرواته الزراعية والحيوانية والمائية والمعدنية الهائلة لا بل هي مؤهلة لان تكون دولة اكثر من دول قائمة أصلاً
وليتحقق هذا الانفصال اول خطوة هي اتفاق غالبية أهل دارفور ان لم يكن كلهم بمكوناتهم الافريقية والعربية على موضوع وحدة وحدة الإقليم وقيام دولة المواطنة والمساواة في الحقوق، وهذا امر لم يحدث بعد وفِي غيابه يصبح امر الانفصال في غاية التعقيد وأقرب الى المستحيل.
ولكن في المقابل هنالك أقلية من أبناء الإقليم يرفضون هذا المقترح وبشده وذلك لعدم ضمانهم قيام دولة عادلة آمنة مطمئنة فيها حرية ومساواة لعدم اتفاق الأطراف على مبدأ الوفاق والسلام الشامل، اذ لا توجد حتى الان قياده موحده للإقليم وما يثير القلق عدم وجود قياده رشيدة ذات طابع سيادي وخبرة سياسية لدولة وليده وان يكون مركزها يعبر عن مصالحهم ، وخوفهم ان تقف الدولة بقوانينها ومؤسساتها على مسافة واحده من اجلهم.
إذن الرهان على انفصال الإقليم من عدمه يقع على عاتق القبائل القبائل العربية داخل الإقليم إذ كانت ولازالت في تحالف مستمر مع حكومة الاخوان المسلمين تحالف مبني على المصالح الشخصية فقط في حقوقهم داخل الإقليم ومن الممكن تزول هذه المصالح قريبا وتنقلب الآية ويتم التصويت للانفصال من جانبهم وتكون الكفة الأرجح وفيما بعد سيُكَوّنون نواة اقتتال جديده من اجل السلطة والثروة و محاولتهم الظفر بحكم الإقليم او الدولة الجديدة ضد الاثنيات الاخرى، بمعنى نموذج لجنوب آخر سيتكرر ويولد صراع قبلي وفراغ سياسي داخل الإقليم وما موقف جنوب السودان الدولة الوليدة ببعيد عن الاذهان. إذ ان ما بين القبائل الافريقية والعربية في دارفور ما صنع الحداد منذ اندلاع الفتنة في العام 2003 فهم لا يزالون يحملون ذكريات الاغتصاب والقتل وهتك الأعراض فيما بينهم ذكريات عن تلك الفترة المريرة والأليمة تقشعر لها الابدان ، فالغبائن والضغائن بين الطرفين كبيرة وعظيمة تمنع الطرفين من قيام دولة موحده او أي اتفاق على اي من الخيارات المطروحة لقيام دولة دارفور لان مابينهما جفوه كبيرة سببها حكومة الاخوان وجزء من المعارضةوحتى القبائل العربية نفسها فى دارفور توجد بينهم جفوة كبيرة ومشاكل الان ولمن يقرأ تاريخ دارفور فان المشاكل والنزاعات القبلية قديمة وليست جديده بل تتجدد مع كل حدث ولكن الجديد في الامر هذه المره دخول الحكومة وأطراف اخرى من المعارضة لا نريد ان نسميهم هم يعرفون أنفسهم جيدا دخلوا كطرف ثالث في النزاع بطريقة همجية وقمعية كمكايده سياسية من أجل انتزاع كرسي السلطة وذلك بتحويل الصراع من قبلي طائفي الى صراع سياسي بحت ، دخلوا مع الحكومة كطرف في النزاع بدلا من ان يدخلوا محايدين وتلجأ اليهم القبائل المتناحرة كوسيط لحل القضايا العالقة وذلك ما عقد القضية و ضخمها اعلاميا ودوليا ،
إذن هناك نزاع آخر قادم اذا انفصل الإقليم ،،

#FEPS_ORG